اليوغا عالم الصحة والجمال.. إليكِ تأثيراته الإيجابية على صحة المرأة السعودية
انتشرت اليوغا عبر العالم واستقطبت ملايين الممارسين المنتظمين فهي تسوَّق باعتبارها ضرورةً لا بد منها لكل الباحثين عن حياة صحية وأوزان سليمة. ولا يُعرف تاريخ ظهور اليوغا على وجه الدقة لكن ثمة دلائل على أن الهنود ابتدعوها وطوروها، ووضعوا نظريات لها منذ آلاف السنين.
اليوغا رياضة بدنية صاعدة في السعودية باتت تلقى رواجًا كبيرًا، ومع ارتفاع نسبة الوعي بفوائدها ازداد عدد أنديتها في السنوات الأخيرة. القاعدة الذهبية لهذه الرياضة والتي تميزها عن الرياضات الأخرى هي التدرب على تقنية التنفس العميق الذي يسمح بإيصال الأوكسجين إلى الدماغ فيحفز نشاطه وقدراته.
تسعى بعض النساء السعوديات عبر اليوغا إلى التخفيف من نسبة القلق لديهن. وتجد ممارِسات اليوغا فيها علاجًا لأوجاع الرأس والرقبة والظهر، إضافة إلى ممارسة تلك الرياضة تتيح الوصول إلى حالة توازن فكري وتمنح مرونة جسدية.
من هذا المنطلق، سنستعرض عبر موقع " هي " التأثيرات الإيجابية لتمارين اليوغا على المرأة السعودية، بناءً على توصيات مدربة اليوغا مرام علي من القاهرة؛ وأيضًا مقتطفات لعالم اليوغا في السعودية، والتي انتشرت عبر النت ومواقع التواصل الإجتماعي خلال الآونة الأخيرة.
التأثيرات الإيجابية لتمارين اليوغا صحة المرأة السعودية
وبحسب مدربة اليوغا مرام، باتت اليوغا، وهي ممارسة قديمة متجذرة في الفلسفة الهندية، منارة للصحة والعافية للناس في جميع أنحاء العالم. إن منهجها الشامل في الجمع بين الأوضاع الجسدية وتمارين التنفس والتأمل يجعلها جذابة بشكل خاص. بالنسبة للنساء السعوديات ، تقدم اليوجا فوائد فريدة ، ومعالجة مخاوف صحية محددة عبر مختلف مراحل الحياة. تتعمق هذه المدونة في كيفية أن تكون اليوغا أداة تحويلية في تعزيز صحة المرأة السعودية ، جسديًا وعقليًا على حدًا سواء؛ لتحقيق التأثيرات الإيجابية التالية:
تحسين المرونة والقوة للمرأة السعودية
- بناء العضلات: اليوغا فريدة من نوعها في نهجها لبناء القوة. تعمل الأوضاع مثل وضعية اللوح، والمحارب، ووضعية الشجرة على إشراك مجموعات عضلية متعددة، مما يؤدي إلى تقويتها بمرور الوقت دون الضغط الذي قد تسببه التدريبات عالية الكثافة.
- مرونة محسنة: ممارسة اليوغا العادية تزيد تدريجيًا من المرونة. تعمل الأوضاع مثل وضعية Downward Dog وPageon Pose على تمديد العضلات وإطالة أمدها، وهو أمر مفيد بشكل خاص للنساء السعوديات اللاتي قد يُعانين من تصلب أو آلام المفاصل.
- الوقاية من الإصابات: هذا المزيج من القوة والمرونة هو المفتاح في منع الإصابات. العضلات القوية والمرنة أقل عرضة للإجهاد والالتواء، وهو جانب حاسم للحفاظ على نمط حياة نشط في أي عمر.
التوازن الهرموني
- تنظيم نظام الغدد الصماء: تطرح اليوغا التي تنطوي على التواء وضغط البطن ، مثل:"وضع الجسرأو وضع الطفل"، ويعتقد أنه يحفز الغدد الغدد الصماء ، مما يساعد على تنظيم الإفرازات الهرمونية.
- الحد من الاختلالات الهرمونية المرتبطة بالتوتر: بما أن التوتر يمكن أن يدمر التوازن الهرموني لدى المرأة السعودية، فإن فوائد اليوجا في تقليل التوتر "من خلال التنفس اليقظ والتأمل" تساهم أيضًا في التنظيم الهرموني.
تخفيف الدورة الشهرية
- تخفيف التشنجات: يمكن لأوضاع التمدد والاسترخاء اللطيفة أن تخفف من التوتر في عضلات البطن، مما قد يساعد في تقليل تقلصات الدورة الشهرية. تعتبر الطية الأمامية ووضعية السمكة من الأمثلة الممتازة.
- تنظيم الدورة الشهرية: ترتبط ممارسة اليوغا بانتظام أيضًا بدورات شهرية أكثر انتظامًا، لأنها تعزز التوازن الهرموني العام وتقلل من التوتر، والذي يُمكن أن يكون عاملًا في دورات غير منتظمة.
الحمل والتعافي بعد الولادة
- اليوغا قبل الولادة: تركز هذه الفصول على الأوضاع الآمنة والمفيدة أثناء الحمل. فهي تساعد في تقوية العضلات المستخدمة أثناء الولادة، وتحسين الدورة الدموية، وتعزيز الصحة العامة. كما تعمل تمارين التنفس على إعداد النساء السعوديات للمخاض.
- اليوغا بعد الولادة: يُمكن أن تساعد على تقوية قاع الحوض، وتحسين القوة الأساسية، وتعزيز مستويات الطاقة. كما أنه يوفر فوائد عاطفية، ويوفر إحساسًا بالمجتمع والدعم للأمهات الجدد.
الحد من التوتر
- التأمل والليقظة: تتضمن اليوغا الذهن والتأمل ، والتي تعد مفتاحًا في إدارة الإجهاد لدى المرأة السعودية.
- الجانب المادي: تلعب الممارسة البدنية لليوغا أيضًا دورًا في تقليل الإجهاد. إن ممارسة النشاط البدني، وخاصة النشاط الذي يتطلب التركيز والوعي الجسدي، يمكن أن يصرف الانتباه عن الضغوطات اليومية للنساء السعوديات.
- التأثير الهرموني: تساعد اليوغا على تقليل مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الأساسي في الجسم. هذا التخفيض ليس فوريًا فحسب ، بل يمكن أن يكون له فوائد طويلة الأجل إذا تم ممارسته بانتظام.
تحسين المزاج
- تعزيز مستويات السيروتونين: تحفز اليوغا إنتاج السيروتونين، وغالبًا ما يشار إليها باسم هرمون السعادة. تطرح ما ينطوي على انقلابات أو تلك التي تزيد من تدفق الدم إلى الدماغ بشكل فعال.
- مكافحة الاكتئاب والقلق: ثبت أن ممارسة اليوغا بانتظام تخفف من أعراض الاكتئاب والقلق. مزيج من النشاط البدني، والتنفس المركز، والتأمل يمكن أن يخلق شعورًا بالرفاهية والتوازن العاطفي.
- الجانب المجتمعي: يمكن أن تساهم المشاركة في دروس اليوغا أيضًا في تحسين الحالة المزاجية من خلال تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والانتماء،وهو أمر ضروري للصحة العقلية لدى المرأة السعودية.
التركيز المعزز والعقل
- تحسين التركيز: تتطلب اليوغا مستوى عالٍ من التركيز، سواءً كان ذلك محتجزًا أو يركز على التنفس أو ممارسة التأمل. يمكن أن يترجم هذا إلى تحسين التركيز في مجالات أخرى من حياة المرأة السعودية.
- اليقظة في الحياة اليومية: يمكن تطبيق مبادئ اليقظة، مثل: "العيش في الوقت الحالي، وتعزيز الوضوح العقلي، وصنع القرار".
- تقليل الفوضى العقلية: من خلال تشجيع الحالة الذهنية من الهدوء والتوازن، تساعد اليوغا في تصفية العقل من الفوضى غير الضرورية، مما يسمح بتركيز وإنتاجية أفضل.
قبول الذات وإيجابية الجسم
- رحلة إلى الداخل: اليوغا ليست فقط عن المواقف المادية. إنها يتعلق أيضًا باستكشاف الذات الداخلية. يمكن أن تؤدي هذه الرحلة إلى الداخل إلى قبول أكبر لجسد المرأة السعودية ونفسها، بغض النظر عن معايير الجمال المجتمعية.
- صورة الجسم الإيجابية: تساعد الممارسة المنتظمة في تقدير الجسم لقوتها وقدرتها، بدلًا من مجرد مظهرها. يعد هذا التحول في المنظور أمرًا تمكينيًا، خاصة في الثقافة التي غالبًا ما تقدر المظهر الجسدي على الصحة والرفاهية.
اتصال مع الذات الداخلية
- تعزيز الوعي الذاتي: تشجع اليوغا اليقظة الذهنية، والتي بدورها تعزز فهمًا أعمق لأفكار المرأو السعودية، وعواطفها وردود أفعالها. هذا الوعي الذاتي هو مفتاح الاستقرار العاطفي والمرونة.
- التوازن الحركي: من خلال التحكم في التنفس والتأمل، تساعد اليوغا في إدارة العواطف، مما يؤدي إلى حالة ذهنية أكثر توازنًا ومركزة.
المجتمع والدعم
- الشعور بالانتماء: غالبًا ما تعزز دروس اليوجا بيئة مجتمعية حيث تدعم النساء السعوديات، ويحفزن بعضهن البعض. يمكن أن يكون هذا الشعور بالانتماء مريحًا بشكل خاص.
- الدعم العاطفي: إن مشاركة المساحة مع الآخرين الذين يخوضون رحلة مماثلة يوفر الدعم العاطفي، وهو جانب مهم من جوانب الصحة العقلية لدى المرأة السعودية.
مقتطفات لعالم اليوغا في السعودية
قالت مدربة اليوغا فاطمة الشهراني لـ "اندبندنت عربية" أن "اليوجا تجاوزت حاليًا أدوارها التقليدية في الطب الصيني والهندي لتصبح أداةً للطب الطبيعي، تساعد في التخلص من الضغوط النفسية وتعمل على علاج بعض الأمراض كتلك المتصلة بالمفاصل، ونظراً إلى ما حققته ممارستها من انعكاسات إيجابية على الصحة النفسية والعقلية والبدنية للمرء فقد أصبح لها صيت عالمي وتكاد لا تغيب عن قائمة النشاطات التي يُنصح بإدخالها ضمن نمط الحياة اليومية للتمتع بالصحة والنشاط".
وتحظى اليوغا باهتمام معظم دول العالم ومنها البلدان العربية والخليجية وتُستعرَض في يومها العالمي بأشكال مختلفة لكن الجميع متفق على الاعتراف بأهمية اليوغا وبقدرتها على تغيير حياة الإنسان وصحته نحو الأفضل.
ويسعى عدد كبير من النساء وخصوصًا السعوديات في حياتهن المليئة بالضغوطات الجسمانية والنفسية إلى البحث عن وسائل تساعدهن على إعادة المرونة إلى أجسادهن والتخفيف من الشعور بالتوتر وتحسين مزاجهن العام والتخلص من أمراض العصر كالأرق والاكتئاب والقلق ونمط العيش غير المتزن وغير الصحي، إذ أصبحن في أمسّ الحاجة إلى الاختلاء بأنفسهن للاسترخاء والتأمل حتى يستعدن نشاطهن وحيويتهن، وتنفتح عقولهن على عوالم جديدة، فمن خلال التأمل تتجدد طاقاتهن وتبعث فيهن روح جديدة.
من ناحية أخرى، عبرت نوف المروعي رئيسة اللجنة السعودية لليوغا، عن سعادتها باختيارها ضمن الخمس سيدات الأكثر تأثيرًا في مجال اليوجا على مستوى العالم، وذلك على هامش احتفاء الوكالة الوطنية للاستثمار التابعة لحكومة الهند باليوم العالمي لليوغا.
وقالت نوف في حديث لـالشرق الأوسط: "أشعر بالفخر الكبير والامتنان للقيادة في المملكة بتواجدي ضمن السيدات الأكثر تأثيراً في مجال اليوغا وأن أكون أصغرهن سنًا، وأن أُمثل وطني الغالي؛ فهذا هو حلم كل رياضية سعودية وإن دل على شيء فهو يدل على التمكين العظيم في بلدي، بوجود مظلة رسمية لليوجا بوزارة الرياضة ترأسها وتتلقى الدعم المتواصل لتحقيق الاستراتيجيات في مجال الرياضة، والتي أستطيع من خلالها نشر اليوجا للمجتمع، وتمكين السيدات من التطور في هذا المجال".
وأضافت: "اهدي هذا الإنجاز لوطني الغالي وجميع الرياضيات السعوديات؛ فهذا الإنجاز ينعكس إيجابيًا على المرأة السعودية فخرا وإلهاما".
وتابعت: "مستقبل اليوغا في المملكة مزدهر؛ حيث لها شعبية كبيرة، فعلى سبيل المثال شهدت احتفالات اليوم العالمي لليوغا العام الماضي حضور عشرات الآلاف من جميع شرائح المجتمع".
يذكر أن المروعي حصلت على أعلى رابع وسام مدني (جائزة البادماشري) من رئيس الهند السابق السيد رام كوفيند عام 2018، تقديرًا لجهودها في التعريف برياضة اليوجا في السعودية والعالم العربي، وهو يعتبر وسام نبل وسلام وجائزة رفيعة المستوى في آسيا، وتلتها جائزة جوهرة (اليوغا راتنا) اليوغا من الاتحاد الآسيوي لليوغا عام 2018، وهي جائزة إقليمية مهمة في مجال اليوغا تسلمتها في بطولة آسيا لليوغا عام 2018، مقدمة من حاكم ولاية كيرلا في الهند، وتعد نوف أول أجنبية في تاريخ الهند تحصل على هذا الوسام في مجال اليوغا.
وباختصار، تقدم اليوغا نهجًا شاملًا للصحة البدنية للنساء السعوديات تحديدًا. إن طبيعتها منخفضة التأثير، إلى جانب فعاليتها في بناء القوة والمرونة والتوازن الهرموني، تجعلها ممارسة مثالية للنساء السعوديات في جميع الأعمار ومراحل الحياة.سواءً كان ذلك في إدارة عدم الراحة في الدورة الشهرية أو التنقل عبر المطالب الجسدية للحمل والتعافي بعد الولادة، أو الحفاظ على الصحة الجسدية العامة ببساطة، فيمكن أن تكون اليوغا أداة قوية في ترسانة العافية للمرأة السعودية.