لتفادي أضراره الخطيرة على رشاقتكِ.. تعرفي على مرض بوليميا العقل
تتميّز النساء المصابات بالبوليميا باهتِمَامِهن بأوزانهن بشكل مُستمِر، ويكّمن سَبب ذلك في كونهن يخفنّ من زيادة مفرطة في الوزن، وذلك بالرغم مِن كَون أوزانهن غالبًا ما تكون في الحقيقة طبيعية.
إن العلامة المُميِّزة للإصابة بالنَهَم العصبي المُصطَلح الطِبي هو" بوليميا نرفوزا أو بوليميا" هي إصابة المرأة بِنوبات متكررة من الأكل الشرِه. فالنساء اللاتي يُعانين من البوليميا يتناولن كميات كبيرة من السعرات الحرارية خلال مُدّة زمنية قصيرة، وغير قادرات على التحكم في نوبات الشراهة في الأكل، وعلى تحديد نوعية، وكمية الطعام التي يتم تناولها؛ حيث غالبًا ما تحاول المصابات بالبوليميا إخفاء إصابتهن بنوبات تناول الطعام بصورة قهرية.
من هذا المنطلق، سنُطلعكِ عبر موقع "هي" على مرض بوليميا العقل، وأسبابه وأعراضه، آثاره الساحقة على حياتك اليومية وكيفية علاجه؛ بناءً على توصيات استشاري السمنة والنحافة الدكتور هشام الوصيف من القاهرة.
ما هو مرض بوليميا العقل؟
وبحسب دكتور هشام، البوليميا أو الشره العصبي هو مرض نفسي، يُطلَق عليه بشكل شائع اسم النهّام "الشهية المفرطة" هو اضطراب خطير في الأكل يُمكِنه أن يُهدِّد الحياة. وهذا يعني أن المرأة المصابة به تفقد السيطرة على تناولها للطعام. إذا تتناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة واحدة. ويحدث هذا في السر عادةً، وغالبًا ما تشعر بالذنب والخجل الشديدين. ومن ثم تحاول التخلص من الطعام والسعرات الحرارية الزائدة بطريقة غير صحية، مثل: "القيء أو إساءة استخدام المليّنات"، ويُسمى هذا بالتطهير.
غالبًا ما تظهر بدايات مرض النهام العصبي أثناء فترة المراهقة. حيث تقوم المصابات باتباع حميات غِذائية بشكل كبير بهدف الحصول على أجسام تناسبهن، وفي نفس الوقت يعانين من تزايد نوبات الأكل الشره وتناول الطعام بصورة قهرية.
أسباب مرض بوليميا العقل
وتابع دكتور هشام، لا يزال السبب الدقيق لحدوث الشره العصبي "الشهية المفرطة" غير معروفة. قد تلعب الجينات دورًا في الإصابة به، وغيره من اضطرابات الشهية. وقد تلعب الصحة النفسية والسيرة المرضية للعائلة دورًا أيضًا. وكذلك، قد تلعب الضغوط المجتمعية ليكون الشخص نحيفًا دورها. علمًا أنه غالبًا ما يكون هناك تعاقبًا ما بين مرحلة تكون فيها سلوكيات الأكل عادية، ومرحلة أخرى يكون فيها تناول الطعام بصورة قهرية.
عمومًا، لا تنشأ البوليميا بين عشيةٍ وضُحاها. بحيث أنه من المهم أن تعمل النساء أو الفتيات المصابات على التماس الدعم في وقت مبكر، وذلك لأن نهاية المرض مرتبطة لدرجة كبيرة بسرعة البَدء في العلاج. ومن بين مُؤشّرات بداية محتملة لإِصابةٍ بِاضطِرَاب الأَكل ما يلي:
- عدم رضا المرأة أو الفتاة عن سلوكياتها في تناول الطعام
- تضايق المرأة أو الفتاة من وزنها ونظامها الغذائي
- تضايق المرأة أو الفتاة من شَكل جسمها
- تناول الطعام في الخفاء
- التقيؤ وظهور نوبات تناول الطعام بصورة قهرية
أعراض الإصابة بمرض بوليميا العقل
أضح دكتور هشام، أن أعراض الإصابة بمرض بوليميا العقل "الشهية المفرطة"، قد تشمل ما يأتي:
- العيش في خوف من زيادة الوزن ومحاولة إنقاص الوزن بطرق غير صحية.
- تناوُل كميات كبيرة من الطعام بشكل متكرِّر وغير طبيعي في وجبة واحدة.
- الشعور بفقدان السيطرة أثناء نوبات النهم. فقد تشعر المرأة أو الفتاة بالعجز عن التوقف عن تناوُل الطعام أو عدم التحكم في ما تأكله.
- القيء عن قصد أو المبالغة في ممارسة التمارين بعد الأكل بشراهة حتى لا يزداد الوزن.
- استخدام الأدوية التي تجعل المرأة أو الفتاة تتبول، تُسمى مدرّات البول أو المليّنات أو الحُقن الشرجية، للتبرُّز من دون وجود حاجة إلى استخدامها.
- الصيام أو تقليل السعرات الحرارية أو عدم تناوُل بعض الأطعمة بين نوبات النهم.
- استخدام المكملات الغذائية أو المنتجات العشبية لإنقاص الوزن. وقد تكون هذه المنتجات خطيرة.
الآثار الساحقة لمرض بوليميا العقل على حياتكِ اليومية
أضاف دكتور هشام، يعتبر الإناث أكثر عرضة للإصابة بالنهام " الشهية المفرطة" من الذكور. وعادةً ما تبدأ الإصابة بالنهام في أواخر سن المراهقة أو في مرحلة الشباب. وقد يُسبب مرض بوليميا العقل العديد من المضاعفات الخطيرة بل والمهددة للحياة أحيانًا، أبرزها:
- سوء التغذية
- عدم شعورك بقيمة ذاتك والشعور باليأس أو حتى التفكير في الانتحار.
- مشكلات في التعامل مع الآخرين أو العزلة الاجتماعية.
- عدم شرب السوائل بما يكفي، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثل:"الفشل الكلوي".
- مشكلات في القلب، مثل اضطراب نبض القلب أو فشل القلب.
- تسوس الأسنان الحاد وأمراض اللثة.
- انقطاع الدورة الشهرية أو حدوثها بصورة غير مُنتظمة.
- مشكلات مَعدية مَعوية، بما في ذلك تمزقات في الأنبوب الذي يحمل الطعام، أو ثقب في المعدة أو الأمعاء الدقيقة. كما قد تكون مصابًا بتدلي المستقيم، وهو عندما ينزلق جزء من الأمعاء الغليظة خارج فتحة الشرج.
- تشمل الحالات المرضية التي تحدث إلى جانب بوليميا العقل "الشهية المفرطة" القلق والاكتئاب، واضطرابات الشخصية، أو اضطرابات ثنائي القطب.
الوقاية من مرض بوليميا العقل مسارك الصحيح
أشار دكتور هشام، إلى أنه بالرغم من عدم التوصل إلى طريقة مؤكدة للوقاية من الإصابة بالشره المرضي، بإمكاننا أن ندفع المريضة نحو ممارسة سلوكيات صحية أفضل أو الخضوع لعلاج متخصص قبل أن تزداد الأمور سوءًا؛ وذلك من خلال الإرشادات التالية:
- عززي صورة جسمك الصحية لديكِ، وادعميها بغض النظر عن حجمك أو شكل جسمك
- اكتسبي الثقة بنفسك في جوانب عديدة من شخصيتكِ وليس فقط مظهركِ الخارجي.
- تناولي وجبات منتظمة، وممتعة برفقة العائلة.
- تجنبي الحديث عن الوزن أو شكل الجسم في المنزل.
- تخلص من الرغبة في اتباع حمية غذائية؛ وخصوصًا إذا تضمنتِ سلوكيات غير صحية للحفاظ على الوزن، مثل: " الصيام المفرط، أو تصنيف الأطعمة إلى جيدة أو سيئة، أو تناول مكملات لإنقاص الوزن أو ملينات، أو إجبار نفسك على القيء".
- تحدثي إلى اختصاصي الرعاية الصحية الأولية للتعرف على المؤشرات المبكرة لحالات مشكلات الأكل.
وأخيرًا، ننصحكِ باللجوء إلى المستشفى للخضوع لِعِلاج سرِيري في جناح مُتخصِص، وذلك في حالة إذا اتضح أن العلاج في العيادات الخارجية وحده غير كافٍ. علمًا أن هناك العديد من العيادات المتخصصة في الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي؛ والتي تتوفر على أقسامٍ خاصة لعلاج اضطرابات الأكل.