أوزمبيك ومنتصف العمر: كيفية استخدام هذه الإبر بشكلٍ صحي
الهوس بالمظهر الخارجي Looks بات من الأمور الشائعة، وهو يدفع بالناس (خصوصًا النساء) للبحث عن كافة الوسائل الممكنة لتنحيف ونحت الجسم برشاقةٍ لا مثيل لها.
وبعد أن كانت عمليات التنحيف التجميلية تتصدر ممارسات الأفراد، للتخلص من الدهون الزائدة في الجسم؛ بات الاحتكام إلى إبر التنحيف هو الهاجس حاليًا. أوزمبيك (Ozempic) الذي يُستخدم في علاج مرض السكري، أصبح دواءً شهيرًا للتخلص من الوزن الزائد.. هذه الصدفة البحثية قلبت موازين سوق العقاقير والأوساط الطبية بعد أن زاد الإقبال على إبر أوزمبيك، ليس فقط لعلاج مرضى السكري، وإنما أيضًا لعلاج السُمنة وإنقاص الوزن.
يقوم الأطباء المختصون عادةً بوصف إبر أوزمبيك (وغيرها من العلامات التجارية التي تؤدي نفس الوظيفة) حسب احتياجات المرضى، كما يتابعون معهم كيفية استخدامه بالتوازي مع خطة غذائية محددة ونمط رياضي لضمان إنقاص الوزن؛ فيما يعمد كثيرون لاستخدام هذه الإبر دون مشورة أو متابعة طبية. وفي كلتا الحالتين، قد يُسجل بعض المرضى مضاعفاتٍ ناجمة عن هذه الإبر، مثل حالات انسداد الأمعاء.
لمعرفة كيفية استخدام أوزمبيك، خاصةً للنساء في مرحلة منتصف العمر؛ تحدثنا إلى سارة ليندسي، اللاعبة الحاصلة على ثلاث ميداليات أولمبية وفضية كأس العالم وذهبية بطولة أوروبا، وبطلة بطولة التزلج السريع البريطانية لعشر مرات ومؤسسة صالة Roar للألعاب الرياضية في دبي ولندن، والتي قدمت لنا نصائحها الفعالة لتحقيق هذا الهدف.
إنما وقبل التطرق إلى هذه النصائح، دعينا نتعرف معًا عزيزتي على ماهية إبر أوزمبيك..
ما هي إبر أوزمبيك وكيف تعمل؟
بحسب موقع Novomed؛ فإن أوزمبيك Ozempic هو دواءٌ يُعطى بموجب وصفةٍ طبية وينتمي إلى فئةٍ من العقاقير تسمى ناهضات مستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالجلوكاجون (ناهضات مستقبلات GLP-1). وفي حين أن هذا العقار تمَ تطويره في الأصل واستخدامه بشكلٍ أساسي لعلاج مرض السكري من النوع 2، إلا أنه قد تمَ اعتماده لاحقًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإدارة الوزن لدى البالغين المصابين بالسُمنة أو زيادة الوزن؛ حيث يُستخدم كعامل مساعد إلى جانب اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وممارسة الرياضة.
يتم إعطاء أوزمبيك كحقنةٍ تحت الجلد مرة واحدة في الأسبوع، ويعمل عن طريق محاكاة تأثيرات هرمون يسمى الببتيد 1 الشبيه بالجلوكاجون (GLP-1) في الجسم. يتم إنتاج GLP-1 بشكلٍ طبيعي في الأمعاء وهو يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم والشهية والهضم.
عندما يتم حقن أوزمبيك، فإنه يُنشَط مستقبلات GLP-1 في الدماغ، مما يؤدي إلى عدة تأثيرات تساعد في إنقاص الوزن، تشمل:
- تعزيز الشعور بالشبع: تساعد حقن أوزمبيك على خفض الشهية وزيادة الشعور بالشبع، مما يجعلكِ تشعرين بجوعٍ أقل وشبعٍ أكثر بعد تناول كمياتٍ أقل من الطعام.
- إبطاء إفراغ المعدة: تُبطئ إبر أوزمبيك معدل إفراغ المعدة لمحتوياتها في الأمعاء مما يساعد في تأخير امتصاص العناصر الغذائية، بما في ذلك الجلوكوز، من الطعام الذي نتناوله؛ الأمر الذي يؤدي إلى إطلاقٍ تدريجي للطاقة وتقليل الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر بالدم.
- تقليل الرغبة الشديدة بتناول الطعام: من خلال التأثير على مراكز المكافأة في الدماغ، قد يساعد أوزمبيك في تقليل الرغبة الشديدة لتناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية، وخاصةً تلك الغنية بالسكر.
- تأثيرٌ محتمل على نظام المكافأة في الدماغ: قد يؤثر تنشيط مستقبلات GLP-1 على نظام المكافأة في الدماغ، ما يُقلَل من الأحاسيس الممتعة المرتبطة بتناول الطعام، خصوصًا عند الاستجابة للأطعمة الشهية للغاية.
ما هي فوائد إبر أوزمبيك؟
- فقدان الوزن بفعالية: ثبتت فوائد أوزمبيك الكبيرة في فقدان الوزن من خلال التجارب السريرية؛ حيث لاخظ المرضى الذين استخدموا أوزمبيك، إلى جانب اتباع نظامٍ غذائي صحي وممارسة الرياضة، فقدان أوزانهم الزائدة بشكلٍ ملحوظ. وبالتالي يمكن أن يكون خيار العلاج هذا مفيدًا بصورةٍ خاصة للأفراد الذين يعانون من السُمنة المرضية أو أولئك الذين يرغبون بالتخلص من الوزن الزائد.
- تحسين القدرة على التحكم في نسبة السكر بالدم: تساعد إبر أوزمبيك على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للمرضى المصابين بداء السكري من النوع 2. ومن خلال تعزيز حساسية الأنسولين وتقليل إنتاج الجلوكوز، يمكن أن تساعد هذه الإبر في تعزيز التحكم بنسبة السكر في الدم.
- تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية: بالإضافة إلى فقدان الوزن وإدارة نسبة السكر في الدم، فقد ثبت أن إبر أوزمبيك تُقلَل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
كيفية استخدام أوزمبيك بشكلٍ صحي
بالعودة إلى نصائح ليندسي فيما يخص كيفية استخدام هذه الإبر بصورةٍ صحيحة، فإنها تقول أن إبر أوزمبيك أصبحت الموضوع الأكثر سخونةً في عام 2024. وهناك جانبان يمكن مناقشتهما فيما يخص هذه الإبر، لكنني أعتقدُ بقوة أن استخدام هذا الدواء يجب أن يتم بحذر، والأهم من ذلك مع رعاية ومراقبة طبيب جيد.
إذا كان شخصٌ ما يعاني من صحته بسبب السُمنة، وحاول حقًا إنقاص الوزن من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة ولكن دون جدوى؛ فقد يكون جلوبامين 1 أداةً مفيدة. أكبر مخاوفي، تضيف ليندسي، هو فقدان العضلات الناتج عن فقدان الوزن السريع وقلة الأكل، وبالتالي نقص تغذية الجسم خاصةً في منتصف العمر.
أظهرت الدراسات المُبكرة أن ما يصل إلى 40٪ من الوزن المفقود باستخدام جلوبامين 1 يأتي من العضلات وليس الدهون. ومع تقدمنا في العمر، نفقد بسرعةٍ كتلة العضلات والقوة بسبب التغيرات الهرمونية، ونحتاج إلى العمل الجاد للحفاظ على ذلك من أجل صحتنا وشيخوختنا في المستقبل. إن وجود المزيد من العضلات سيزيد من كثافة العظام ويُحسَن التمثيل الغذائي ويجعل الحياة اليومية أسهل، حتى نكون أقل إرهاقًا وأقوى وأكثر استقرارًا وأقل عرضةً للسقوط أو الإصابة.
لهذا السبب، إذا كان أحدهم يستخدم Ozempic، فمن الأهمية بمكان أن يزيد من تناوله للبروتين ويجعل تدريب الأثقال أولوية. بالنسبة لسيدة في منتصف العمر، أنصحُ بتناول ما لا يقل عن 1.5 جرام من البروتين الصافي لكل كيلوجرام من وزن الجسم، ويُفضَل أن يكون ذلك من اللحوم والأسماك والبيض، بالموازاة مع تدريب الأثقال ثلاث مرات في الأسبوع. إذا كنتِ عزيزتي لا تتدربين بالفعل على رفع الأثقال بشكلٍ منتظم، فإنني أنصحكِ بشدة بجعل هذا جزءًا من روتينكِ لعدة أسابيع قبل البدء في تناول أدوية إنقاص الوزن.
لماذا؟ إن البدء في استراتيجية تدريبٍ جديدة عندما تكونين متعبة وضعيفة، لن يكون مواتيًا لتحفيزكِ بشكلٍ كبير؛ لذا فإن إنشاء هذه العادة أولاً سيكون مهمًا. أنصحُ بالبدء بثلاث تمارين لكامل الجسم، مع يوم راحة بين الجلسات لضمان التعافي الكامل. اجعلي رفع أكبر قدرٍ ممكن من الوزن هو الهدف، مع الكثير من الراحة بين المجموعات، لتجنب التعب وتجنب تمارين القلب المُفرطة أو فترات الراحة القصيرة. الهدف ليس التعرق قدر الإمكان وضيق التنفس، بل أن تكوني قوية.
إبر أوزمبيك ونمط الأكل
ستكون جودة الطعام المُستهلك محورًا مهمًا آخر، تؤكد ليندسي. قد يجعلكِ نظام أوزمبيك تشعرين بالتعب الشديد، لذا وعلى الرغم من أنه سيمنعكِ من الإفراط في تناول الطعام، فإننا نختار بشكلٍ طبيعي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والكافيين والأطعمة المصنعة أيضًا لأننا نفتقر إلى الطاقة والحماس للطهي. استهدفي ثلاث وجباتٍ أصغر حجمًا تحتوي جميعها على البروتين والدهون والكربوهيدرات من أكثر المصادر الطبيعية وغير المُصنعة قدر الإمكان. على سبيل المثال، الدجاج أو السلمون في الفرن مع البطاطس أو الأرز والكثير من الخضروات المختلفة.
أودُ أيضًا أن أنصحكِ بسؤال طبيبكِ عن المكملات الغذائية خلال هذا الوقت، للمساعدة في التأكد من أنكِ لا تفتقرين إلى أي فيتامينات أو معادن أساسية، قد تؤدي في النهاية إلى مشاكل صحية أخرى.
مع فقدان الوزن السريع، يمكن أن تكون جودة الجلد ومرونته للأسف مشكلة. ويعتمد هذا قليلًا على مقدار الوزن المكتسب في الأصل، وما إذا كانت هناك علامات تمدد وما إذا كان هناك تاريخٌ من تقلبات الوزن. يمكن أن يساعد التأكد من بقائكِ رطبة بتناول الكهارل في ذلك، وكذلك تناول مكملات الكولاجين مرتين يوميًا.
عند فقدان الوزن، تكون النتيجة المثالية هي فقدان أكبر قدرٍ ممكن من الدهون دون فقدان العضلات؛ لذا يجب أن نركز حقًا على فقدان الدهون وليس فقط فقدان الوزن والرقم الموجود على الميزان. الطريقة الأكثر دقة لمراقبة تكوين جسمكِ الفعلي هي إجراء فحص ديكساتريبتان. سيخبرك هذا الفحص بالضبط بما يتكون منه جسمكِ، والذي يمكنك بعد ذلك مراقبته طوال دورة أوزمبيك الخاصة بكِ.
إذا كان ذلك ممكنًا، فإن إعادة اختبار ديكساتريبتان كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، سيمنحكِ ملاحظاتٍ دقيقة حول تأثير استخدام الدواء، حتى تتمكني من اتخاذ قراراتٍ أكثر استنارة حول الجرعات والتغذية واعتبارات التدريب.
في الختام؛ تقول ليندسي: "أتفهمُ أن سيدةً ما قد تكون قلقةً ويائسة في بعض الأحيان لبدء رحلة إنقاص الوزن وقد تؤخر بعض هذه الاستراتيجيات العملية قليلاً؛ ولكن على المدى الطويل، ستساعدكِ هذه الخطوات في تحقيق نتيجةٍ أفضل وأكثر استدامة، ونأمل أن تكون المضاعفات أقل على طول الطريق."