البيض يرفع الكولسترول: حقيقة علمية أم خرافة قديمة؟..اكتشفي الحقيقة
كثير من الأشخاص يتساءلون عن علاقة البيض بالكولسترول، ودائمًا ما يطرحون هذا السؤال، البيض يرفع الكولسترول حقيقة أم خرافة؟ هذا ما سنتعرف عليه سويًا في هذا المقال الذي يتناول أهم الدراسات التي تناولت علاقة البيض بالكولسترول.
البيض والكولسترول حقيقة أم خرافة؟
آراء كثيرة أثيرت حول العلاقة بين البيض والكولسترول على مدار السنين، إذ أنه ولسنوات عديدة أكدت بعض الدراسات العلمية التي طرحت عن الأغذية التي تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، على أن البيض يأتي ضمن أشهر الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم (LDL). ولذلك تزيد مع كثرة تناوله وفقًا لهذه الدراسات أمراض القلب والشرايين.
ومع توالي البحث والدراسة، ظهرت دراسات علمية حديثة تحاول معرفة ما إذا كان البيض يرفع الكولسترول، وما إذا كان ذلك حقيقة أم خرافة، وذلك من خلال التعرف أكثر على الكولسترول، ومعرفة الفرق بين الكوليسترول الغذائي والكوليسترول الموجود في الدم، وأهم الدراسات التي طرحت عن تأثير البيض على مستويات الكولسترول.
ما هو الكولسترول؟
قبل أن نجيب على السؤال "البيض يرفع الكولسترول حقيقة أم خرافة؟"، من المهم فهم ما هو الكولسترول. فهو عبارة عن مادة شمعية توجد في جميع خلايا الجسم، ويعتبر ضروريًا لإنتاج الهرمونات وفيتامين د والمواد التي تساعد على هضم الطعام. يُقسم الكولسترول إلى نوعين:
- الكولسترول الضار (LDL): هذا النوع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.
- الكولسترول الجيد (HDL): يساعد في نقل الكولسترول من أجزاء الجسم المختلفة إلى الكبد، حيث يتم التخلص منه.
ما الفرق بين الكوليسترول الغذائي والكوليسترول الموجود في الدم؟
يقول معتز الشريف خبير التغذية بأن الفرق بين الكولسترول الغذائي والكولسترول الموجود في الدم كبير جدًا. ذلك لأن الكولسترول الغذائي هو الذي نحصل عليه من الأطعمة، مثل البيض واللحوم الحمراء والألبان. في المقابل، الكولسترول الموجود في الدم، والذي يمكن أن يضر بالصحة إذا زاد عن مستوياته الطبيعية، مشيرًا إلى أن أسباب ارتفاع الكوليسترول لا تخرج عن هذه الاحتمالات، وهي: الجينات، والتغذية، والنشاط البدني.
هل يؤدي تناول البيض إلى ارتفاع الكولسترول؟
تحتوي البيضة كبيرة الحجم على ما يقرب من 186 من الكوليسترول، وتتواجد النسبة الأكبر منها في صفار البيض. لذا ترى بعض الدراسات العلمية التي طرحت في هذا الصدد أن تناول بيضة واحدة يوميًا قد يكون خيارًا مناسبًا جدا للحصول على فوائد البيض وبما لا يضر مع صحة الجسم.
وقد أظهرت الأبحاث أن تأثير الكولسترول الغذائي (من مصادر مثل البيض) على مستويات الكولسترول في الدم أقل بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. في الواقع، وقد أوضح الشريف أن الجسم قادر على تنظيم مستويات الكولسترول في الدم بشكل فعال استجابةً لتناول الكولسترول الغذائي. فإذا زاد استهلاك الفرد من الكولسترول الغذائي، فإن الجسم يقلل من إنتاجه الخاص، والعكس صحيح.
أهم الدراسات الحديثة حول البيض والكولسترول .. كشف الخرافة
على مدار الأعوام السابقة وتحديدً في آخر عامين، أُجريت العديد من الدراسات التي ركزت على تأثير تناول البيض على الصحة العامة وعلاقته بالكولسترول، ومن أبرز هذه الدراسات هي تلك التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) والتي تابعت أكثر من 30,000 شخص لمدة 17 عامًا حيث أظهرت نتائج الدراسة أن تناول البيض بانتظام لم يسفر عنه حدوث زيادة كبيرة في مستويات الكولسترول الضار LDL في الدم أو بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. على العكس من ذلك، فقد أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن تناول بيضة واحدة يوميًا لم يكن له تأثير كبير على صحة القلب والشرايين عند كثير من الناس.
هل أكل البيض المسلوق يوميًا مضر؟
وفي إطار الإجابة على سؤال البيض يرفع الكولسترول حقيقة أم خرافة؟، قال الشريف أنه قد أكدت دراسة أخرى كانت قد نُشرت في الدورية الأوروبية للتغذية السريرية أن تناول البيض بانتظام قد يكون له تأثير إيجابي على مستويات الكولسترول الجيد (HDL) في الدم، وهو الكولسترول الذي يساعد في حماية القلب من الأمراض وليس العكس.
تشير الإحصائيات التي طرحت عن القيمة الغذائية للبيض أنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة التي يمكن أن تعزز الصحة العامة. كما يحتوي البيض على البروتينات عالية الجودة، والفيتامينات والمعادن، وكذلك مضادات الأكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين، التي ترتبط بصحة العيون وتقليل خطر الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر. وذلك فضلًا عن احتواء البيض على الكولين، وهو عنصر غذائي يلعب دورًا مهمًا في وظائف الدماغ والذاكرة. كما أنه يعد أحد أهم العناصر المفيدة لصحة الكبد ويُعتبر ضروريًا للعديد من العمليات البيولوجية في الجسم.
البيض يرفع الكولسترول: ماذا تقول التوصيات الغذائية الحديثة؟
أكد الشريف على أن التوصيات الغذائية الحديثة تنفي وجود علاقة مباشرة بين تناول البيض وزيادة الكولسترول الضار. وقد قامت العديد من المؤسسات الصحية بإعادة النظر في توصياتها الغذائية المتعلقة بالبيض. على سبيل المثال:
-
جمعية القلب الأمريكية
تشير التوصيات الحديثة إلى أن تناول بيضة واحدة يوميًا يعتبر آمنًا بالنسبة للأفراد الأصحاء، ولا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب كما أشيع من قبل.
-
منظمة الصحة العالمية
لا تضع أي حدود صارمة بشأن استهلاك البيض، بل تركز على أهمية النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة.
-
الدراسات الطبية
تم طرح دراسات عديدة لتوضيح العلاقة بين البيض والكولسترول، وتلخصت النتائج في أن تناول البيض بشكل معتدل لا يزيد من مستويات الكولسترول في الدم لدى معظم الناس، وقد يكون له تأثير طفيف فقط لدى بعض الأفراد الذين يعانون من حالات صحية مثل مرض السكري من النوع الثاني.
البيض لا يرفع الكولسترول
يقوم الجسم بتنظيم إنتاج الكولسترول بشكل ذاتي. فعند تناول كمية أكبر منه في الطعام، يقوم الكبد بتقليل إنتاجه للكولسترول ليوازن المستويات في الجسم. هذا يعني أن تناول البيض قد لا يسبب زيادة في مستويات الكولسترول كما كان يُعتقد سابقًا، وذلك بحسب توضيح الشريف لنتائج أهم الدراسات الحديثة التي نفت ما أثير من قبل عن خرافة البيض يرفع الكولسترول.
ما هي فوائد البيض الصحية؟
أكد الشريف على أهمية تناول البيض وفوائده الصحية التي ذكرها وهي:
- يعد البيض مصدرًا غنيًا بالبروتين إذ يوفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة.
- يحتوي البيض على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين B12، وفيتامين D، والسيلينيوم، وهي عناصر مهمة لصحة الجسم.
- يحتوي البيض على الكولين، وهو مادة مهمة لوظائف الدماغ وصحة الكبد.
متى يشكل البيض خطورة على الصحة؟
بحسب الشريف، وعلى الرغم من الفوائد الصحية للبيض إلا أنه يتعين على بعض الأشخاص اتخاذ الحيطة والحذر عند تناوله، مرضى القلب والسكري الذين يكون لديهم حساسية أكبر لزيادة مستويات الكولسترول عند استهلاك البيض. هؤلاء بحاجة إلى استشارة الطبيب المختص ومتابعة الحالة معهم.
خلاصة القول:
في ضوء الأدلة والدراسات الحديثة، يبدو أن الدراسات الأولية التي ربطت بين تناول البيض وزيادة مستويات الكولسترول الضار هي خرافة لا تستند إلى حقائق علمية قوية. لأن البيض لا يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة مستويات الكولسترول في الدم لدى معظم الناس، بل يُعد جزءًا صحيًا من النظام الغذائي المتوازن. لهذا السبب، يمكن لمعظم الأفراد تناول البيض بثقة دون القلق من التأثير السلبي على صحة القلب.