يُساعد على استرجاع المعلومات بأقل جهد: إليكِ أهم فوائد الزعتر البري للذاكرة
الكثير من الأشياء حولنا جميلةٌ بطبعها، لكن بعض الإضافات يمكن أن تجعل منها أجمل وأروع.
ينطبق هذا الأمر بصورةٍ خاصة على الأكل، الذي تُسهم بعض الإضافات عليه – مثل الزعتر – على إغناء نكهته والارتفاع بها إلى مستوياتٍ عالية تسحر القلب والفم. فالزعتر من أكثر الأعشاب العطرية التي تضيف نكهةً خلابة لمختلف أنواع الطعام؛ كما أن تناوله على شكل مشروب أو استخدامه كزيت، يُساعد في إراحة الجسم والعقل.
يتمتع الزعتر البري بالعديد من الخصائص التي تجعل منه قيمة غذائية عالية؛ وهو مفيدٌ في نواحي صحية عدة على رأسها تعزيز الذاكرة. فما رأيكِ عزيزتي بالإضاءة أكثر على هذه الخاصية، من خلال معلوماتٍ ننشرها في هذه المقالة من جهاتٍ مختصة؛ فضلًا عن التحدث عن كيفية إضافة الزعتر البري إلى نظامنا الغذائي والحياتي، للإستفادة القصوى منه؟
فوائد الزعتر البري للذاكرة وسر استرجاع المعلومات بأقل جهد
يمتاز الزعتر البري، كسواه من الأعشاب العطرية، بمحتوى غني من الفيتامينات والمعادن المهمة؛ على رأسها البوتاسيوم والمنغنيز وفيتامين ج. وتعمل هذه العناصر مجتمعةً، على تعزيز الصحة وعلاج العديد من المشكلات المرضية. وتتمثل فوائد هذه العشبة العطرية المكثفة بشكلٍ خاص لجهة تحسين الذاكرة واسترجاع المعلومات بأقل جهد، فضلًا عن محاربة بعض أمراض الدماغ مثل الزهايمر.
وبحسب موقع "ويب طب"، فإن الزعتر البري ذو قيمة علاجية عالية لمشاكل الدماغ؛ مثل ضعف الذاكرة وعدم القدرة على استعادة المعلومات السابقة بيُسر. وهناك العديد من الفوائد التي نجنيها من الزعتر البري فيما يخص الذاكرة.
فتناول الزعتر البري في الطعام أو المشروبات أو على شكل زيوت، يعمل على الآتي:
- تنشيط الذاكرة، بفضل محتواه على بعض المواد المهمة التي تحافظ على صحة وسلامة الأعصاب في الدماغ.
- الوقاية من بعضالأمراض الخاصة بالذاكرة، مثل ألزهايمر.
- تعزيز القدرة على التعلم والحفظ.
كل هذا الكلام جميلًا ومنطقيًا، لكن تنقصه أدلةٌ علمية؛ وهو ما سوف نتطرق إليه في فقرتنا التالية..
دراسات وأدلة حول فوائد الزعتر البري للذاكرة
يتناول موقع "ويب طب" مجموعةً من الدراسات والأدلة العلمية التي تُثبت فعالية الزعتر البري للذاكرة، إليكِ بعضها.
أدلة حول أهمية الزعتر البري لعلاج ألزهايمر
ألزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخرف؛ وهو تدهورٌ تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه، وفقًا لموقع "مايو كلينك".
للأسف، يشهد العالم اليوم تزايدًا كبيرًا لأعداد المصابين بألزهايمر، ليس فقط ضمن فئة كبر السن الذين تشيع بينهم هذه المشكلة، وإنما أيضًا جيل الشباب. وفي محاولة لفهم علاقة الزعتر البري بتحسين الذاكرة، أُجريت دراسةٌ على مجموعةٍ من الفئران ممن يتَبعون نظام غذائي غني بالدهون ولديهم احتمالية عالية للإصابة بألزهايمر؛ لدراسة أثر تناول الثايمول (Thymol) أحد أهم المواد التي يتكون منها الزعتر البري على تطوير الذاكرة وتعزيز القدرة على التعلم. وقد تمَ إعطاء مستخلص الزعتر لمجموعةٍ من الفئران، فيما بقيت مجموعةٌ أخرى دون زعتر.
وبنهاية الدراسة؛ خلصت النتائج إلى أن المجموعة التي تناولت الثايمول، كانت أقل عرضةً للإصابة بألزهايمر مقارنةً بالمجموعة التي لم تتناوله. كما عمل الثايمول على حماية الخلايا العصبية في الدماغ من التلف.لذايمكن اعتبار أن الثايمول في الزعتر، هو أحد العوامل التي تعمل على حماية الأعصاب بشكلٍ عام من أي تلفٍ ناتج عن النظام الغذائي وغيرها من العوامل، وبالتالي الوقاية من الإصابة بأمراض الذاكرة مثل ألزهايمر.
أدلة حول أهمية الزعتر البري لتحسين الذاكرة
لا بدَ من ذكر أن الزعتر يحتوي أيضًا على مُركب الأبجنين (Apigenin)؛ وهو أحد الفلافونويدات المهمةويعمل على بناء خلايا جذعية عصبية بروابط أقوى، الأمر الذي يشجع على استخدام هذه المادة الموجودة في الزعتر لعلاج لتحسين الذاكرة وعلاج أمراضها.إذ تشير بعض الأدلة أن أن الفلافونويد فعالٌ في تقوية الروابط بين الخلايا العصبية، ما يؤثر بشكلً إيجابي على الخلايا العصبية الجذعية في الدماغ، ويعمل على تقوية الذاكرة وزيادة كفاءتها.
طرق استخدام الزعتر البري للذاكرة واسترجاع المعلومات بأقل جهد
إن كنتِ عزيزتي تعانين من ضعف الذاكرة وعدم القدرة على استرجاع بعض المعلومات المهمة السابقة، فعليكِ بالزعتر البري كوصفةٍ طبيعية وفعالة في علاج هاتين المشكلتين.
كل ما عليكِ فعله، هو استخدام الزعتر طازجًا أو مجففًا أو كمستخلصٍ في نظامك الغذائي لتحصيل فوائده، وذلك من خلال صنع شاي الزعتر وتناوله؛ إضافة زيت الزعتر إلى بعض الأطعمة مثل اللحوم للحفاظ عليها؛ وإضافة الزعتر للطعام أثناء الطبخ.
فوائد صحية أخرى للزعتر البري
فضلًا عن الفائدة الصحية الكبيرة التي يقدمها الزعتر البري للذاكرة، إلا أن له فوائد صحية عديدة لا ينبغي إغفالها.
وتتمثل تلك الفوائد في النقاط الآتية:
- خفض ضغط الدم: تشير بعض الأدلة إلى أن تناول الشاي الذي يحتوي على الزعتر، يُسهم في التخفيف من ضغط الدم المرتفع؛ لكن هذه الأدلة ما زالت بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الاختبارات للتثبَت من نتائجها.
- تقليل الإلتهاب في الجسم: إذ يحتوي الزعتر على بعض المواد التي تساعد في تخفيف بعض العناصر التي تُسبَب الالتهاب في الجسم.
- محاربة الميكروبات: تشير بعض الأدلة إلى إمكانية استخدام بعض المواد المُستخلصة من الزعتر كموادٍ حافظة للأطعمة؛ إذ يُعدَ الزعتر فعالًا في التخلص من البكتريا المنقولة بالأطعمة.
- امتلاك خصائص مبيدة للحشرات: يحتوي الزعتر على مادة الثايمول، التي تُعتبر من أهم مكوناته، والتي تُستخدم إضافةً إلى بعض المواد الأخرى كمبيدٍ حشري لمجموعةٍ من أنواع الحشرات.
محاذير استخدام الزعتر البري
كل ما قرأناه وعلمناه أعلاه، جميلٌ ومهم؛ لكن مهلًا، ثمة سؤال لا بد أن يخطر ببال أحدنا: ماذا عن أضرار تناول الزعتر؟
وهو سؤالٌ منطقي ومشروع في الحقيقة؛ فالعديد من الأشياء، في حال تم تناولها أو التعامل معها بطريقةٍ معتدلة، لا يمكن أن تُسبَب الأذى بل تُتيح لنا الإستفادة من خصائصها الصحية والعلاجية. لكن الإفراط في استخدامها هو ما يحمل العاقبة السلبية التي يشير إليها السؤال المذكور آنفًا.
ويشير موقع "ويب طب" إلى أنه وعلى الرغم من الفوائد العديدة للزعتر؛ إلا أنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية المتعلقة بطرق استخدامه، نذكر منها ما يلي:
- أضرار تناول الزعتر عن طريق الفم: في حال تناوله بكمياتٍ غذائية صغيرة، لا يُسبَبالزعتر أي مشكلاتٍ أو مضاعفات؛ ولكن الإكثار من تناوله بكمياتٍ كبيرة قد يؤدي إلى بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، إضافةً إلى الصداع والدوار.
- أضرار وضع زيت الزعتر على الجلد: يُعدَ وضع زيت الزعتر على الجلد آمنًا، ولكنه قد يُسبَب الحساسية والتهيج لدى بعض الأشخاص، خاصةً الذين لديهم جلدٌ حساس. لذا من الأفضل دومًا تجربة هذا الزيت على منطقة صغيرة من الجلد، والإنتظار قليلًا؛ وفي حال ظهور أي تفاعلٍ جسدي غير مُحبَب كالإحمرار والحكة، من الأفضل عدم استخدامه على باقي الجلد.
- أضرار استنشاق زيت الزعتر: لا تتوفر معلوماتٌ كافية حول الآثار الجانبية التي قد تنتج عن استنشاقه، وفيما إذا كان آمنًا أم لا. إن كنتِ ترغبين بمعرفة المزيد عن هذا الموضوع، يُستحسن أن تستشيري طبيبكِ.
استخداماتٌ رائعة للزعتر في مطبخكِ
يُوفر الزعتر البري مذاقًا شهيًا ونكهةً مميزة للطعام عند إعداده، فهو ذا رائحة نفاذة تتيح له إضفاء النكهة العربية لكافة الأطباق التي يدخل في تحضيرها؛ مايجعله من العناصر الأساسية التي لا غنى عنها في مطبخكِ لتعزيز النكهة والاستفادة من فوائده الصحية.
ويمكن استخدام الزعتر في التالي:
- توابل للأطعمة المختلفة: استخدمي الزعتر كتوابل لتحسين مذاق بعض الأطعمة المختلفة مثل اللحوم المشوية والدجاج والأسماك وأطباق المكرونة؛ فهو يضيف نكهةً عميقة ورائحةً عطرية لذيذة.
- مكون أساسي في البهارات المختلطة: يُضاف الزعتر إلى البهارات المختلطة مثل الزعتر مع السماق والزعتر مع الزبيب، لإضفاء نكهةٍ خاصة للأطعمة.
- إضافته للشوربة: يُضاف الزعتر إلى الشوربات لتحسين النكهة وإضافة فوائد صحية، مثل الزعتر مع الطماطم في الحساء الإيطالي.
- نكهة للمشروبات الساخنة: يمكن إضافة الزعتر إلى المشروبات الساخنة مثل الشاي، وذلك للحصول على كافة خصائصه العلاجية ومذاقه الشهي المميز.
- استخدامه مع الأطباق النباتية: يُضاف الزعتر إلى الأطباق النباتية مثل الخضروات المشوية أو المطبوخة لتعزيز النكهة وإضافة العناصر الغذائية.
- مكون في الصلصات: أضيفي الزعتر إلى الصلصات لإضفاء النكهة الطبيعية والمحافظة على النكهة الأصلية للمكونات.
- تتبيل الخبز والبيتزا: يمكن إضافة الزعتر إلى الخبز المحمص أو البيتزا قبل الخبز، لإضافة نكهة مميزة وإثراء الطعم.
- مكمل للأطعمة البحرية: يُستخدم الزعتر كمكمل للأطعمة البحرية مثل السمك المشوي لتحسين النكهة وتوفير العناصر الغذائية.
- مكون في المشروبات الصحية: يمكن إضافة الزعتر إلى المشروبات الصحية مثل العصائر الطازجة أو المشروبات الساخنة لتحسين الطعم وزيادة الفوائد الصحية.
- استخدامات طبية: يُستخدم الزعتر في الطب الشعبي كمضاد للبكتيريا والفطريات، كما يمكن استخدامه في علاج بعض الحالات المعوية والتنفسية، إنما بحذر وبعد استشارة الطبيب المختص.
خلاصة القول؛ أن الزعتر البري يوفر العديد من الفوائد الصحية خاصة لجهة تحسين الذاكرة والتعلم واسترجاع المعلومات، فضلًا عن الوقاية من بعض أمراض الذاكرة كألزهايمر. ويُسهم استخدام الزعتر البري باعتدال، في توفير العديد من الفوائد الصحية الأخرى فضلًا عن إضفاء النكهة والمذاق الجميل للأطعمة.
فلا تترددي عزيزتي في إضافة الزعتر البري إلى نظامكٍ الغذائي، بطريقةٍ مدروسة ومعتدلة، لتحسين وتعزيز صحتكِ والأرتقاء بجودة ورفاه حياتكِ وحياة من تحبين.