عين الثعلب: خطٌ رفيع بين جمال العينين وصحتهما
بات معلومًا للكثيرين، وجود العديد من عمليات التجميل التي يخضع لها الناس (وخاصةً النساء) في الوجه والجسم، بغية التمتع بالشباب الدائم والتخلص من الدهون وآثار الشيخوخة فضلًا عن غيرها من عمليات التصحيح. وتُعدَ عمليات تجميل الوجه مجالًا واسعًا لجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وقد تتضمن تقنياتٍ ترميمية وتجميلية؛ وتشمل أيضًا جراحة الفم، والفكين، والأمراض الجلدية، وطب العيون، والجراحة التجميلية. لحسن الحظ، يمكن تصحيح العديد من الحالات مثل آثار الشيخوخة، أو أضرار أشعة الشمس، أو إصابات الوجه من خلال الإجراءات التي يقوم بها جراحٍ ماهر.
إلا أن معظم تلك العمليات، يكون الهدف منها الجانب الجمالي أكثر منه الصحي؛ فالكثيرون يريدون أنوفًا صغيرة، وشفاهًا كبيرة، وخدودًا مرتفعة، وأحناك مميزة بما بات يُعرف Texas Face. كما وصل الأمر إلى العيون من خلال صيحةٍ جديدة يُطلق عليها إسم "عين الثعلب".
عين الثعلب: عملية تجميلية جديدة
إذن وخلال السنوات الأخيرة، برزت إلى الواجهة الصيحة التجميلية المُسماة "عين الثعلب"؛ وما زاد من شهرتها، هم المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير والشغوفون بعالم الجمال. وتأتي هذه الصيحة مستوحاةً من عيون عارضات الأزياء والمشاهير التي تمتد بشكلٍ عرضي يشبه اللوز، وبات الجميع يرغب بامتلاك مثل هاتين العينين، اللاتي يمنحان مظهرًا يشبه عيني الثعلب. وعلى الرغم من أن هذا المظهر قد يكون جذاباً، إلا أنه يتعين التفكير مليًا في تأثيرات هذا التغيير على صحة العين قبل اتخاذ قرار القيام بها.
للوقوف أكثر على المخاطر المحتملة والمرتبطة بالخضوع لمثل هذه الجراحة التجميلية، تحدثنا إلى ريندلا الدويهي، أخصائية بصريات في مستشفى مورفيلدز للعيون في أبوظبي، والتي قدمت لنا معلوماتٍ دقيقة حول الآثار المحتملة لهذه الصيحة الجمالية على صحة العينين. فإذا كنتِ عزيزتي تخططين للقيام بهذه العملية، ننصحكِ بقراءة ما أفادتنا به الدويهي..
عملية رفع عين الثعلب
رفع عين الثعلب هو إجراءٌ تجميلي لرفع الزوايا الخارجية للعينين بشكلٍ خفي، للحصول على شكلٍ ممدودٍ لهما. ويمكن الحصول على هذا الشكل باستخدام تقنياتٍ عديدة، تتنوع بين الخيوط الخفية التي توضع بأدنى حدود التدخل الجراحي، إلى الخيارات الجراحية الدائمة. إلا أنه كأي إجراءٍ تجميلي آخر، ثمة مخاطر صحية يتعين فهمها قبل الخضوع لأيٍ من هذه الإجراءات.
الطبيعة الحساسة لمنطقة العينين
وفقاً لريندلا، تُعتبر المنطقة المحيطة بالعينين من أكثر الأماكن حساسيةً في جسمنا. لذلك قد يؤدي الشدَ المستمر لهذه المنطقة الحساسة إلى تسريع ظهور التجاعيد والترهلات، بما يقود للتهيج، والالتهاب، وردود الفعل التحسسية. وبالتالي، مهما بدا لنا أن هذا الإجراء التجميلي سهلٌ وبسيط، إلا أنه قد يُسبَب آثارًا سيئة طويلة الأجل في حال لم يتم القيام به بالطريقة الصحية.
لا بد من الإشارة أيضًا إلى أن أي تدخلٍ لتغيير الموضع الطبيعي للجفون والعضلات المحيطة، قد يتداخل مع الوظائف الطبيعية للعينين. وهنا بعض المخاطر المرتبطة بإجراء عين الثعلب:
- جفاف العينين: إن تغيير شكل الجفون قد يؤثر على إفراز الدموع، مما يقود لجفافٍ مُزمن في العينين.
- الخلل في عمل الجفون: تنفيذ هذا الإجراء بشكلٍ منخفض الكفاءة قد يؤثر على وظيفة الجفن، وبالتالي على الرمش والرؤية بالعموم.
- العدوى والندوب: في كل إجراءٍ جراحي، هنالك مخاطر التعرض للعدوى أو الندوب؛ خاصةً في المناطق الحساسة مثل العينين.
بينما يمكن الحد من المخاطر بشكلٍ كبير بالرعاية المناسبة واختيار الأطباء الخبراء والمُتمرسين، من المهم إطلاع المرضى الذين يفكرون بالخضوع لإجراء شد الجفون للحصول على مظهر عين الثعلب، بضرورة استشارة طبيب العيون أو جراح التجميل، لأنهما الأكثر قدرةً عل فهم التركيب التشريحي الدقيق للعين وتقديم النصيحة الأفضل.
شدٌ مؤقت.. آثارٌ دائمة
يتطلع الجميع لمظهرٍ عصري وجذاب، هذه حقيقة البشر بشكلٍ عام؛ لكن الصيحات تأتي وتذهب. لذلك حذرت ريندلا من أن الإجراءات التجميلية التي قد تبدو بسيطةً للوهلة الأولى، قد تترك آثارًا دائمة على المدى الطويل في حال تنفيذها بكفاءةٍ منخفضة، ما يؤدي لضررٍ لا يمكن إصلاحه.
وبالنسبة لأولئك الأشخاص الذي يفكرون في الخيارات الجراحية، من الأهمية العلم أن تغيير شكل العينين بشكلٍ دائم قد يقود لعواقب طويلة الأجل.
كيفية الحصول على مظهر عين الثعلب بأمان
سواءً كان باستخدام مستحضرات التجميل أو بإجراءات أكثر تدخلًا للحصول على الشكل المنشود، من المهم وضع صحة العين في المقام الأول. لذلك لا بد من استشارة الطبيب المختص ودراسة الفوائد والمخاطر بحذر قبل اتخاذ أي قرارٍ قد يؤثر على الرؤية أو صحة العين.
ويمكن الاستمتاع بهذه الطلة البهية بأمان عبر نصائح يتفق عليها الخبراء، تشاركنا إياها ريندلا على الشكل التالي:
- وضع مستحضرات التجميل بأمان: يُوصى باستخدام مستحضرات تجميلٍ مضادة للحساسية وعالية الجودة ولطيفة على العينين من علامات معروفة. ويجب أيضًا إزالة هذه المستحضرات بشكلٍ جيد قبل الخلود للنوم، لتجنب التهيَج أو العدوى. كما يمكن لقلم الكحل الناعم ومسحة خفيفة من ظلال العيون، أن يمنحانكِ مظهرًا رائعًا لعين الثعلب دون المبالغة فيه.
- الشد المؤقت: في حال لم تكوني مستعدةً لتغييراتٍ جذرية دائمة، يمكنكِ استخدام حيلة الخداع البصري باستخدام تقنيات الأشرطة. ويمكن لهذه الوسائل المساعدة في الحصول على عيني الثعلب لأمسيةٍ في الخارج دون أثرٍ دائم.
- الإجراءات غير الجراحية: تُعتبر الخيوط الخفية أو البوتوكس، خياراتٌ بديلة أخرى لرفع الجفون بشكلٍ مؤقت وتوسيع منطقة العين؛ لكن يجب عدم المساس أبدًا بجودة المواد المُستخدمة لمواكبة هذه الصيحة الجمالية.
فضلًا عن كل ما سبق، تؤكد ريندلا على وجوب توخي الحيطة والحذر، حيال ما تشعرين به في عينيكِ، بصرف النظر عن الخيار التجميلي المُستخدم. فعند ملاحظة أي تهيَج، أو الشعور بأمرٍ غير مريح، أو التعرض لمشاكل في الرؤية بعد تجربة أي إجراءٍ أو علاج، يجب التوقف فورًا واستشارة طبيب العيون بشكلٍ مباشر.
في الختام؛ فإنه وبمراعاة الاحتياطات الضرورية، يمكنكِ الاستمتاع بعيني الثعلب بأمان مع الحفاظ على صحة عينينكِ. لذا توصيكِ ريندلا بالحرص دائمًا على التوازن، وتذكري دائمًا: لا توجد صيحة جمالية تستحق المجازفة بالصحة على المدى الطويل.