لضمان سلامة وصحة القلب: أسسي لحياةٍ صحية وطويلة باتباع نصائح طبية
القلب هو عضوٌ أجوف يتكوَّن من عضل،والقلب والأوعية الدموية جُزء من الجهاز القلبي الوعائي.يضخ القلب الدم عبر الأوعية الدموية، ويحمل الدم الأكسجينَ والمواد المُغذِّية لجميع أجزاء الجسم.
ينبغي على القلب أن ينبض باستمرار طوال حياة الإنسان ولا يحصل على راحة مُطلقًا وإلا يموت الإنسان؛ وفي كل دقيقةٍ، ينبض القلب حوالى 70 مرة ويضخ حوالي 4 ليترات من الدَّم.ينبض القلب بشكلٍ أسرع ويضخ بقوّةأكبر أثناء التمارين أو القيام بمجهودٍ بدني أو في حالات الخوف الشديد والتوتر، أي عندما يحتاج الجسم إلى المزيد من الأكسجين. وعندما يتفحَص الشخص نبضه، يقوم بقياس معدل ضربات القلب أو عدد النبضات في الدقيقة.
يحمل الدم الذي ينتقل عبر الجسم الأكسجين والمواد المُغذية إلى الأنسجة والأعضاء،وهو يحمل الفضلات منها إلى الرئتين والكلى ليتخلص الجسم منها.
كل هذه العملية الدقيقة والمهمة، المستمرة بانتظامٍ على مدار الساعة، تُخبرنا الكثير عن أهمية القلب وصحته، التي للأسف تتعرض للكثير من الأمراض والمشاكل الصحية التي تُهدَده بالوفاة. وكلنا يعلم أن وفيات أمراض القلب تفوق أي نوعٍ آخر من الأمراض الخطيرة والمميتة الأخرى، حتى السرطانية منها. منها أمراض القلب الوعائية، التي تُعدَ السبب الرئيسي للوفيات في العالم، وتحدث ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مما يؤكد أهمية الوقاية.
وقد شهد العام 2022 نحو 19 مليون وفاة حول العالم نتيجة أمراض القلب، التي يُوليها الطب بعلاجاتٍ محددة ومتطورة مثل عمليات الزرع، والمضخات البديلة لحُجيرات القلب وعلاجات الأنسجة التالفة. وما بين الظروف الوراثية، إلى عادات نمط الحياة، إلى السياقات الاجتماعية والبيئية، يواجه قلب الفرد العديدَ من التهديدات؛ ما يُهدَد بمزيدٍ من الوفيات خاصةً في عصرنا الحالي المتميز بالسرعة وكثرة الضغوطات.
لكن لا يجب أن نفقد الأمل أبدًا، وأن نفكر دومًا بإمكانية التنعم بقلبٍ صحي وسليم حتى في خضم أعتى الظروف وأشده قسوةً على هذا العضو الصغير إنما المهم؛ وذلك من خلال الوقاية التي يؤكد خبراء الصحة على أهميتها القصوى لجهة تعزيز صحة القلب وحمايته من الوفاة المبكرة. وبالوقاية نقصد، نمط الحياة الصحي من عمرٍ مبكر، والقيام بالفحوصات الطبية اللازمة وعدم إهمال أي مشكلةٍ أو عرض صحي يمرَ به القلب.
ماذا أيضًا؟ هذا ما يطلعنا عليه الدكتور أحمد فخري الحميري، أخصائي أمراض القلب في المستشفى التخصصي الكندي بدبي في مقالة اليوم..
أهمية صحة القلب
في كل عام، يحتفل العالم بيوم القلب العالمي في 29 سبتمبر؛ وهي مناسبةٌ تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على صحة القلب ودور القلب الأساسي في حياتنا اليومية. ويُعتبر القلب المحرك الرئيسي للجسم، فهو يضخ الدم الذي يحمل الأكسجين والمواد المغذية إلى جميع أجزاء الجسم. ومع ذلك، فإن العديد من الناس لا يدركون مدى تأثير أسلوب الحياة على صحة القلب، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تُعدَ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفيات حول العالم، متجاوزةً حتى أمراض السرطان. ويمكن تجنب نسبةً كبيرة من هذه الأمراض من خلال تغييراتٍ بسيطة في نمط الحياة. لذلك، يُعد يوم القلب العالمي فرصةً للجميع للتفكير في صحة قلوبهم والقيام بخطواتٍ فعلية للوقاية من الأمراض المتعلقة به.
عوامل الخطر لأمراض القلب
تشمل عوامل الخطر الرئيسية التي تؤدي إلى أمراض القلب الآتي:
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول.
- مرض السكري.
- نمط الحياة غير النشط.
- التغذية غير السليمة.
كذلك، يلعب الإجهاد المستمر دورًا مهمًا في التأثير سلبًا على صحة القلب. إذا تُركت هذه العوامل دون السيطرة عليها، فإنها تزيد من احتماليات الإصابة بأمراض القلب، مثل تصلَب الشرايين، والنوبات القلبية، وفشل القلب.
كيفية المحافظة على صحة القلب
بعد استعراضه لأهمية تعزيز صحة القلب والعوامل الخطيرة التي يمكن أن تزيد من إصابته بالأمراض، يمنحنا الدكتور الحميري فسحةً مستفيضة ومهمة عن وسائل الوقاية الواجب اتباعها، للمحافظة على صحة قلوبنا من المرض والوفاة.
وتتلخص هذه الوسائل بالنقاط التالية (التي لا شكَ أن الكثير منا على معرفةٍ بها):
- اتباع نظامٍ غذائي صحي: يُعتبر تناول الأطعمة الغنية بالألياف وقليلة الدهون المُشبعة أحد أهم عوامل الوقاية من أمراض القلب. لذا يُنصح بتناول الفواكه والخضروات الطازجة، والحبوب الكاملة، والأسماك، والمكسرات، وتجنَب الأطعمة السريعة والمُشبعة بالدهون والسكريات.
- ممارسة النشاط البدني: يساعد النشاط البدني المنتظم في الحفاظ على وزنٍ صحي ويُقلَل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول. ويُنصح بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، سواء كان ذلك من خلال المشي، الركض، السباحة أو أي نشاطٍ بدني آخر.
- الإقلاع عن التدخين: التدخين هو أحد أخطر العوامل المُسببة لأمراض القلب. الإقلاع عن التدخين لا يُحسَن فقط من صحة القلب، إنما يُقلَل أيضًا من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المُزمنة الأخرى.
- السيطرة على التوتر: الإجهاد المزمن يمكن أن يزيد من ضغط الدم ويؤثر سلبًا على صحة القلب. لذا، من الضروري تعلَم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، وقضاء وقتٍ ممتع مع العائلة والأصدقاء، للمساعدة في تقليل مستويات التوتر.
- المتابعة الطبية الدورية: لا يكفي مجرد تبنَي أسلوب حياةٍ صحي، بل يجب أيضًا زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الدورية التي تشمل قياس ضغط الدم، فحص مستويات الكوليسترول، وفحص القلب بشكلٍ دوري.
دور المجتمع في التوعية بأهمية صحة القلب
لا يمكن لأي فرد أن يحافظ على صحة قلبه بمفرده؛ بل يتطلب الأمر دعمًا مجتمعيًا واسعًا يشمل التوعية من خلال المدارس، المؤسسات الصحية، ووسائل الإعلام. ويمكن أن تساعد حملات التوعية العامة في زيادة فهم الناس لأهمية صحة القلب، وتشجيعهم على اتخاذ قراراتٍ صحية واعية.
يوم القلب العالمي ليس مجرد يوم للاحتفال، يؤكد الدكتور الحميري أخصائي أمراض القلب في المستشفى التخصصي الكندي؛بل هو دعوةٌ للجميع لتغيير أنماط حياتهم اليومية وتحقيق الوعي بأهمية الوقاية من أمراض القلب. ويضيف: "من خلال اتباع نظامٍ غذائي صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، التحكم في مستويات التوتر، والتوقف عن العادات الضارة مثل التدخين، يمكننا جميعًا أن نساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب."
في الختام، وبمناسبة يوم القلب العالمي الذي يصادف اليوم الأحد 29 سبتمبر؛ دعونا نتعهد جميعًا بالاعتناء بقلوبنا. فالقلب السليم يعني حياةً أطول وأكثر صحة،ولنستغل هذه الفرصة للتفكير في كيفية تحسين نمط حياتنا وتعزيز صحة قلوبنا وقلوب من نحب.