لتجنب فقدان الإحساس برأسكِ: اكتشفي أسباب تنميل الرأس وطرق علاجه
التنميل Tingling هو شعورٌ مُزعج يشبه الإحساس بوخز إبر أو دبابيس؛وعادةً ما يترافق مع الخدر Numbness أو فقدان بعض الأحاسيس مثل اللمس والضغط في منطقة معينة. يومكن أن يصيب التنميل أي مكان في الجسم، ولكنه غالبًا ما يصيب الأطراف.
أما كيف يحدث تنميل الجسم أو الوخز؛ فوفقًا لموقع "الطبي"،فإنه غالبًا ما يكون نتيجة الضغط على العصب المُغذي لمنطقةٍ معينة أو تضرره وتلفه، كما قد يكون السبب بسيطًا مثل الجلوس متربعًا أو النوم على الذراع. يختفي التنميل في هذه الحالات بمجرد الحركة، بينما في حالات أخرى يكون التنميل شديدًا أو مزمنًا أو يُصاحبه ضعفٌ في العضلات، وهو ما يشير إلى احتمالية الإصابة بحالةٍ طبية تستدعي العلاج في أقرب وقت.
لكن ماذا عن تنميل الرأس؟ ما مدى شيوع هذه الحالة، هل هي خطيرة وبماذا تُنبأ؛ وكيف يمكن علاجها؟ هذا ما نتعرف عليه سويًا في مقالة اليوم، مع وجوب النُصح مجددًا بضرورة التواصل مع طبيبكِ الخاص للتشاور حول هذه المشكلة.
ما هو تنميل الرأس؟
يقدم موقع "الطبي" تعريف تنميل الرأس على الشكل الآتي:
تنميل الرأس هو الشعور بالوخز بشكلٍ مشابه للوخز الذي تُسبَبه الدبابيس والإبر في فروة الرأس، وقد يصاحب تنميل الرأس الشعور بوخزٍ وخدر في الراس أيضاً. مع الإشارة إلى أن تنميل الرأس قد يمتد في بعض الحالات ليشمل تنميل الرأس من الخلف، ممتداً مع منطقة الرقبة والوجه أحيانًا.
هل تنميل الرأس خطير؟
مجددًا، وحسب القيَمين على الموقع المختص؛ فإنه ليس بالإمكان الإجابة عن هذا السؤال بصورةٍ عامة، لأن تنميل الرأس قد يترافق في معظم الأحيان مع حالاتٍ مرضية غير خطيرة، كما قد يكون أحيانًا مؤشرًا لوجود اعتلالٍ خطير في الجسم. وعليه من الأفضل مراجعة الطبيب في حال شعرتِ بتنميل الرأس دون سببٍ ظاهر غير خطير، لتحديد السبب واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة في أسرع وقت.
كذلك من الضروري، في حال المعاناة من تنميل الرأس لأوقاتٍ طويلة، أو فقدان القدرة على القيام بنشاطات الحياة الطبيعية نتيجة أعراض تنميل الرأس؛ كما ينبغي مراجعة الطبيب بشكلٍ طارئ عند مرافقة تنميل الرأس لأحد أعراض الجلطة الدماغية أو النوبات.
لكن ما هي أسباب تنميل الرأس بشكلٍ عام؟
يحدث التنميل نتيجة تعرَض الأعصاب الطرفية في الجسم لضغطٍ مستمر لفترةٍ طويلة، وبمجرد أن يزول سبب الضغط على العصب يزول الشعور بالتنميل. كما قد يحدث التنميل جراء تعرَض الأعصاب للتلف أو الإصابة.
هناك العديد من أسباب تنميل الرأس والرقبة، أغلبها تكون غير خطيرة. ولا ننسى الأمراض التي تكون عادةً سبب تنميل الراس، وتتمثل في:
- نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية؛ إذ تترافق هذه الأمراض المعدية مع تضخم الجيوب الأنفية والتهابها، ما يضغط على الأعصاب المحيطة بها وتحوَلها سببًا لتنميل الراس.
- الصداع: خاصة الصداع النصفي،الذي يُصاحبه تغيرٌ في تدفق الدم الطبيعي في الرأس والضغط على الأعصاب. كما قد يترافق تنميل الرأس مع أنواع الصداع الأخرى مثل الصداع العنقودي.
- الإجهاد والقلق.
- إصابات الرأس: خصوصًأ تلك التي تتركز في قاع الجمجمة والتي قد تتسبب بتلف الأعصاب داخل الدماغ، ما يؤدي إلى تنميل الرأس.
- داء السكري؛ وبشكلٍ خاص عند المرضى الذين يعانون من معدلات السكر غير المنضبطة لفترات طويلة، ما يُعرَضهم لتلف الأعصاب الطرفية وتنميل الأطراف والرأس.
- التصلب اللويحي المتعدد: مرضٌ مزمن يتسبببتلف في الجهاز العصبي، ويؤدي إلى تنميل الرأس والرقبة والوجه.
- التشنجات ونوبات الصرع.
- العدوى المرتبطة بتلف الأعصاب: مثل عدوى التهاب الكبد الفيروسي سي وفيروس نقص المناعة البشرية.
- الأمراض المناعية المرتبطة بتلف الأعصاب، مثل الألم العضلي اليفي ومتلازمة باريه غيان.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية العلاج الكيميائي أو مضادات الاختلاج.
- استخدام الكحول والتبغ والإدمان عليها.
- الأمراض التنكسية العصبية، مثل الزهايمر.
- الأمراض المزمنة الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، وخمول الغدة الدرقية، والجلطة الدماغية وأورام الدماغ.
- نقص فيتامين ب12.
- اختلال معدلات الكهارل في الدم مثل البوتاسيوم والصوديوم.
ما هي أبرز أعراض تنميل الرأس؟
فضلًا عن التنميل والخدر، فإن تنميل الرأس قد يترافق مع أعراض أخرى يمكنكِ متابعتها وإطلاع الطبيب عليها، لمساعدته في التشخيص المناسب وتحديد أسبابه بغية وصف العلاج الأفضل.
وتتمثل هذه الأعراض في:
- التنميل في جهة واحدة من الرأس؛ منها جهة اليمين أو اليسار أو مقدمة الرأس أو تنميل الرأس من الخلف، ويرتبط بعدة أمراضٍ مميزة مثل شلل بيل، وداء السكري، والتصلب اللويحي المتعدد والتوتر والقلق وغيرها.
- تنميل الرأس مع الوجه؛ في جهة واحد من الرأس أو في كلا الجهتين، ويرتبط بشكلٍ رئيسي بأورام الدماغ، والتهابات الجيوب الأنفية والسكري. كما قد يرتبط هذا التنميل بالسكتة الدماغية عند تركَزه في جهةٍ واحدة من الرأس بشكل مفاجئ.
- تنميل الرأس والرقبة؛ويرتبط عادةًبالصداع النصفي والتصلب اللويحي المتعدد وغيرها.
- تنميل الرأس المترافق مع الدوخة؛ ويرتبط عادةً بداء السكري، أو نوبات الهلع، أو السكتة الدماغية وغيرها من الحالات المرضية.
كيف يتم تشخيص وعلاج تنميل الرأس؟
ما أن يطلَع الطبيب على الأعراض، فإنه يقوم عادةٍ بإجراء فحص جسدي للمريضة للتعرف على تاريخها المرضي ونمط حياتها. وقد يضطر الطبيب أيضًا للقيام بفحوصاتٍ أخرى منها فحوصات الدم المخبرية مثل فحص فيتامين ب12، فحوصات السكري،وبعض الإجراءات التشخيصية التصويرية، مثل التصوير الطبقي وصور الرنين المغناطيسي، وأخذ خزعةٍ من الأعصاب في بعض الأحيان.
أما فيما يخص العلاج، فليس هناك علاجٌ محدد لتنميل الراس بشكلٍ مباشر، يشير موقع "الطبي"، إذ ينبغي تشخيص سبب تنميل الرأس أولاً، ثم تحديد العلاج المناسب له.
لكن القيام ببعض الخطوات واتباع بعض النصائح، خاصةً في وجود حالاتٍ مرضية وراء هذا التنميل، يمكن أن يساعد في علاج تنميل الرأس؛ منها:
- علاج أعراض نزلات البرد والتهابات الجيوب الأنفية بالأدوية الخاصة فيها، مثل مضادات الهيستامين والبخاخات القابضة للأوعية الدموية.
- السيطرة على معدلات السكر والضغط في الدم، عند وجود إصابةٍ مزمنة بارتفاع أحدهما، من خلال الالتزام بالأدوية المزمنة الموصوفة من قبل الطبيب.
- مراجعة الطبيب عند الإصابةبتنميل الرأس كعرضٍ جانبي لأحد أنواع الأدوية، لاتخاذ الإجراء المناسب.
- اللجوء إلى اللعلاجات الفيزيائية، مثل العلاج بالإبر والتدليك والارتجاع الحيوي.
- الحصول على ساعات نومٍ كافية كل ليلة.
- تجنَب مصادر القلق والتوتر.
- ممارسة بعض تقنيات الاسترخاء مثل المشي أو التأمل.
- القيام بالتمارين الرياضية بشكل منتظم.
خلاصة القول؛ أن تنميل الرأس قد يكون سببًا لمرضٍ أو حالةٍ مرضية معينة، وبالتالي فإن علاجه بالطرق المناسبة يرتبط بتحديد هذه الأسباب وفي وقتٍ مبكر ووصف العلاجات اللازمة. لذا لا تترددي عزيزتي في مراجعة طبيبكِ الخاص، في حال عانيتِ من تنميل الرأس لبعض الوقت، سواء كنتِ تتمتعين بصحةٍ جيدة أو تعانين من أحد الأمراض التي ذكرناها أعلاه.
