الزانثلازما: مرض جلدي يمكن الوقاية منه.. بمنع ارتفاع الكوليسترول بالدم
هل تعانين من بعض التكتلات الدهنية الصفراء، التي تظهر تحت وحول عينيكِ، والتي تجعلكِ تعانين نفسيًا من مظهرها غير الجميل؛ بل وقد تدفع بالعديد من التساؤلات في داخلكِ، عما إذا ما كانت مؤشرًا لمشكلةٍ خطيرة؟
هذه التكتلات تُعرف بإسم الزانثلازماXanthelasma؛ وهي كما يشير موقع المستشفى السعودي الألماني، نموٌ حميد وشائع نسبيًا؛
يظهر على شكل كتلةٍ صفراء-بيضاء مسطحة من المواد الدهنية المتراكمة. ويضيف الموقع المختص إلى أن الزانثلازمالا يُعدَ ورمًا حقيقيًا، كونه لا ينطوي على نموٍ غير طبيعي لأنسجةٍ جديدة. ومع ذلك، قد تكون الزانثلازما بمثابة مؤشرٍ على ارتفاع مستويات الكوليسترول، خاصة عند الشباب.
لذا وبغية تحديد ما إذا كانت هذه التكتلات ناجمة عن ارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم، قد يقوم الطبيب بإجراء فحص الدم لتقييم الحالة. وبشكلٍ عام، لا تتطلب الزانثلازما الإزالة إلا إذا أصبح مظهرها مزعجًا.
في مقالة اليوم؛ نُلقي الضوء على ماهية الزانثلازما، أسبابها وأعراضها وكيفية معالجتها، حسب المعلومات القيَمة التي أوردها موقع المستشفى السعودي الألماني. مع تجديد الدعوة لمراجعة الطبيب المختص فور ظهور هذه التكتلات، لتبيان مسبباتها وتحديد العلاج المناسب.
ما هو مرض الزانثلازما؟
الزانثلازما عبارة عن رواسب بقعٍ صفراء من الكوليسترول تحت الجلد، تظهر بالقرب من الزاوية الداخلية للجفن. وغالبًا ما تكون هذه النتوءات المسطحة أو المرتفعة قليلاً، حميدة؛ لكن في بعض الحالات قد تؤشر على الإصابةبمرضٍ قلبي.
لكن ماذا تعني ترسبات الكوليسترول؟ وفقًا للموقع المختص، فإنها نموٌ جلدي يحصل جراء تراكم الكوليسترول. ويمكن لهذه الترسبات أن تظهر على أجزاءٍ مختلفة من الجسم، مثل الكفين والساقين والجفون. الأمر الذي يجب معرفته هنا، هو أن جسم الإنسان يصنع رواسب الكوليسترول، بما في ذلك الكوليسترول والمواد الدهنية الأخرى؛وتتشكل هذه الرواسب عادةً في المناطق التي يتراكم فيها الكوليسترول الزائد في مجرى الدم.
ليست الأسطح الخارجية للجسم عرضةً لرواسب الكوليسترول فقط؛ بل يمكن لها أن تطال أماكن أخرى مثل الجلد والأوتار والأوعية الدموية. وتعمل الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المُشبعة على تحفيز إنتاج الكوليسترول، فيما يمكن لبعض العوامل الوراثية المختلفة أن تؤثر عليه أيضًا.
ما الذي يؤدي لحدوث مرض الزانثلازما؟
في حال ملاحظتكِ لظهور بقعٍ صفراء بالقرب من الزاوية الداخلية للجفون، فمن الأفضل مراجعة طبيب الجلدية لتبيان ما إذا كنتِ مصابة بمرض الزانثلازما. والتي غالبًا ما ترتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، ما يؤدي إلى ترسب الكوليسترول تحت الجلد.
بالطبع، علاج مرض الزانثلازما لا يتطلب فقط استشارة اختصاصي جلدية؛ بل يجب أن يشمل أيضًا الخضوع لفحوصاتٍ معينة لتحديد ما إذا كانت مستويات الكوليسترول أعلى من الطبيعي، وبالتالي السعي لخفضها من خلال الأدوية التي يصفها الطبيب المختص بجانب الحمية الغذائية المحددة.
وإضافةً إلى ترسبات الكوليسترول، هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من الإصابة بمرض الزانثلازما تشمل:
- زيادة الحساسية لدى الأفراد في منتصف العمر.
- انتشار المرض بصورة أعلى بين الإناث مقارنةً بالذكور.
- وجود أركوس سينيليس على القرنية (أو القوس الشيخوخي،وهو حالةٌ شائعة تصيب العين وتؤثر بشكلٍ أساسي على كبار السن).
- ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين المتسلسل.
- البدانة.
- الإصابة ببعض أمراض الكبد.
كيف أعالج مرض الزانثلازما؟
لا بدَ من التنويه إلى أن إزالة البقع الصفراء الخاصة بمرض الزانثلازما في المنزل، أمرٌ غير ممكن بل وشبه مستحيل؛ لأن تلك البقع لا يمكن وخزها وإخراج السائل الأصفر منها، كما أن هذا الفعل قد يتسبب لكِ بالألم والتندب.
يعتمد العلاج على العديد من الأساليب التي يفقهها طبيب الجلدية وهو الوحيد القادر على تطبيقها بعد تحديد السبب وراءها. حيث يقوم الطبيب بفحص الجلد حول العينين، وقد يطلب بعض الاختبارات للتحقق من مستويات الكوليسترول والدهون في الدم. بعدها، يتم تطبيق العلاجات التي تتراوح بين التطبيق الموضعي لحمض الخليك ثلاثي الكلور؛ العلاج بالتبريد باستخدام النيتروجين السائل؛ وعلاجات الليزر. كما أثبت الختان الجراحي أو الاستئصال الجراحي فعاليته في بعض الحالات.
من المهم الإشارة إلى أن مرض الزانثلازما قد يتكرر بعد هذه التدخلات؛ وفي حين أن تناول الأدوية الخافضة للدهون وتعديل النظام الغذائي قد يكون لهما تأثيرٌ محدود أو شبه معدوم على هذه الآفات، إلا أنه من الضروري الحفاظ على نمط حياةٍ صحي شامل، لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بفرط شحميات الدم.
كيف أحمي نفسي من مرض الزانثلازما؟
في حال كان السبب الرئيسي وراء تشكل رواسب صفراء حول العينين، المعروفة كما بتنا نعلم الآن، بمرض الزانثلازما جراء ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم؛ من الضروري اتخاذ كافة الإجراءات العلاجية والوقائية التي تساعد على خفض هذه النسب، ومنع ارتفاعها بعد التخلص من رواسب الزانثلازما.
وتتمثل هذه الإجراءات في إحداثٍ تغييرات جذرية في نمط الحياة، يضمن لكِ ليس فقط الوقاية من ارتفاع الكوليسترول والدهون في الدم، وإنما أيضًا تعزيز الصحة والسلامة من العديد من الأمراض الأخرى.
وقد يوصي طبيب الأمراض الجلدية بهذه النقاط المهمة:
- الحرص على التخلص من الوزن الزائد بطرقٍ صحية ومُراقبة.
- اتباع نظامٍ غذائي صحي، يتركز بشكلٍ أساسي على الخضروات والفواكه ومصادر البروتين والدهون الصحية؛ وتجنب الأطعمة المصنعة والجاهزة والسكريات والدهون المشبعة.
- الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 150 ساعة خلال الأسبوع الواحد.
- الإقلاع عن التدخين وعدم شرب الكحوليات.
- تناول الأدوية الموصوفة في حال تشخيص مشكلة ارتفاع الكوليسترول، أو مشكلاتٍ صحية أخرى لها علاقة بمرض الزانثلازما.
في الختام؛ يمكن القول أن الزانثلازما هو مرضٌ جلدي كناية عن رواسب صفراء تظهر بشكلٍ كبير حول العينين، ينجم عن ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون في الدم بجانب مشاكل صحية أخرى. ويمكن تشخيصه وعلاجه من قبل الطبيب المختص بطرقٍ عدة علاجية وجراحية، كما أن اتباع نمطٍ حياتي صحي يقي من تشكَل هذه الرواسب الصفراء على الجلد أو عودتها من جديد بعد علاجها.