هند عبد الحليم تصاب بشلل المعدة بسبب إبر التنحيف.. فما هي الآثار الجانبية لهذه الإبر؟
بدأت كعلاج لمرضى السكري، ثم تحولت إلى صيحة كبيرة لإنقاص الوزن والتخلص من السًمنة..
نتحدث هنا عن إبر التنحيف أو التخسيس كما يُطلق عليها؛ بعضها معروفٌ جدًا بالإسم مثل "إبر أوزمبك" التي تلقى رواجًا كبيرًا بين الناس، خاصةً النساء.
إبر التنحيف هي من الصيحات الرائجة جدًا في عالم التجميل، والتي تتضمن موادًا تُحقن في الجسم لإخراج الشحم من الخلايا الدهنية الموجودة تحت الجلد، من خلال تحويلها إلى أحماضٍ أمينية تتسرب للأوعية الدموية. وتقوم بروتينات معينة بنقل هذه الأحماض الدهنية عن طريق الدم إلى الكبد، الذي يتخلص منها تدريجيًا ويُصرَفها في العصارة الصفراوية ومن ثم إلى الأمعاء؛ كما يتخلص الجسم أيضًا من هذه الدهون عن طريق الجهاز البولي.
هوس الناس بالنحافة الشديدة والرشاقة والحل السريع للتخلص من الوزن الزائد، دفعهم بدون مراقبة أو متابعة طبية ولا حتى استشارة أولية، لاستخدام هذه الإبر؛ وهو ما أدى إلى إصابة العديد منهم بمضاعفاتٍ خطيرة، مثل الشلل المؤقت للمعدة. وهو ما تعرضت له فنانةٌ مصرية شابة، أقرَت باستخدام هذه الإبر دون متابعة طبية.
هند عبد الحليم تُصاب ب"شلل مؤقت" المعدة بسبب إبر التنحيف
هذه الفنانة هي هند عبد الحليم، البالغة من العمر 31 عامًا، والتي تحدثت عن تجربتها القاسية مع الشلل المؤقت في المعدة نتيجة استخدام إبر التنحيف. وكشفت الممثلة المصرية الشابة عن تعرَضها لأزمةٍ صحية مؤخرًا بسبب إبر التنحيف التي تسببت في إصابتها بما وصفته بـ"شللٍ مؤقت" في المعدة.
وعبر حسابها على تطبيق إنستغرام، أعلنت عبد الحليم الأحد الفائت لمتابعيها عن تعرضها لوعكةٍ صحية ناجمة عن استخدام إبر التنحيف لنحو شهر وأسبوع واحد؛ لتشعر بعدها بتعبٍ شديد والاضطرار لدخول المستشفى.
لم يكن الإرهاق هو العرض الوحيد الذي ألمَ بالفنانة هند عبد الحليم جراء استخدامها لإبر التنحيف دون متابعة طبية؛ فقد أضافت من خلال منشورها على إنستغرام، من تعرضها لشللٍ مؤقت في المعدة، وفقدان القدرة على الأكل والشرب. وأردفت قائلةً: "شعرتُ بألمٍ رهيب، وكنت أعيش على المحاليل."
نصحت الفنانة الشابة متابعينها وجميع الناس بضرورة "استشارة الطبيب في مثل هذه الأمور، والقيامبالتحاليل الطبية اللازمة قبل مثل هذا الإجراء."
هند عبد الحليم ليست الفنانة الوحيدة التي تحذر من مضاعفات إبر التنحيف؛ فقبلها، تحدثت الفنانة المصرية المشهورة إلهام شاهين عن لجوئها لهذه الإبر للتخلص من الوزن، إلا أنها "أضعفت صحتها" بحسب تأكيدها. ودعت شاهين كل ما يختار استخدام إبر التنحيف للتمتع بالرشاقة، لمراجعة الطبيب أولًا، ثم الالتزام بأخذها تحت المتابعة الطبية.
إبر التنحيف ومرضى السكري
تنتمي هذه الأدوية إلى فئة مُنبَهات GLP-1، وهي تشمل مُكون "سيماغلوتيد" الرئيسي في بعضالأدوية مثل "أوزمبيك" و"فيغوفي" و"ريبيلسوس"، إضافةً إلى مُكون "تيرزيباتيد" الموجود في أدوية مثل "مونجارو"، ومُكون "الليراغلوتيد" المستخدم في أدوية "فيكتوزا" و"ساكسندا".وعلى الرغم من فعالية هذه الإبر في مساعدة مرضى السكري على التخلص من نحو 15% من وزنهم (وهو أمرٌ ضروري لهم للسيطرة على مستويات السكر في الدم)؛ فإن إبر التنحيف تحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية السلبية على أجهزة الجسم مثل شلل المعدة والتهاب البنكرياس وانسداد الجهاز الهضمي.
للوقوف أكثر على تلك الأعراض والأضرار؛ تحدثنا إلى الدكتور أحمد عبد الكريم حسون، استشاري الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي في مستشفى فقيه الجامعي بدبي، والذي أفادنا مشكورًا بالمعلومات الآتية..
إبر التنحيف: ماهيتها ومخاطرها
بحسب الدكتور حسون؛ فإبر التنحيف تُستخدم من أجل المساعدة في إنقاص الوزن، وتأتي على أنواع ٍمختلفة بالنسبة للنتائج وعلى رأسهاالعمل على تقليل الشهية، والذي بدوره يؤدي إلى تقليل كمية الطعام المتناولة.
ويضيف: الفوائد التي نجنيها من هذه الإبر عديدة، أهمها المساعدة في إنقاص الوزن من خلال تخفيض الشهية جراء استخدام هذا الدواء.لا توجد معايير محددة لاستخدام إبر التنحيف، لكن يُفضَل دومًا الاستمرار في العلاج والتنسيق مع الأطباء المختصين والفريق الطبي والمتابعة معهم.
تُعطى هذه الإبر عادةً للأشخاص، بعد استشارة الطبيب، ممن يعانون من سُمنة؛ وتعريف السُمنة بشكل مبسَط هي من لديهم مؤشر كتلة الجسم بمعدل 30 أو أكثر. كما يمكن وصف هذه الإبر للأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن ومؤشر BMI يزيد عن 27، ويعانون من مشاكل صحية معينة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم وحالات ما قبل السكري.
لا يمكن استخدام إبر التنحيف من قبل أي شخص، يؤكد الدكتور حسون، قبل مراجعةٍ طبية والخضوع لفحصٍ للتأكد من الحالة الصحية ووجود ضرورةٍ لديه لاستخدام مثل هذا النوع من الأدوية.
فيما يخص الآثار الجانبية لإبر التنحيف؛ يشير الدكتور حسون إلى أن النتائج السلبية تحدث، وبشكلٍ معين، في حال لم يتم استخدامها تحت إشرافٍ طبي، وكذلك في حال لم تُعطى للحالات المسموح لها باستخدامها. وعلى الطبيب المعالج إعلام الأشخاص حول إمكانية ظهور بعض الأعراض الجانبية لهذه الإبر ونسبتها، ويعتمد هذا الأمر أيضًا على الشخص وتعامله مع هذا الدواء. منها كبح الشهية، وهو أمرٌ إيجابي جراء استخدام إبر التنحيف؛ لكن يمكن أيضًا البدء بالمعاناة من الغثيان والإمساك أو الإسهال، وهي أمورٌ مؤقتة لدى البعض خاصةً إذا ما حدثت تحت إشراف الطبيب المعالج.
ويؤكد استشاري الغدد الصماء والسكري من مستشفى فقيه الجامعي بدبي، على وجوب متابعة العلاج مع الطبيب مهما كانت النتائج والآثار الجانبية؛ على سبيل المثال، يقوم الدكتور حسون بمتابعة المريض ورؤيته في البداية مرة كل شهر، ويأتي تقريره الطبي حسب النتائج والأعراض التي يعاني منها المريض: هل هناك تحسنٌ في موضوع خسارة الوزن أم لا؟ تلك أمورٌ دقيقة يجب متابعتها، يضيف الدكتور حسون، وأن يكون العلاج تحت إشرافٍ طبي، وهي النقطة الأهم في عملية استخدام إبر التنحيف، منذ البدء باختيار الدواء والمتابعة مع المريض وصولًا إلى الفترة التي يقرر فيها الطبيب تقليل الدواء أو إيقاف العلاج نهائيًا.
بدائل إبر التنحيف الصحية: هل تُجدي نفعًا؟
على الرغم من زعم الكثيرين أنهم لم ينجحوا في إنقاص أوزانهم جراء اتباع حميةٍ معينة موضوعة من قبل طبيب تغذية، إلا أن رأي الخبراء في هذا الموضوع هو النقيض.
منهم غنى صنديد، أخصائية تغذية من لبنان، والتي أكدت لنا في مقالةٍ سابقة حول إبر التنحيف على أهمية تغيير نمط الحياة والالتزام بحمية غذائية تناسب طبيعة الجميع؛ فضلًا عن ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم. وأضافت أن إبر التنحيف وبالرغم من مزاياها العديدة، إلا أنها لا تخول من بعض المخاطر؛ مشيرةً أيضًا إلى أن استخدام هذه الإبر ليس ممكنًا إلا وفق تعليماتٍ طبية ومباشرة بشكلٍ دائم ومستمر، وبدراسة الحالة الصحية والتاريخ العائليوالأدوية المستخدمة من قبل الشخص.
ما يعني أن جميع المختصين، من أطباء وخبراء تغذية، يتفقون على مبدأ أساسي فيما يخص إبر التنحيف: أنها ليست مُتاحةً للجميع، وأن وصفها يتطلب فحصًا طبيًا شاملًا ومعايير معينة تتمثل في السُمنة الزائدة والأمراض التي يعانيها البعض، والتي قد تُشكَل خطورةً كبيرة على حياتهم.
وعليه، وتفاديًا لأي ضررٍ قد يمسكِ عزيزتي كما حصل مع الممثلة المصرية هند عبد الحليم وغيرهم ممن استخدموا إبر التنحيف دون متابعة طبية؛ نضم صوتنا إلى أصوات المختصين، وندعوكِ لاستشارة الطبيب المختص في حال كنتِ تنوين استخدام هذه الإبر، كي تتجنبي المخاطر وتنعمي بصحةٍ ورشاقة كما تحلمين.