الشيخوخة والسكري وضعف النظر: أهمية فهم هذه العلاقة الوثيقة وإدارتها
فيما نتقدم بالسن، تحصل في أجسامنا تغيراتٌ عديدة تؤثر على صحتنا؛ وينطبق ذلك بشكلٍ مُحدد على صحة العيون. فقدرتنا على الرؤية تتأثر على وجه الخصوص عند التقدم في العمر، ويزداد هذا التأثير مع وجود حالاتٍ صحية مُزمنة مثل داء السكري.
بالنسبة لمرضى السكري، يمكن لعملية التقدم في السن أن تؤثر بشكلٍ أكبر على صحة العينين، ما يُلقي الضوء على أهمية فهم العلاقة بين التقدم في السن والسكري والنظر.
إن العلاقة بين هذه العناصر الثلاثة هي محط اهتمامٍ رئيسي في قطاع الرعاية الصحية؛ لاسيما وأن كبار السن من مرضى السكري يُعدَون أكثر عرضةً للمشاكل الصحية المتعلقة بالعينين، إلا أنه عبر توخي الحيطة والحذر والتدخل المبكر، يمكن إدارة العديد من هذه المخاطر بكفاءةٍ عالية.
ولهذا الغرض، يقدم خبراء من مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء ومستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي، وكلاهما جزء من مجموعة M42،على موقع "هي" معلوماتٍ هامة حول التغيرات الطبيعية والحالات التي تؤثر على النظر مع التقدم في السن، مع التأكيد على أهمية الرعاية الاستباقية لصحة العينين.
تأتي هذه المعلومات اليوم، ضمن جهود التوعية العالمية بداء السكري؛ حيث خصصت منظمة الصحة العالمية 14 نوفمبر من كل عام كيوم التوعية من السكري. مرض السكري والرفاهه وموضوع اليوم العالمي لمرضى السكري للمدة 2024 – 2026؛ وبتيسير حصول مرضى السكري على الرعاية الصحية المناسبة وإتاحة الدعم لرفاههم، يتمتع كلشخصٍ مُصابب مرض السكري بفرصة تُمكَنه من العيش عيشةً كريمة.
ويواجه ملايين المصابين بمرض السكري تحدياتٍ يومية في إدارة حالات هم الصحية، سواء في المنزل أو العمل أو المدرسة. ويجب أنيتمتعو ابالمرونة والتنظيم وحس المسؤولية، مما له تأثيرٌ في صحتهم البدنية والعقلية. وغالبًا ما تُركَز رعاية مرضى السكري على نسبة السكر في الدم فقط، مما يترك كثير ينفي حالةٍ من الإرهاق. لذا وخلال اليوم العالمي لمرض السكري، 14 نوفمبر، ينبغي وضع مسألة الرفاه في صدارة قضايا رعاية مرضى السكري، وإحداث تغييري سمح لعيشٍ أفضل لمرضى السكري.
الشيخوخة والسكري وضعف النظر
تنخفض صحة العينين بصورةٍ طبيعية مع التقدم في السن، هذا أمرٌ معروف؛ لذا يتعين على الجميع الاستعداد لهذه الحقيقة. إلا أن مدى هذا الانخفاض يختلف بشكلٍ كبير بين شخصٍ وآخر، نظراً لعوامل عديدة وحالاتٍ طبية متنوعة مثل السكري. فبدءًا من سن 40 عامًا، يبدأ العديد من الأشخاص بالشعور بأعراض طول النظر الشيخوخي، وهو فقدانٌ تدريجي لقدرة العين على التركيز على الأشياء القريبة. كما أن إعتام عدسة العين، الذي يتسبب في تعتيم عدسة العين، هو حالةٌ شائعة أخرى مرتبطة بالعمر، ويمكن أن تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية.
وبينما تُعتبر هذه التغيرات المرتبطة بالعمر أمرًا شائعًا، يمكن أن تتفاقم بدرجةٍ أكبر بسبب حالات صحية مُزمنة مثل السكري.
تأثير السكري على صحة العينين
يؤثر السكري على الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم، بما يشمل تلك المتواجدة في العينين. ومن أكثر الحالات الصحية المرتبطة بالسكري هي اعتلال الشبكية السكري، والتي تحدث نتيجة تضرَر الأوعية الدموية في الشبكية، وهي حالةٌ صحية قد تؤدي لخسارة النظر بالكامل في حال إهمال العلاج.
في هذا الإطار، يقولالدكتور إسماعيل أربابي، المدير الطبي واستشاري طب العيون في مستشفى مورفيلدز للعيون أبوظبي: "لايزال مرض اعتلال الشبكية السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى بين البالغين المُصابين بالسكري. لذلك تنطوي الفحوصات الدورية على أهميةٍ كبيرة لتشخيص هذه الحالة الصحية مبكرًا وعلاجها."
تشمل أمراض العين الأخرى التي تظهر قبل وقتها الطبيعي نتيجةً لمرض السكري ما يلي:
- إعتام عدسة العين:إذ يزيد السكري من فرص الإصابة بإعتام عدسة العين في وقتٍ أبكر من المعتاد، وهي حالةٌ صحية شائعة ترتبط بتقدم العمر، ما يجعل التشخيص المبكر أمرًا هامًا.
- الجلوكوما (الماء الأزرق): يُعتبر مرضى السكري أكثر عرضةً للإصابة بالجلوكوما، وهي حالةٌ صحية تُسبَب تلف العصب البصري، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
- الوذمة البقعية: تحدث الوذمة البقعية السكرية عند تراكم السوائل في البقعة الشبكية، ما يُسبَب التورم وعدم وضوح الرؤية.
بدورها؛ أضافت الدكتورة هالة الأحمدية استشارية السكري والغدد الصماء في مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء: "يتسبب ارتفاع مستويات سكر الدم بآثارٍ طويلة الأمد على الرؤية، لذلك يتعين على المرضى إدارة مرضهم باستمرار وبكفاءةٍ عالية."
في الفقرة التالية، سنتحدث عن طرق العناية بصحة العين وإدارتها مع التقدم بالسن وعند الإصابة بالسكري؛ فلا تتوقفي عزيزتي عن القراءة إذا كان الموضوع يهمكِ..
إدارة صحة العين مع التقدم في السن
إن الحفاظ على صحة العينين أثناء التقدم في السن، لاسيما بين مرضى السكري، يكمن في الوقاية والتشخيص المبكر. وهنا بعض الإجراءات الاستباقية الواجب مراعاتها:
-
الفحوصات الدورية للعينين:
تُعتبر فحوصات العين الشاملة أمرًا بالغ الأهمية لتحديد المشكلات في وقتٍ مبكر. وينصح الدكتور أربابي بإجراء فحوصاتٍ منتظمة حتى في حالة عدم وجود أعراض.
-
السيطرة على سكر الدم:
إن الحفاظ على السكر في الدم وضغط الدم والكوليسترول ضمن المستويات المُوصى بها، يُقلَل من خطر الإصابة بمضاعفات العين. وأشارت الدكتورة هالة هنا إلى أن الحفاظ على مستوياتٍ مستقرة من السكر في الدم، يُعدَ عاملًا مهمًا في الوقاية من مشاكل الرؤية.
-
مراقبة تغيَرات النظر:
عند ملاحظة أي تبَدلٍ في النظر، مثل عدم الوضوح أو ظهور بقع؛ يجب استشارة الطبيب المتخصص على الفور. لأن التشخيص المُبكر قد يحمي من خسارة النظر.
-
النشاط البدني والغذاء الصحي:
يمكن لممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية أن يدعم صحة العين والمساعدة في إدارة مرض السكري.
-
حماية العينين:
إن ارتداء النظارات الشمسية التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية واستخدام النظارات الواقية في البيئات الخطرة، يمكن أن يساعد في منع حدوث أضرارٍ إضافية للعينين.
واتفق الدكتور أربابي مع الدكتورة هالة على أن مرضى السكري بحاجةٍ لرعاية شخصية، لإدارة مرضهم وصحة عينيهم، وأن التعاون بين أطباء السكري والعيون هو أمرٌ أساسي لتحقيق أفضل المُخرجات الصحية للمرضى.
خلاصة القول؛ إن التقدم في السن مع مرض السكري لا يعني خسارة البصر بالضرورة. فإدارة مستويات سكر الدم، والالتزام بالفحوصات الدورية وتبنَي التدابير الاستباقية، كلها عناصر يمكن أن تحمي صحة العينين وتضمن التمتع بحياةٍ جيدة حتى مع التقدم بالعمر وولوج سن الشيخوخة الحتمي.