ما المشروبات التي يمكنني شربها لتخفيف آلام الصداع النصفي؟

على الرغم من إصابتي بالصداع النصفي منذ نحو عقدين، وعلمي المسبق بكيفية التعامل مع نوباته في كثيرٍ من الأحيان؛ إلا أنني أعاني من وقتٍ لآخر من عدم القدرة التامة على معالجة نوبات الصداع، وينتهي الأمر بي إلى تناول الكثير من الأدوية.

لهذا أبحث عن بعض الحلول الطبيعية التي قد تساعد في حل هذه المشكلة وتقليل جرعات الدواء. ولا يخفى على أحد حلول الطب البديل والعلاجات الطبيعية، وقدرتها على تخفيف حدة نوبات الصداع النصفي وحتى علاجها في بعض الحالات.

يُعتبر الصداع النصفي من الأمراض الشائعة التي "تعيق" في بعض حالاتها الشديدة، القدرة على عيش حياةٍ طبيعية؛وهو من أخطر الإعاقات التي قد يواجهها البعض. وبحسب ما أفادنا الدكتور محمد غتالي، استشاري طب الأعصاب في مبادلة للرعاية الصحية دبي في مقالة سابقة؛ فالصداع النصفي هو اضطراب صداعٍ أولي ويُعدَ أكثر من مجرد صداع، والذي يُعتبر بطبيعة الحال أحد الأعراض.

وهناك بعض أنواع الصداع النصفي التي لا تُسبَب أي صداع، إذ يتم تعريف الصداع النصفي سريريًا بأنه نوعٌ مُحدد من الصداع الذي يشعر به الشخص بشكلٍ أكثر شدة. عادةً ما يكون مصحوبًا بأعراضٍ بالإضافة إلى الألم الذي يشعر به المرء في الرأس، مثل الغثيان وانخفاض القدرة على التركيز وحتى الانزعاج من الأضواء وغيرها.

يُفضَل كثيرون اللجوء إلى علاج الصداع النصفي في المنزل بطرقٍ طبيعية، كوسيلة علاجية مُساعدة بجانب الأدوية. وتتسم الطرق المنزلية بسهولة تطبيقها وفعاليتها في المساعدة في تخفيف الصداع النصفي، وتقليل الحاجة إلى الأدوية، وتحسين نوعية الحياة.من هذه العلاجات، الكمادات الباردة أو الدافئة؛ شرب كمية كبيرة من الماء؛ الإسترخاء أو الخلود للنوم في مكانٍ هادئ ومعتم؛ التدليك؛ وتناول بعض المشروبات، محور موضوعنا اليوم.

ما المشروبات التي يمكنني شربها لتخفيف آلام الصداع النصفي؟

تُعدَ التغييرات الغذائية ونمط الحياة، أمورًا مهمة وأساسية لتعزيز الراحة من الصداع النصفي وتداعياته. ويمكن أن تساعد بعض المشروبات، مثل العصائر الخضراء والمياه المنقوعة بالفواكه في تحقيق هذا الأمر. لكن لا بد من التحذير من أن بعض مكونات هذه المشروبات، قد تؤدي إلى زيادة حدة نوبات الصداع النصفي؛ لذا من الأفضل دومًا استشارة الطبيب قبل اللجوء لبعضها.

وفي حين أن هذه المشروبات يمكن أن تكون وسيلةً مفيدة لتخفيف الصداع في المنزل، إلا أنها ليست علاجًا قياسيًا أو بديلاً للعلاج التقليدي واستراتيجيات الوقاية من نوبات الصداع النصفي. وبدلاً من ذلك، يجب عليك العمل مع طبيبكِ لتطوير خطة علاجٍ فريدة من نوعها.

بالعودة إلى موضوع المشروبات التي يمكن شربها لتخفيف حدة الصداع النصفي، فقد أوردها موقع Healthline المختص بالشؤون الصحية على النحو الآتي:

• القهوة منزوعة الكافيين: بالرغم من أن تناول الكثير من الكافيين قد يؤدي إلى حدوث نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، إلا أنه قد يكون من الصعب التخلي عن فنجان القهوة اليومي. لذا يمكن أن يساعد استبدال قهوتكِ العادية بنسخة منزوعة الكافيين في تقليل هذا الضرر. ومع إجراء التبديل، حاوليالتخلص تدريجيًا من القهوة التي تحتوي على الكافيين؛ وإلا، فقد تعانين من أعراض انسحاب الكافيين - وهو سببٌ آخر محتمل لنوبات الصداع النصفي.

حسب إدارة الغذاء والدواء (FDA)، يحتوي فنجان القهوة منزوعة الكافيين عادةً على ما يقرب من 2 إلى 15 مليجرامًا (مجم) من الكافيين. لذا، قد ترغبين في تقليص معدل استهلاككِ من القهوة إلى كوبٍ واحد فقط يوميًا.

• الشاي الأخضر: لا تحبين طعم القهوة، أو تخشين من مضاعفات انسحاب الكافيين؟ لا عليكِ، فالشاي الأخضر يُعدَ بديلًا جيدًا في هذه الحالات. وتشير مصادر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن كوبًابسعة 8 أونصات من الشاي الأخضر يحتوي على ما بين 30 و50 مليجرامًا من الكافيين، مقارنة بـ 80 إلى 100 مليجرام الموجودة في نفس الحصة من القهوة العادية.

ومثل الشاي الأسود والشاي الأخضر، يتم صنع الشاي الأخضر من أوراق نبات الكاميليا سينينسيس، ويُروَّج له لمحتواه العالي من مضادات الأكسدة.وفيما يُشاعأن الشاي الأخضر يساعد في تخفيف الصداع، إلا أن هناك حاجةًللمزيد من البحث، لمعرفة ما إذا كان بإمكانه منع نوبات الصداع النصفي لدى الجميع.

• شاي الطرخشقون: Feverfew Tea، والطرخشقون عشبةٌ مُشتقة من نباتٍ مُزهر، وجد الباحثون أنها تساعد بشكلٍ محتمل في تخفيف أعراض نوبات الصداع النصفي، بما في ذلك الألم وحساسية الضوء والغثيان. ويمكن تحضيرهذه العشبة في شكل شاي.

فوفقًا لبحثٍ أُجري عام 2022، فإن مضغ أوراق الطرخشقون يمكن أن يُسبَب تقرحات الفم في بعض الأحيان؛ لذا يوصي بعض المتخصصين في الصداع بتناولها على شكل كبسولات بدلاً من ذلك. ولا تنسي سؤال طبيبكِ قبل شرب شاي الطرخشقون لنوبات الصداع النصفي، خاصةً إذا كان لديكِ تاريخٌ من الحساسية. كما لا تتناولي الطرخشقون إذا كنتِ حاملاً أو مُرضعة.

• شاي النعناع: يُعرف زيت النعناع بتأثيراته المُسكنة للألم، ويُستخدم عادةً في الطب البديل كعلاجٍ موضعي للصداع الناتج عن التوتر.

قد تكون هناك فوائد لشرب النعناع في شكل شاي، واستنشاق رائحته، لعلاج نوبة الصداع النصفي - خاصةً إذا كنت تعانين من آلامٍ نابضة في الرأس. وخلصت دراسة أُجريت عام 2021 إلى أن الزيوت العطرية التي تحتوي على النعناع، كان لها تأثير مُسكنٍ للألم في الدراسات التي أُجريت على الحيوانات لعلاج آلام هشاشة العظام. ومع ذلك، هناك حاجةٌ إلى المزيد من البحث لتحديد ما إذا كان شربه يمكن أن يساعد في علاج نوبات الصداع النصفي.

تجدر الإشارة هنا إلى أن شاي النعناع خالٍ من الكافيين، لذا يمكنكِ شربه في أي وقتٍ من اليوم دون خوف من تأثيره على نومكِ.

• شاي الزنجبيل: من أنواع الشاي العشبي الأخرى الخالية من الكافيين، والتي قد تُوفر الراحة من نوبات الصداع النصفي. ويتم صنع هذا النوع من الشاي من جذر النبات وليس أوراقه.

فيما يتعلق بعلاج نوبات الصداع النصفي، ربما يكون الزنجبيل هو الأكثر فائدةً في تقليل الغثيان والقيء،وهي الأعراض التي يمكن أن تحدث كثيرًا أثناء النوبة. وحتى إذا لم تكوني تعانين من هذه الأعراض، فقد يكون المذاق الحار للزنجبيل بديلًا جيدًا لأنواع الشاي الأخرى.

• العصائر الخضراء: إذا كنتِ لا تتناولين كميةً كافية من الخضروات الورقية، فقد تعانين من نقص فيتامين ب المهم المُسمى حمض الفوليك (فيتامين ب9). وقد لا يساعدكِ هذا في علاج نوبات الصداع النصفي.

وقد أشارت دراسةٌ أُجريت عام 2022 إلى أن فيتامين ب9 يمكن أن يُقلَل من أعراض الصداع النصفي، خاصةً عند دمجه مع فيتامينات ب الأخرى. ومع ذلك، هناك حاجةٌلمزيدٍ من البحث لتحديد ما إذا كان تناول هذا الفيتامين في شكل مُكمل، يساعد في منع نوبات الصداع النصفي.

مع ذلك، قد تستفيدين من الحصول على حمض الفوليك في شكل أطعمةٍ كاملة أو عصيرٍ أخضر. يمكنكِ تجربة أنواعٍ مختلفة من الخضروات، مثل الكرنب أو السبانخ، إلى جانب التوت والحليب النباتي.

• الماء: أعلمُ أنه كان يجدر بي وضع الماء في مقدمة هذه المشروبات، لكنه بات أمرًا بديهيًا للكثيرين. وبالإضافة إلى المشروبات الأخرى، من المهم شرب كميةٍ كافية من الماء طوال اليوم؛ يساعد القيام بذلك في منع المُحفز الشائع لنوبات الصداع النصفي، الجفاف.

يمكنكِ أيضًا منع الجفاف عن طريق شرب الماء قبل وبعد التمرين، واستهلاك المزيد خلال الطقس الدافئ.

• الماء المنقوع بالفواكه: لا تحبين شرب الماء كما هو؟ لا مشكلة، فالماء المنقوع بالفواكه يُعدَ خيارًا مناسبًا لمن لا يستسيغون شرب الماء، لكنهم بحاجة لذلك لتقليل الجفاف الذي يُسبَب الصداع النصفي.

ما عليكِ سوى إضافة الفاكهة الطازجة المُقطعة إلى كوبٍ أو قنينة من الماء، للحصول على مذاقٍ إضافي وتعزيزٍ غذائي. واعتمادًا على نوع الفاكهة التي تجربينها، قد تحصلين أيضًا على فوائد إضافية، مثل فيتامين سي ومضادات الأكسدة الأخرى.

• عصير العنب: قد يكون هذا العصير أحد مشروبات طفولتكِ المفضلة، لكن الفوائد المحتملة لهذا المشروب يمكن أن تستمر طوال فترة البلوغ أيضًا. إذ يحتوي نصف كوبٍ من عصير العنب على حوالي 10 مجم من المغنيسيوم، وهو معدنٌ مهم قد يرتبط بتحسن نوبات الصداع النصفي.

كما قد يرتبط نقص المغنيسيوم بانتقال الأعصاب غير المنتظم، والذي قد يلعب دورًا في نوبات الصداع النصفي. وتحتاج النساء البالغات إلى ما بين 310 و320 مجم من المغنيسيوم يوميًا،بينما يحتاج الرجال البالغون إلى ما بين 400 و420 مجم يوميًا، حسب العمر.

إن الحصول على الكمية الموصى بها من المغنيسيوم مهم أيضًا في عمليات الجسم الأخرى، بما في ذلك التمثيل الغذائي، ووظيفة القلب، وانقباض العضلات، والمزيد.

• عصير البرتقال: مشروبٌ آخر قد يساعد في علاج الصداع ونوبات الصداع النصفي، نظرًا لمحتواه العالي من المغنيسيوم، بجانب فوائده في تعزيز مناعة الجسم. إذ يحتوي نصف كوب من عصير البرتقال على حوالي 11 مليجرامًا من المغنيسيوم.

لتجنب السكريات المضافة على هذا العصير، اختاري الأنواع التي تحمل علامة "عصير 100%"؛ وفي حال كانت الفواكه الحمضية تُسبَب لكِ نوبات الصداع النصفي، تجنَبي عصير البرتقال وجربي مشروبًا آخر من هذه القائمة.

• عصير الجريب فروت: إذا كنتِ تُفضَلين عصائر الفاكهة الحامضة، فقد تتمكنين من جني فوائد المغنيسيوم عن طريق اختيار نصف كوب من عصير الجريب فروت.يحتوي عصير الجريب فروت على حوالي 13 مجم من المغنيسيوم - وهو أعلى تركيز مقارنةً بعصائر الفاكهة الأخرى في هذه القائمة.

ووفقًا لمراجعة بحثية أُجريت عام 2018، فإن العناصر الغذائية الدقيقة في عصير الجريب فروت مماثلةً لتلك الموجودة في الفاكهة الطازجة نفسها. ومع ذلك، من المهم اختيار العصير بدون سكريات مضافة. وكما هو الحال مع عصير البرتقال، يجب تجنَب عصير الجريب فروت إذا كانت الفواكه الحمضية تُسبَب لكِ نوباتالصداع النصفي.

• الحليب قليل الدسم: الريبوفلافين (فيتامين ب 2) هو عنصرٌ غذائي آخر قد يساعد في تقليل تكرار نوبات الصداع النصفي، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. ويمكن أن يساعد شرب الحليب قليل الدسم في الوصول إلى القيمة اليومية المُوصى بها من فيتامين ب2، والتي تبلغ 1.3 مجم للبالغين من الذكور و1.1 مجم للبالغين من الإناث.

في الواقع، تحتوي حصة كوبٍ واحد من الحليب 2٪ على حوالي 0.5 مجم - ما يقرب من 50٪ من الكمية اليومية المُوصى بها لمعظم الناس من هذا الفيتامين المهم.

خلاصة القول؛ فالصداع النصفي هو حالةٌ عصبية ليس لها علاجٌ معروف. ومع ذلك، فإن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي - بما في ذلك شرب بعض المشروبات - قد يُوفر بعض الراحة من نوبات الصداع النصفي.

يحتوي الشاي على مضادات الأكسدة التي قد تُقلَل الالتهاب، في حين أن العصائر والحليب والعصائر الخضراء يمكن أن توفر العناصر الغذائية الأساسية التي تُقلَل من نوبات الصداع النصفي. لكن مُحفزات الصداع النصفي تختلف من شخصٍ لآخر، لذا من المهم تجنَب أي مكوناتٍ قد تزيد من تفاقم أعراضكِ. ففي حال تسببَ أي مشروبٍ من القائمة أعلاه في نوبة صداعٍ نصفي أو جعلها أكثر شدة، توقفي عن شربه على الفور؛ تحدثي مع طبيبكِ إذا لم تتحسن أعراض الصداع النصفي لديكِ،فقد يقترح عليكِ إجراء المزيد من الاختبارات وتغييراتٍ أخرى في نمط حياتكِ.