كيف تستفدين صحيًا من تحدي دبي للياقة 2024

تحدي دبي للياقة: كيف تستفدين صحيًا من هذا الحدث السنوي المهم في دبي؟

جمانة الصباغ
20 نوفمبر 2024

لن ينجح المرء في شيء ما لم يتحدى نفسه وظروفه؛ هكذا أفكرُ منذ صغري، وهكذا أفعلُ دومًا عند رغبتي في تحقيق غايةٍ ما أو الوصول لهدفٍ معين.

وغايات كل امرأة منا، تتمركز حول عناوين عدة: النجاح في المنزل والعمل، المحافظة على الرشاقة والشباب، والتمتع بصحةٍ وسعادة مستدامتين. وبما أننا في قسم صحة ورشاقة، فمن البديهي أن ينصبَ تركيزنا على الناحية الصحية، وبشكلٍ خاصة موضوع الرشاقة والجسم النحيف، الذي يدفع بالنساء حول العالم وعلى مختلف أعمارهنَ، لاتباع حمياتٍ معينة وممارسة الرياضة لإنقاص الوزن الزائد، أو الحفاظ على وزنٍ صحي.

وقد أدركت حكومة دبي أهمية الرشاقة ليس فقط للنساء، وإنما لأفراد المجتمع كافةً؛ للوصول إلى مستوى عالي من الصحة والسلامة، ولمحاربة كافة الأمراض والمشاكل الصحية التي ازداد خطرها على مدار العقود الماضية بسبب نمط الحياة الكسول. ومن هنا جاء تحدي دبي للياقة، ليعكس توجهات الحكومة، وليقدم للراغبين في نمط حياةٍ صحي، وسيلةً فعالة للوصول إلى هذا الهدف.

سارة ليندسي بطلة أولمبية ومؤسسة صالة Roar للألعاب الرياضية
سارة ليندسي بطلة أولمبية ومؤسسة صالة Roar للألعاب الرياضية

أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تحدي دبي للّياقة في العام 2017؛ وأصبحت هذه الفعالية مهرجانًا سنويًا يُشجّع سكان المدينة على تخصيص 30 دقيقة كل يوم لممارسة التمارين الرياضيّة على مدى شهرٍ كامل. ويُقدّم تحدي دبي للّياقة برنامجًا مليئًا بالصفوف الرياضيّة المجانيّة والفعاليات والتمارين الجَماعية والجلسات التي تُشجّع على اتباع أسلوب حياةٍ صحي؛ حيث يمكنكِ اختيار النشاط الذي يناسبكِ من بين اليوغا أو ركوب الدراجات الهوائية أو التمارين المكثّفة أو الرقص، والبدء باتّباع نمط حياةٍ صحي.

قبل انقضاء نسخة 2024 من تحدي دبي للياقة في 24 نوفمبر الجاري، وفي سعي منا لتشجعيكِ عزيزتي من خلال قسم صحة ورشاقة على موقع "هي" للإرتكان نحو حياةٍ صحية أفضل على كافة المستويات (الغذائية والبدنية والنفسية)؛ توجهنا بالأسئلة التالية إلى سارة ليندسي، اللاعبة الحاصلة على ثلاث ميداليات أولمبية وفضية كأس العالم وذهبية بطولة أوروبا، وبطلة بطولة التزلج السريع البريطانية لعشر مرات ومؤسسة صالة Roar للألعاب الرياضية في دبي ولندن: تحدي دبي30x30، لماذا هو مهم؟ ما هي الفوائد التي يمكن أن نحصل عليها من هذا التحدي؟ من هو الشخص المثالي للمشاركة في مثل هذه التحديات؟ كيفية الاستعداد لمثل هذه التحديات، إلخ.

تحدي دبي للياقة: لماذا هو مهم؟

تحدي اللياقة البدنية 30x30 في دبي هو أكثر من مجرد حدثٍ يستمر لمدة شهر - إنه مبادرة تحويلية مُصممة لإلهام سكان الإمارات العربية المتحدة لتبنَي أنماط حياةٍ أكثر صحة. وعلى مدار 30 يومًا، يلتزم الناس بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، مما يخلق تأثيرًا متموجًا للتغيير الإيجابي.

تلك مبادرةٌ أؤيدها بالتأكيد؛ لأنني أعتقدُ أن التمرين اليومي يمكن أن يُغيَر تمامًا الصحة البدنية والعقلية لأي شخص. ومن خلال تشجيع وتمكين الجميع من ممارسة الرياضة على أساسٍ يومي، سيكون لذلك تأثيرٌ إيجابي على طاقة جميع أفراد المجتمع.

التوقيت المثالي: الاستفادة من سحر الموسم

إن إطلاق التحدي في هذا الوقت من العام أمرٌ عبقري. فالطقس المعتدل وساعات النهار الأطول وجاذبية الأنشطة الخارجية، تجعل ممارسة الرياضة ليس فقط ممكنة بل وممتعة. وسواء كان الأمر عبارةً عن نزهة سريعة في الحديقة، أو جلسة يوغا تحت السماء المفتوحة، أو ركضٍ سريع على طول مسارٍ خلاب؛ يمكن للمشاركين في هذا التحدي الاستفادة الكاملة من صالة الألعاب الرياضية الطبيعية. إذ تُسهَل هذه الدفعة الموسمية على الناس الخروج والبدء بتحريك أجسادهم.

يساهم تحدي دبي للياقة في التزامك بنمط رياضي صحي طوال السنة
يساهم تحدي دبي للياقة في التزامك بنمط رياضي صحي طوال السنة

فرصة تكوين العادات الجيدة

أحد أقوى جوانب مبادرة 30x30 هو قدرتها على بناء عاداتٍ دائمة. تشير الأبحاث إلى أن الأمر يستغرق حوالي 21 يومًا لتكوين عادةٍ ما، ويمنح هذا التحدي الذي يستمر لمدة شهر، المشاركين متسعًا من الوقت لدمج التمارين الرياضية ضمن روتينهم اليومي. بالنسبة للكثيرين، فإن أصعب جزءٍ من بدء رحلة اللياقة البدنية هو معرفة نوعية التمارين الرياضية التي تناسبهم بشكلٍ أفضل؛ لهذا تُقدم المبادرة فرصةً مثالية لتجربة أنشطةٍ مختلفة، من دروس الرقص وركوب الدراجات إلى البيلاتس أو السباحة.

يمكن أن يكون اكتشاف تمرينٍ تستمتعين به حقًا عزيزتي، هو المفتاح للحفاظ على نمط حياةٍ نشط لفترة طويلة بعد انتهاء التحدي.

الشمولية في جوهرها

ما يُميَز مبادرة 30x30 هو شموليتها. هذا التحدي مناسب حقًا للجميع - بغض النظر عن مستوى اللياقة البدنية أو العمر أو الوضع المالي لكل منا. يمكن للمبتدئين أن يبدأوا بخطواتٍ صغيرة، مع تعديل شدة أنشطتهم لتتناسب مع قدراتهم؛ بينما يمكن للرياضيين المخضرمين أن يدفعوا أنفسهم إلى آفاقٍ جديدة من خلال هذا التحدي. وحتى في الأيام التي تكون فيها الطاقة منخفضةً أو يعاني الجسم فيها الألم، يمكن لجلسات التعافي النشطة مثل المشي لمدة 15 دقيقة أو التمدد اللطيف، أن تفعل العجائب.

من بين الميَزات البارزة الأخرى لتحدي دبي للياقة 30x30، القدرة على تحمَل التكاليف. العديد من الخيارات، مثل الجري في الهواء الطلق، أو اللقاءات الجماعية، أو مقاطع فيديو التمرين عبر الإنترنت، مجانيةُ تمامًا. وغالبًا ما تكون التكلفة عائقًا أمام اللياقة البدنية، لكن مبادرة 30x30 تُزيل هذه العقبة، ما يجعل التمرين في متناول الجميع.

طريقةٌ أكثر صحية للتواصل

في عالمٍ تدور فيه التجمعات الاجتماعية غالبًا حول الطعام والمشروبات، تُشجع المبادرة للتحول نحو طرقٍ أكثر صحيةً للتواصل. إذ تُوفَر الرحلات الجماعية، ودروس اللياقة البدنية، أو حتى ركوب الدراجات العائلية، فرصًا للتواصل مع الآخرين مع الحفاظ على النشاط.

ولا تعمل هذه التجارب المشتركة على تعزيز العلاقات فحسب، بل تُلهم أيضًا الدافع الجماعي والمساءلة.

خطواتٌ صغيرة.. نتائج كبيرة

بالنسبة للأشخاص الذين يتطلعون إلى بدء رحلة اللياقة البدنية الخاصة بهم، يمكن أن يكون تحدي 30x30 بمثابة تغييرٍ كبير. قد لا تبدو 30 دقيقة في اليوم كبيرة، لكن الجهد المستمر يمكن أن يؤدي إلى نتائج مبهرةٍخلال شهرٍ واحد فقط.

في العام الماضي، عملتُ عن كثب مع مقدمة البرامج الإذاعية في القناة الرابعة إيف. ومن خلال الالتزام الكامل بالمبادرة، لم تعمل على تحسين لياقتها البدنية فحسب، بل حسَنت صحتها أيضًا وعزَزت ثقتها بنفسها.

يكمُن جمال التحدي في مرونته. إذ يمكن للمشاركين تخصيص نهجهم ليناسب أهدافهم - سواء كان ذلك إنقاص الوزن، أو بناء القوة، أو تحسين مزاجهم ببساطة. المفتاح هو الاتساق.

اختاري نوع التمرين الذي يناسبك للإلتزام بممارسة الرياضة على الدوام
اختاري نوع التمرين الذي يناسبك للإلتزام بممارسة الرياضة على الدوام

في الخلاصة؛ إذا كنتِ ترغبينباستخدام تحدي30x30 كفرصةٍ لبدء رحلة اللياقة البدنية الخاصة بكِ، يمكنك تحقيق أشياء مذهلة خلال فترةٍ زمنية قصيرة إذا بذلت قصارى جهدكِ حقًا.

وحتى إن كان تحدي العام الحالي يُشارف على الإنتهاء، يمكنكِ البدء اليوم للإستفادة من كافة النشاطات والتمارين التي يتضمنها، والاستمرار في تحديكِ الخاص لمدة شهرٍ من تاريخه؛ بحيث تجنين كافة الفوائد الممكنة من مثل هذه التحديات، التي ترفع روح المبادرة والمسؤولية والالتزام لديكِ وتجعلكِ تُركَزين أكثر على اتباع نمطٍ صحي سيحقق لكِ حلمكِ بالرشاقة الدائمة، فضلًا عن الصحة الجسدية والنفسية الممتازة.