متلازمة النفق الرسغي وكيفية علاجها بتقنية متطورة

سيدة تتخلص من آلامها.. بجراحةٍ متطورة لإزالة الضغط من النفق الرسغي

جمانة الصباغ

تُعتبر متلازمة النفق الرسغي حالةً شائعة تُسبَب ألمًا وخدرًا وضعفًا في اليد والمعصم. وتحدث بسبب الضغط على العصب المتوسط، الذي يمر عبر النفق الرسغي، وهو ممرٌ ضيق يقع في قاعدة اليد.

قد يكون السبب وراء هذه المشكلة عدة عوامل، من ضمنها تكرار نفس الحركة لفترةٍ طويلة، والإصابات، والحمل، وبعض الأمراض كالتهاب المفاصل والروماتيزم.

بعد معاناة رندة أبو الحسن، وهي سيدةٌ تبلغ من العمر 49 عامًا، من الألم والخدر في يدها، ما جعلها تواجه صعوبات في النوم وعيش حياتها بشكلٍ طبيعي؛ توجهت إلى مستشفى هيلث بوينت بحثًا عن علاجٍ لحالتها، واستشارة الدكتور سامي حسن استشاري جراحة عظام اليد والمعصم في مستشفى هيلث بوينت.

نتعرف مع الدكتور حسن في مقالة اليوم، على متلازمة النفق الرسغي التي تعيق عمل وحياة الكثيرين؛ كما يُحدَثنا بإسهاب عن حالة السيدة رندة وكيف تعافت من هذه المشكلة.

تعافت رندة أبو الحسن من النفق الرسغي بعد الخضوع لجراحة في هيلث بوينت
تعافت رندة أبو الحسن من النفق الرسغي بعد الخضوع لجراحة في هيلث بوينت

متلازمة النفق الرسغي: حالةٌ طبية شائعة

حول هذه الحالة، قال الدكتور حسن: "يُراجعنا المرضى المصابون بمشاكل في النفق الرسغي بسبب شعورهم بالألم والخدر والتغيرات الحسية والضعف في أيديهم، لدرجةٍ تجعلهم عاجزين عن الاستمرار بحمل الأشياء بشكلٍ مستمر. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تصيب الرجال والنساء، إلا أننا نراها أكثر بين السيدات بمعدل 3 مريضات إلى مريضٍ ذكر واحد؛ وغالبًا ما تظهر بين 35 إلى 60 عامًا. يعاني المرضى من هذه الحالة عادةً من خدرٍ ووخزٍ في الإبهام، والسبابة، والوسطى، والبنصر؛ويبدو كأنه وخزٌ كهربائي أو وخزٌ بالإبر، أو شعورٌ بالضعف."

وأضاف أن تشخيص هذه الحالة يستدعي إجراء فحصٍ سريري، في حين قد يساعد الفحص بالموجات فوق الصوتية أو اختبار الأعصاب. ويمكن تركيب جبيرة في معصم المرضى وتحويلهم إلى العلاج الطبيعي؛ وقد تساعد هذه الخيارات العلاجية في تحسين الأعراض، خصوصًا عندما تكون الحالة خفيفة.

بالعودة إلى حالة السيدة التي تعافت من النفق الرسغي بمساعدة الدكتور حسن وهيلث بوينت؛ فبعد معاناة المريضة رندة من هذه الحالة طيلة عامين، والتي جاءت نتيجة امتهانها للحِرف اليدوية، تلَقت في عام 2023 حقنةً علاجية، لكن أعراضها عادت، ما دفعها للعودة إلى هيلث بوينت. وخضعت لاختبار أعصابٍ في مارس 2024، الذي أكدَ التشخيص بوجود ضغطٍ شديد على العصب في يدها اليمنى وضغطٍ متوسط إلى شديد في يدها اليسرى. ونظرًا لشدة الحالة، اقترح الدكتور حسن إجراء عمليةٍ جراحية لتحرير النفق الرسغي باستخدام تقنيةٍ متقدمة، تعتمد على فتح شقٍ صغير بعرض 1 سم، يتيح تحرير العصب بشكلٍ أسرع وأقل تدخلًا. ووفقًا للدكتور حسن، أظهرت رندة تحسنًا فوريًا بعد الجراحة، وكانت بدون أي أعراض بعد 4 أيام فقط من العملية؛كما استعادت حركة اليد الكاملة وقوة القبضة تقريبًا في غضون 6 أسابيع

شاهد أيضًا: أسباب متلازمة النفق الرسغي

تقنية جراحية مميَزة لمتلازمة النفق الرسغي

وأوضح الدكتور حسن أن هذه التقنية الجراحية قلَلت من حجم الندبة وآلام ما بعد العملية، مما جعل فترة التعافي أقصر بكثير مقارنةً بالطريقة التقليدية. وعادت رندة لممارسة نشاطاتها بسرعة دون الحاجة لإجازاتٍ طويلة من العمل. وشدَد استشاري جراحة عظام اليد والمعصم في مستشفى هيلث بوينتعلى أن هذه التقنية تُوفَر فوائد عديدة مثل عودةٍ أسرع للأنشطة اليومية، مع ندبةٍ صغيرة غير مرئية تقريبًا، وهو أمرٌ مهم خاصة للمرضى الذين يحتاجون أيديهم للعمل أو لأداء المهام المنزلية. وأكد الدكتور حسنعلى أهمية مراجعة الأطباء بشكلٍ مبكر لتجنب تفاقم الحالة.

في حالة رندة، تمَ استخدام تقنية علاجية لتحرير العصب المضغوط في النفق الرسغي باستخدام تنظير المفصل عبرٍ شق صغير؛ حيث يتم استخدام كاميرا دقيقة لرؤية العصب المضغوط بشكلٍ واضح وقطع الرباط الرسغي العرضيالذي يضغط على العصب، مما يتيح تحرير العصب.

تتسبب متلازمة النفق الرسغي بألمٍ وخدر في اليد
تتسبب متلازمة النفق الرسغي بألمٍ وخدر في اليد

ومن أبرز فوائد هذه التقنية:

  • تقليلحجم الندبة:إذ يكون الشق صغيرًا جدًا، مما يجعل الندبة بالكاد مرئية.
  • التعافي السريع:يعود المرضى إلى العمل والأنشطة اليومية أسرع من الجراحة التقليدية (حوالي أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن للمرضى العودة إلى العمل المكتبي بعد أربعة أيام فقط في بعض الحالات).
  • ألم أقل: يشعر المرضى بألمٍ أقل أثناء فترة التعافي بسبب صغر الجرح.
  • تحسين قوة قبضة اليد: يتم استعادة قوة القبضة بشكلٍ أسرع، مع نتائج ممتازة في تخفيف الأعراض.

حول حالتها، قالت رندة أبو الحسن: "كنتُ أعاني من ألمٍ وخدر في يدي مما عرَضني لصعوباتٍ في النوم ليلًا. وكانت المتلازمة تؤثر بشكلٍ كبير على حياتي اليومية، فقد كنت غير قادرةٍ على القيام بنشاطاتي المعتادة. وعلى الرغم من تلَقي العلاج الطبيعي لبعض الوقت، إلا أنه لم يكن حلًا دائمًا، وكان الألم يعود باستمرار. لذلك أدركتُ أن الجراحة هي الخيار الوحيد للتخلص من معاناتي."

وأضافت: "في يوم الجراحة، شعرتُ بالراحة والاطمئنان بفضل الفريق الطبي الخبير والعطوف، الأمر الذي منحني الشعور بالأمان والراحة لإجراء الجراحة. كما كانت مرحلة التعافي سهلةً وسلسة، إذ لم أشعر بأي ألمٍ بعد الجراحة، وكانت تجربةً مريحة بشكلٍ عام. واليوم، تحسنت حالتي بصورةٍ كبيرة، وعاد نومي إلى طبيعته ولم أعد أشعرُ بأي ألمٍ أو خدر أو تورم، وأتطلع للخضوع للجراحة في اليد الأخرى."

اقرأ أيضًا: اسباب متلازمة النفق الرسغي للحامل

كما أوصت رندة الذين يعانون من هذه الحالة بعدم التردد في تلَقي العلاج المناسب لها، حتى لو كان الخيار جراحيًا؛ كون الجراحة بأدنى حدود التدخل ولا تترك أي ندوب، مع أقل ألمٍ ممكن، إذ تُوفَر حلًا لمشكلةٍ تؤثر فعلًا على الحياة اليومية.

خلاصة القول؛ أن متلازمة النفق الرسغي، وكغيرها من المشاكل الصحية التي تُلم بنا بين الحين والآخر، بات ممكنٌ علاجها وبتداعياتٍ أقل بسبب تقنيات الجراحة الحديثة والمتطورة. وما قصة السيدة رندة التي أسهبنا في الحديث عنها في هذه المقالة، سوى دليلٌ على أن استشارة الطبيب المختص والخضوع للعلاج المناسب والمتطور، يتيح بشكلٍ كبير لعودتنا إلى الحياة الطبيعية بأسرعٍ وقت وفترة تعافي أقل.

فلا تترددي عزيزتي في مراجعة طبيبكِ، في حال كانت لديكِ بعض أعراض السيدة رندة؛ إذ أن التشخيص المبكر والعلاج الأنسب يتيحان لكِ استعادة نمط حياتكِ ونشاطكِ بسرعة.