عسر الحيض: مشكلة النساء الأولى والأبرز.. وهذه أفضل حلولها
بالنسبة للبنات والنساء، تعتبر الدورة الشهرية عملية طبيعية تحدث مرة كل شهر، حيث يُعِد الجسم نفسه للحمل. وأثناء هذه الفترة عندما تسقط بطانة الرحم، من الطبيعي جدًا أن تعاني من آلام وتقلصات في الجزء السفلي من البطن؛ وفي بعض الأحيان، قد يكون هناك بعض الألم في أسفل الظهر وأعلى الساقين.
تحدث هذه الآلام نتيجة لانقباض الرحم (أو انضغاطه) للتمكن من التخلص من البطانة التي لم يعد هناك حاجة إليها. وهناك منتجات كيميائية يطلق عليها البروستاغلاندين والمعروفة بأنها تتسبب في الشعور بألم وتساعد على انقباض الرحم.
تعاني بعض النساء والفتيات من آلام خفيفة أثناء فترة الحيض، ولكن تكون هذه الآلام حادة وشديدة عند أخريات. والسبب في ذلك لا يعرفه حقًا أحد، ولكن قد يكون هذا الاختلاف في شدة الآلام نتيجة إلى أن بعض النساء لديهم الكثير من مادة البروستاغلاندين أو لأنهم أكثر حساسية تجاه الآلام عن غيرهن. ويعمل ذلك بشكل خاص على صعوبة انقباض الرحم، وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى الرحم؛ مما يتسبب في زيادة الآلام.
وبشكل عام، لا داع من القلق بشأن آلام الحيض، فكل ما عليك فعله هو معرفة كيفية التعامل مع هذه الآلام؛ ويكون ذلك إما من خلال تناول مسكنات الألم، أو من خلال أساليب أخرى خضعت للتجربة والاختبار، وتشمل ممارسة التمارين الرياضية أو العلاج الحراري.
عسر الحيض هي التسمية الأنسب والأكثر دقةً لألم الدورة الشهرية، والذي قد يكون ثانويُا أو عامًا. لعسر الحيض أسبابٌ وعلاجاتٌ مختلفة، وقد يستدعي الحاجة للجوء إلى الطبيب في بعض الحالات؛ كل هذه الأمور تُطلعنا عليها الدكتورة باسمة جمال الدين، استشارية الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي بدبي.
والبداية كما العادة، مع شرح ماهية عسر الحيض(Dysmenorrhea)..
عسر الحيض هو الألم الذي يحدث أثناء الدورة الشهرية، وهو أمرٌ شائع بين النساء، يتراوح في شدته بين الخفيف والحاد.
كما ذكرنا أعلاه، تحدث تشنجات الدورة الشهرية بسبب التقلصات (أو الشدَ) في الرحم (عبارة عن عضلة) بواسطة مادة كيميائية تسمى "البروستاغلاندين"؛وإذا كان الرحم ينقبض بقوة، فيمكنه الضغط على الأوعية الدموية المجاورة، مما يؤدي إلى قطع إمدادات الأكسجين لأنسجة الرحم العضلية.
وينتج الألم عندما يفقد جزءٌ من العضلة إمداداتها من الأكسجين لفترة وجيزة، كما يمكن أن تحدث تشنجات الحيض للأسباب التالية:
- بطانة الرحم المهاجرة: وفيها يخرج جزءٌ من النسيج المُبطِّن للرحم، منغرسًا بشكلٍ شائع على قناتي فالوب، أو المبيضين، أو النسيج المُبطن للحوض.
- الأورام الليفية الرحمية: قد تصبح الزوائد غير السرطانية في جدار الرحم مصدر ألم لبعض النساء أثناء الدورة الشهرية.
- مرض التهاب الحوض: عادةً ما يحدث هذا الالتهاب في الأعضاء التناسلية الأنثوية نتيجة بكتيريا منقولة جنسيًّا.
- التضيَق العُنقي: قد تكون فتحة عنق الرحم لدى بعض النساء صغيرةً للغاية لدرجة أنها تعوق التدفق الحيضي؛ متسببة نتيجة ذلك في ارتفاع الضغط المُسبب للألم داخل الرحم.
شاهد أيضًا: ماهو عسر الحيض وماهي أعراضه
كما أنه ثمة أسبابٍ معيَنة لنوع عسر الحيض، يمكن استعراضها كالآتي:
- عسر الحيض الأوَّلي (Primary Dysmenorrhea): هو تقلصات الدورة الشهرية الشائعة المتكررة وليست بسبب أمراضٍ أخرى ويحدث نتيجة تقلصات الرحم بسبب إفراز البروستاغلاندين؛عادةً ما تبدأ في فترة المراهقة أو بداية الحيض، ويبدأ الألم غالبًا قبل يوم أو يومين من نزول الدورة، أو عندما يبدأ الحيض، ويكون الألم في أسفل البطن، أو الظهر، أو الفخذين.ويمكن أن يتراوح الألم من معتدل إلى حاد، كما يمكن أن يستمر عادةً من 12 إلى 72 ساعة، وقد يصاحبه الغثيان والقيء والإرهاق وحتى الإسهال.
- عسر الحيض الثانوي (Secondary Dysmenorrhea): هو الألم الناجم عن حدوث اضطرابٍ في الأعضاء التناسلية للمرأة وحالاتٍ مرضية (منها التهاب بطانة الرحم أو العدوى، التهابات الحوض المزمنة، أورام الرحم الليفية، بطانة الرحم المهاجرة، واستخدام اللولب الرحمي). عادةً ما يبدأ الألم من عسر الحيض الثانوي في وقتٍ سابق من الدورة الشهرية، ويستمر لفترةٍ أطول من تقلصات الحيض الشائعة؛ كما لا يُصاحب الألم عادةً الغثيان، أو القيء، أو الإرهاق، أو الإسهال.
عسر الحيض: أعراض ومضاعفات
كيف تعرفين عزيزتي ما إذا كنتِ أو بناتكِ، تعانينَ من عسر الحيض إما بنوعه الأولي أو الثانوي؟
تشرح لنا الدكتورة جمال الدين أعراض عسر الحيض على الشكل التالي:
- الشعور بألمٍ حاد أو تقلصات في أسفل البطن.
- وجود ألمٍ في أسفل الظهر أو الفخذين.
- الغثيان والقيء.
- الصداع أو الدوار.
- الإسهال أو الإمساك.
- الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على الحركة.
عسر الحيض: طرق التشخيص والعلاج
لتحديد نوع عسر الحيض وكيفية التعامل معه، لا بدَ من استشارة الطبيب المختص؛ وهو عادةً ما يكون استشاري الأمراض النسائية. ويقوم هذا الطبيب بتطبيق مجموعةٍ من الإجراءات والفحوصات، بغية تحديد المشكلة وسًبل حلها.
وعليه، يتبَع الطبيب طرق التشخيص الآتية:
- التاريخ الطبي: يشمل تفاصيل عن الدورة الشهرية والأعراض.
- الفحص السريري: لتقييم منطقة الحوض.
- الفحوصات التصويرية: وتشمل الأشعة فوق الصوتية(ultrasound) والرنين المغناطيسي.
- تنظير البطن: للكشف عن بطانة الرحم المهاجرة أو الحالات الأخرى.
مع ظهور نتائج الإختبارات والفحوصات، يعمد الطبيب المختص لوصف العلاجات المناسبة؛ والتي تُعدَدها لنا الدكتورة جمال الدين بما يلي:
- العلاج الدوائي: ويتضمن وصف بعض مُسكنات الألم مثل الإيبوبروفين؛ وحبوب منع الحمل لتنظيم الهرمونات.
- العلاج الجراحي: ويتم اللجوء إليه في حالة وجود مشاكل مرضية مثل الأورام الليفية أو بطانة الرحم المهاجرة.
- العلاج الهرموني:لتقليل سماكة بطانة الرحم؛ ومن ضمنها اللولبالهرموني (Mirena).
افرأ أيضًا: افضل الاطعمة لتقليل آلام الحيض
كيفية التعامل مع عسر الحيض
ليست جميع حالات وأعراض عسر الحيض بحاجة للعلاجات الدوائية والجراحية؛ فهناك بعض طرق العناية التي تسمح للنساء بتخفيف حدة أعراض هذه المشكلة، باستخدام بعض الأدوات والأغراض الموجودة في المنزل ومتاحة للجميع.
وتؤكد الدكتورة جمال الدين على أن كيفية التعامل مع عسر الحيض وتقليل حدته، يمكن أن تتم باتباع الإرشادات الآتية:
- الحرارة:استخدام الكمادات الدافئة على منطقة البطن.
- الأعشاب الطبيعية:مثل تناول شاي الزنجبيل او البابونج (chamomile ) لتخفيف الألم.
- التمارين الرياضية:ممارسة الرياضة الخفيفة مثل اليوغا، لتحسين تدفق الدم.
- النظام الغذائي:من خلال تجنَب الأطعمة الدهنية والسكريات، وتناول الأغذية الغنية بالمغنيسيوم وأوميغا-3.
- شرب السوائل:الإكثار من الماء والتقليل من الملح لتخفيفالانتفاخ.
- الاسترخاء: ممارسة تمارين التنفس والتأمل لتقليل التوتر.
- النوم الجيد: للمساعدة على استعادة الطاقة وتخفيف الأعراض.
عسر الحيض: متى يجب استشارة الطبيب؟
لا داعل للهلع عزيزتي، في حال تكرار أعراض ومضاعفات عسر الحيض البسيطة؛ والتي بالإمكان التخلص منها بالطرق والعلاجات المذكورة آنفًا.
لكن من الضروري مراجعة الطبيب المختص في بعض الحالات، مثل:
- إذا كان الألم شديدًا ويؤثر على الحياة اليومية.
- إذا لم تُجدِ المسكنات نفعًا.
- إذا ظهرت أعراضٌ إضافية مثل النزيف غير الطبيعي أو الحمى.
في الخلاصة؛ فإن عسر الحيض هي مشكلةٌ شائعة بين مجمل النساء، ولا تستدعي القلق إلا في حال ارتباطها بمشكلاتٍ صحية مثل بطانة الرحم والتهابات الحوض وغيرها. إنما من الضروري لكِ ولبناتكِ، قبل بدء عملية الحيض لديهنَ أو في بدايتها، زيارة الطبيبة النسائية لإجراء فحوصاتٍ معينة بغية التأكد من خلوهنَ من أية أمراض أو مشاكل صحية يمكن أن تزيد من حدة الحيض وآلامه؛ بل وقد تؤثر على صحتهنَ الإنجابية في المستقبل.