7 أنواع شاي الأعشاب المُهدئة.. لتحسين الهضم وصحة الأمعاء
لا شك في أنكِ سمعتِ عزيزتي عن الأمعاء الصحية Healthy Gut وانعكاساتها الكبيرة والمهمة ليس فقط على صحة جهازكِ الهضمي فحسب، بل على الصحة العامة بالمجمل (الجسدية والنفسية والعقلية).
من كان ليتصور أن مقولة "المعدة بيت الداء والدواء" التي تناقلناها لعقودٍ وأجيال، قد أثبتت صحتها بمقدارٍ كبير؟ فالصحة تبدأ من المعدة، وتحديدًا من الأمعاء التي تقوم بدورٍ جبار ومهم في امتصاص الماء والمغذيات من الطعام الذي نأكله، كما تعمل على طرح الفضلات خارج الجسم. ويحدث ذلك من خلال الاعتماد على الفلورا المعوية؛ وهي مجموعة الأحياء الدقيقة التي تعيش في الأمعاء. وتقوم هذه الأحياء الدقيقة بتسهيل عملية الهضم، ودعم عملية تصنيع الفيتامينات، كما أنها تحمي الجسم من العوامل المُسبَبة للمرض. ويمكن أن تؤثر العديد من العوامل التي نتعرض لها يوميًا في توازن الفلورا المعوية واضطراب عملها، ما ينعكس بشكلٍ سلبي على صحة الأمعاء والإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي المختلفة.
إذن؛ فالأمعاء الصحية تساعد بلا شك على تقليل خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية مثل داء الأمعاء الالتهابي، وهو حالةٌ مُزمنة تُسبَب حدوث التهابٍ في السبيل الهضمي، وفقًا للدكتور فيكتور شديد، طبيب الجهاز الهضمي وخبير داء الأمعاء الالتهابي في مايو كلينك في مدينة روتشستر، الذي ينصح بوجوب اتباع تهجٍ رباعي المحاور للحفاظ على صحة الأمعاء.
ما هي هذه المحاور؟
- التغذية: حاولي أن تتبَعي نظامًا غذائيًا متوازنًا (نظام غذائي متوسطي) يتضمن الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمُكسرات والبذور وزيت الزيتون.يحتوي هذا النوع من الأنظمة الغذائية على الكثير من مضادات الأكسدة وعدد أقل من الأطعمة التي تُسبب الالتهابات. ويوصي الدكتور شديد بتناول ما بين 30 إلى 40 جرامًا من الألياف بصورةٍ يومية.
- ممارسة التمارين الرياضية/نمط الحياة الصحي: اسعِ إلى دمج التمارين الرياضية بانتظام في روتينكِ اليومي. مع الإشارة إلى إمكانية اختلاف نوع التمرين من شخصٍ لآخر.
- الصحة النفسية: من المهم الحفاظ على صحتكِ النفسية ورفاهيتكِ، نظرًا لوجود تفاعلاتٍ عديدة بين الأمعاء والدماغ. من أمثلة ذلك، الأشخاص الذين تعرضوا لصدماتٍ في مرحلة الطفولة أو الأشخاص الذين يعانون من العديد من الضغوطات الأخرى في حياتهم، قد يعانون من أعراضٍ أو حالات مُعَدية معَوية، تشمل متلازمة القولون المتهيَج، أو عسر الهضم الوظيفي، أو خلل في قاع الحوضي، أو الإمساك.
- تناول الماء: ليكن هدفكِ اليومي شرب حوالي ليترين من الماء (أو أكثر في حال ممارسة الرياضة). يساعدكِ هذا الأمر على تجنَب الإصابة بالإمساك، كما يضمن تغذية أعضائكِ بشكلٍ جيد. وهذا الأمر مهمٌ بشكلٍ خاص في المناخات الحارة، حيث يمكن أن يُشكّل الجفاف مشكلةً.
ويضيف الدكتور شديد أن الاهتمام بجميع هذه العوامل، أمرٌ ضروري للحفاظ على صحة الأمعاء.
لكن ماذا لو واجهتكِ بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي من حينٍ لآخر؟ ما الذي يمكن أن تلجأي إليه للتخفيف من هذه الاضطرابات وصولًا إلى علاجها؟
إليكِ هذا الحل: شاي الأعشاب..
بالطبع سمعتِ عن هذا الشاي، وقد تكونين جربتِ بعضه من وقتِ لآخر. وللتأكيد أكثر على أهمية هذا النوع من الشاي، إليكِ فوائد شاي الأعشاب:
- تقليل مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر المعروف الذي يؤدي ارتفاعه إلى نتائج سلبية.
- زيادة مستوى ” الدوبامين” و”السيروتينين”في الدماغ، ما يُعزَز الشعور بالراحة والاسترخاء.
- التقليل من مستويات الأرق وتحسين جودة النوم.
- تحسين الهضم.
- تخفيف الانتفاخ.
- دعم صحة القولون.
- خفض ضغط الدم.
- تحسين مستوى الكوليسترول الجيد.
- تعزيز الصحة العامة للقلب.
لماذا هذه المقدمة الطويلة للحديث عن صحة الأمعاء وفوائد شاي الأعشاب؟
لأن الحاجة لمثل هذا الشاي قد تحدث أحيانًا، مهما حاولنا جاهدين المحافظة على صحة أمعائنا وجهازنا الهضمي. فقد تجعلنا مشاكل هذا الجهاز نشعر بين حينٍ وآخر بعدم
الارتياح بعد تناول الطعام. وهنا، يمكن أن يعمل شاي الأعشاب كعلاجٍ طبيعي من حيث حل مشاكل الجهاز الهضمي وتحسين صحة الأمعاء. فهذا الشاي غني بخصائص طبية مختلفة، ولا يعمل على تهدئة المعدة فحسب، بل يُوفَر أيضًا العديد من الفوائد الصحية.
وقد اخترنا لكِ اليوم، 7 أنواع من شاي الأعشاب المهدئة لتخفيف الانزعاج الهضمي وتعزيز الصحة العامة حسبما جاءت في تقريرٍ على موقع Times of India.
7 أنواع صحية من شاي الأعشاب.. تعرفي عليها
من الضروري التذكير دومًا عزيزتي، بوجوب عدم الإكثار من تناول هذه الأنواع، وعدم إضافة السكر إليها كي لا تتعرضي لزيادة الوزن، وأيضًا كي تستفيدي من خصائص هذه الأعشاب الطبيعية.
-
شاي النعناع: علاجٌ منعش
يُعتبر شاي النعناع طريقةً رائعة لإنهاء أي وجبة، فهو غنيٌ بالفوائد لصحة الجهاز الهضمي. يُستخدم النعناع منذ العصور المصرية القديمة، ويحتوي على المنثول، وهو فعالٌ في علاج عسر الهضم. كما يساعد في تخفيف آلام البطن والأعراض المرتبطة بمتلازمة القولون العصبي، عن طريق إرخاء عضلات الجهاز الهضمي.
يمكن لهذا الشاي المُهدئ أن يُقلَل من الغازات والانتفاخات ويمنع الغثيان في ذات الوقت. انقعي أوراق النعناع الطازجة أو المُجففة في الماء الساخن لمدة 5-10 دقائق، ثم أضيفي العسل أو الليمون لمزيدٍ من النكهة.
-
شاي الزنجبيل: معالجٌ ناري
ليس بالمعنى الحرفي للكلمة؛يُعدَ الزنجبيل من المواد الأساسية في طب الأيورفيدا، كونه يُركَز في الحفاظ على "نارٍ هضمية" صحية، أو أجني. يُعرف شاي الزنجبيل بقدرته على تهدئة الغثيان، وهو مفيدٌ بشكلٍ خاص أثناء الحمل؛ ولكنه مفيدٌ أيضًا للجميع من خلال تخفيف اضطرابات المعدة المختلفة، بما في ذلك دوار الحركة والغثيان الناجم عن العلاج الكيميائي.
يُحفَز الزنجبيل إنتاج اللعاب والصفراء، مما يعزز الهضم السلس. إغلي شرائح الزنجبيل في الماء لمدة 10-15 دقيقة؛ صفيها وأضيفي العسل والليمون إذا رغبتِ في ذلك.
-
شاي الشمر: يعمل على توازن الأمعاء
يشتهر شاي الشمر بخصائصه المُهدئة لمشاكل الجهاز الهضمي. وباعتباره عشبةً مضادة للالتهابات والميكروبات، يعمل الشمر على استعادة توازن الأمعاء وتشجيع الهضم الصحي. كما أنه يحارب البكتيريا الضارة التي يمكن أن تُسبَب الإسهال وعسر الهضم مع تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.
قومي بطحن ملعقةٍ كبيرة من بذور الشمر ونقعها في الماء الساخن لمدة 5-7 دقائق؛ صفَيها واستمتعي بطعمها.
-
شاي الريحان المقدس (Tulsi): مُسكن للتوتر
يُحتفى بالريحان المقدس أو تولسي في الأيورفيدا لقيمته الطبية. ويساعد شاي تولسي على الهضم مع تقليل التوتر، وهو سببٌ شائع لمشاكل الجهاز الهضمي. كما تساعد خصائصه التكيفية الجسم على التعامل مع التوتر، ما يؤدي إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي عن طريق تقليل الغازات والانتفاخ.
انقعي أوراق تولسي الطازجة أو المُجففة في الماء الساخن لمدة 5-7 دقائق، ثم أضيفيالقليل من العسل لتحليته.
-
شاي البابونج: مُساعد مُهدئ للنوم
يشتهر شاي البابونج بتأثيراته المُهدئة، ولكنه يقدم أيضًا فوائد هضمية كبيرة. إذ تعمل خصائصه المضادة للالتهابات على استرخاء عضلات الجهاز الهضمي، ما يُقلَل من الانزعاج ويُعزَز الهضم بشكلٍ أفضل. يمكن أن يخفف البابونج كذلك الأمر من أعراض الألم والالتهاب المرتبطة بقضايا المعدة المختلفة.
انقعي كيس شاي البابونج أو ملعقة صغيرة من أزهار البابونج المُجففة في الماء الساخن للحصول على كوبٍ هادئ.
-
شاي القرفة: عجيبة الدفء
يجمع شاي القرفة بين المذاق المريح والفوائد الهضمية القوية. وتشتهر القرفة بخصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات، وهي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم مع تحفيز الهضم. كما تحارب البكتيريا الضارة في الأمعاء، وتُعزَز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
إغلي أعواد القرفة في الماء المغلي لمدة 10-15 دقيقة؛ صفيها واستمتعي بها مع القليل من العسل.
-
شاي جذر عرق السوس: مُهدئ حلو
يضيف جذر عرق السوس نكهةً حلوة وطبيعية إلى شاي الأعشاب، مع دعم صحة الأمعاء. وقد تمَ استخدامه كعلاجٍ لعدة قرون، حيث يعمل على تهدئة ارتداد الحمض وحرقة المعدة بشكلٍ فعال مع حماية الكبد من السموم.
شاي جذر عرق السوس مُهدئ أيضًا لبطانة المعدة، ما يجعله مناسبًا لمن يعانون من تهيَج أو التهاب المعدة. يُطهى جذر عرق السوس في الماء لمدة 10 دقائق تقريبًا قبل تصفيته.
في الختام؛ فإن للجهاز الهضمي في أجسامنا، أهميةٌ كبيرة لجهة تعزيز صحتنا بالإجمال. خاصةً الأمعاء التي ينبغي أن تتمتع بصحةٍ عالية، كونها أحد أكثر وأهم المؤثرات على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية. وفي حال عانيتِ من أيٍ من اضطرابات الجهاز الهضمي كالنفخة والغثيان وعسر الهضم، ولم ترغبي بتناول أية أدوية؛ يمكنكِ الاستعانة ببعض أنواع شاي الأعشاب التي تتمتع بمزايا مضادة للالتهاب والبكتيريا، لتُعزَز صحة أمعائكِ وتمنحكِ الراحة التامة التي تطمحين لها.