تعرفي على تأثيرات عمليات خسارة الوزن على الصحة النفسية للمرأة

إليكِ أبرز تأثيرات عمليات خسارة الوزن على الصحة النفسية التي تصدرت عام 2024

رحاب عباس
22 ديسمبر 2024

لا تزال رحلة القوام الرشيق تتصدر قائمة عالم الرشاقة لعام 2024؛ والتي لقبها بعض النساء بالرحلة الشاقة، وغير المضمونة، والمترتبة على العديد من المحطات الوهمية التي قد تقودهن إلى عالم الجنون وليس عالم الرشاقة والجمال فحسب؛ خصوصًا بعد انتشار عمليات خسارة الوزن المتنوعة، والتي آثارت جدل كبير على الساحة الصحية والجمالية من دون استثناء.

ورغم أنه قد يصعب علينا التطرق إلى جميع مميزات وسلبيات رحلة القوام الرشيق عبر محطات العمليات الجراحية لإنقاص الوزن؛ إلا إننا جمعنا لكِ قبل نهاية عام 2024 أبرز تأثيرات عمليات خسارة الوزن على الصحة النفسية تحديدًا؛ نباءً على توصيات استشارية الطب النفسي ومديرة مركز وعد بجدة الدكتورة لبني عزام.

عدم الرضى يُعيق نجاح عمليات خسارة الوزن

الجنون الفنانات والتشبّة بهن يعيق نجاح عمليات خسارة الوزن
الجنون الفنانات والتشبّة بهن يعيق نجاح عمليات خسارة الوزن

وبحسب دكتورة لبنى، متاهة النفس، وعدم الرضى، والتطلع إلى المستحيل قد تكون التصريحات الخفية للعقل الباطني لكل سيدة تُعاني من زيادة الوزن، والأخطر السيدات اللاتي يُعانين من عدم الرضا عن أشكالهن، ما يجعلهن يلهسّن وراء التقنيات الحديثة التجميلية، وخصوصًا من لديهن جنون الفنانات والتشبّه بهن.

من ناحية أخرى أوضحت دكتورة لبنى، أن عمليات خسارة الوزن في حد ذاتها قد تكون مكافأة لبعض السيدات اللاتي يُعانين من السمنة المفرطة، ولكنها في نفس الوقت قد تكون عقاب لمن يعشّن عدم الرضى عن صورتهن التي أحسن الله صنعها مهما كان بها عيوب بحكم مقاييس البشر.

العمليات الجراحية لخسارة الوزن سلاح ذو حدين على الصحة النفسية للمرأة

أكدت دكتورة لبني، أن عالم الجمال والنحافة سلاح ذو حدين، ولابد أن يكون موجهة من الأطباء المهاريين في توظيف عمليات خسارة الوزن بالشكل الصحي السليم، والمناسب لطبيعة الجسم والحالة الصحية للمرأة في المجمل العام.

تأثيرات متفاوتة لعمليات خسارة الوزن على الصحة النفسية

الحزن واليأس وعد الصبر والرغبة في التهام الطعام قد يؤدي إلى فشل نتائج عمليات خسارة الوزن
الحزن واليأس وعد الصبر والرغبة في التهام الطعام قد يؤدي إلى فشل نتائج عمليات خسارة الوزن

أشارت دكتورة لبنى، إلى أن عمليات خسارة الوزن لن تخلو من الآثار النفسية السلبية بعد إجرائها، مهما كانت نتائجها مبهرة. والدليل على ذلك، الامتناع عن تناول أشياء كثيرة وخصوصًا إذا كانت من أولويات الأطعمة المحببة للمرأة قبل إجراء العملية الجراحية. لكن بصفة عامة لا نستطيع الحكم على الحالة النفسية بعد إجراء عمليات خسارة الوزن، إلا من خلال تقييم أهداف المرأة، وظروفها الصحية، والأسباب التي أدت إلى إجرائها بكل تفاصيلها.

فضلًا عن ذلك، لن نُنكر أن عمليات خسارة الوزن قد تُعالج العديد من المشكلات الصحية والنفسية، إذا تم إجرائها على أيدي أطباء ذو كفاءة عالية لتحديد الأنسب والأصح من أنواعها المختلفة، ولكنها قد تأخذ المرأة إلى اتجاهين، إما الفرحة، والرغبة في الوصول إلى الوزن المثالي والمحافظة عليه، كذلك المسؤولية والالتزام بتعلمياتها مدى الحياة" التغذية الصحية السليمة وممارسة الرياضة"؛ وإما الحزن واليأس، وعدم الصبروالرغبة في التهام الطعام، وهو ما قد يؤدي إلى فشل بعضها والعودة إلى أضعاف الوزن السابق،  وبالتالي قد يُشكل ذلك خطورة على الصحة النفسية والبدنية من دون استثناء.

نتائج إيجابية لجراحات السمنة على الصحة النفسية

وأضافت دكتورة لبنى، لا تقتصر فوائد العمليات الجراحية لإنقاص الوزن على التحول الجسدي الملحوظ، بل تمتد لتشمل تحسينات كبيرة على الصعيد النفسي. فمع فقدان الوزن الزائد، تتحسن العديد من المؤشرات النفسية ومن ذلك:

زيادة الثقة بالنفس

التحسن العام في الصحة، وكذلك تحّسن الشكل، والقدرة على القيام بالأمور البسيطة التي كانت تعدّها المرأة مرهقة؛ يرفع كثيرًا من الثقة في النفس.

تحّسن المزاج

تُساعد الثقة الزائدة بدورها في تحسين المزاج بشكل عام، وجعل المرأة مقبلة أكثر على الحياة.

تقليل القلق والاكتئاب

قديكون القلق والاكتئاب من الأعراض السلبية للسمنة، وبالتالي ستتلاشى هذه الأعراض بعد وصول المرأة إلى الوزن الذي تطمح إليه.

تحسين العلاقات الاجتماعية

بالتأكيد ثقة المرأة بنفسها، ومظهرها الجديد سيجعلها أشجع للتعامل مع الناس، وتكوين صداقات جديدة.

زيادة الشعور بالإنجاز

شعور المرأة الداخلي بالفخر والإنجاز شعورًا يستحق الاعتراف به بعد أن تتغلب على العوائق التي كانت تُنغص عليها حياتها خلال مرحلة السمنة المفرطة التي عاشتها من قبل.

الخوف من المجهول السبب الجوهري وراء غموض نتائج جراحات السمنة

الخوف من المجهول  والقلق من بدء مرحلة جديدة في الحياة قد يعيق نجاح عمليات خسارة الوزن
الخوف من المجهول  والقلق من بدء مرحلة جديدة في الحياة قد يعيق نجاح عمليات خسارة الوزن

أشارت دكتورة لبنى، إلى أن جراحات السمنة تعتبر أعمق بكثير من مجرد تحول شكلي في القياسات أو نقصان وزن على الميزان، بل إنها رحلة عميقة تؤثر على كل جانب من جوانب الحياة. فكثيرًا ما تُعاني أغلبية النساء اللاتي يخضّن إلى جراحات السمنة المختلفة لتغيرات نفسية وعاطفية بعد الجراحة. ويرجع السبب الجوهري في هذا الأمر إلى الخوف من المجهول والقلق من بدء مرحلة جديدة في الحياة، أو أن يطرأ أي تغيير على حياتها إما في كيفية أو نوعيات الأكل أو الالتزامات ما بعد الجراحة. كذلك الغموض الذي تشعر به، وعدم الوعي الكافي بالعملية ونتائجها، غالبًا ما يسبب مشاعر القلق والتوتر.

الدعم النفسي أحد الأساليب الفعالة لتكّيف المرأة على نظام الحياة الجديد بعد جراحات السمنة

وتابعت دكتورة لبنى، تعلم وتقبل كيفية التعامل مع التوجيهات الغذائية الجديدة وعادات الأكل السليمة والمناسبة، وأيضًا إدارة التوقعات و القناعة بأن فقدان الوزن يتم تدريجيًا، والبُعد عن التوقعات المبالغ فيها وعن المقارنات أحد المسؤوليات المهمة للدعم النفسي، والذي من شأنه أن يقوم بتحقيق التالي:

  • الامتنان بتحقيق الأهداف الصغيرة على طول الطريق.
  • تجنب الاعتماد على سلوك جديد خاطئ مثل التدخين.
  • تحديد الأهداف وتجديد المحفزات.
  • تخطي نوبات الجوع العاطفي.
  • إدارة تقلبات المزاج أو مشاعر الاكتئاب التي قد تنشأ عن التغيرات الجسدية والهرمونية بعد الجراحة.
  • التعامل السليم مع صورة الجسد وتقبل التغييرات التي تحدث فيها.
  • تحسين الصحة العاطفية، وتقدير الذات، وتحسين العلاقة مع النفس مما يؤثر بشكل إيجابي على العلاقات الشخصية والمهنية.

الواقعية تلعب دورًا جوهريًا في تعزيز النتائج الإيجابية لعمليات خسارة الوزن

الواقعية واتباع الأنظمة الغذائية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام أدوات أساسية لنجاح عمليات خسارة الوزن
الواقعية واتباع الأنظمة الغذائية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام أدوات أساسية لنجاح عمليات خسارة الوزن

وأخيرًا، أكدت دكتورة لبنى، على أن يكون لدى المرأة التي تُفكر في اللجوء إلى عمليات خسارة الوزن حث ومسؤولية الواقعية بشأن نتائج الجراحة، وأن تُدرك أن فقدان الوزن هو عملية تدريجية، وأن تلتزم بعنصر الواقعية في كل الخطوات التي ستتطرق إليها على مدار أعمارها المتقدمة، وخصوصًا اتباع الأنظمة الغذائية الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام، والحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم.

وفي المقابل، إذا كانت تُعاني من الاكتئاب أو اضطرابات الأكل، فلا تمتنع عن استشارة معالجًا نفسيًا، أو انضمامها إلى مجموعات دعم لمرضى السمنة.