الاعتناء بصحتك النفسية والجسدية في موسم الأعياد

لاحتفالات ممتعة وصحية دون مُنغصات: نصائح لتعزيز صحتكِ الجسدية والنفسية في موسم الأعياد

جمانة الصباغ
24 ديسمبر 2024

إن التركيز الذهني شيءٌ أساسي، كما صرّح أحد خبراء الرعاية الصحية بمايو كلينك.

وسواء من حيث الإفراط في تناول الطعام، أو الإصابة بمرض أو الشعور بالتوتر أو التعب الشديد؛ فإن الجدول المزدحم لفعاليات العطلات قد يؤثر سلبًا على الصحة، كما صرّحت صفية ديبار، الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة، ممارس عام وخبير التعامل مع الضغوط في مايو كلينك هيلثكير في لندن.

تجيب الدكتورة ديبار عن بعض الأسئلة الشائعة المتعلقة بمشاكل الصحة الجسدية والنفسية خلال عطلة الأعياد؛ كما تقدم نصائح مهمة وأساسية للمساعدة بقضاء تجمعات العطلات بصحةٍ جيدة. ما رأيكِ عزيزتي لو تمنحين نفسكِ بعض الوقت، لقراءة هذه النصائح، علها تساعدكِ في الاستمتاع بأجواء الأعياد الحالية دون مُنغصات؟

الوقاية من المرض في موسم الأعياد: نصائح وتوجيهات

سواء لجهة الأكل أو الشرب، أو حتى اتخاذ قرارٍ بإقامة في المنزل للأهل والأصدقاء للاحتفال بالأعياد، أو حتى حضور حفلاتٍ في المقام الأول؛ فإن التركيز الذهني شيءٌ أساسي، كما تُشدَد ديبار. وتجيب على السؤال الأكثر شيوعًا حول مسألة الوقاية من المرض في العطلات:

كيف يمكن للناس حماية أنفسهم من الإصابة بالمرض خلال هذا الوقت المزدحم؟

الدكتورة صفية ديبار خبيرة التعامل مع الضغوط في مايو كلينك هيلثكير في لندن
الدكتورة صفية ديبار خبيرة التعامل مع الضغوط في مايو كلينك هيلثكير في لندن

توصي الدكتورة ديبار بالنظر إلى البيئة التي ستكونين فيها، وشعوركِ البدني والنفسي عند الذهاب إلى تجمّعٍ معين.

من الناحية البدنية، هل تشعرين أنكِ مرتاحة؟ هل تتلَقين الفيتامينات والمعادن التي تحتاجينها، أم يجب أن تُعوّضي المعادن والفيتامينات من خلال بذل مجهودٍ خاص للتغذية الجيدة؟ هل اتخذتِ أية تدابير وقائية مثل تطعيم الإنفلونزا؟

"من المهم أيضًا غسل اليدين جيدًا، وارتداء قناع للوجه إذا كان ذلك مناسبًا، وأن تكوني مدركةً لما يُحتمل أن تتعرضي له"، كما ورد في تصريح ديبار؛ وتضيف: "تأكدي من تطبيق عناصر نمط الحياة الصحي بأفضل ما يمكن، بالنظر إلى هذا الوقت من السنة، لكن من المهم أيضًا أن ترفقي بنفسكِ بعض الشيء. إنه وقتٌ مزدحم، ونحن نُوازن بين عدة ديناميكيات. لذا من المهم أيضًا أن نرفق بأنفسنا قليلًا."

غالبًا، يكون الطعام في الحفلات جماعيًا؛ مثل موائد الطعام الجماعية التي تضم صحونًا وقدورًا مشتركة وصواني المقبلات التي تمتد إليها أيادي الضيوف. كيف يمكن للناس حماية أنفسهم من الأمراض، مثل عدوى نوروفيروس، والأمراض الأخرى التي تنتقل من خلال الطعام والاحتكاك بالأسطح الملوثة بالجراثيم؟

يُعد سوء نظافة اليدين، والطعام غير المطهو جيدًا، وذلك الذي يُترك لفتراتٍ طويلة جدًا، من بين مُسببات الأمراض المنقولة عبر الطعام.وهذا مجالٌ آخر يتطلب نهجًا واعيًا للحفاظ على صحتكِ، كما تشيرالدكتورة ديبار.

هنا يصبح من الأهمية بمكان الوعي بالقرارات التي نتخذها، وأن تسألي نفسكِ: هل أريدُ حقًا الذهاب إلى الحفلة؟ وهل يجبُ أن أذهب؟ في حال شعرتِ بشيءٍ مُريب وغير صحيح، استخدمي حدسكِ، تنصح ديبار.."إذا كنتِ ستأكلين على مائدة طعامٍ جماعية، فكري في اختياراتكِ؛ فعند استحضار الوعي، ربما ستقررين أنكِ لست جائعة. وإذا كنتِ ستأكلين، تأكدي من غسل يديك جيدًا."

تجنب الإفراط بتناول الأطعمة الدسمة والحلويات

اطلبي المساعدة من الآخرين لتنسيق حفلة العيد كي لا تتعرضي للإرهاق والتوتر
اطلبي المساعدة من الآخرين لتنسيق حفلة العيد كي لا تتعرضي للإرهاق والتوتر

إن موسم الحفلات هو وقتٌ ينغمس فيه الناس بتناول الحلويات اللذيذة والأطعمة الدهنية والمشروبات. فكيف يمكن لكِ تجنب الإفراط في هذا؟ "سأجلسُ وأفكرُ في تبعات الإفراط في هذا الشيء والثمن الحقيقي الذي سأدفعه" كما تقول الدكتورة ديبار.

بالنسبة للطعام، حاولي تجنب ارتفاع السكر، لأن هذا يُسبَب رغبةً شديدة لديكِلتناول السكريات، وفقًا لنصيحة الطبيبة. "إذا استطعتِ أن تبدأي يومكِ مباشرةً بتناول كميةٍ مناسبة من البروتين، والدهون الجيدة، وتجنب الارتفاع الشديد في مستوى السكر؛ فإنكِ لن تحتاجيلملاحقة هاجس مستويات السكر المرتفعة ولن تكوني تحت رحمتها. جربيزيادة تناول الفواكه والخضروات والبروتين والدهون الجيدة بأقصى ما يمكن، ثم تأتي الحلويات بعد ذلك."

في السياق ذاته؛ تُشدَد جايسكا سكوفيلد، الأستاذة المساعدة في قسم الميكروبيولوجيا بجامعة ألاباما في برمنغهام، على أهمية "الاستماع إلى جسمكِ واتخاذ قراراتٍ غذائية متوازنة أثناء موسم العطلات، لتجنب بعض المشكلات الهضمية مثل الانتفاخ".

كما يدعو خبراء الصحةإلى ضرورة اتباع 5 نصائح للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي خلال موسم العطلات، بحسب ما ذكر موقع "يو إس نيوز":

  1. تناول أطعمة غنية بالألياف: مثل الخضروات والحبوب الكاملة، لضمان عمل الأمعاء ومنع الإمساك والتلبك المعوي.
  2. الحفاظ على الترطيب: وذلك بالإكثار من شرب الماء، وتجنب المشروبات المحلاة قدر الإمكان.
  3. تناول الطعام ببطء: لضمان هضمه جيدًا كي لا تُصابي بعسر الهضم وغيرها من مشكلات الجهاز الهضمي. كما أن تناول الطعام ببطء يعطي الجهاز الهضمي وقتًا للاستجابة وإرسال إشارات الامتلاء، وبالتالي يحميكِ من الإفراط في الأكل وزيادة الوزن لاحقًا.
  4.  تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: يُوصي الخبراء بإدخال الأطعمة الغنية بـ"البروبيوتيك" في النظام الغذائي خلال موسم العطلات، حيثُ تساعد البروبيوتيك، وهي بكتيريا مفيدة، في الحفاظ على توازن الميكروبيوم المعوي. يمكنكِ إيجاد هذه البكتيريا النافعة في الزبادي، والكفير، والكومبوتشا.
  5. زيادة النشاط البدني: رغم أن النوم بعد الوجبات قد يبدو مُريحًا، إلا أن الخبراء يؤكدون على أن النشاط البدني الخفيف له تأثيرٌ إيجابي على عملية الهضم؛ إذ يساعد المشي بعد الوجبة على تحفيز الهضم وتقليل الشعور بالانتفاخ.

القلق الاجتماعي: كيف أحمي نفسي منه؟

النشاط البدني الخفيف في موسم الأعياد يُعزَز صحتكِ بشكلٍ كبير
النشاط البدني الخفيف في موسم الأعياد يُعزَز صحتكِ بشكلٍ كبير

بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن تتسبب المواقف الاجتماعية خلال موسم الأعياد في زيادة القلق. ما الخطوات التي يمكن للأشخاص اتخاذها لتهدئة أنفسهم والاستمتاع باللحظة؟

"هذا أمرٌ يعتمد حقًا على كل فردِ منا" تؤكد الدكتورة ديبار، مضيفةً:"التفاعلات الاجتماعية مفيدةٌ لنا بحق، وهي تُوفر فرصةً جيدة للغاية لخروج الناس من منطقة الراحة؛ لكنها يمكن أن تعتمد على المقدار". فإذا "كنتِ شخصًا انطوائيًا، اعرفي حدودكِ: كم عدد الأحداث أو المناسبات التي يمكن أن تشاركي فيها بارتياح؟"

أخبري نفسكِ أنكِ لن تحتاجي للحديث مع العديد من الأشخاص، وعِدي نفسكِ بأنه يمكنكِ الانصراف مبكرًا إذا لم تكوني مستمتعةً بالسهرة، هذا ما نصحت به الطبيبة ديبار. يمكن أن تساعدكِ بعض طرق الاسترخاء، مثل تقنيات التخيّل والتنفس، في تخفيف القلق الاجتماعي.

"يمكنكِ أيضًا تقسيمها إلى خطواتٍ صغيرة معقولة. على سبيل المثال، بوسعكِ الذهاب إلى حفلة الليلة لمدة خمس دقائق فقط؛وإذا سارت الأمور جيدًا، فستزداد ثقتكِ، وستذهبين لمدة 10 دقائق في المرة القادمة، وهكذا دواليك"، تشير ديبار. "أيضًا، فكري ما إذا كان بإمكانكِ الذهاب مع إحدى الصديقات عوضًا عن الذهاب بمفردكِ. من المهم أن تضعي نفسكِ بين الحين والآخرضمن مواقف اجتماعية معينة، لأن التواصل مفيدٌ حقًا؛ كما أن التفاعل مع الأشخاص ذوي التفكير المشابه لنا يُخفَف بالفعل من التوتر."

لقد ثبت أيضًا أن إقامة الحفلات شيءٌ مرهق. كيف يمكن لمُنسقي الحفلات خوض ذلك بأقل الأضرار؟

لكل سيدة تتطلع لإقامة حفلةٍ خلال موسم العطلات واستضافة عددٍ معين من الضيوف، عليها قراءة الفقرة التالية..

لا تُسرفي في تناول الحلويات كي لا تصابي بالسمنة ومشاكل الجهاز الهضمي
لا تُسرفي في تناول الحلويات كي لا تصابي بالسمنة ومشاكل الجهاز الهضمي

يمكن للوعي أن يساعد أيضًا في هذه الحالة، تؤكد ديبار؛ وهو الوعي الذي تطرقنا إليه في بداية المقالة. يتضمن ذلك إدارة توقعاتكِ، والتفكير فيما قد يفعله الآخرون ويُسبَب لكِ مشاعر سلبية، واتخاذ استراتيجيةٍفعالة تساعدكِ في ذلك.

إنكِ غالبًا ما تتعاملين مع العديد من معتقدات وتوقعات ومشاعر أشخاص آخرين؛ وقد أوضحت الطبيبة أنه قد يكون مفيدًا لكِ حمل شعار أنه لا يمكنكِ أن تفعلي إلا ما بوسعك.  "لستِ مسؤولةً عما إذا كان الشخص الآخر يحظى بوقتٍ ممتع أم لا؛ يمكنكِ أن تفعلي فقط ما تستطيعين، وتعملي على تحضير حفلةٍ مميزة فيها كل وسائل الراحة والاستمتاع بالوقت. في حال لم يعجب ذلك أحدهم، لا تلومي نفسكِ." 

توصي ديبار أيضًا بتقسيم مشروع الحفلة إلى أجزاءٍ معقولة، وتوزيع المهام إن أمكن، والتعامل مع تلك المهام بروحٍ مرحة. بمعنى آخر، لا تحملي جميع أوزار تحضير الحفلة لوحدكِ، استعيني بأفراد العائلة والأصدقاء لتنفيذ بعض المهام. في الختام، فإن الهدف من إقامة الحفلات ليس فقط إمتاع الحاضرين، وإنما إمتاع نفسكِ أيضًا؛ وفي حال قمتِ بكل الجهد لوحدكِ دون مساعدة، سينتهي الأمر بكِ إلى التالي: الجميع مسرور ويقضي وقتَا ممتعًا.

فيما أنكِ تجلسين على مقعدكِ متعبة وغير قادرة لا على الأكل ولا على الرقص، ولا حتى على التفاعل الاجتماعي مع ضيوفكِ. هل هذا هدفكِ الأساسي من إقامة تلك الحفلة؟

وكما تقول الطبيبة، فإن"الطاقة مُعدية.. إذا كنتِ سعيدةً ومبتهجة، فسيكون لهذا تأثيرٌ غير مباشر على الآخرين، لأننا نتواصل من خلال جهازنا العصبي ولغة أجسادنا." سعادتكِ ومرحكِ في ليلة الحفل ستنعكس إيجابًا على الآخرين، فلا ترهقي نفسكِ عزيزتي كي تبقي صاحيةً وقوية، تنعمين بوقتٍ جميل والجميع مثلكِ. وتأكدي من تغذية جسمكِ وعقلكِ بمُغذيات جيدة من الأكل والترطيب والنشاط البدني بين الحين والآخر، كي لا ينتهي موسم الأعياد هذا وأنتِ مُثقلةٌ بالتعب والإحباط والوزن الزائد.