تعرفي على أبرز ما سيحمله عام 2025 في مجال الطب

من إنقاص الوزن إلى علاج الألم.. ماذا يخبئ لنا عام 2025 من تطورات في مجال الطب؟ إليكِ التفاصيل

جمانة الصباغ
30 ديسمبر 2024

على الرغم من النكبات الصحية المختلفة التي شهدناها في السنوات الأخيرة، ومنها جائحة كوفيد-19 التي ما زالت حديث الناس - وإن بشكلٍ خافت – حتى اليوم؛ إلا أن التقدم العلمي والطبي نجح في الوقت ذاته، في تسجيل إنجازاتٍ كبيرة ومهمة ستنعكس إيجابًا على حياة وصحة الناس حول العالم.

من التكنولوجيا الحيوية، إلى الذكاء الاصطناعي وغيرها من الاختراقات الطبية، أثبت العقل البشري أنه ماضٍ في سبر أغوار عالم الطب، للخروج بعلاجات وحلول واكتشافات تبلسم جراح الناس وتُخفف آلامهم، وتقدم لهم الرعاية الطبية المناسبة وحتى بأقل وقتٍ وجهد.

مع دخولنا عام 2025 بعد يومين، لا بدَ من تسليط الضوء على ما يخبأه لنا العام الجديد في قطاع الرعاية؛ وذلك حرصًا منا في موقع "هي" على تقديم المعلومات الجديدة والوافية التي تُسهم في تحسين جودة حياة الأفراد ورفاههم. على أمل أن تحمل السنة الجديدة، المزيد من السلام والطمأنينة وقليلًا من العذابات.

تعرفي على أبرز ما سيحمله عام 2025 في مجال الطب

يُرجح أن يكون عام 2025 أيضًا، عام "الاختراقات الطبية" في عدة مجالات. ليس ذلك فحسب، بل أن العديد من التطورات التي شهدها الجسم الطبي، والاستخدام المتزايد لبعض العلاجات في حل مشكلاتٍ معينة مثل زيادة الوزن، يبدو أنها ستستمر خلال العام القادم وتتخذ مسمياتٍ وأشكالٍ مختلفة.

عام 2025.. وأدوية إنقاص الوزن

سيشهد عام 2025 المزيد من استخدام أدوية إنقاص الوزن ومنها إبر التنحيف
سيشهد عام 2025 المزيد من استخدام أدوية إنقاص الوزن ومنها إبر التنحيف

نتحدث هنا بالطبع عن إبر التنحيف، التي بدأت كعلاجٍ لمرضى السكري لتتحول بعد فترةٍ إلى أدوية إنقاص الوزن، كبديلٍ ربما عن العمليات الجراحية التي تستلزم وقتًا أطول للتعافي وآلامًا لا حدود لها. فبعد النجاح الكبير الذي حقَقه عقار "ويجوفي" (سيماغلوتيد Semaglutide ) الذي بات يُعرف بإسم "المعجزة"، وغيره من ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 (GLP-1)؛يُرجح أن يشهد عام 2025 المزيد من النتائج والموافقات الطبيةعلى موجةٍ جديدة من العلاجات التي تستهدف السُمنة. حيث ستختتم شركة الأدوية "إيلي ليلي" في إنديانابوليس بولاية إنديانا، تجربة المرحلة الثالثة لحبوبها الفموية "أورجليبرون" (Orforglipron)، بعد تقييم سلامتها على المدى الطويل لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني. ميزة هذا الدواء أنه أسهل إنتاجيًا، وقد يكون أرخص من العلاجات الحالية كما جاء في تقريرٍ نُشر في مجلة Nature.

أيضًا، سنشهد خلال العام القادم إجراء المزيد من التجارب على عقار "إيلي ليلي" ثلاثي المفعول، "ريتاتروتيد" (Retatrutide). وقد أظهر هذا الدواء، في تجربة المرحلة الثانية، فعاليةً غير مسبوقة؛إذشهد الأشخاص الذين تناولوا أعلى جرعة فقدانًاللوزن بنسبة 24.2% على مدار 11 شهرا (فيما تميل الأدوية المتاحة حاليًا إلى تحقيق خسارةٍ للوزن بنسبة 15-20% خلال الفترة ذاتها). كذلك تستعد شركة "أمجين" في ثاوزند أوكس، كاليفورنيا، لإجراء تجربة المرحلة الثالثة لدوائها "ماريتيد"، الذي يمكن تناوله شهريًا ويستهدف مسارين مشاركين في التحكم بنسبة السكر في الدم والتمثيل الغذائي.

وسيواصل الباحثون استكشاف إمكانات ناهضات (GLP-1) في علاج أمراضٍ أخرى غير السكري والسُمنة، بما في ذلك مرض باركنسون ومرض ألزهايمر والإدمان.

2025.. تطوراتٌ منتظرة في مجال علاج الألم

خبرٌ مفرح للكثيرين، ممن يعانون من آلامٍ مبرحة ولا يجدون الراحة في الأدوية والعقاقير إلا لفترةٍ وجيزة. إذ يبدو أن عام 2025 سيكون نقطة تحولِ جذرية في كيفية علاج الألم؛ إذ يُتوقع أن يستكمل المُنظَمون الأميركيون مراجعة مُسكنٍ للألم غير أفيوني،يدعى "سوزيتريجين" (Suzetrigine) في يناير المقبل. وفي حال تمت الموافقة عليه، سيكون هذا الدواء الذي طوَرته شركة "فيرتكس" للأدوية في بوسطن بولاية ماساتشوستس، جزءًا من أول فئةٍ جديدة من الأدوية لعلاج الألم الحاد منذ أكثر من 20 عامًا.

هل سيكون 2025 عام الوباء القادم؟
هل سيكون 2025 عام الوباء القادم؟

عام 2025 والوباء القادم

ليس هدفنا أبدًا زرع الخوف في قلوب قارئات "هي"، لكن في الواقع فإن الأوبئة والأمراض لا تتوقف ما دامت الحياة مستمرةً. خاصةً أننا سنحتفل خلال شهر مارس القادم، بالذكرى السنوية الخامسة لوباء كوفيد-19 الذي تسبب بوفاة الملايين حول العالم، وإصاباتٍ مهولة حول العالم دفعت بالحكومات لفرض إغلاقاتٍ واسعة (تامة وجزئية) بغية منع انتشار عدوى فيروس كورنا الجديد بين الناس.

لكن في الوقت ذاته؛ حفَز هذا الوباء الجسم الطبي للعمل بشكلٍ حثيث على تطوير لقاحاتٍ جديدة تُسهم في توفير الحماية من المرض. ولا يزال العالم اليوم، يتعلم كيفية الاستعداد للأوبئة المستقبلية والوقاية منها، في ظل أفقٍ معتم بعض الشيء، نتيجة عدم توصل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية للاتفاق على معاهدةٍ عالمية للوباء كان مزمعًا التوقيع عليها خلال شهر يونيو الفائت. وتسببت الخلافات حول قواعد مشاركة العينات والتسلسلات الجينومية لمُسببات الأمراض، فضلًا عن استخدام التقنيات التي يمكنهامساعدة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل على إنتاج اللقاحات والأدوية ومجموعات الاختبار بسرعة أثناء الأوبئة في إيصال هذا الإتفاق إلى طريقٍ مسدود.

ما تسعى إليه الدول الأعضاء الآن، هو الانتهاء من نص الاتفاقية بحلول مايو 2025. وتأتي هذه الجهود في وقتٍ حاسم؛ إذ انه وخلال أغسطس الفائت، قامت منظمة الصحة العالمية بتحديث قائمتها لمُسببات الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الوباء التالي لتشمل أكثر من 30 كائنا حيا دقيقا، بما في ذلك الفيروسات التي تُسبب الإنفلونزا أو حمى الضنك وجدري القرود.

عام 2025 وثورة الرعاية الصحية الشخصية

لن يكون الطب الدقيق هو الركيزة الوحيدة في الرعاية الشخصية، بل سيحمل عام 2025 الكثير من الأمل في هذا المجال مع التوجه نحو توظيف قوة الذكاء الاصطناعيAI والبيانات، لمعالجة جميع جوانب الاحتياجات الفريدة للمريض، وفقًا لما كتبه برنارد مار في موقع فوربس.

سيكون التركيز بشكلٍ كبير، على تشجيع الفئات السكانية التي يصعب الوصول إليها، على التواصل الفعال مع مُقدمي الرعاية الصحية. وستُسهم هذه اللمسة الشخصية في دفع تقديم الرعاية الصحية بعيدًا عن التدابير الوقائية التفاعلية، ما سُيقلَل العبء على المجتمع والناجم عن ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية مع تحسين نتائج المرضى أيضًا.

2025.. عام التنبؤ بالمستقبل

بالتأكيد لن يحصل ذلك بالاعتماد على العرَافين والمُنجمين الذي ينتشرون بكثرة على التلفاز ومنصات التواصل الإجتماعي؛ بل سيكون التنبؤ بالمستقبل مرتكزَا بصورة أساسية على الذكاء الاصطناعي الذي سيستمر في تحويل الطريقة التي تُخطط بها أنظمة الرعاية الصحية، وتستجيب للتحديات الكبيرة؛ بدءًا من الأوبئة المستقبلية إلى الأزمات الصحية الناجمة عن الحرب والمجاعة وتغيَر المناخ.

سيتوافر لدى صنَاع القرار في عام 2025، المزيد من البيانات والأدوات الضرورية لفهم الاتجاهات العالمية التي تؤثر على صحة الإنسان أكثر من أي وقتٍ سابق. وسيشمل ذلك معالجة احتياجات السكان المُسنين في البلدان المتقدمة، والمتطلبات المتزايدة للرعاية الصحية للسكان في الأجزاء النامية من العالم.

عام 2025 والتكنولوجيا في الصحة العقلية

توظيف التكنولوجيا في عام 2025 في مجال الصحة العقلية
توظيف التكنولوجيا في عام 2025 في مجال الصحة العقلية

إن اهتمام الأجيال الجديدة مثل Gen Z وغيرها بالصحة العقلية، بموازاة الصحة الجسدية، سينعكس إيجابًا خلال العام القادم لجهة إحداث ثورةٍ في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية العقلية. ليشمل جلسات الرعاية الصحية الافتراضية التي يتم تقديمها عن بعد في بيئة الواقع الافتراضي، أو الواقع المُعزَز بواسطة مُعالجين بشريين.

كما سنشهد خلال عام 2025، استخدامًا متزايدًا لروبوتات الدردشة التي تستطيع تقديم الدعم الفوري على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. وستساعد هذه التقنيات مُقدمي خدمات الرعاية الصحية العقلية في التغلب علىتحدياتِ، منها توافر الموارد والوصمة المجتمعية التي تلاحق الساعين للحصول على مساعدة فيما يخص صحتهم العقلية. ومع تحوَل هذا المجال إلى أولوية لدى الكثير من مقدمي الخدمات، فإننا سنشهد المزيد من الحلول التقنية التي ستُمكَن الكثيرين من الحصول على خدمات أكبر وأسرع في الوقت المناسب، دون تأخيرٍ أو حرجٍ اجتماعي.

2025.. عام الأجهزة القابلة للارتداء

باتت الأجهزة القابلة للزرع، مثل واجهات الدماغ والحاسوب "بي سي آي إس" (BCIs)، تُمثَل الجيل التالي من أجهزة التكنولوجيا الصحية القابلة للارتداء. حتى وإن لم تكوني مستعدةً بعد عزيزتي لبدء توصيل الرقائق بالقشرة الدماغية لديكِ، إلا أنه من المتوقعأن نشهد نقاشٍ متزايد وضخبٌ كبير حول هذا الموضوع في عام 2025. فمن إدارة الألم المُزمن إلى الصرع والشلل، فإن هذه التكنولوجيا قد تحمل وعودًا ذهبية لحل العديد من مشكلات وتحديات الرعاية الصحية التي تؤثر سلبًا على حياة ملايين الأشخاص. لكن هذا لا ينفي إثارة بعض الأسئلة الأخلاقية حول من يملك البيانات التي تُولَدها أدمغتنا.. علينا أن ننتظر قليلًا لمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة.

2025.. وعلم الجينوم

هل تصدقين عزيزتي أنه بات بإمكانكِ اليوم، التعرف على بعض أسرار حياتكِ وحياة من سبقكِ، من خلال علم الجينوم؟ الحقيقة أن علم الجينوم وتحرير الجينات، وعلى الرغم من فائدته، إلا أنه قد يكون من أكثر المجالات إثارةً وتحديًا أخلاقيًا في مجال الرعاية الصحية.

فقد انتقل تقنياتٌ عدة مثل "كريسبر" (CRISPR) من المختبر إلى التطبيق السريري (على البشر) بشكلٍ متزايد في العالم؛فاسحةً في المجال أمام تطوير علاجاتٍ مُستهدفة للعديد من الحالات الوراثية، مثل التليَف الكيسي ومرض هنتنغتون وضمور العضلات، التي طل الاعتقاد لعقودٍ طويلة أنه غير قابلة للشفاء. وفي عام 2025، سنشهد استمرار البحث في آثار هذه التقنية على أمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية، بفضل قدرة هذه التكنولوجيا الرائدة على علاج هذه الحالات المُهددة للحياة.

عام 2025.. انفجارٌ في حجم البيانات الصحية

لقد أسهم جمع معلوماتنا الصحية من السجلات الطبية والمعلومات الجينية والبيانات من الأجهزة القابلة للارتداء، إلى تقدمٍ سريع ومُلفت في مجال الرعاية الصحية. ومع ذلك، يجب النظر إلى هذه الثورةعلى أنها سلاحٌ ذو حدين؛ فكلما زاد عدد المنظمات والوكالات التي نسمح لها بالوصول إلى معلوماتنا القيَمة والحساسة، كما ارتفع خطر سرقتها أو إساءة استخدامها. ويتربص مجرمو الإنترنت والعالم السفلي الأسود في الكثير من بياناتنا الصحية، التي في حال وقعت بالأيدي الخطأ، يمكن أن تتسبب بالعديد من المشكلات: من سرقة الهوية إلى المشكلات المستقبلية التي لا يمكن حتى توقعها غدًا.

لذا فإن تطوير بعض الاستراتيجيات لتأمين معلوماتنا الطبية، وحماية أفراد المجتمع من هذا التهديد الوشيك، قد يكون أولويةًكبرى لصناعة الرعاية الصحية في عام 2025.

تعرفي على أبرز ما سيحمله عام 2025 في مجال الطب-رئيسية واولى
تعرفي على أبرز ما سيحمله عام 2025 في مجال الطب

2025.. وسعيٌ لإنهاء أزمة المهارات التقنية

لا شك في أن تصاعد التقنيات وتزايد التكنولوجيات الطبية والصحية، سيقابله على الجانب الآخر قلة وجود خبراء قادرون على العمل وتوظيف هذه التقنيات لمصلحتنا. إن نقص المهارات التقنية في مجال الرعاية الصحية قد يؤثر سلبًا على قدرة البشر على الاستفادة من هذه التطورات، خصوصًا بعدما وجدت دراسة استقصائية حديثة حول تحديات التحول الرقمي في الرعاية الصحية، أن الافتقار إلى المهارات والمواهب المُحددة هي أكبر العقبات التي تحول دون الاستفادة من كافة الفرص التي تخلقها التكنولوجيا الجديدة.

لذا سنرى خلال عام 2025، تركيزًا كبيرًا في مجال الرعاية الصحية على تدريب وإعادة تدريب الأفراد للعمل على هذه التقنيات، فضلًا عن إيجاد شراكاتٍ مع صناعة التكنولوجيا؛ بهدف تحقيق الفوائد الهائلة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية.

في الختام؛ فإن عام 2025 سيحمل معه الكثير من الأمنيات أن يكون عامًا خفيفًا وقليل المشاكل. وقد يكون ذلك ممكنًا، فيما يخص الرعاية الصحية، في ضوء العديد من الإنجازات والتطورات التقنية والعلاجية التي بدأت خلال الأعوام الماضية، وستشهد المزيد من التطور والتوظيف خلال العام القادم.

على أمل أن تكون التكنولوجيا الحديثة بأوجهها المختلفة، مصدر راحةٍ وسعادة للجميع؛ وأن تنجح في تخفيف الكثير من العذابات المرتبطة بأمراضٍ ومشاكل صحية كانت لعقودٍ ماضية، تُسبَب المعاناة لملايين الناس حول العالم.