![تجربةٌ سريرية علاجية واعدة لأورام الثدي ومنع عودة السرطان بمشاركة إماراتية](https://static.hiamag.com/styles/1000x1000/public/2025-02/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9%D9%8C%20%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9%20%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D9%85%D9%86%D8%B9%20%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9%20%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%88%D9%84%D9%89.jpg?h=28f7fba4)
تجربةٌ سريرية علاجية واعدة لأورام الثدي ومنع عودة السرطان.. بمشاركة إماراتية
تتواصل جهود الشركات المختصة والخبراء المعنيين بأورام الثدي السرطانية، بغية تحقيق نتائج مُجدية حول بعض العلاجات التي يمكن لها تحسين حياة مريضات السرطان بشكلٍ عام، ومريضات سرطان الثدي بصورةٍ خاصة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعتبر سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم وسببًا رئيسيًا للوفيات الناجمة عن السرطان بين النساء (تقلَ النسبة مع تزايد الوعي حول الكشف المبكر). وقد تمَ تصنيف هذا المرض في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019 كسببٍ رئيسي للوفيات، إذ يتسبب بنحو 11.6% من وفيات السرطان سنويًا، وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الدولة.
![تجربةٌ سريرية علاجية واعدة لأورام الثدي ومنع عودة السرطان بمشاركة إماراتية-رئيسية واولى](https://static.hiamag.com/inline-images/%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9%D9%8C%20%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9%20%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A%20%D9%88%D9%85%D9%86%D8%B9%20%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9%20%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%88%D9%84%D9%89.jpg)
وضمن جهود دولة الإمارات لمكافحة هذا المرض وتحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين فيها، يسعى مركز فاطمة بنت مبارك التابع لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من مجموعة M42، للمشاركة في الأبحاث والتجارب السريرية الجارية حاليًا بهدف التوصل إلى علاجاتٍ ثورية لمرض سرطان الثدي.
وبالفعل، بات مركز فاطمة بنت مبارك أول مركزٍ في دول مجلس التعاون الخليجي مشاركًا في تجربةٍ سريرية علاجية عالمية ومتطورة، لتقليل فرص تكرار الإصابة بسرطان الثدي. وتقوم هذه التجربة المُمولّة من قبل شركة "أسترازينيكا" بتقييم دواءٍ جديد مضاد لهرمون الاستروجين، ينطوي على آفاقٍ واعدة قد تجعله المعيار المقبل لرعاية مرضى سرطان الثدي، بشرط إظهار نتائج دراسية ناجحة وفق المعايير والموافقات التنظيمية.
ما الذي نعرفه عن هذه التجربة؟ إليكِ مزيدًا من التفاصيل في السطور التالية..
![الدكتور ستيفن غروبماير رئيس معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي](https://static.hiamag.com/inline-images/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1%20%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%81%D9%86%20%D8%BA%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%B1%20%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%20%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%85%20%D9%81%D9%8A%20%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%89%20%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF%20%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%83%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%B8%D8%A8%D9%8A.jpg)
تُركَز التجربة على دواءٍ محدد من أسرة عقاقير التقليل الانتقائي لمُستقبلات الإستروجين (SERD)، والمُصمم لحجب المُستقبلات بشكلٍ أكثر كفاءة مقارنة بالأدوية المتاحة حاليًا. وتهدف هذه الدراسة لمقارنة الدواء الجديد بالعلاجات الهرمونية الراهنة لرصد مدى كفاءته في تقليل فرص تكرار الإصابة بالسرطان.
التجربة التي تحمل إسم CAMBRIA-2 موجهةٌ نحو النساء (أو الرجال) الذين يعانون من سرطان الثدي المبكر الإيجابي لمُستقبلات الإستروجين والسالب لمُستقبلات HER2 والذي يكون خطر عودته متوسطًا أو مرتفعًا (ما يُعرف بالانتكاس).
وعلى الرغم من أن العديد من المرضى المصابين بسرطان الثدي المبكر الإيجابي لمُستقبلات الإستروجين والسالب لمُستقبلات HER2 قد يتم شفائهم من مرضهم بالجراحة (مع أو بدون العلاج الإشعاعي) والعلاج الهرموني (مع أو بدون العلاج الكيميائي)؛ إلا أن عددًا كبيرًا من المرضى سوف يعانون من عودة سرطان الثدي (الانتكاس). وقد يكون هذا الانتكاس بسبب مقاومة العلاج الهرموني، أو قد تنمو خلايا الورم الخاملة. لذلك، فالعالم بحاجةٍ إلى علاجاتٍ هرمونية أكثر فعالية وأمانًا، يستمر المرضى في تناولها طالما كان ذلك ضروريًا، لتحسين معدل الشفاء بشكلٍ أكبر.
العلاج الذي يتم تجربته حاليًا هو نوعٌ من العلاج الهرموني يسمى "مُحلل مُستقبلات الإستروجين الانتقائي" (SERD). ويعمل SERD عن طريق تحطيم مُستقبلات الإستروجين في الخلايا، كما يمنع مُستقبلات الإستروجين من التأثر بالإستروجين. ما يمنع الخلايا السرطانية الإيجابية لمُستقبلات الإستروجين من تلقَي رسائل النمو والتكاثر، كما قد يساعد SERD في تقليل فرص عودة السرطان من جديد.
الغرض من CAMBRIA-2 هو معرفة ما إذا كان إعطاء SERD يُعدَ أفضل في تقليل فرصة عودة السرطان مقارنةً بالعلاجات الهرمونية المعتادة مثل الليتروزول أو الأناستروزول أو الإكزيمستان أو التاموكسيفين. وسيكتشف البحث أيضًا المزيد عن الآثار الجانبية وسلامة وفعالية SERD.
مركز فاطمة بنت مبارك أول من يشارك في تجربة سريرية علاجية
![تهدف الدراسة لتقييم دواءٍ جديد يُقلَل خطر عودة سرطان الثدي](https://static.hiamag.com/inline-images/%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9%20%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%8A%D9%85%20%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%A1%D9%8D%20%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%20%D9%8A%D9%8F%D9%82%D9%84%D9%8E%D9%84%20%D8%AE%D8%B7%D8%B1%20%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9%20%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A.jpg)
إذن، بات مركز فاطمة بنت مبارك أول مشاركٍ في هذه التجربة الثورية التي تُموَلها شركة "أسترازينيكا) على مستوى دول الخليج العربي. وباعتباره أول مركزٍ متخصص من نوعه في دولة الإمارات، فقد نجح المركز في إحداث تحوَلٍ نوعي بخصوص رعاية الأورام على مستوى المنطقة، عبر ابتكاراتٍ سبَاقة وتقنياتٍ متطورة، مرسخًا التزامه بتقديم الرعاية العطوفة والشاملة للمرضى. ومنذ افتتاحه في عام 2023، يواصل المركز التصدي لتحديات صعوبة الوصول إلى الاختبارات الجينية المتقدمة وعلم الأورام الدقيق في المنطقة من خلال مضيه في إجراء البحوث والدراسات والتجارب السريرية، ويعكف على دراسة صحة سكان المنطقة، للحدَ من تحديات عدم المساواة في القطاع الصحي.
لا تقتصر فائدة هذه المنهجية على تحسين الرعاية الشخصية فحسب، بل تساهم كذلك في تكوين صورةٍ أوضح حول التحديات الصحية الفريدة في المنطقة، بشكلٍ يُمهَد الطريق نحو تحقيق مُخرجاتٍ أكثر مساواة وشمولًا في قطاع الرعاية الصحية لينعم بها الجميع.
وأكد الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، على أهمية مثل هذه التجارب السريرية، مضيفًا: "تُعتبر التجارب السريرية أمرًا غير شائع كثيرًا في دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يُسبَب قلقًا واسعًا حول مسائل المساواة في القطاع الصحي. لذلك تأتي مشاركتنا في هذه التجربة السريرية المعنية بسرطان الثدي، لتعكس التزامنا بوضع أفضل الخيارات العلاجية في متناول المرضى، تزامنًا مع إثراء المعرفة العالمية في كيفية تأثير مثل هذه العلاجات على شرائح سكانية مختلفة. ولاشك أن التجارب السريرية العلاجية تُمثَل معيارًا ذهبيًا في علم الأورام، وتقدم الدلائل العلمية الضرورية للتوصل للأدوية الجديدة والقادرة على إيقاد شعلة الأمل في قلوب المرضى. تُعدَ هذه التجربة أفضل أملٍ ممكن بالنسبة للعديد من المرضى، للوصول إلى خيارٍ علاجي غير مُتاحٍ بعد على نطاقٍ عالمي واسع."
![تحمل التجارب السريرية العلاجية الكثير من الأمل للمتعافين من سرطان الثدي](https://static.hiamag.com/inline-images/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%84%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A.jpg)
تضم الدراسة السريرية التي وصلت لمرحلتها الثالثة، نحو 5,500 ألف مشارك حول العالم. وتُرسَخ مشاركة مركز فاطمة بنت مبارك فيها مكانته الرائدة في رعاية الأورام ودعم البحوث العالمية. ومن خلال تيسير سُبل الوصول للتجارب السريرية المتطورة، يلتزم المركز بجسر الفجوة الراهنة في مجال الرعاية وتزويد المرضى في المنطقة بأكثر الخيارات العلاجية تطورًا.
من جانبه قال الدكتور باسل جلاد، استشاري طب الأورام وأمراض الدم بمعهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "يُمثَل كوننا أول مركزٍ في دول مجلس التعاون الخليجي يُباشر بهذه التجربة السريرية إنجازًا لمنطقتنا بأسرها، ويُسلَط الضوء على إمكاناتنا في إجراء بحوثٍ عالية الجودة، في حين يعكس الأهمية المتصاعدة لتغطية شرائح سكانية متنوعة في التجارب السريرية. ستخوض هذه التجربة في فئةٍ جديدة من مُضادات الاستروجين التي قد تُساهم بشكلٍ كبير في تحسين معدلات نجاح علاج المرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي لمُستقبلات هرمون الاستروجين في مراحله الأولى. ويتمحور هدفنا عبر هذه المشاركة حول ضمان تمثيل جميع مرضانا في جهود البحث العالمية، وهو أمرٌ حيوي بطبيعة الحال لتطوير خياراتٍ علاجية فعالة ومُصممة لتُلبَي احتياجات أفراد مجتمعنا."
بدورها قالت الدكتورة إيفا تورغوني، المدير الطبي لشركة أسترازينيكا في دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان: "لا يزال سرطان الثدي السبب الأول للوفيات المرتبطة بالسرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة. تلتزم استرازينكا بالحد من خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي والمساهمة في نهاية المطاف بالقضاء على سرطان الثدي كسببٍ للوفاة، ونحن سعداء بمشاركة مواقع الإمارات العربية المتحدة في دراسة كامبريا-2. كما أننا نعمل على تحسين العدالة الصحية والدعوة إلى إدراج مجموعاتٍ سكانية متنوعة في تجاربنا السريرية العالمية."
في الختام؛ فإن جهود محاربة السرطان لم ولن تتوقف، ما دام هناك رغبةٌ قوية من جميع العاملين في الجسم الطبي باحثون كانوا أم أطباء، للوصول إلى نهايةٍ سعيدة في الحرب الطويلة التي تخوضها البشرية ضد هذا المرض الفتاك. وما دام هناك إرادةٌ قوية للحياة والرغبة المستمية في العيش بسعادةٍ وصحة، فهناك بالتأكيد طرقٌ عدة لتحقيق هذه الرغبة. المهم أن لا نفقد الأمل وأن نستمر في فعل كل ما هو مطلوبٌ منا، لنحمي أنفسنا ومن نحب، من براثن مرض السرطان بمختلف أنواعه وأشكاله.