نوع العلاج من بينها.. 5 عوامل تحدد قدرة مريض السرطان على الصيام

يعتبر الصيام من العبادات الأساسية، وهو ركن من أركان الإسلام التي يحرص الجميع على أدائها طمعًا في إبتغاء مرضات الله، وتقربًا إليه سبحانه، ورغبة في الاستمتاع بروحانيات الشهر الفضيل، وتأثيراتها العميقة على الروح والجسد. كل هذه الأمور تجعل المرضى يتساءلون بشأن الصيام، على الرغم من أن لهم رخصة بعدم الصيام بسبب المرض.

مريض السرطان والصيام

من المعروف أن هناك استثناءات لعدد من الحالات المرضية التي قد تعيق الشخص عن الصيام بشكل صحي. من بين هذه الحالات، يأتي مريض السرطان الذي قد يواجه تحديات صحية خاصة تجعل الصيام موضوعًا حساسًا ويحتاج إستشارة طبية بل ورعاية أيضًا.

لأهمية هذا الموضوع، تقدم لنا الدكتورة عايدة العوضي، رئيس قسم طب الأورام وأمراض الدم، مدينة الشيخ شخبوط الطبية - أبوظبي إفادة عن مدى إمكانية صيام مريض السرطان؟

هل من الممكن أن يصوم مريض السرطان؟

هناك 5 عوامل تحدد صيام مريض السرطان في رمضان، إذ تتأثر قدرته على الصيام بحسب نوع السرطان، ودرجة انتشاره، ونوع العلاج، والحالة العامة للمريض، واحتمالية ظهور أعراض جانبية للعلاج. لذلك يجب على كل مريض سرطان إستشارة الطبيب المختص وسؤاله بشأن حالته الصحية، وإمكانية الصيام من عدمه حرصًا على سلامته.

متى يُمنع مريض السرطان من الصوم؟

في بعض الحالات، يُمنع مريض السرطان من الصيام لحماية صحته، خصوصًا إذا كانت حالته تستدعي الرعاية الطبية المستمرة أو إذا كان يعاني من أعراض أو آثار جانبية شديدة بسبب العلاج. من الأسباب التي قد تمنع مريض السرطان من الصيام:

لا ينصح بالصيام للمرضى الذين يتعرضون لهبوط في الدم والذين يحتمل ان يحدث لهم مضاعفات للكلى والكبد فور الانتهاء من جلسات العلاج الكيماوي.
لا يُسمح لمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي الفعَّال بالصيام، بالاخص أنواعاً من العلاجات الكيماوية التي تتطلب تناول الكثير من السوائل والمياه، والصيام قد يسبب الجفاف ونقص السوائل، وبالتالي يقلل من فاعلية هذه العلاجات ويزيد من الأعراض الجانبية لها مثل الغثيان والتقيؤ والقصور في وظائف الجسم والإرهاق.

لماذا لا يصوم مريض السرطان عند تلقيه العلاج الكيمائي والإشعاعي؟

لا يمكن لمريض الصيام عند تلقيه العلاج الكيميائي والإشعاعي، لأن الصيام يزيد من خطر التسمم من العلاج ويقلل من فاعليته. وقد يتسبب بضعف عضلي وسوء تغذية، وهي أمور قد تودي بحياة مريض السرطان، ولذلك يمكن فقط لمريض السرطان الذي تكون حالته مستقرة ويتناول حبوب هرمونية، الصيام مع مراعاة التوصيات الموصي بها من الطبيب والتي يأتي تناول الغذاء الصحي، وتناول قدر كافٍ من الماء على رأسها.

متى يُسمح لمريض السرطان بالصيام؟

مرضى السرطان الذين يتلقون علاجاً موجهاً أو هرمونياً، والذي يكون عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم، يمكن لهم الصيام بعد استشارة الطبيب المتابع للحالة، وتنظيم الجرعات في مواعيد محددة ومنظمة بين الإفطار والسحور بالتنسيق معه، وبحسب متطلبات الحالة الصحية له.

كما يمكن لمريض السرطان الصيام في بعض الحالات، وبخاصة إذا كانت حالته مستقرة، ولا يخضع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

نصائح لمرضى السرطان في رمضان

على المرضى الذي سُمح لهم بالصيام من قبل الطبيب المختص، وبعد التأكد من عدم وجود أي تعارض بين الصيام وبين حالتهم الصحية، وأولئك الذي يتلقون علاجًا هرمونيًا موجهًا، الإلتزام بتطبيق النصائح التالية تحقيقًا لسلامتهم. وهذه النصائح هي:

• الحصول على كافة العناصر والمكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم لمده بالطاقة اللازمة ولتعويض ما يفقده أثناء الصيام، يجب تناول الأغذية الغنية بالبروتينات.
•  تناول الماء بكثرة لترطيب الجسم ووقايته من الجفاف.
• الانصات إلى الجسم، إذا شعر المريض بتدهور في صحته أو تعب شديد، يجب عليه إنهاء الصيام فورًا، وإستشارة الطبيب لإخبار بالأعراض التي أجبرته على كسر الصيام للإطمئنان عليه.

خلاصة القول:

يعتمد صيام مريض السرطان على استقرار حالته الصحية ، ونوعية العلاجات التي يخضع لها مثل تناول العلاجات الهرمونية، في هذه الحالة يُسمح له بالصيام بعد استشارة الطبيب، والتنسيق معه بشأن تناول الدواء ما بين الإفطار والسحور. في حين يُمنع مريض السرطان من الصوم في حالة الخضوع للعلاج الكيميائي والإشعاع، ومتى قرر الطبيب ذلك.