تعجل بالفشل والانفصال.. أخطر سلبيات التوقعات غير الواقعية على الزواج

من الطبيعي أن يكون بداخلنا بعض التوقعات حيال شريك الحياة، وتصوراً لكل الأمور التي ستجمعنا به بعد الارتباط والزواج، وبعد إزالة أقنعة التجمل، والاحتكاك المباشر به في تفاصيل عميقة، وقتها لن يظهر إلا أحد أمرين لا ثالث لهما هما، كثير من الصحة أو كثير من الخطأ، بمعنى آخر إما توقعات سليمة أو توقعات خاطئة، وهنا تكمن خطورة التوقعات وكيف أنها من الممكن أن تكون جسراً ممدوداً للسقوط إلى الهاوية والعالم المجهول حيث العديد من المخاطر والسلبيات، فكيف يمكن للتوقعات أن تعجل بفشل الزواج كأحد أخطر الأضرار التي تلحق بالزوجين؟

أضرار التوقعات غير الواقعية في الزواج

ليس أمراً جميلاً أن يفرط المقبلين على الزواج في توقعاتهم حيال شريك الحياة، وخصوصاً التوقعات غير الواقعية البعيدة كل البعد عن الواقع وحقيقة الحياة معه، لأن لها العديد من الأضرار التي لها أن تلحق بالعلاقة الزوجية أذى كبير جداً يصل في معظم الزيجات إلى الفشل ووضع نهاية مأساوية لها، ولعل من أبرز الأضرار التي تترتب على التوقعات غير الواقعية في الزواج ما يلي:

الصدمات والخيبات

من الطبيعي أن يتعرض الشريك الذي بالغ في توقعاته غير الواقعية لمرارة الصدمات والخيبات، والمعاناة من العديد من المشاعر السلبية بل والقاتلة أكثرها صعوبة الندم على الارتباط به أو الشعور بالتسرع في الحكم المسبق عليه، وتغليف العلاقة بتوقعات غير واقعية.

التصادم مع الواقع

التوقعات غير الواقعية تتسبب في حدوث حادث مروع بين الواقع وما نسج في الخيال، يسفر عن إصابة الشريك صاحب هذه التوقعات بالعديد من المشاعر مثل الحزن والحسرة والرغبة في الهروب من العلاقة التي لم يكن ليتمناها لنفسه أبداً لولا أنه استسلم لها وعاش على أمل التمتع بها.

فشل سريع في الزواج

أثبت الدراسات التي طرحت في هذا الصدد أن نسبة كبيرة من المطلقين قالوا إن التوقعات غير الواقعية ساهمت في إنهاء زواجهم، وذلك بسبب اصطدامهم بواقع لا يماثلها تسبب في حدوث صدام عنيف ومستمر بين الزوجين.

والآن .. ما هو الفرق بين التوقعات الواقعية والتوقعات غير الواقعية؟

يوجد فرق كبير بين التوقعات الواقعية والتوقعات غير الواقعية كما يلي:

التوقعات الواقعية

وهي تلك التي يمكن تحقيقها لأنها موجودة على أرض الواقع ويمكن مناقشتها والاتفاق عليها مثل معرفة الحقوق والواجبات، والتزام كل طرف بما عليه من واجبات وما له من حقوق، وتشمل هذه التوقعات كل التفاصيل الدقيقة في الحياة الزوجية والمشاركة وغيرهما.

ولعل من أبرز التوقعات الواقعية التي يجب على شريك الحياة توقعها ما يلي:

• توقع مبدأ الشراكة في الزواج وتوزيع المسؤوليات والالتزام بها.
• تعزيز التفاهم والاحترام والتقدير.
• التواصل الإيجابي والتجديد الدائم في طرقه وبما يعزز العلاقة بين الشريكين
• استخدام الكلمات اللطيفة التي تترك أثر عميقاً في النفوس وبما يعزز العلاقة بين الشريكين.
• التعبير عن المشاعر وقول كلمة "بحبك" باعتدال لكي لا تفقد قيمتها عند قولها بصفة دائمة.
• تعزيز الثقة والحفاظ عليها واصلاحها إذا تعرضت لأي هزات عنيفة خلال مسيرة العلاقة.

التوقعات غير الواقعية

هي التوقعات غير المعلنة التي لا نقولها ولكننا ننسجها في الخيال، ونتمنى أن نعيشها، ولكن لا يوجد من يضمن تحقيقها لنا، والحقيقة أننا قد نقع فيها عن غير قصد، فقد نتوقع أن شريك الحياة بامكانه قراءة أفكارنا ومعرفة احتياجاتنا وما نريده حقاً في العلاقة التي تجمعنا به، ولذلك يمثل الاعتماد عليها تهديداً على الحياة الزوجية إذ أنها تحول دون استمرار الحياة الزوجية وتعجل بفشل العلاقة.

ولعل من أبرز أمثلة التوقعات غير الواقعية ما يلي:

• إلمام الشريك برغبات شريكه دون إفصاح الأخير عنها.
• الشريك مسؤول عن سعادة شريكه.
• الشريك يكمل شريكه.
• شريك الحياة لن يتغير أبداً.
• يجب أن تتمحور حياة الحياة حول الشريك فقط.
• حتمية مشاركة شريك الحياة كل التفاصيل وبصفة دائمة.

هل يمكن التغلب على التوقعات غير الواقعية وتقليل سلبياتها على الزواج؟

نعم، يمكن ذلك من خلال تطبيق النصائح المهمة التالية:

تعميق التواصل بين الشريكين

يمكن التغلب على التوقعات غير الواقعية من خلال تعميق التواصل بين الشريكين ومناقشة ما يتوقعه كل منهما، ووضع خطة للمضي قدماً في تحقيقها.

الصراحة والوضوح

يمكن التغلب على التوقعات غير الواقعية وغير المعلنة من قبل كل من الشريكين باعتماد الصراحة والوضوح في تعاملهما معاً وبما يعود بالنفع على التغلب على التوقعات غير الواقعية بذكرها لاعلانها وعقد نقاش هادف وبناء بينهما لتصحيحها وتقويمها لتصبح توقعات واقعية يجب الاعتراف بها والعمل على تحقيقها لتتحقق السعادة وتستمر علاقتهما بسلام وأمان تام.

إخراجها إلى النور

إعلان التوقعات غير المتوقعة تجاه شريك الحياة أمر ضروري للغاية، لأنه من المهم أن يكون على علم بها حتى يمكنه العمل عليها، والقيام بالجهد اللازم لتحقيقها بما يعزز من نجاح علاقته بشريك حياته.

وختاماً، يجب أن تكون توقعاتنا واقعية ومعلنة، ويجب علينا أيضاً أن نوصلها لمن نحب ونشاركهم أدق التفاصيل، سواء بالتعبير أو الحديث أو الإعلان الصريح عنها، وذلك ليسعى كل طرف إلى تحقيقها لدعم واستمرار العلاقة، وتحقيق نجاحها واستقرارها.

والآن .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. كيف يمكن اخبار الشريك بتوقعاته تجاه شريك حياته بطرق لطيفة تساهم في تعزيز استقرار وسلامة العلاقة؟

دمتم بخير وسعادة،،،