رغم أنف الفراق .. 8 علامات تدل على استمرارية الحب في القلوب

عندما تنتهي علاقة حب، يعتقد البعض أن كل شيء قد انتهى تمامًا، لكن الحقيقة هي أن المشاعر العميقة قد تستمر حتى بعد الفراق والانفصال. وعلامات الحب بعد الفراق تؤكد ذلك، وهي العلامات التي تظهر مع كل قلق أو خوف على الحبيب السابق، وفي صعوبة الحياة من بعده، وفي الانعزال عن الآخرين والحرمان من الحياة الاجتماعية. وفي علامات عديدة أخرى تدل على استمرارية وجوده في القلوب، فما هي هذه العلامات؟

علامات الحب بعد الفراق

تغنى كثير من الشعراء بمشاعر الحب بعد الفراق، جميعهم تغنوا بالألم الذي يعتسر قلوبهم جراء فراق الأحبة، وتحدثوا على العلامات التي تخبرهم باستمرارية بقائها في القلوب لكن، اليوم لن نتحدث عن الشعر والأقول فقط. ولكننا سنقدم علامات واضحة وحقيقية تؤكد بقاء الحب رغم أنف البعد من خلال الأفعال. ومن أبرز علامات الحب بعد الفراق ما يلي:

• التفكير المستمر في الحبيب السابق

يعد التفكير المستمر في الحبيب السابق أحد أبرز علامات الحب بعد الفراق. ويحدث ذلك باستمرارية تذكر الذكريات، واسترجاع اللحظات الجميلة والمواقف المشتركة مع الحبيب. يحدث ذلك وما هو أكثر فقد يتذكر الشخص العالق في ذكرياته مع الحبيب السابق كل تفصيلة جمعته به بمجرد الاستماع إلى أغنية أو سماع أحد الكلمات التي كان معتادًا على قولها، أو المشي في طريق ما يذكره به.

• الحنين والرغبة في العودة

الحنين للحبيب السابق شعور شائع بعد الفراق، ينتاب البعض فقط وليس الجميع، إذ توجد قصص حب أرهقت أطرافها، ولطخت كل الذكريات الحلوة معها، وقتلت كل أمل في العودة وتحقيق الوفاق والوصال من جديد لقناعتها التامة بأن هذه العلاقة لم تكن عادلة من البداية. أما عند الحنين والرغبة في العودة إلى الحبيب السابق، فالأمر مختلف تمامًا. لأنه إذا توافر الشعور بالعودة إلى العلاقة أو تمني استعادة الأيام الجميلة، فهذا يعد أقوى علامات الحب بعد الفراق. لأن الحنين إلى الحبيب السابق وإلى مشاركته بعض التفاصيل يعني أنه مازال محتلًا للقلب والمشاعر والوجدان.

ما أود أن أقوله في هذه النقطة تحديدًا أن الرغبة في العودة ليست دائمًا قرارًا صحيحًا، فقد تكون العلاقة قد انتهت لأسباب قوية ومؤلمة لأحد أطرافها. ومع ذلك، فإن هذا الحنين يعبر عن مشاعر حقيقية متأصلة داخل الشخص الذي لا يزال يعيش تحت مظلة الحب السابق.

• متابعة أخبار الحبيب السابق

من علامات الحب بعد الفراق التي تظهر بشكل ملحوظ هي متابعة أخبار الحبيب السابق. مثل متابعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به لمعرفة بعض التفاصيل عن حياته. وما إذا كان قد دخل في علاقة حب جديدة أم لا. لأن ذلك يعني وجود بقايا للحب في القلوب.

• الشعور بالحزن والأسى عند ذكر الحبيب السابق

من الطبيعي أن يشعر الشخص بالحزن أو الألم عند ذكر الحبيب السابق أمامه، وبخاصة خلال المرحلة الأولى بعد صدمة الفراق عنه. هذا الألم يشير إلى أن الشخص لم يتخلص بعد من مشاعره وأن الحب ما زال حاضرًا بقوة في القلب. وهذه علامة قوية من علامات الحب بعد الفراق.

• مقارنة الآخرين بالحبيب السابق

من أبرز علامات الحب بعد الفراق هو المقارنة المستمرة بين أي شخص جديد يدخل حياة الفرد وبين الحبيب السابق. إذ يجد الشخص نفسه يقارن بين الصفات والمواقف، وقد يشعر بعدم الرضا عن أي علاقة جديدة لأنه يرى أن الحبيب السابق كان مميزًا. هذه المقارنة ليست صحية لأنها تحول دون المضي قدمًا في الحياة الجديدة بعد الفراق. كما أنها تحول بينه وبين التعافي التام. غالبًا ما تكون هذه المقارنة ناتجة عن انعدم القدرة على نسيان الحبيب السابق أو الاعتقاد بأن بأنه كان وما زال "الأفضل". من المهم أن يكون الشخص مدركًا أن كل علاقة لها تفاصيل مستقلة وخاصة بها هي فقط.

• الاحتفاظ  بالأشياء المرتبطة بالحبيب

كثير من الأشخاص يحتفظون بالأشياء التي تذكرهم بالحبيب السابق بعد الفراق، سواء كانت هدايا، أو رسائل، أو حتى صور. هذه الأشياء تحمل قيمة عاطفية كبيرة لهم، حتى أنهم لا يمكنهم التخلي عنها بسهولة، ومن علامات الحب بعد الفراق الاحتفاظ بهذه الذكريات وانعدام القدرة على التخلص منها.

• التردد في دخول في علاقات جديدة

من أكثر علامات الحب بعد الفراق وضوحًا، التردد في دخول علاقة حب جديدة. لأن، الشخص الذي لا يزال يحمل مشاعر تجاه حبيبه السابق قد يشعر بالخوف من الدخول في علاقة جديدة. وفي بعض الحالات قد يدل ذلك على أمر آخر، ألا وهو انعدام الرغبة في تكرار تجربة الفراق أوالخوف من الشعور بالخذلان مرة أخرى.

• الشعور بالغيرة

الغيرة علامة قوية أخرى من علامات الحب بعد الفراق. لأن الشخص لا يتحمل رؤية حبيبه السابق مع شخص آخر غيره. هذا الشعور يعكس أن الشخص لا يزال مرتبطًا عاطفيًا بالحبيب السابق، وأنه لم يتمكن بعد من التخلص من رواسب هذه العلاقة.

علامات أخرى للحب بعد الفراق

علامات الحب بعد الفراق لا تتوقف عند العلامات التي سبق ذكرها أعلاها، فمنها أيضًا ما يلي:

• الشعور بالخوف والقلق على الحبيب السابق.
• عدم تقبل فكرة التوقف عن الحديث معه مرة أخرى.
• تذكره في العديد من المواقف الحياتية التي يعيشها وحده بعيدًا عنها.
• غلق الباب على مشاعره وعدم السماح لأحد بالاقتراب منه أو التواصل معه.
• الحزن عند وقوعه في المشاكل.
• مساعدة الحبيب السابق قدر المستطاع حتى دون علمه بذلك.

هل كل حب من الصعب نسيانه؟

صحيح أن الحب الحقيقي يعيش للأبد، ولكن أحيانا قد لا يكون هناك استمرارية لهذا الحب، وبخاصة بعد استنفاذ طاقة الطرف الآخر في هذا الحب، وبعد تعرضه للإهانة والظلم والإفتراء على يد حبيه. إن الحب يستمر بتبادل مشاعر الحب، والوفاء، والإخلاص، والتواصل، وبذل الجهد للحفاظ على الحبيب وليس بنكرانه، وإهمال مشاعره أوالتسبب في جرحه وأذيته.

كيف يمكن التعامل مع علامات الحب بعد الفراق؟

من المهم أن يتعلم الشخص كيفية التعامل مع علامات الحب بعد الفراق حتى يحدث التعافي التام من هذه العلاقة. ولكي يمكنه المضي قُدمًا في تحقيق أهداف أخرى مع شريك آخر، والتمتع بحياة عاطفية أخرى تعوضه معاناته في العلاقة الأولى، ومن أهم النصائح التي تجدي نفعًا كبير في تحقيق ذلك ما يلي:

• التسليم لإرادة الله عز وجل والتقبل والرضا لأنه سبحانه علام الغيب وكل اختياراته خير. ولأنه سبحانه يقدر ويلطف.
• التحدث مع صديق أو مختص نفسي إذ يمكن أن يساعد الحديث عن المشاعر مع شخص موثوق به في تخفيف الألم وفهم الأمور بشكل أفضل.
• الانخراط في أنشطة جديدة بهدف الانشغال بها والتغلب على وقت الفراغ وتحويل الانتباه بعيدًا عن الحبيب السابق.
• تقبل الفراق والاعتراف به لأن ذلك يعد الخطوة الأولى نحو التعافي.
• التخلص من الذكريات وعدم الاحتفاظ بالأشياء المرتبطة بالحبيب السابق.
• الانشغال بتطوير الذات وتعزيز النمو الشخصي.

خلاصة القول

علامات الحب بعد الفراق هي جزء طبيعي من تجربة الفراق بعد فشل علاقة الحب بين الطرفين. تزيد احتمالات التعافي مع تجنب النظر إلى الخلف والمضي قدمًا في الحياة، ووضع أهداف جديدة، وخطط مستقبلية للعمل عليها والبدء من جديد.

مع تمنياتي لكل من عانى من مرارة الفراق عن الحبيب السابق بالسعادة والحصول على شريك الحياة الذي يليق به، ويكون مستعدًا لاحتوائه، وحمايته، وتحقيق شعوره بالأمان،،،