التضحية والعطاء وأكثر .. تتوج قصص الحب بالنجاح وتجعله يعيش أبدا
أكثر قصص الحب شهرة في التاريخ هي تلك التي اختتمت بخاتمة مأساوية، ونهايات مؤسفة لا تتناسب مع الحب وآمال المحبين، قصص حب لم تكتمل ولم يهنأ أصحابها بنهايات سعيدة. أشهرها قصة حب روميو وجولييت، وقصة حب كليوباتر ومارك أنطونيو، وقصة حب الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت، وقصة حب شاه جيهان وممتاز محل، وغيرهم كثيرين. ومرورًا بالتاريخ وحتى قصة حب دودي الفايد والأميرة ديانا أميرة القلوب التي انتهت بنهاية بالغة الأسى.
وعلى مسرح الواقع توجد العديد من قصص الحب التي انتهت نهايات مؤسفة لا تليق بالمشاعر التي سكنت القلوب يومًا رغم صدقها وعمقها. هي قصص لم يروي التاريخ عنها. ولكنها قصص لرجال ونساء اجتمعوا على الحب وتفرقوا بسبب أمور عديدة لا ترتقي إلى قيمة الأحاسيس التي جمعت بينهم، ومهما اختلفت الأسباب فالعيب فيهم فما للحب من عيب. لأنه هو مشاعر نبيلة تحتاج إلى الرعاية والاهتمام والتقدير.
نعم العيب ليس في الحب، ولكن في من لم يدرك المعنى الحقيقية للحب، وفيمن تخاذل ولم يأخذ بالأسباب للحفاظ على قصة حبه للنهاية. من استسلم للعقبات والتحديات، ومن انهارت قواه ولم يملك الجرأة الكافية لمواجهة رغباته ومطامعه للحفاظ على الحب. العيب ليس في الحب لأنه توجد أمور عديدة توطد علاقة المحبين ببعضهما البعض. وبها يعيش الحب أبدا وتتوج قصص الحب بالنجاح حتى آخر العمر.
وبمناسبة عيد الحب، حديثنا اليوم ليس عن قصص الحب التي انتهت نهاية مأساوية. وأصبحت ذكرى سواء في التاريخ أو في قلوب من مروا بها من أناس بيننا لم يدري بهم أحد. لأنه من الأولى أن نذكر قصص حب ناجحة لتكون قدوة للمحبين، وأن نذكر الأمور التي توطد من العلاقة بينهم وتجعل الحب يعيش أبدا، تُرى كيف يمكن أن تتوج قصص الحب بالنجاح؟
ما هي قصص الحب الناجحة؟
قصص الحب الناجحة هي كل قصة حب نمى فيها الحب وتزايد. هي كل قصة حب استطاع طرفاها التغلب على التحديات والعقبات التي واجهتهما. هي كل قصة حب خالية من الخيانة والخداع. هي كل قصة حب نمت فيها مشاعر المودة والرحمة وتعمق فيها الشعور بالأمان. هي كل قصة حب أثمرت عن تناغم وانسجام طرفيها معًا في مثال يقتدي به كل الأحبة. هي كل قصة حب راسخة تغلبت على كل الرياح العاتية التي تهاجمها بين الحين والآخر. هي كل قصة حب كشفت عن صمود طرفيها وتمسكهما ببعضهما البعض حتى النهاية. هي كل قصة حب تمت بالزواج وبقيت حتى آخر العمر بمشاعر جميلة ودافئة زادت وازدهرت مع مرور السنين.
ما هي الأمور التي تتوج قصص الحب بالنجاح؟
لتتوج قصص الحب بالنجاح يجب أن تتوافر الأمور التالية:
التضحية والعطاء
الحب تضحية وعطاء، ولكي يستمر حتى آخر العمر، ولتتوج قصص الحب بالنجاح، يجب أن لا تقتصر التضحية والعطاء على أحد الطرفين دون الآخر إذ يجب أن تكون هذه الأمور التي تمس القلوب من الطرفين وليس من طرف واحد لتتأصل معاني الحب من خلالها. كما أنه من حق كل طرف في قصة الحب أن يشعر بحلاوة تضحية الطرف الآخر من أجله وأن يتذوق حلاوة العطاء في الحب أيضًا.
الاهتمام
الحب اهتمام، ويجب على الطرفين اتقان الاهتمام جيدًا ليزيد الحب ويتعمق. ومع استمرار الاهتمام وتبادل أطرافه له يعيش الحب للأبد وتتوج قصص الحب بالنجاح.
الصراحة والوضوح
الحب صراحة ووضوح، لأنه يحتاج إلى بيئة نقية وهادئة لينمو ويتزايد بين المحبين. ولأن البيئة التي يغلب عليها الغش والغموض هي بيئة غير صالحة للحب، لأنها تسبب اختناقه وموته.
المودة والرحمة
الحب مودة ورحمة، فالكلام المعسول والرومانسية ليسوا وحدهم الحب. أما المودة والرحمة هما الحب لأنهما يعبران عن صدق المشاعر، ويعكسان عمق التفاعل مع الأحبة بلين قلب وبرحمة متبادلة من كل منهما، هما الحب الحقيقي الذي يزيد بتودد كل من الطرفين للآخر. المودة والرحمة أعمق من أي كلام رومانسي معسول، هي المنهاج الأقوى الذي يحفظ الحب من أي اخفاقات.
الإخلاص
الحب إخلاص، أتعجب كثيرًا ممن يدعي الحب ويقع في خيانة من يحب، فالحب وحده لابد وأن يكون درعًا واقيًا كافيًا ضد الخيانة وضد الوقوع في مواقف مؤسفة يتبعها الشعور بالخذلان والخيبة. لذا إذا أردتم أن يعيش للأبد، وأن تتوج قصص الحب بالنجاح اخلصوا لأحبائكم.
التفاهم
الحب تفاهم، التفاهم يحقق الانسجام، والأخير يحقق التناغم بين المحبين. والتناغم يحفز مشاعر الحب على الزيادة والاستمرارية. لذلك وليعيش الحب أبدا ولتتوج قصص الحب بالنجاح، يجب أن يحرص طرفي علاقة الحب على التفاهم، لأنه لا يقل أهمية عن الحب بل أنه في كثير من الحياة قد يكون التفاهم أولًا وقبل الحب. لأنه سيحقق القرب والحب بين المحبين بسبب توافر الانسجام والتناغم بينهما.
الدعم والمساندة
الحب دعم ومساندة، وما يحقق نجاحه وتتويجه بالنجاح، معرفة قيمة دعم ومساندة الحبيب، ومعرفة دورهما في تحقيق الشعور بالراحة فضلًا توافر الحافز الذي يقوي من العزيمة ومن ثم خوض المعركة التي يواجهها الحبيب مع الظروف وهو مسلحًا بقوة خارقة هي قوة الحب التي تدفعه دفعًا إلى الصمود حتى النهاية.
الشعور بالأمان
الحب أمان، من متطلبات الحب ومن الأمور التي تتوج قصص الحب بالنجاح أن يكون الشعور بالأمان مرافقًا للحب. لأن الحب لا يمكن أن يتنفس في بيئة يغيب عنها الأمان.
والآن وبعد أن تناولنا أهم الأمور التي تتوج قصص الحب بالنجاح وتجعله يعيش أبدا، هل من أمثلة من التاريخ على قصص حب ناجحة؟ يُسعدنا مشاركتنا الرأي!
مع تمنياتي القلبية لكل الأحبة بحب يحيا للأبد،،،
