الوفاء أولى بالاحتفال!
في مثل هذه الأيام من كل عام، ومنذ بداية شهر فبراير، تبدأ الاحتفالات بالحب ويسود اللون الأحمر في كل الأشياء والأماكن، المتاجر، والمنازل، والديكورات وغيرها، باعتباره لون الحب. هكذا يحتفل نسبة كبيرة من الناس. من الطبيعي أن نحتفل يوميًا بالحب. حبنا لأنفسنا، وحبنا لأمهاتنا وآباءنا، وحبنا للآخرين، وحبنا لشركاء الحياة، وحبنا لأطفالنا فلذات أكبادنا، وحبنا لأصدقائنا بل وحبنا للخير أيضًا. فما أعنيه هو الحب بمعناه الواسع عميق الجميل، ولكن ماذا عن الوفاء أليس هو الأولى بالاحتفال؟ إن العبرة ليست في بدايات الحب ولكن في ما بعد الوقوع فيه. العبرة بالوفاء الذي يكفل الحفاظ عليه. لأن كل شخص وفي، يستحق الاحتفال والتكريم في زمان كثر فيه مدعي الحب عديمي الوفاء.
أيهما يستحق الاحتفال؟
للحب بريق يأخذنا إلى عالم آخر، عالم الأحاسيس المرهفة والمشاعر الفياضة ولكن ماذا بعد ذلك؟، هل سيكون الحب بنفس الوهج الذي بدأ به طوال الحياة أم أنه بحاجة إلى مقومات تساعده وتجعله منتعشًا للأبد؟ الحقيقة أنه ليعيش الحب وليظل متجددًا ومتوهجًا في القلوب يجب أن يكون مقترنًا بقيمة عظيمة للغاية، لا تقدر بمال ولا يمكن أن يضاهيها أي شيء آخر. هذه القيمة هي الوفاء كونه يعد بمثابة الأكسجين الذي يجعل الحب حيًا للأبد. ألا يستحق الوفاء الاحتفال به وبكل شخص وفي رجل كان أو امرأة؟، ألا يستحق كل من راعى حق أحبائه وحافظ على مشاعرهم ولم يضحي بهم الاحتفال؟. بلا يستحق الاحتفال وأكثر.
عملة نادرة
نسبة كبيرة ومخيفة من العلاقات العاطفية، وقصص الحب الجميلة، وزيجات قامت على مشاعر نبيلة تفتقر إلى الوفاء وإلى النبل. لم يعد بالامكان محاربة المغريات أي كانت. لم تُحفظ فيها الوعود، ولم تُصان فيها العهود. كلها طاحت في الهواء كالريشة، لأن الوفاء لم يكن متوفرًا بها ولم يثقلها لتتمالك نفسها وتعيش بنفس معاني الحب التي بدأت بها.
هل توجد وصفة سحرية للوفاء؟
قطعًا هذا السؤال درب من ردوب الخيال، لأن الوفاء أغلى من ذلك بكثير، ولأنه ينبع من الداخل وينمو ويترعرع في كيان صاحبه، يزيد لا ينقص أبدًا. الوفاء أنبل صفة من الممكن أن يتصف بها إنسان، ولذلك على كل شخص رجل كان أو إمرأة أن يحافظ على الشخص الوفي في حياته سواء كان حبيبًا أو صديقًا وفي سائر العلاقات. فما أنبل الأوفياء!
قيمة العلاقات تقاس بالوفاء
لا تقاس العلاقات بطول المدة أو قيمة العشرة ولكن بوفاء أطرافها وباخلاصهم لبعضهم البعض. والوفاء هو المعيار الحقيقي للحب، وهو الضامن الحقيقي لاستمراريته، لأنه حفنة من المشاعر النبيلة والأخلاق الحميدة. وهو تاج على رؤوس النبلاء. النبل والوفاء وجهان لعملة واحدة. ويقاس الوفاء بجهاد النفس في محاربة المغريات تحت أي ظروف. وبالتمسك بفضيلة الاخلاص. لأن الشخص الوفي المخلص لا يمكن أن يرضى لنفسه إلا أن يكون وفيًا.
من هو الشريك الوفي؟
الشريك الوفي هو الشريك الروحي الذي لا يمكن أن يغدر أو يخون أو يخل بوعوده أو ينقض عهوده تجاه شريكه، هو من أحب بصدق، هو الشريك الذي يحقق شعور شريكه بالطمأنينة والراحة والأمان. شريك يثق فيه شريكه ثقة عمياء، لأنه رفيق الروح الذي لا يمكن أن يجرح من شاركه المشاعر والأحاسيس الجميلة، ولا يمكن أن يطعن القلب الذي سكنه، لأن الشريك الوفي إذا سكن قلبًا أحسن السكن وراعي العشرة وحفظ الود وصان العهد.. ما أخلصه من شريك!
صفات الشريك الوفي
تتعدد الصفات الحميدة في الشريك الوفي ومن أهمها أنه، عفيف ومخلص، صادق ونبيل، رومانسي وواضح، وغير ذلك من الصفات الحميدة الأخرى مثل المروءة والكرم والشهامة. وأجمل هذه الصفات نبل أخلاقه ومروءته التي لا حدود لها.
أخطاء لا يقع فيها الشريك الوفي
هذه الأخطاء لا يقع فيها الشريك الوفي:
- الكذب على الشريك.
- جرح مشاعر الشريك.
- عدم احترام الوعود.
- خيانة العهد.
- اهمال الشريك عاطفيًا.
- تجاهل شريكه.
- اهمال التواصل مع شريكه.
- التعدي على خصوصية شريكه.
- الغيرة من نجاح شريكه.
- التخلي عن الشريك في الأزمات.
وختامًا، عليكم جميعًا بالاحتفال بالأوفياء في حياتكم لأنهم يستحقون ذلك.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. أليس الوفاء أولى بالاحتفال؟