الجهل بما يمر به الشريك إحداها .. أسباب كثرة المشاكل بين الزوجين
تعد كثرة المشاكل بين الزوجين أحد أقوى المنغصات التي تحول بينهما وبين سعادتهما، لأنها تمنع استقرار حياتهما الزوجية. أحيانا قد لا يكون هناك أسباب ظاهرية لحدوث المشاكل بين الزوجين، ولكنها تحدث، وتظل تحدث إلى أن تصبح بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، تُرى ما هو سبب كثرة المشاكل بين الزوجين بدون سبب؟
سؤال مهم يحير كثير من الأزواج والزوجات وخصوصًا الذين لا يضعون أيديهم على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء المشاكل التي تحدث بينهما باستمرار، لهؤلاء ولكل من يسأل نفس السؤال، سأجيب اليوم في السطور التالية، ومن واقع الحياة ومسرح الحياة الزوجية على أرض الواقع التي لا يمكن أن ننفصل عنها لأننا جميعًا متعلقين بها.
كثرة المشاكل بين الزوجين
لا يمكن أن تحدث المشاكل بين الزوجين بدون سبب، دائمًا ما يكون هناك أسباب ولكنها غير واضحة، وتظهر هذه الحالة عندما تشتعل نار الخلاف بين الزوجين بدون أسباب مباشرة أو عندما تحدث المشاكل الزوجية على أتفه الأسباب التي يعتبرها البعض ضعيفة التأثير، وليس منطقيًا أن تشتعل بسببها نار الخلاف، والحقيقة أن هناك أسباب عديدة تقف وراء كثرة المشاكل الزوجية بدون سبب، من أبرزها وأهمها ما يلي:
الجهل بما يمر به الشريك
للأسف وفي بعض الزيجات يعيش كل من الزوجين مع بعضهما البعض دون أن يكونا على علم بمجريات الأمور، وما يحدث مع كل منهما، ويمكن القول أنهما قد يكونا منفصلان نفسيًا عن بعضهما البعض، وهذا يسبب الجهل بما يمر به شريك الحياة، فمثلًا قد يمر أي من الزوجين بفترة عصيبة من المشاكل سواء في العمل أو المشاكل الخاصة على مستوى عائلته، وقد لا يكون الطرف الآخر على علم بها، وقد يحدث بينهما نقاشًا عاديًا جدًا لا يدعوا أبدًا إلى الخلاف، ولكن هذا ما يحدث بالفعل، والسبب ما يدور برأس الشريك، وهو ما يجهله شريكه.
تراكم الأعباء والمسؤوليات
يجب أن لا ننكر حجم الضغوط الحياتية التي نواجهها جميعًا اليوم وعلى اختلاف المستويات. الجميع اليوم معرض لضغوطات الحياة ولكن بدرجات متفاوتة، ومن الطبيعي أن يعيش كل من الزوجين حالة من التوتر والقلق بسبب تراكم الأعباء والمسؤواليات. ولذلك من المنطقي جدًا أن تحدث المشاكل الزوجية بدون سبب حقيقي وظاهري لهما لأنهما محملان بأعباء ثقيلة جدًا لا يتحدثان عنها، ويظلا هكذا إلى أن ينفجر أحدهما في وجه الآخر، وقد تحين لحظة الانفجار عندهما في نفس الوقت وهنا تكمن الخطورة.
الملل الزوجي
أحيانا وبسبب دوامة الحياة، وبسبب الروتين القاتل والرتابة المميتة يتمكن الملل من حياة الزوجين معًا، وتصبح الحياة الزوجية مملة للطرفين. فيبدأ التباعد، وتحدث الفجوة التي تزيد كلما تمكن الملل منهما أكثر وأكثر. وهذا يفسر سبب كثرة المشاكل بين الزوجين.
غياب التناغم والانسجام في العلاقة
يؤدي انعدام الشعور بالرضا في العلاقة الزوجية إلى غياب التناغم والانسجام في العلاقة الزوجية ومع الوقت وفي ظل انعدام المصارحة بينهما، وبسبب تجنبهما الحديث عن هذه الزواية الخاصة جدًا والمهمة جدًا في الحياة الزوجية تضيع الحميمية، ويسيطر الشعور بالتعاسة عليهما، وهذا سبب مهم يفسر كثرة المشاكل بين الزوجين بدون سبب واضح.
انعدام التقدير
أحيانًا يتسبب انعدام التقدير بين الزوجين في حدوث المشاكل بكثرة بينهما، والحقيقة أن شعور أي طرف منهما بعدم التقدير يلعب دورًا كبيرًا جدًا في زعزعة استقرار الحياة الزوجية. وهو ما يجب أن ينتبه إليه كل من الطرفين. لأن التقدير يعني أن هناك من يقدر الوقت والجهد وكل المساعي المبذولة لتحقيق استقرار الحياة الزوجية، وغيابه يتسبب في الشعور بالاحباط، وخلق مشاعر سلبية تؤدي إلى كثرة المشاكل بين الزوجين بدون سبب ظاهري.
ماذا أفعل إذا كثرت المشاكل مع زوجي؟
سؤال مهم سألته إحدى الزوجات الحريصات على حياتها الزوجية، وتسأله زوجات أخريات يبحثن عن إجابة واضحة وكافية ووافية عليه. والحقيقة أن هذا السؤال مهم جدًا لكم أيضًا لذا تابعوا معي القراءة لنصل سويًا إلى أهم الأمور التي يجب على كل زوجة القيام بها إذا ما كثرت المشاكل بينها وبين زوجها، وهذه الأمور هي:
التحلي بالصبر
يجب على الزوجة التحلى بالصبر والتزام الهدوء حتى تخمد نار الخلاف، وخصوصًا في حالة كثرة المشاكل بين الزوجين، لأن الصبر سيفيد في تعزيز التفكير السليم من أجل الوصول إلى حلول فعالة للتغلب عليها.
التزام الصمت
قد ينفعل الزوج، وتنفعل الزوجة فتزيد نار الخلاف، ولذلك من الأفضل وعند دخول الزوج في حالة انفعال شديدة، أن تلتزم الزوجة الصمت لأنه سيهدأ بعد ذلك من تلقاء نفسه، أما إذا قابلت انفعاله بانفعال زادت حدة المشكلة، وقد تتشعب لتصبح مشاكل عديدة بعد أن كانت مشكلة واحدة.
اختيار وقت مناسب للنقاش
يجب أن تتعامل الزوجة مع كثرة المشاكل مع زوجها بذكاء عاطفي كبير، لذا عليها اختيار الوقت المناسب لعقد نقاش هادف لبحث مسألة كثرة المشاكل والتوصل إلى حلول فعالة للقضاء عليها، والتخلص من سلبياتها، وتحقيق استقرار الحياة الزوجية.
التجاهل
ليس من الحكمة الوقوف عند كل خلاف مع الزوج لأن حدوث المشاكل الزوجية أمرًا طبيعيًا في كل الزيجات، لذا يجب على الزوجة أن تتجاهل قدر الامكان كل الأسباب الواهية التي تؤدي إلى اندلاع نار الخلاف مع زوجها. ففي التجاهل فوائد عديدة في اخماد نار الخلاف بين الزوجين.
التسامح
إن تعامل الزوجة بتسامح مع الزوج خلال المشكلة التي تحدث بدون أسباب ظاهرية، وعدم الوقوف عند الأخطاء البسيطة والذلات يمكن أن يعزز من العلاقة بينهما، ومن ثم تحقيق اتحادهما في وجه الخلافات والتغلب على كثرة المشاكل في ما بينهما.
نصائح للزوجين للتغلب على كثرة المشاكل
عندما تزيد ظاهرة كثرة المشاكل بين الزوجين بدون سبب يجب عليهما الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
- التزام الهدوء أولًا والتحكم في الانفعالات والغضب.
- البحث عن أسباب كثرة المشاكل في ما بينهما ومحاولة حلها بهدوء.
- تعزيز الثقة في ما بينهما بحفظ الأسرار.
- الفضفضة الزوجية وتعزيز التواصل في ما بينهما.
- التجاهل قدر الإمكان
- الاحترام والتمسك بأداب الشجار.
- عدم تجنب الحديث عن مشاكل العلاقة الحميمة وتعزيز المصارحة والمكاشفة، ومحاولة ايجاد حلول لها حتى لو استلزم الأمر استشارة المختصين.
وختامًا، وإذا لم تنجح مساعي الزوجين في علاج كثرة المشاكل بينهما يجب عليهما استشارة خبراء العلاقات الزوجية للتغلب عليها تجنبًا للوصول إلى حافة الهاوية وضياع حياتهما معًا.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، ما هو سبب كثرة المشاكل بين الزوجين بدون سبب؟
مع تمنياتي لكل زوجين بسعادة دائمة لا تغيب أبدًا،،،