الزواج الفاشل أحلام تضيع وأمنيات تنهار وهذه أقوى علاماته
ما بين الواقع والخيال سيناريوهات عديدة منها ما هو حقيقي ومنها ما هو مجرد أوهام، هكذا هو الحال مع الزواج الفاشل، فأحلام المقبلين على الزواج وأمنياتهم التي تتعلق بالحياة الزوجية الناجحة قد تكون مجرد أوهامًا في دروب الخيال ما لم يُبذل من أجل تحقيقها كل غالٍ ونفيس. إن الزواج الناجح لا يتحقق بالتمني ولكن بفهم الاحتياجات العاطفية، والاحتياجات الأساسية، والاحترام، والتواصل المفتوح، وتبادل مشاعر المودة والرحمة في ما بين الزوجين.
ودون ما سبق لا يمكن أن يتحقق الزواج الناجح، حينئذ سيظهر فقط تجسيد لمصطلح آخر يدل على الفشل وتعثر النجاح خلال المسيرة، ولبدء حدوث ذلك علامات عديدة، تُرى ما هي علامات الزواج الفاشل؟، وما هي أسبابه؟، ومتى يمكن إصلاحه؟، وأي الطرق تجدي نفعًا كبيرًا في الإصلاح؟
ما هو الزواج الفاشل؟
الزواج الفاشل هو ذلك الزواج الذي لا يحقق الأهداف والطموحات المتوقعة منه، زواجًا تغمره المشاكل غمرًا لتؤثر على جودة العلاقة بين الزوجين. وبمعنى آخر هو الزواج الذي يصيب كل من الطرفين بالحسرة والخيبة على انهيار أمنياتهما وضياع أحلامهما.
إن الأصل في الزواج تحقيق أهداف كبيرة أهمها، تأسيس حياة زوجية قوية وناجحة تساهم في تكوين أسرة متحابة ومترابطة، وبيئة آمنة، وقلوب سعيدة تعرف كيف تتمتع بالحب، وكيف تنعم بالطمأنينة وراحة البال. وهو ما لا يتحقق في حالة فشل الزواج حيث كثرة الخلافات، وسوء الفهم، وانعدام التناغم والانسجام، وغياب كثير من المقومات الأخرى التي تحقق مفهوم الزواج الناجح.
ما هي علامات الزواج الفاشل؟
ما إن تبدأ النهاية ويظهر الفشل في كل تفصيلة من تفاصيل الحياة الزوجية إلا وتظهر معه العلامات التالية التي تدل صراحة على فشل الزواج وهي خلاصة ما ذكره خبراء العلاقات الزوجية والأسرية، وهذه العلامات هي:
-
غياب الحب وانعدام التفاهم
إن غياب الحب وانعدام التفاهم بين الزوجين من أهم علامات الزواج الفاشل. فقد يغيب الحب لأسباب عديدة منها الاهمال العاطفي، وعدم الحرص على اشباع الاحتياجات العاطفية التي تعد أساس العلاقة الزوجية السعيدة. ومنها أيضًا غياب المودة والرحمة في التعامل، وهذه الأمور تؤثر على الحب في القلوب، وبخاصة مع زيادة الاهمال، وزيادة المعاناة منه.
كما أن انعدام التفاهم أحد أهم العلامات التي تدل صراحة على أن الزواج فاشلًا، لما يترتب عليه من كثرة شجار، وخلافات زوجية لا يخمد لهيب نيرانها أبدًا.
إن الزواج الناجح يتحقق بتوافر مشاعر الحب الحقيقية التي تتجلى بوضوح في أدق التفاصيل بين الزوجين، وبخاصة مع وجود بيئة خصبة لتحقيق التفاهم في ما بينهما.
-
التفكك العاطفي
علامة أكيدة أخرى من العلامات التي تدل على الزواج الفاشل وهي علامة مترتبة على غياب الحب إذ أنها نتيجة طبيعية لذلك، لأن التفكك العاطفي يترافق حدوثه عادة مع فقدان المشاعر الإيجابية والحب المتبادل، والشعور بجمود الأحاسيس.
-
التواصل السيء
ومن علامات الزواج الفاشل انعدام القدرة على التواصل بنتائج مثمرة، والسبب في ذلك، تباين الآراء وعدم احترامها، ووجود اختلافات عديدة في القيم والمبادئ التي يؤمن بها كل من الطرفين، ومن ثم عدم وجود نقطة تلاقي تتضح فيها معالم التواصل الجيد الذي وإن تحقق لما فشل الزواج أبدًا.
-
الطلاق النفسي
علامة أخرى مؤلمة من العلامات التي تشير إلى فشل الزواج، ألا وهي حدوث الطلاق النفسي أو الطلاق العاطفي أو الانفصال النفسي أو الخرس الزوجي إذ تعتبر جميعًا إشارة إلى أن العلاقة بين الزوجين تحتضر ويحتضر معها الزواج. وكل هذه المصطلحات تتحد في فكرة واحدة وهي حدوث التباعد بين الزوجين، وانفصال كل منهما في عالم آخر. فلم يعد هناك مكانًا للحب ولا وقتًا للتواصل ولا سبيلا للتفاهم ولا أملًا في حدوث التقارب.
-
غياب الاحترام
لا يوجد زواجًا فاشلًا يسوده الاحترام، ولذلك يعد غياب الاحترام بين الزوجين أحد أهم علامات الزواج الفاشل الذي يجب الانتباه إليها جيدًا. لأنها تعني اقتراب النهاية. والحقيقة أنه قد يستمر الزواج بدوام الاحترام حتى وان غاب الحب بمعناه الرومانسي الدافئ تمامًا كما يحدث في نسبة ليست قليلة من الزيجات.
-
كثرة الخلافات الزوجية
صحيح أن الخلافات الزوجية بهار الحياة الزوجية ولكن ليس في كل الحالات إنما في الحالات البسيطة التي يحدث فيها خلافًا عابرًا يعقبه الصلح بين الزوجين ورجوع العلاقة بينهما قوية دون أي تأثير يذكر. ولكن كثرة الخلافات واستمرارها يدل على شيء واحد فقط هو فشل الزواج.
-
غياب الدعم العاطفي
أكثر علامات الزواج الفاشل وضوحًا لأنها تتعلق بصميم مشاعر الزوجين تجاه بعضهما البعض. كما أن غياب الدعم العاطفي في حياتهما يكشف عن قصور قوي في العلاقة ويمهد إلى فشلها.
متى يعتبر الزواج فاشلًا؟
يعتبر الزواج فاشلًا مع أول غياب للحوار بين الزوجين، ومع عجزهما على إقامة حوار هادف وبناء ينم عن وجود تفاهم متبادل وفعال بينهما. إن التواصل الجيد بين الزوجين هو الشريان الذي يمد الزواج باحتياجاته اللازمة التي تبقيه حيًا حتى يحقق أهدافه وينجح ويستمر. ولذلك يعد غياب الحوار وانعدام التواصل الجيد بين الزوجين أحد أهم علامات الزواج الفاشل التي تحول دون نجاح العلاقات الزوجية في كل زمان ومكان.
ما هي أسباب الزواج الفاشل؟
إن الافتقار إلى الالتزام بالعهود وعدم الحرص على حفظ الوعود، والتحديات الحياتية المختلفة المالية والاجتماعية والخيانة الزوجية، والكذب وسيادة الشك، كلها أمور تؤدي إلى فشل الزواج وهي أيضًا نفس الأسباب التي تؤدي في نهاية الطريق إلى الطلاق.
وفي ما يلي عرض مبسط لأهم أسباب الزواج الفاشل:
عدم الالتزام بمبدأ الحقوق والواجبات
ضياع مفهوم الحقوق والواجبات الزوجية وانشغال كل من الطرفين بعيدًا عن الآخر، يؤدي إلى فشل الزواج حيث انعدام الهدف منه. وعدم وجود ركائز أساسية يقوم عليها ويحيا من أجلها.
ضياع الحميمية بين الزوجين
لتبقى العلاقة الزوجية مزدهرة كما كانت في بداية الزواج، يجب أن يكون هناك مزيجًا من التواصل المفتوح والحميمية والتعاطف لكي لا تضعف الروابط الرومانسية التي تحث الزوجين على الاستمرارية، ولذلك يعد تباعد مرات اللقاء الحميم، وعدم حرص كل من الطرفين على اشباع احتياجات الطرف الآخر، وعدم اتقان لغة الحب التي يفضلها الشريك من أخطر الأمور التي تؤدي إلى ضياع الحميمية الذي يؤدي بدوره إلى فشل الزواج.
وجود مشاكل خطيرة في التواصل
التواصل هو أصل الزواج الناجح ولذلك من الطبيعي أن يؤدي وجود مشاكل في التواصل إلى فشل الزواج، ومن أهم مشاكل التواصل، سوء الفهم، وعدم احترام الرأي الآخر، وعدم الانصات، وسوء الظن، والجهل بأساسيات الحوار الهادف والبناء إضافة إلى تفشي العناد والإصرار في الأحاديث الزوجية.
الخيانة الزوجية وهدم الثقة
تعد الخيانة الزوجية من أكثر أسباب الزواج الفاشل خطورة لأنها تهدم الثقة بين الزوجين، وهذا ما يزيد من الشكوك والظنون التي تحول دون الشعور بالأمان أحد أهم مقومات الزواج الناجح التي لا غنى عنها أبدًا ليتحقق الشعور بالسكينة والطمأنينة بين الزوجين.
الزواج المبكر
لا يمكن أبدًا عند الحديث عن علامات الزواج الفاشل وأسبابه، نسيان الأثر السلبي العميق للزواج المبكر على الحياة الزوجية، والذي يزيد من احتمالات فشل الزواج بسبب حداثة السن، وعدم وجود توافق بين الزوجين منذ البداية، وانعدام الخبرة أيضًا، وعدم إلمام كل من الطرفين بمقومات نجاح الزواج.
رفع سقف التوقعات تجاه الشريك
يسبب رفع سقف التوقعات تجاه الشريك صدمة كبيرة في مراحل لاحقة خلال مسيرة الزواج، وذلك لتوقع العديد من الأمور الإيجابية من الطرف الآخر، سواء كان ذلك عاطفيًا أو ماديًا أو بأي شكل آخر. فما إن تفشل تلك التوقعات إلا ويبدأ التحول وتنهار الصورة الجيدة عن الشريك ما يؤدي إلى فشل الزواج.
الخلافات الزوجية المستمرة
تعد الخلافات الزوجية المستمرة أحد أهم علامات الزواج الفاشل ولكنها تعتبر أيضًا أحد أهم أسبابه التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لأن الاختلافات المستمرة والشجار الدائم بين الزوجين يشيران إلى انعدام التوافق بينهما وعدم وجود نقطة للتلاقي بما يحد من هذه الخلافات. وتشير إلى افتقارهما إلى كيفية التغلب على الأزمات وهذا أخطر ما في الأمر.
هل يمكن إصلاح الزوج الفاشل؟
يمكن ذلك متى اتحدت رغبة كل من الزوجين على استمرارية الزواج، وتضافرت جهودهما معًا من أجل إحياء الحياة في علاقتهما من جديد، ومتى تم الاتفاق بينهما على آلية جديدة للتغلب على علامات الزواج الفاشل وعلى كل مسبباته لتحقيق الزواج الناجح وهذا ليس بأمر بعيد. كما أن إمكانية الإصلاح في هذه الحالة تتوقف على عمر ونضج الزوجين وثقافة كل منهما باعتبارهما قادران على توقع الآثار السلبية التي ستترتب على فشل الزواج وبخاصة في حال وجود أطفال.
كيف يمكن ترميم العلاقة وإصلاح الزواج الفاشل؟
يتحقق ذلك من خلال ما يلي:
- ابتكار طرق جديدة للتواصل وتوسيع دائرته ليشمل الحوار البناء المتبادل وممارسة الأنشطة وكل طريقة لها أن تترك أثرًا إيجابيًا في خطة انقاذ الزواج من الفشل.
- اعتماد تغييرات جذرية في شكل العلاقة الزوجية لمحاربة الملل والروتين.
- الاتفاق على أسس وبروتوكول تعامل سليم فيما بينهما يقوم على الوضوح والصراحة.
- الاحترام ثم الاحترام ويشمل ذلك الأقوال والأفعال.
- الاهتمام باشباع الاحتياجات العاطفية والحرص على توطيد الحميمية في ما بين الزوجين.
- تعزيز الروابط العاطفية بالتعبير عن المشاعر من خلال اتقان ثقافة البوح، ومعرفة لغة الحب التي يفضلها الطرف الآخر.
- تعزيز مبدأ المشاركة في الحياة الزوجية.
- تقدير كل طرف لجهود الطرف الآخر ودعمه ومساندته لتحفيزه على إحراز المزيد.
- الصدق والإخلاص.
- الفضفضة الزوجية وحفظ الأسرار.
- عدم السماح للأهل أو الأصدقاء بالتدخل في الحياة الزوجية.
خلاصة القول:
إن علامات الزواج الفاشل ما هي إلا جرس انذار يجب أن ينتبه إليه كل زوجين لبدء التفكير في مستقبل الزواج، ومعرفة ما إذا كان الطلاق هو ما يريدانه أم أنه يوجد بصيص أمل لتعزيز فرص الإصلاح بما يحقق نجاح الزواج وسعادة الحياة الزوجية. لذا على كل زوجين اتقان حقيقة هامة ألا وهي أنه دائمًا توجد فرصة للإصلاح متى توافر الحافز والدعم والإرادة.
مع تمنياتي لجميع الأزواج التمتع بزواج ناجح وسعيد،،،