التعافي بعد الطلاق.. هكذا يمكن تخطي الألم وتجاوز الحزن بسلام
بغض النظر عن الأسباب التي أدت إليه، وسواء كان بناء على اتفاق مسبق أو بغير اتفاق، فإن الطلاق ليس أمرًا هينًا أو حدثًا يمكن أن يمر على المرأة مرور الكرام. على الرغم من اختلاف درجة المعاناة عند كل من امرأة إلى أخرى إلا أنه يوجد مشاعر واحدة عند الجميع. فما إن يحدث الطلاق إلا ويُخلق شعور بغضب داخلي، وأذى نفسي كبير يزيد مع الاستسلام له فرصة الإصابة بالاكتئاب في كثير من الأحيان، تُرى كيف يمكن للمرأة التعافي بعد الطلاق وتخطي الألم وتجاوز الحزن بسلام؟
تقول "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، أن الطلاق حدث صعب لا يمكن تجاهل تأثيراته على الصحة النفسية للمرأة، وعلى صحتها الجسدية بالتبعية. لذلك يجب أن لا تهمل المرأة حرصها على التعافي بعد الطلاق لكي لا تتعرض إلى الإصابة بنوبات نفسية قوية من شأنها أن تعوقها عن المضي قدمًا في الحياة.
المرأة لا تتزوج بنية الانفصال
المرأة لا تتزوج بنية الانفصال، بل تحلم بحياة مستقرة مليئة بالمودة والأمان. حين تعزم المرأة على الزواج من الرجل الذي قبلت بأن يكون شريكًا لها في الحياة، فإنها تستثمر مشاعرها ووقتها وجهدها في بناء أسرة سعيدة. لكن في بعض الأحيان، تسير الأمور عكس التوقعات، وتجد نفسها أمام واقع مؤلم لم تكن تتمناه. ولذلك تشعر المرأة بحزن غير معلن لضياع الأحلام والآمال وهدم الكيان الذي طالما كافحت من أجله.
علامات معاناة المرأة بعد الطلاق
بحسب د. أميرة، تبدأ المرأة بعد الطلاق في الانسحاب من العلاقات الاجتماعية باحثة عن العزلة لتنفرد بذاتها بعيدًا عن تدخلات الآخرين، وللحد من إلحاحهم لمعرفة أسباب الطلاق. من الممكن أن يظهر غضبها الداخلي في صورة انفعال على أتفه الأسباب بعدها تأتي مرحلة من الاعتناء بالذات، والشعور بالسلبية ناتج عن ضياع طموحاتها وأحلامها. إن استمرار المرأة على هذه الحالة يؤدي إلى طول. ويمكن تلخيص علامات معاناة المرأة من الطلاق بوصف دقيق كما يلي:
- الشعور بالحزن العميق.
- الارتباك والتخبط.
- الشعور بالضياع.
- العزلة وتجنب الانخراط في العلاقات الاجتماعية.
- الخوف من مواجهة المقربين إليها.
- الكآبة النفسية.
لماذا قد يتأخر التعافي بعد الطلاق؟
تقول د.أميرة أن استمرار المرأة في ممارسة حياتها بشكل طبيعي لا يعني أنها قد تعافت بعد الطلاق. فقد تنخرط المرأة في حياتها الخاصة والعملية من جديدة يرافقها حزنها وآلامها وشعورها بالخذلان. ويعني ذلك أن التعافي بعد الطلاق قد يتأخر عند النساء في بعض الحالات، وبخاصة الحالات التي يحدث فيها الطلاق رغمًا عن رغبتها.
وترى أيضًا، أن انكار الحدث والهروب من المواجهة من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر التعافي بعد الطلاق. لذلك يجب أن تعترف المرأة بحدوث الطلاق، وأن تقبل به وبكل الأحداث المترتبة عليها، ويجب أيضًا أن تحرص على الاهتمام باستشارة المختصين للتعجيل بحدوث التعافي لكي لا تدخل في دائرة مغلقة من المشاعر السلبية التي من الممكن أن تعوقها عن المضي قدمًا بعض الطلاق.
كيف يمكن للمرأة التعافي بعد الطلاق؟
تقول د.أميرة أن التعافي بعد الطلاق يحتاج إرادة قوية وعزيمة صلبة لتستطيع المرأة تخطي المعاناة والمضي قدمًا نحو حياة جديدة يملؤها الأمل والتفاؤل.
ويمكن للمرأة الالتزام بتطبيق الخطوات التالية حتى يتحقق التعافي بعد الطلاق ولكي تتخلص من كل المشاعر السلبية التي تعصف بوجدانها ومشاعرها.
- يجب قبول الحدث كما هو؛ هذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها المرأة لتحقيق التعافي بعد الطلاق، لأن الانكار وعدم قبول الواقع يؤدي إلى تفاقم المعاناة بعد الطلاق.
- على المرأة السماح لمشاعرها بالانطلاق والبكاء لأن كبت المشاعر يحول دون التعافي.
- تعزيز حب الذات وجعلها أولوية باظهار الرفق بها وممارسة اللطف معها.
- البحث عن داعمين مثل الأهل والأصدقاء لأن الحب والتواصل يلعبان دورًا كبيرًا جدًا في تحقيق التعافي من الطلاق.
- الحرص على تكوين علاقات اجتماعية جديدة وناجحة.
- محاربة الفراغ بعد الطلاق والانخراط في ممارسة أنشطة متنوعة سواء رياضية أو اجتماعية.
- وضع أهداف جديدة والبدء بعمل روتين يناسب حياة المرأة بعد الطلاق.
أمور لا يجب أن تقوم بها المرأة بعد الطلاق
توجد أمور يجب على المرأة عدم القيام بها لتحقيق التعافي بعد الطلاق، هذه الأمور هي:
- توبيخ الذات وجلدها وتعميق الشعور بالندم.
- الانغماس في البحث عن أسباب الطلاق.
- التفكير في الشريك السابق والغوص في الماضي.
- متابعة أخبار الشريك بعد الطلاق.
- اهمال الذات.
- الشعور بالخجل بعد الطلاق.
- رفض الدعم من المقربين.
- البكاء على الماضي.
- الاستسلام للأفكار السلبية.
- سرعة الارتباط بهدف إثارة غيرة الشريك السابق.
خلاصة القول
التعافي بعد الطلاق هو عملية معقدة تتطلب وقتًا وجهدًا من المرأة لتجاوز التأثيرات العاطفية السلبية المترتبة عليه. وليحدث التعافي يجب على المرأة تقبل الواقع وعدم الهروب من مواجهة الحدث وما ترتب عليه من نتائج. ويجب أن لا تهمل المرأة استشارة المختصين للحصول على تعافي سريع بعد الطلاق، ولكي يمكنها المضي قدمًا نحو الحياة. ثمة أمور عديدة يجب أن تدركها المرأة وهي أن التعافي لا يحدث دون عزم وإردة قوية. لذا عليها الإيمان بذاتها وبقدرتها على تجاوز صدمة الطلاق والتعافي منه سريعًا.
مع تمنياتي لكل امرأة بحياة سعيدة وهادئة مطمئنة ومستقرة،،،