الثقة العمياء في الزوج ليست ظاهرة صجية ويجب تحقيق التوازن

من وحي مسلسل "وتقابل حبيب".. هل الثقة العمياء في الزوج صح أم خطأ؟.. خبيرة علاقات زوجية تجيب

ريهام كامل

الثقة العمياء في الزوج دلالة على الحب الشديد، وإخلاص الزوجة التي تؤمن به من كل قلبها وعقلها وبكل جوارحها. هي أمر جميل وشعور مريح، فما أجمل الشعور بالثقة تجاه من نحب! لكن، المبالغة فيها قد تؤدي إلى نتائج صادمة غير متوقعة. لأنها تزيد من احتمالات التعرض لصدمة عاطفية شديدة.

هذا ما ينتظر "ليل" التي تجسد شخصيتها الفنانة الجميلة "ياسمين عبد العزيز" في مسلسل "وتقابل حبيب"، حيث تقوم بدور الزوجة المحبة لزوجها، المخلصة له، شديدة الثقة به، التي وعلى الرغم من ثقتها العمياء في زوجها إلا أنه سيبدأ بداخلها صراع يدور حول ثقتها الزائدة فيه وبين أحداث قوية لا يمكن تجاهلها. تُرى لصالح من سيكون الصراع؟، وماذا عن الثقة العمياء في الزوج هل هي صح أم خطأ؟

ياسمين عبد العزيز في مسلسل وتقابل حبيب
ياسمين عبد العزيز في مسلسل وتقابل حبيب

وتقابل حبيب: الثقة العمياء في الزوج

عزيزتي الزوجة، هل سبق لك أن تساءلتِ يومًا ما إذا كانت الثقة العمياء في الزوج تضر أكثر مما تنفع ؟، وما إذا كانت سمة إيجابية أم سلبية في العلاقة الزوجية؟

في هذا المقال، سنكشف سويًا تأثيرات الثقة العمياء، وكيفية بناء علاقة صحية ومتوازنة للوصول إلى علاقة زوجية ناجحة مع "داليا شيحة" خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية. تابعي معي بدقة للتعرف على كيفية تحقيق التوازن اللازم حول الثقة في الزوج.

ما معنى الثقة العمياء في الزوج؟

الثقة العمياء هي الثقة المفرطة في الزوج، بحيث تثق الزوجة في زوجها ثقة مطلقة لا حدود لها، بدون شك أو أي تفكير حيال مدى إخلاصه لها، وهي حد أقصى من الشعور بالأمان تشعر به الزوجة حيال ثقتها العمياء في زوجها.

الثقة العمياء في الزوج ثقة غير صحية وغير صحيحة أيضًأ
الثقة العمياء في الزوج ثقة غير صحية وغير صحيحة أيضًأ

هل الثقة العمياء صحيحة؟

هذه النوعية من الثقة هي ظاهرة غير صحية إذا لم يتم تقييمها بشكل واقعي، خاصة إذا كانت سببًا في تجاهل العلامات الحمراء التحذيرية التي تتعلق بطبيعة العلاقة الزوجية والتي تستوجب انتباه الزوجة إلى زوجها جيدًا، والتقرب منه أكثر، والتعامل معها بذكاء عاطفي دون أي تسرع في رد الفعل.

ما هي العلاقة بين الثقة الزائدة والخيانة الزوجية؟

بحسب "داليا شيحة"، من الممكن أن تؤدي الثقة الزائدة في الزوج إلى الوقوع في الخيانة الزوجية، والسبب شفافية الزوجة المحبة لزوجها الواثقة فيه ثقة عمياء، لأن المرأة حين تثق بالرجل الذي تحبه تزيد الشفافية لديها، ويصبح من السهل على الزوج قراءة أفكارها، وتوقع ردود أفعالها. هنا تكمن الخطورة، لأن تكهن الزوج بأفعال زوجته يجعله يشعر بالملل نحوها. حينئذٍ تدق أجراس الخطر، لأن ذلك سيدفعه إلى البحث عن امرأة أخرى يشعر في علاقته بها بمزيد من الغموض حيث التشويق والإثارة. هذا ما أكده خبراء علم النفس أيضًا.

ما هي أقوى دوافع الثقة العمياء في الزوج؟

الحقيقة أن الثقة العمياء في الزوج لها دوافع وأسباب عديدة كلها تتعلق بالزوجة في المقام الأول، أبرزها ما يلي:

  • الحب الشديد للزوج وقوة الارتباط العاطفي به.
  • الإيمان الشديد بالزوج وبأخلاقه.
  • التفاني في الإخلاص للزوج.
  • المثالية الزائدة التي تسيطر على الزوجة.

الثقة العمياء في الزوج قد ينتج عنها أحداث صادمة للزوجة مثل تعرضها لصدمة عاطفية شديدة

ما هي مخاطر الثقة العمياء في الزوج؟

صحيح أن الثقة تعد مطلبًا أساسيًا في العلاقة الزوجية، إلا أن الثقة العمياء قد تؤدي إلى ما يلي:

  • تجاهل العلامات التحذيرية، عندما تمنح الزوجة زوجها ثقة مطلقة، لن يكون بمقدورها الالتفات إلى أي علامات تحذيرية في العلاقة بينهما.
  • تعرض الزوجة للاستغلال، في بعض الزيجات، قد يستغل الزوج ثقة الزوجة الزائدة فيه، لتحقيق مكاسب شخصية على حسابها.
  • غياب الصدق والشفافية، الثقة العمياء قد تمنع الزوجين من التحدث عن مشاعرهما الحقيقية وتجنب المشاكل التي قد تطرأ في العلاقة.

أهمية التوازن في منح الثقة للزوج

الاعتدال في الثقة هو أصل السلامة في العلاقات دائمًا، من هنا تتضح أهمية التوازن في الثقة الممنوحة للزوج بما يفيد، وبما يجعل الحياة الزوجية هادئة ومستقرة وآمنة أيضًا، وتكمن أهمية ذلك في ما تحقيق مكاسب عدة للزوجين أهمها تعزيز العلاقة الزوجية، لأنه يوجد مجال لشكوك الزوجة في زوجها في حالات الثقة المتوازنة، هذا الشك يفتح مجالًا للحوار بين الزوجين، وتبادل أطراف الحديث وهؤلاء هم أساس التواصل الجيد والفعال بين الزوجين، ذلك فضلًا عن تحقيق حماية العلاقة ومن ثم استقرار الحياة الزوجية. ما يهم هو طريقة تعامل الزوجة مع الزوج حيال أي من الشكوك التي تراودها حال وجد ما يثيرها.

كيفية بناء الثقة الصحيحة في العلاقة الزوجية

لتعزيز بناء الثقة الصحيحة بين الزوجين يجب الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • يجب أن يكون هناك تواصلًا مستمرًا وصريحًا بين الزوجين حول احتياجاتهما وتوقعاتهما.
  • يجب أن تستند الثقة إلى الأفعال والأدلة، وليس فقط على الأقوال أو الوعود.
  • الوضوح والصدق والشفافية والمكاشفة أساس الثقة الصحيحة في العلاقة الزوجية.
  • الاعتدال في الثقة لأن التوازن مطلوب من أجل إقامة ثقة صحيحة.
  • تجنب الغموض في العلاقة وتجنب كتم الأسرار.
  • من المهم أن يعترف كل من الزوجين بأخطائهما، مع ضرورة السعى لتحسين سلوكياتهما لضمان بناء علاقة صحية قائمة على الثقة والاحترام.

خلاصة القول:

الثقة العمياء في الزوج، والتي ظهرت ضمن أحداث مسلسل"وتقابل حبيب" هي ثقة عوراء، وغير عقلانية، وهذا يتعارض مع مفهوم الثقة المتوازنة التي يجب أن تخيم على العلاقة الزوجية. من المؤكد أن هذا النوع من الثقة سينهار، وستنهار معه الزوجة "ليل" وستتعرض إلى صدمة عاطفية شديدة. وهذا ما يجب على كل زوجة أن تدركه قبل فوات الأوان.

تنويه

هذا المقال ليس دعوة للشك في الأزواج، ولكن لتوخي الحذر من الثقة العمياء في الزوج لأنها قد تؤدي إلى التعرض للإصابة بصدمات عاطفية شديدة، وقد تضيع فرصة الإصلاح لأن كسر الثقة لا يمكن إصلاحه أبدًا.