نصائح لتحويل مكان العمل لمكان ملائم للموظفات من أصحاب الأسر
تتوقع إحصائيات متفرقة عن سوق العمل في العديد من المناطق حول العالم، أن تشكل النساء 60% من القوى العاملة في السنوات الخمس المقبلة، ومن ضمن هؤلاء النساء قطعا الكثير من الأمهات العاملات أصحاب الأسر، اللواتي يقمن على رعاية وإعالة الأسرة كليا أو جزئيا، ومن يمكن لأصحاب العمل الاستفادة من التكنولوجيا الحالية لتوفير مزايا رعاية الأطفال، الأمر الذي يمنح القوة العاملة لديهم المرونة والدعم الأسري اللازمين لزيادة إنتاجية الموظف وزيادة العائد من الاستثمار.
كما أن رواد أعمال وقادة الشركات، يمكنهم فعل ما هو أفضل، حيث يمتلكون القدرة على تغيير مسار رعاية الأطفال تمامًا مع تغيير ثقافات شركاتهم بشكل كبير من خلال إعادة تصميم مكان العمل ليكون أكثر ملاءمة للأسرة، وهذا هو مستقبل العمل.
فإذا كنت صاحب عمل وبدأت في تأسيس شركتك الخاصة، يمكنك التأكد أن جودة المواهب التي تتمكن في توظيفها في وقت مبكر قد تُحدث فارق في شركتك.
ولكن ما تم إثباته على مر السنين هو أن توظيف الأفضل والأذكى لا يتعلق فقط بأثاث مكتبي مريح أو وسائل الراحة، مثل القهوة المجانية أو الثلاجة المجهزة أو صالة الألعاب الرياضية في مقر العمل.
في الوقت الحالي، ومع اشتداد الأزمات الاقتصادية، يبحث أصحاب المواهب عن أصحاب العمل الذين يقدمون صندوق تعليم رعاية الأطفال، أو حتى حساب إنفاق مرن للمساعدة في دفع تكاليف خدمات دعم الأسرة.
وهناك عددًا قليلاً من الشركات الكبيرة التي يمكن أن تشكل مثالا جيدا للشركات الأخرى للسير على منوالها، مثل Starbucks وBest Buy، التي تدمج رعاية الأطفال في قائمة امتيازات الموظفين الخاصة بهم، ولكن، يمكن للشركات الصغيرة أيضًا رفع مستوى المزايا من خلال تقديم رعاية الأطفال كميزة، وهذا يخلق بيئة عمل يشعر فيها الآباء بالدعم والتشجيع للتقدم في حياتهم المهنية.
ولا شك أن رفع العبء المالي والعاطفي المستمر عن الآباء العاملين "أمهات وأباء" سوف يرفع من مستوى الموظفين الذين تجذبهم وتحتفظ بهم.
كيف تخلق بيئة عمل مناسبة للأسرة؟
الفوائد العائلية التي يقدمها العمل للأمهات العاملات، لا تعزز الولاء للعمل فحسب، بل يمكن أن تكون هذه السياسات المؤيدة للأسرة مربحة أيضًا من خلال زيادة الإنتاجية، كما يلعب توافر رعاية الأطفال المدفوعة دورًا رئيسيًا في السماح للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال بالبقاء في العمل لمدة أطول، وليس المقصود هنا مدة دوام يومي أطول، بل فترة زمنية أطول في العمل، إذ أنه وفي كل عام من 2016 إلى 2018، وفقا لإحصائيات أمريكية، اضطر أكثر من 2 مليون من الآباء والأمهات لأطفال في سن الخامسة أو أقل إلى ترك العمل، أو عدم الحصول على وظيفة، أو تغيير وظائفهم بسبب تحديات رعاية الأطفال التي تؤثر على النساء بشكل غير متناسب.
ووفقا لنفس الإحصائيات إن الشركات الأمريكية تخسر ما يقدر بنحو 12.7 مليار دولار سنويًا بسبب تحديات رعاية الأطفال لموظفيها، ويعد الافتقار إلى رعاية الأطفال أيضًا أحد العوامل الأساسية التي تمنعنا من تكوين قوة عاملة عادلة والقضاء على فجوة الأجور والجنس، وما عليك سوى إلقاء نظرة على ملايين الأمهات اللاتي فقدن وظائفهن أو تركنها بسبب أعباء رعاية الأطفال خاصةً بعد أزمة فيروس كورونا المُستجد.
3 طرق لتوفير مكان عمل مناسب للعائلة
وفي ما يلي بعض الخطوات الحاسمة لرواد الأعمال لنقل روح الأسرة إلى المستوى التالي:
-
كن كريما مع العوائد
إن معاملة موظفين شركتك كعائلة يعني إعطاء الأولوية لرفاهية شركائك والأشخاص الذين تخدمهم وعائلاتهم، وسواء كان هذا يعني تمديد حزمة المزايا لأفراد الأسرة، مثل تقديم تغطية صحية وطب الأسنان لأفراد الأسرة المباشرين، أو سعر مخفض على الخطط العائلية، أو عن طريق إرسال بطاقات الهدايا وغيرها من الهدايا التي يمكن للعائلة الاستفادة منها خلال فترة عمل الموظف، فإنه هذا يشكل دافعا قويا للموظفين للتمسك بالعمل والإجادة فيه والولاء له، وبالتالي سترتفع الإنتاجية والعوائد العامة.
-
أظهر امتنانك وقدم المكافآت
وهناك طريقة أخرى لإظهار التقدير لأعضاء فريقك الذين يعملون بجد، وهي تقديم مكافآت في مكان العمل، حيث يساعد ذلك على خلق صداقة حميمة مع الحفاظ على تحفيز الموظفين، ويمكن إعداد برنامجك كمكافأة للفريق حيث تعمل المجموعات المعينة معًا لتحقيق هدف مشترك، والذي بدوره يساعد في خلق شعور بالانتماء للمجتمع.
بينما يمكن للشركة أيضًا التعرف على الأفراد المتميزين من خلال المكافآت والجوائز على مدار العام، ويعد تقدير ومكافأة موظفيك المتميزين إحدى الطرق لإظهار اهتمامك برفاهية الموظف وأنك تقدر كونهم جزءًا من مؤسستك.
-
استكشف برامج مساعدة رعاية الأطفال
قد يكافح العديد من العمال وخصوصا الأمهات المعيلات، لمواكبة نفقات رعاية الأطفال أو قد يحتاجون إلى أخذ إجازة لرعاية طفل يخرج من المدرسة في وقت مبكر من اليوم، ويمكن لأصحاب العمل تخفيف بعض هذا العبء من خلال توفير ميزة لتعويض بعض هذه النفقات.
فيما يمكن أن يأتي هذا في شكل مكافأة لتغطية تكاليف الرعاية النهارية أو عن طريق إقامة شراكات في مراكز الرعاية النهارية في المنطقة لتزويد الموظفين بخصم.
بينما يؤدي تقديم هذا النوع من المزايا أيضًا إلى إخبار الموظفين والمجتمع الذي تخدمه بأنك تهتم برفاهية الأسرة، وأنك على استعداد لبذل جهد إضافي لمساعدة الآباء المجتهدين.
وفي الختام نقول إن الاستثمار في العنصر البشري هو أهم عوامل الاستثمار الناجح، فعجلة الإنتاج تدور بشكل أسرع وأكثر كفاءة من قبل عناصر بشرية مؤهلة ومدربة، وترى تقديرها في عيون إدارتها عبر تقديم وسائل راحة أكثر، ومكافآت شخصية وعائلية، ونظم تقاعدية واضحة ومريحة، لا تحمل الموظف أو الموظفة على التفكير في هموم الغد، لكن ينصب جهدها في الإجادة وتقديم كل ما هو ممكن للعمل.