د. هناء البنا لـ"هي": قادة الاستدامة اختاروا أن يتبنوا طرقاً جديدة لتحقيق رؤية منظمة الأمم المتحدة

الريادة والابتكار هما العصب النابض لعالم إدارة الأعمال، لكنهما أخذا منحى جديدا اليوم، ليصبحا مصطلحين مختلفين في المعنى، ومع ذلك تربطهما علاقة وطيدة في الوقت نفسه. فما أهمية تدريسهما في مختلف مؤسسات التعليم العالي؟ الدكتورة هناء البنا أستاذة محاضرة في الريادة والابتكار في "جامعة نورثمبريا لندن" Northumbria University London توضح لـ"هي" دورهما في تخريج قادة مستقبل ورواد أعمال قادرين على إحداث تغيير في العالم، وإيجاد حلول تقنية تكنولوجية تسهم في التصدي للتحديات الإنسانية. كما أدركت الدكتورة هناء أن مساهمات المرأة ليست بالمستوى المطلوب في المنتديات والمؤتمرات العالمية رفيعة المستوى، وشعرت بأن من واجبها ضرورة التواجد كامرأة عربية في المؤتمرات على النطاق الدولي والعالمي. وتؤكد بالقول: "أنا لا أمثل نفسي فقط بهذه المشاركات، بل أمثل المرأة العربية بشكل خاص، وتحديدا المرأة المسلمة". الدكتورة هناء شغوفة بالعلم والتعلم، فهي لا تترك فرصة إلا وتستثمرها. وقد دفعها شغفها وعملها في منظمات المجتمع المدني وفي قطاع المسؤولية الاجتماعية وحضورها ومشاركتها الدائمة في المؤتمرات العالمية الرفيعة المستوى إلى التخصص في عالم ريادة الأعمال وإدارتها، وتصميم مشاريع تنموية تعزز هذا المفهوم والتوجهات في دول العالم. كُرمت الدكتورة هناء البنا، وأُدرج أسمها في كتاب "مئة شخصية عربية الأكثر تأثيرا في مجال المسؤولية المجتمعية" لعامي 2020 - 2021 باعتبارها إحدى الشخصيات العربية الأكثر تأثيرا في الوطن العربي نظرا لجهودها في قطاع المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة، وتنفيذ مشاريع بحثية وإنسانية بين منظمات وجامعات عربية وبريطانية، وتعزيز التعاون في المجالات الإدارية والتدريبية. "هي" التقتها في لندن، وكان لنا معها هذا الحوار الشائق عن دور المرأة في عالم الريادة والابتكار.

أخبرينا عن دورك بصفتك محاضرة في الريادة والابتكار في "جامعة نورثمبريا لندن" Northumbria University London.

ريادة الأعمال والابتكار أخذا منحى مختلفاً في السنوات القليلة الماضية، وزاد التركيز عليها بشكل كبير من قبل مختلف مؤسسات التعليم العالي لتخريج قادة مستقبل ورواد أعمال قادرين على إحداث تغيير في العالم، لديهم الخبرة النظرية والعملية لتأسيس المشاريع الريادية وإدارتها، وتقديم حلول تقنية تكنولوجية ومنتجات تسهم في التصدي للتحديات الإنسانية.
وبصفتي محاضرة ومصممة مواد تعليمية في برنامج "بكالوريوس إدارة وبناء المؤسسات التجارية" يتمثل دوري في تحفيز الطلاب على اكتشاف
شغفهم وتجربة التفكير الإبداعي، والبدء بابتكار منتجات وخدمات جديدة من خلال المشاريع التطبيقية التي ينفذها الطلاب، ومساعدتهم على البدء في رحلة ريادة الأعمال.
ما أهمية مشاركة المرأة العربية وحضورها في المؤتمرات الدولية والعالمية كمنتدى الأمم المتحدة السياسي المعني بأهداف التنمية المستدامة، ومؤتمر المناخ وصناعة القرار على مستوى العالم؟
مشاركة المرأة العربية في هذه المؤتمرات مهم جدا للتأكيد على دور المرأة القيادي في اتخاذ القرارات العالمية، وكذلك لتسليط الضوء بشكل أكبر على التحديات التي تواجهها المرأة بشكل خاص، والمساهمة في تقديم حلول قائمة على النهج التكامل التشاركي. أشارك كل عام في المؤتمرات الدولية المعنية باعتباري ممثلة ومتحدثة عن مؤسستي، كما ننظم فعاليات جانبية مصاحبة لهذه المؤتمرات.
ما دور المنظمات الإنسانية في تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا ودعمها لدخول سوق العمل وتقلد المناصب القيادية؟
نتحدث هنا عن دورين، الأول هو تمكين المرأة من خلال توفير البيئة التحفيزية، وتنمية قدراتها من خلال التدريب وتقديم الدعم التقني واللوجستي والمالي. أما الدور الثاني، فهو تعزيز المنظومة الحقوقية، وتعزيز التشريعات في مجال التنمية والحوكمة، لتصبح مساندة ومشجعة لدخول المرأة في سوق العمل، ومشاركتها في صنع القرار وتقلد المناصب القيادية. وتركزت مشاريعنا بشكل خاص على تمكين المرأة لتمكين المجتمعات. وصممنا برامج قائمة على النهج التكاملي، لتشمل برامج تدريبية وخدمات لوجستية ودعماً مالياً مباشراً لشراء المعدات والتقنيات في بنغلاديش، وكينيا، ونيجيريا، والأردن، وساعدنا مئات النساء على إنشاء مشاريع تنموية ريادية.

ما مفهوم قادة الاستدامة؟ ومَن قادة الاستدامة في عالمنا اليوم؟ ومادور المرأة في عالم الاستدامة؟

حسب تعريف معهد جامعة "كامبريدج للاستدامة" فإن "قادة الاستدامة هم القادة الذين يلهمون ويدعمون العمل من أجل عالم أفضل، وهم أفراد اختاروا أن يحدثوا فرقا، وأن يتبنوا طرقا جديدة لتحقيق رؤية المنظمة، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة". على المؤسسات اليوم التركيز على القيادة التي تقود إلى بناء أنظمة أعمال أخلاقية، وتراعي الجوانب البيئية، والاجتماعية، والاقتصادية، وتحقق المنفعة لأصحاب المصلحة، لأن هناك نقصا في الكوادر النسائية التي تعمل في هذا المجال. لذلك نحتاج إلى إكساب طالبات الجامعات والخريجات الخبرات العملية والتقنية، والتشجيع على الدخول في هذا المجال، ودراسة التخصصات المعنية بالتنمية المستدامة والاستدامة، لضمان مشاركة أكثر للمرأة في هذه القطاعات الحيوية والمهمة، والتي تضع المرأة على سلم القيادات العليا في المؤسسات.
هل نجحت المرأة العربية في إثبات دورها كقيادية وإدارية في المحافل العالمية؟ وما أهم التحديات التي تواجهها؟
حضور المرأة العربية في المحافل الدولية ضعيف، وليس بالمستوى المطلوب، وعلينا التركيز على دعم المرأة العربية، وصقل مهاراتها بشكل أكبر، وإتاحة الفرص لمشاركتها، من خلال تأسيس شراكات بين مختلف المؤسسات والجامعات العربية والدولية، وتقديم برامج تدريبية لتأهيل المرأة لتولي المناصب القيادية. المرأة عالميا تواجه تحديات كثيرة في حياتها، وعوائق قد تمنعها من استكمال دراستها أو العمل بعد التخرج، أو حتى تسلم المناصب القيادية في مختلف المؤسسات، بسبب وجود ظاهرة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين، وكلها عوائق تقف أمام تقلد المرأة للمناصب القيادية وحضورها في المحافل الدولية.

نبذة عن د. هناء البنا

-مدربة دولية في التطوير المؤسسي والتنمية المستدامة.
-مُحكِّمة دولية معتمدة في مؤسسة اعتماد المسؤولية المجتمعية البريطانية CSR Accreditation UK.
-كبيرة الباحثين الاجتماعيين في مؤسسة "فيث ريجين" في لندن، ومديرة المبادرات الدولية في منظمة "جلوبال ون لندن".