ما لم تسمعه من أمهق .. الكتاب الذي أصدرته الشابة السعودية المُلهمة "مضاوي الزامل"
قد تكون الصعوبات هي مصدر قوة ومنبع ابداع، فمن رحم المعاناة ولدت الكثير من النماذج المُشرفة وقصص النجاح المتنوعة في أوساط المجتمع السعودي، والذين نجحوا في تحويل معاناتهم بفضل قوتهم وإرادتهم إلى قصة نجاح متميزة فتأقلموا مع الواقع بل وحولوه إلى محفز لتحقيق التقدم وإحداث تغيير إيجابي يطال المجتمع ككل .. وإحدى هذه النماذج المتميزة الشابة السعودية المُلهمة "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" والتي تعاني من الإصابة بمرض المهق "البرص" والذي كان سبباً رئيسياً في دخولها عالم قصص النجاح في المجتمع السعودي، بتأليفها لكتاب حمل عنوان "ما لم تسمعه من أمهق".
ففي الوقت الذي قد يحول إصابة الكثيرين بالمرض الجلدي "المهق" وهو إنعدام وجود مادة الميلانين (مادة طبيعية في الجسم تعطي لون للجلد، الشعر، قزحية العين)، حياة البعض إلى كابوس يدفعهم للدخول في اكتئاب وعزلة عن المجتمع، إلا أن الشابة السعودية "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" قد تعايشت مع هذا الأمر، بل وانفردت عن الآخرين بتميز ورقي من خلال هذه التجربة، فحولتها إلى نتاج أدبي متميز من خلال كتاب "ما لم تسمعه من أمهق".
ما لم تسمعه من أمهق .. الكتاب الذي أصدرته الشابة السعودية المُلهمة "مضاوي الزامل"
تعد الشابة السعودية المُلهمة "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" واحدة من الأشخاص الذين لم تثنيهم إصابتهم بـ "المهق" عن مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، بل ومحاولة تثقيف المجتمع وتغيير العديد من المفاهيم والصور النمطية المرتبطة بهذا المرض الجلدي، والذي عانت منه لسنوات طويلة، بنتاج أدبي مميز من خلال إصدارها لكتاب بعنوان "ما لم تسمعه من أمهق".
ويحتوي كتاب "ما لم تسمعه من أمهق" التي ألفته الكاتبة المُلهمة "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" على خواطر وقصص قصيرة، حيث يتضمن خواطر عن تجربة الكاتبة في سن الطفولة والمراهقة مع المهق وتحديات الحياة، كما يحتوي على قصص لمختلف الأشخاص وتجربتهم مع المهق حول العالم، هذا بالإضافة إلى معلومات سطحية عن المهق ومختصر شديد عن البهاق لتوضيح الفرق فحسب، واخيراً يحتوي على مختلف الأشخاص المصابين بالمهق وانجازاتهم كنوع من التحفيز .
ولقد صدر كتاب "ما لم تسمعه من أهمق" من قِبل "مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع"، والذي وصلت عدد صفحاته إلى 106 صفحة، تحت تصنيف "قصص قصيرة"، فيما أرفق المركز بالإعلان عن صدور الكتاب عبر حسابه في "تويتر" إضافة رسالة تحفيزية مُلهمة للمصابين بهذا المرض، جاء فيها:
"تذكر أن المهق جزء منك وليس الكل".
"مضاوي الزامل" إحدى الشخصيات التي غيّرت الجينات مجرى حياتهم
كانت "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" قد تحدثت عن ملامح من معاناتها مع مرض البهاق من خلال إستضافتها من قِبل سلسلة "جينوم" الوثائقية الجديدة من إنتاج شركة "ثمانية" للنشر والتوزيع، وهي السلسلة التشويقية التي تركز على كل ما يخص عالم الجينات وأثرها على الحياة بمشاركة مجموعة من العلماء والمختصين من جميع المجالات، وبمشاركة قصص لشخصيات محلية غيّرت الجينات مجرى حياتهم، والتي تنتجها شركة ثمانية بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" ومركز "جينوم" للفحوصات الوراثية.
وجاءت إستضافة "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" والتي تبلغ من العمر 21 عاما، خلال هذه السلسلة كونها إحدى الشخصيات السعودية التي غيّرت الجينات مجرى حياتهم، حيث حصل لها طفرة جينية نتج عنها ما يسمى "المهق"، وألقت خلال استضافتها الضوء على تعريف مبسط لمرض المهق أو "البرص" بأنه طفرة جينية عبارة عن فقد صبغة الميلامين في الجسم والشعر والعين، وأكدت على المتابعين بضرورة الابتعاد عن شعورهم بأن تعرضهم لهذه الطفرة يعد شيئا سلبيا، فلقد واجهت منذ الطفولة الكثير من الأسئلة حول هويتها ولون بشرتها وأشار إليها الكثير ممن شاهدوها بإستغراب وتعجب بسبب لونها الأبيض الغير مألوف، بينما لخصت استضافتها حالة من الرضا والتصالح مع النفس تلك التى ظهرت بعيونها، بل ولمست القلوب بصدقها الذى تجلى بنبرة صوتها خلال الحديث عن معاناتها وقدرتها على التكيف مع هذه الطفرة.
"مضاوي الزامل" ومجهودات مجتمعية
يُذكر بأن "مضاوي هشام عبدالعزيز الزامل" تقوم بأدوار مجتمعية فاعلة ومتميزة، وذلك من خلال كونها إحدى أعضاء مجلس خريجي وخريجات مدارس الظهران الأهلية، وهو ذلك المجتمع التنموي الذي نشأ لينمي قيماً تنموية تنهض به أمة الخريجين وتبني قدراتهم بالعلم والمعرفة والإبداع واستدامة العطاء، حيث ينطلق دور المجلس من فكرة إنشاء جسر للتواصل يعمق انتماء الخريجين والخريجات، يتبادلون فيه الخبرات، ويحصلون على الفرص لنقل الخبرة والمعرفة، حيث تركز جهود المجلس على تقديم الاستشارات والتدريب اللازم للطلاب لمهارات ما بعد التخرج، وتنمية ودعم المبادرات المجتمعية الخاصة بالطلاب داخل المدارس وخارجها، إضافة إلى تعزيز مجتمعا لخريجين بتقوية التواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم بعد سنوات التخرج.
