كيف تختارين الوقت المناسب لإطلاق مشروعك الخاص؟

صحيح أن انتظار "اللحظة المثالية" لبدء عمل تجاري هي فكرة خاطئة. ولكن صحيح أيضاً أن بدء عمل تجاري قبل أن تكتمل خطتك التجارية والمالية وخطة الموارد الأخرى هي فكرة غير سليمة إطلاقاً. الاستعجال أحياناً للتحرر من قيود ساعات العمل اليومي من الممكن أن يجعلنا نتخذ قرار خاطيء لأن الاستمرارية تتطلب مقومات أخرى لا تتوقف فقط عند الجرأة في اتخاذ القرار، فالأمر يحتاج إلى دراسة وتخطيط واعي، وغالباً ما يكون عامل الوقت هو الأهم عندما نقرر البدء بمشروع خاص.

ولذلك، إذا كنت ترغبين في البدء بمشروع بنفسك، فهناك مجموعة من الأمور التي يجب عليك مراعاتها، حتى تتأكدين إذا كان الوقت مناسب. تعرّفي معنا على أهم العلامات التي إن وجدتها لديك فاعلمي أن الوقت حان لإطلاق المشروع.

متى الوقت المناسب لبدء مشروعك الخاص؟

1-الشغف بالفكرة

من الممكن للفكرة الجيدة، أن تكون حافز مثالي وقوي لتبدأين مشروعك، فإذا كانت الفكرة قوية بالدرجة الكافية يمكن أن تحصلين على تمويل لها، غير أن فكرة المشروع التي تلبي احتياجات حقيقية للجمهور المستهدف، تكون قادرة بمجهود يركز على التسويق الجيد أن تنتشر، على أن تكون خدمة أو منتج مناسبة للسوق الذي قمتِ باختياره، ويبقى العمل على الاهتمام بالفكرة وتطويرها وتنفيذها بعد إجراء بحث للسوق وللجمهور المستهدف وتحليله، وهو الخطوة التي تجعلك قادرة على البدء بمشروعك.

2-الشجاعة والشخصية

يتطلب الدخول إلى مجال ريادة الأعمال روح المغامرة والشجاعة لتحدي صعوبات هذا المجال. لن يتمكن الجميع من النجاة في عالم ريادة الأعمال، وقد يتعرض رواد الأعمال للانتقاد والإحباط من البعض. فلا تيأسي وتخضعي لكلماتهم، وتشجعي بالرغم من خوفك، واستمري في العمل وابذلي الجهد المطلوب لتحققّي حلمك واطلاق شركتك الناشئة، بعد وضع خطة العمل بشكل مدروس ورسم خارطة الطريق حتى لا تتعثري في رحلتك.

3-توفر الوقت والطاقة

أفضل وقت لبدء عمل جديد هو عندما تكون حياتك هادئة نسبياً، بمعنى إذا كنت تنتظرين مولوداً جديداً، أو خطوة حفل زفاف، أو أي خطوة كبيرة أخرى، أو حتى أي ضغوط كبيرة محتملة في الحياة، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتى تستقر الأمور قليلًا حتى تكوني واثقة من جاهزيتك للعمل وقدرتك على تحمل الضغط الناجم عن انخراطك في العمل التجاري. وذلك لأنك لن تجدي أي وقت لأي أمر آخر سوى للمشروع، خاصة عندما يكون في مراحله الأولى، وهي العمل الشاق، وبذل الجهد المضني.

4-الوضع المالي

يعد الوضع المالي لرائد الأعمال عاملاً أساسياً لتحديد ما إذا كان الوقت مناسباً لبدء نشاط تجاري أو لا، إذ يتطلب إطلاق أي مشروع رأس مال مناسباً من أجل شراء معدات وتأجير مساحة مكتبية ودفع رواتب الموظفين. يحتاج رائد الأعمال إلى إيجاد طريقة مضمونة لتمويل المشروع، سواء من خلال الاعتماد على مدخراته الخاصة، أو من خلال الحصول على تمويل من عائلته أو أصدقائه، أو الحصول على قرض من إحدى المؤسسات، أو إقناع مستثمرين بالاستثمار في مشروعه.

5-التجربة

لتجربة معرفتك بأن الوقت مناسب، يكون من خلال تجربة البدء في المشروع إلى جانب وظيفتك المستقرة أو اليومية، والعمل على بيع منتج أو توفير خدمة بمقابل مادي. هكذا يمكنك تقدير المردود المادي، وقياس أيضاً مدى قدرتك على أن تقومين بمتابعة المشروع والعمل على تطويره، وتحقيقه لأرباح من عدمه. من هنا تحددين إما الاستمرار أو تأجيل الخطوة لدراسة الأمر مرة أخرى والتعرف على المميزات وجوانب الإخفاق.

6-دعم الأشخاص المهمين

إن الرحلة التي تفكرين في خوضها رحلة شاقة ومضنية، وتؤثر في الأشخاص الذين تعيشين معهم مثل عائلتك أو شركائك. هؤلاء الأشخاص قد يضطرون إلى تقديم تضحيات مالية أو شخصية لمساعدة عملك في النجاح؛ ولذلك عليك ألا تبدأي مشروعك إلا بعد التحدث معهم عن هذه الأمور ووضع حلول لتلك المشكلات التي من المتوقع حدوثها، وذلك لأنه من الصعب منح عملك الوقت والطاقة اللذين يستحقهما إذا تسبب في نزاع واستياء في المنزل