نعم، يمكن للانطوائيين أن يكونوا ناجحين بقدر زملائهم المنفتحين في العمل!
نعم، يمكن للانطوائيين أن يكونوا ناجحين بقدر زملائهم المنفتحين في العمل!
"الجميع يتألق، إذا حصل على الإضاءة المناسبة" - سوزان كاين
غالبًا ما يؤخذ فكرة خاطئة عن الانطوائيين ويساء فهمهم من قبل زملائهم المنفتحين، خاصة ضمن البيئات المرتبطة بالعمل.
ونظرًا لطبيعتهم الهادئة، فقد يُعتبرون غير مؤهلين لأن يصبحوا قادة. ومع ذلك، أظهرت الدراسات الحديثة أنّ في بعض الحالات، يجسد الانطوائيون دور المدراء بشكل أفضل من أقرانهم المنفتحين.
وبينما يتمتع المنفتحون بالكثير من المؤهلات التي تجعل منهم قادة بارعين مثل مهارات التحدث أمام الجمهور والحزم، إلا أنّ الانطوائيين يتمتعون بصفات أخرى تجعل منهم مدراء متعاطفين يقودون فرقهم نحو النجاح.
هذا ويعتمد سر نجاح كل من القادة الانطوائيين والمنفتحين بشكل كبير على الفرق التي يتم إقرانهم معهم، "فعندما يكون الموظفون نشطون، يقودهم المدراء الانطوائيون لكسب نسب أعلى من الأرباح. وعندما لا يكون الموظفون نشطون، يقودهم المدراء المنفتحون إلى نسب أعلى من الأرباح".
قصة إيلا:
خلال الأشهر القليلة الماضية، كنت أعمل مع إيلا على مهاراتها من حيث الحزم، وذلك من خلال نهج مخصص يناسب أهدافها.
إيلا هي شخص انطوائي وتتمتع بأحلام كبيرة، إذ لطالما أرادت أن تصبح مديرة فريق التسويق في مكان عملها. ولكن بسبب التحيز اللاواعي في مكان العمل، الذي عادة ما يخدم القادة المنفتحين، كانت تخشى أنها تفتقر إلى المهارات اللازمة.
ومع ذلك، فهي لم تكن راغبة في السماح للخوف بإيقافها، فقد كانت مصممة على القيام بكل ما يلزم لتحقيق رؤيتها. وحينها لجأت إلي، حيث بدأنا معاً جلسات تدريبية فردية مكثفة.
خلال فترة عملنا، قمنا بتطوير الكثير من الاستراتيجيات لمساعدتها على التعامل مع المواقف التي تواجهها، التي عادةً ما تقوم طبيعتها الهادئة بتجنبها. وكان الهدف من الجلسات هو جعلها تدرك أنّ على الرغم من حقيقة أنّ "نسبة 96 في المئة من القادة يعتبرون أنفسهم منفتحين"، إلا أنّ هذا لا يعني أنها لا تستطيع أن تكسب مكانة لها كمديرة انطوائية.
فكل ما كانت بحاجة إلى فعله هو طرح مجموعة المهارات التي تتمتع بها، وكانت هي والشركة التي تعمل لصالحها بحاجة إلى إدراك أن نقاط قوتها الشخصية الفريدة ستسمح لها بإدارة الفريق بشكل مختلف، ولكن ليس بطريقة تقل كفاءةً عن زملائها المنفتحين.
الاختلافات بين الانطوائيين والمنفتحين:
الانطوائيون هم الأشخاص الذين يحبون عادةً قضاء وقت هادئ بمفردهم. وغالبًا ما يُنظر إليهم على أنهم يتمتعون بنسبة أكبر من التحفظ، وأحياناً، أكثر خجلاً من نظرائهم المنفتحين.
وبينما يزدهر النوع الأخير في التفاعلات الاجتماعية، إلا أنّ غالبًا ما يشعر الانطوائيون بالاستنزاف منها. ووفقًا لموقع WebMD: "يلجأ الانطوائيون إلى عقولهم لإعادة شحن طاقتهم، بينما يلجأ المنفتحون إلى الآخرين لتلبية احتياجاتهم عند استنزاف طاقتهم".
في حالة إيلا، كان من المهم أن تفهم نوع شخصيتها وما الذي يجعلها تنجح وتزدهر.
إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد من المعلومات حول نوع شخصيتك، فيمكنك إجراء اختبار مؤشر نوع الشخصية مايرز بريغز (MBTI).
لماذا يجسد الانطوائيون دور قادة بارعين؟
يتمتع الانطوائيون بالعديد من الصفات التي تجعلهم قادة عظماء ومتعاطفين. ويستمتع موظفيهم بوجودهم في موقع المسؤولية للأسباب التالية:
1. إنهم مستمعون رائعون ويفضلون إجراء محادثات هادفة مع موظفيهم، وبالتالي أخذ الوقت الكافي للتعرف عليهم بصدق. وهذا يكون مفيدًا في المواقف التي يواجه فيها الموظفون مشاكل. فهم يعرفون أنهم يمكنهم الاعتماد على مديريهم لمساعدتهم. وهذا بدوره يعزز بيئة عمل إيجابية.
2. إنهم هادئون، مما يخلق بيئة حاضنة. وهم يميلون إلى أن يكونوا مدركين بعمق لتصرفاتهم مع الآخرين وهم يعرفون أيضًا ما هي الأمور التي تسبب استنزاف الطاقة ويطورون الحلول للتعامل مع هذه الأمور بشكل مناسب.
3. إنهم قادرون على حل المشكلات بشكل رائع لأنهم يحبون التأمل ويأخذون وقتهم قبل اتخاذ قرارات متسرعة، إذ يتوصل الانطوائيون دائمًا إلى حلول رائعة.
لماذا يجسد المنفتحون دور قادة بارعين؟
يتمتع القادة المنفتحون بالعديد من الصفات وعادة ما يتم رؤيتهم في مناصب السلطة أكثر من نظرائهم الانطوائيين. إذن ما الذي يجعلهم قادة بارعين؟
1.يبنون علاقات بسهولة، سواء مع العملاء أو الموظفين. وهم ليسوا خائفين أن يكونوا مركز الاهتمام وهذا يساعد على تعزيز العلاقات الجيدة بين الشركة وعملائها وموظفيها.
2. إنهم يظهرون القوة والثقة، وهو ما يعد ميزة عظيمة لكسب الولاء من أعضاء فريقهم، إذ يمكن الاعتماد عليهم في حالات التوتر.
3. إنهم يزدهرون من خلال التفاعلات، وهذه ميزة مفيدة جداً في مناصب القيادة.
الانطوائيون مقابل المنفتحون – من هم القادة الأفضل؟
يتمتع الانطوائيون والمنفتحون بمجموعات مختلفة من المهارات وأساليب الإدارة التي يمكنها أن تكون إما مفيدة أو ضارة لمنظماتهم. وهذا يعتمد إلى حد كبير على البيئة التي يتواجدون فيها والفرق التي يديرونها.
فعندما يقترنون بالفريق المناسب، يمكن لكل نوع من القادة أن يزدهر، مما يسمح للموظفين أن يزدهروا معه.
ومع ذلك، في هيكل مكان العمل الحالي، فإن معظم مديري الفرق هم منفتحون، لذلك من المهم إعطاء فرصة للانطوائيين. وعلى الرغم من أنهم قد لا يكونوا أصحاب الصوت الأعلى في الغرفة، إلا أنهم من المؤكد موثوقون ويجعلون موظفيهم يشعرون بأن صوتهم مهم ومسموع. وهذا يعزز التواصل الإيجابي ويخلق بيئة مستقرة حيث يمكن لكل أنواع الشخصيات أن تتألق: "الفرق الأكثر فعالية تتكون من مزيج جيد من الانطوائيين والمنفتحين، ومن الممكن جدًا إنشاء بيئة تكافلية لكلاهما. ويمكن للقيادة صياغة المهام وتوزيعها بناءً على نقاط القوة الطبيعية للأشخاص ومزاجاتهم".
عندما فهمت عميلتي، إيلا، أخيرًا كل صفاتها، أصبحت لا تقهر.
وبعد أشهر من جلسات التدريب والعمل الجاد والجهود الشخصية، تمكنت أخيراً من الوصول إلى المنصب الذي تحلم به، وتصبح المديرة المتعاطفة والحريصة التي تحل المشاكل التي لطالما أرادت أن تكونها.
نبذة عن غايل تيرزيس
غايل تيرزيس هي مدربة مهنية وتنفيذية، كما أنها مؤسسة "Boost Up".
مع الخلفية في العمل المصرفي، أمضت غايل أكثر من عشر سنوات في عالم الشركات وهي تعمل على مهام متنوعة، بما في ذلك، تطوير البرنامج الأول المخصص للتمكين المالي للمرأة في الشرق الأوسط.
وبعد عشر سنوات في القطاع المصرفي، مرت بتجربة بنفسها كانت بمثابة نقطة تحول، جعلتها تدرك أنها لم تعد راضية في عملها/حياتها. لذا، قررت أن تخطو خطوة وتغير حياتها بالكامل! واستمرت في هذا الأمر، إلى أن وجدت أخيراً وظيفتها الحقيقية، وهي أن تصبح مدربة مهنية. فقد أرادت أن تساعد المحترفين الآخرين، الذين كانوا أيضاً على مفترق طرق في حياتهم المهنية، كي يجدوا معنى وهدفٍ ما في عملهم.
تركت غايل وظيفتها وتدربت وحصلت على شهاداتها كمدرب محترف معتمد من خلال بعض المناهج الأكثر صرامة في مجال التدريب والتوجيه، مثل، ICF وCenter for Executive Coaches وFirework و DISC. كما أنها حاصلة أيضاً على ماجستير في إدارة الأعمال من Ecole Superieure des Sciences Economiques et Commerciales - ESSEC في باريس.
هذا وتساعد غايل اليوم المتخصصين من المستوى المتوسط على إعادة تصميم حياتهم المهنية وتحقيق أهداف ذات مغزى بشكلٍ أسرع، مع التمتع بحياة متوازنة وصحية وسعيدة ومنتجة.
تقيم غايل في لوكسمبورغ، حيث أسست Boost Up، وهي تدرب باللغتين الإنجليزية والفرنسية. كما أنها تعمل مع عملاء من جميع أنحاء العالم من خلال مكالمات الفيديو.
للمزيد من المعلومات:
غايل تيرزيس
مدربة مهنية وتنفيذية
مؤسسة "Boost Up"
www.boostupcoaching.com
www.linkedin.com/in/gayle-terzis/
www.instagram.com/boost.up.coaching/
www.facebook.com/boostupcoach/
لقد تم تغيير اسم عميلتي حفاظا على خصوصيتها.