خاص "هي": الاستدامة في الإمارات.. نهج وأسلوب حياة
بقلم المهندسة الإماراتية المتخصصة في مجال الاستدامة عذاري السركال
مع كل عيد اتحاد للإمارات، تمتلئ قلوبنا بالفخر، وتنبض عِزة وشموخا؛ فنحيي ذكرى اتحادنا، محتفلين بما قام به الآباء المؤسسون لكيان الدولة، امتنانا وحبا وتقديرا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يقود مسيرة التنمية والازدهار في البلاد.
دولتنا رائدة في الاستدامة. وهذا ما شجعني على هذا المجال، كما أن جدتي أسهمت في رسم هذه الملامح، حيث كانت تشجعني على الاقتراب من البيئة، والحفاظ عليها عن طريق تسمية كل نبتة داخل المنزل باسمنا، فشكلت الاستدامة شغفا وجزءا من ممارستي اليومية منذ طفولتي، وهو ما انعكس على المحتوى المرئي الذي أقدمه على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فأصبحت الاستدامة أسلوب حياة.
من الجميل أن أرى النساء، سواء في بلدي أو في دول مجلس التعاون الخليجي، يدخلن هذا المجال ويبدعن فيه. وأشعر بسرور بالغ حينما أقرأ عن نساء رائدات في مجال الاستدامة، وهذا ما يعكس قدرة النساء الخليجيات على الإبداع في أي مجال، ولا سيما تلك المجالات المرتبطة بالإنسان على وجه الخصوص كالطبيعة والبيئة وتأثيراتها بسبب قربها من الإنسان. إنني فخورة بالإمارات على وجه الخصوص ودورهن البارز في هذا المجال.
نجحت الإمارات في أن تخطو بخطى ثابتة نحو مسيرة التنمية والاستدامة، وهو الأمر الذي جعل داخلي يقينا بأن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة يمتلك الوعي والفهم الكافيين لكيفية المحافظة على النظام البيئي. هذا الشعب الذي جُبل على احترام وحب بيئته منذ القدم، حينما كان أجدادنا يعيشون بين الصحراء والجبال والبحار. وهذا ما سهل شيئا من مهامي في توعية المجتمع، كما أن ردود فعل المجتمع تجاه ما أطرحه في وسائل التواصل الاجتماعي إيجابية جدا، وتعكس مدى وعي المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة. وفيما يخص النشء، بلا شك فهم يتمتعون بنسبة ذكاء عالية وفضول كبير يدفعهم للتساؤل بشكل مستمر، وهذا ما لاحظته خلال لقاءاتي بهم، وأفضل طريقة لتعليمهم هي تبسيط الفكرة، وهذا ما أنتهجه على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو إيصال الفكرة عن طريق تبسيطها.
يكبر شباب الإمارات وتكبر بصمة كل منهم في بناء وطننا الغالي بسواعد من حديد في كل مجالات وقطاعات الحياة، لتقديم الأجمل والأفضل دائما للدولة، وتحقيق إنجازات يسجلها التاريخ، ويحكي عنها أطفال المستقبل، وفق رؤية قياداتنا الملهمة للجميع بأفضل الأساليب وأحدث التكنولوجيات حول العالم.
اعتدنا، ولله الحمد، على اجتياز التحديات بفضل الله، ثم بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة وحكمتها. اثنان وخمسون عاما من العمل المتواصل أوصلتنا إلى الفضاء. وأصبحت دولتنا رائدة في مجالات عديدة. لذا أصبحت كلمة "تحديات" بالنسبة لنا عاملا محفزا للعمل الجاد والمضني والإخلاص للوصول إلى الإنجاز والنجاح، ولم يأتِ هذا من فراغ، فهذا نهج راسخ منذ عهد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي اجتاز التحديات بعزيمة وصبر وإصرار وإرادة، وقدم للعالم أجمل هدية اسمها الإمارات.
العيد الوطني هو يوم عظيم من تاريخ البشرية يشكل حالة فريدة وإحدى نعم الله على الإنسان. في هذا اليوم رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة، منارة للتسامح والسلام والمحبة والسعادة، فهو هدية الرحمن للكرة الأرضية والبشر والشجر والحجر. أقولها بإيمان ويقين إن الإمارات نعمة من نعم الرحمن، وأنموذج يحتذى به لدول العالم. هذا اليوم يجعلني أكثر من الحمد والشكر للخالق عز وجل، والدعاء بالرحمة والمغفرة للمؤسسين الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل وحدة هذه الأرض الغالية، وشعبها الأبي الكريم. لا يوجد شعور يصف حجم فخري وسعادتي في هذا اليوم. وهذا ما يجعلني أحرص على أن أذكر من حولي دوما بحجم نعم الله التي نعيشها بأن جعلنا إماراتيين، وقادتنا يحبوننا كما نحبهم، ويعملون على مدار الساعة من أجل أمننا وراحتنا وسعادتنا.
إنّ دولتنا الحبيبة تسعى دائما إلى أن تكون أكثر طموحا وتطلعا نحو مستقبلٍ باهر، وذلك من خلال العمل المستمر والتعاون والتضامن مع جميع الأطراف، لتعزيز التنمية العالمية وصناعة مستقبل أفضل وأكثر شمولا، لشعب الإمارات وكافة شعوب العالم، فالإمارات نافذة مفتوحة على التنمية بشكل يحقق مصلحة الجميع.
إنّ نهج الدولة ترسخ في أذهان المجتمع بمختلف فئاته وأجياله، فضلا عن الأنــشــطــة المختلفة، كالـزراعـة الـداعـمـة لنهج المحافظة على البيئة والاستدامة. وهذا الاهتمام ليس جديدا بل هو استمرار لنهج الوالد المؤسس المغفور لـه الشيخ زايــد بن سلطان آل نهيان، طيب االله ثـراه، رجل البيئة الأول. كما تنفذ حكومة الإمارات، الكثير من السياسات والممارسات لتعزيز التنمية المستدامة على المستوى المحلي والعالمي في كافة مناحي الحياة.
من المؤكد أن إحدى الركائز الأساسية في السياق العام لمجتمع الإمارات هي الموروث الأصيل الذي يعبر عن تاريخنا الذي نفتخر به، ونسعى جاهدين لنعرف أبناءنا به. وذلك عملا بوصية والدنا المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه. والجميل أن موروثنا أيضا يؤكد أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية والاستدامة. وذلك لحب أجدادنا لهذه الطبيعة، وينعكس ذلك على أشعارهم رحمهم الله، إذ يتغنون بالطبيعة والشجر والرمل والبحر والجبل والمطر وغيرها من جمال طبيعتنا. كم يسعدني أن أرى أطفالا يشاركون أهاليهم في الزراعة، فهذا نتوارثه جيلا بعد جيل.