خاص "هي": قصة نجاح الدكتورة ريم العطاس.. نموذج استثنائي مُلهم للسعوديات في عالم التكنولوجيا والابتكار
تعد الدكتورة السعودية ريم العطاس رائدة في مجال التكنولوجيا فهي قائدة رؤية، مبتكرة، وتمثل نموذج إلهام حقيقي، فلقد عُرفت باختراعاتها الرائدة وأبحاثها المبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور والحوسبة السحابية، وأكسبتها روحها الريادية واختراعاتها الرائدة اعترافاً واسعاً كمستشارة موثوقة، ومؤسسة لعدة شركات ناشئة ناجحة، كما كانت أول امرأة تشغل منصب مديرة الحسابات التقنية في مايكروسوفت السعودية، وكذلك حصلت على جائزة المبتكرة الرائدة على مستوى ولاية كونتكت وكانت من بين المرشحات لجائزة نساء الابتكار..
من شأن تجاربها وخبراتها المتنوعة الإسهام في إلهام وتحفيز العديد من النساء الطموحات اللواتي يرغبن في دخول عالم التكنولوجيا والابتكار، حيث تركت بصمة لا تُمحى في عالم التكنولوجيا.. فلنتعرف على قصة نجاح الدكتورة "ريم العطاس" في عالم التكنولوجيا والابتكار، من خلال حوارها الخاص مع مجلة "هي":
عرفينا عن نفسكِ، وعن أبرز المحطات خلال مشواركِ المهني.
حصلت على درجة الدكتوراة في علوم وهندسة الحاسب الآلي، من جامعة بريدجبورت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تخصصت في تطوير الروبوتات المعيارية التطورية لاستكشاف الفضاء، وحصلت ولله الحمد على أربع براءات اختراع من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USPTO)، بما في ذلك الخوذة الذكية ونظام الواقع المعزز لمساعدة المكفوفين، كما عملت على نشر أبحاثي في أكثر من 20 مجلة علمية ومؤتمر دولي.
أشغل حالياً منصب مديرة استشارات القيمة لإدارة الإنفاق في شركة SAP في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ألعب دوراً محورياً في تحويل الأعمال ودعم النمو، ومساندة رؤية المملكة 2030 الطموحة، ومن خلال رؤيتي الاستراتيجية وخبراتي، ساعدت العديد من المؤسسات في تحسين عملياتها واستغلال قوة التكنولوجيا للتطور في عصر رقمي سريع التغير، ولله الحمد أكسبتني روحي الريادية واختراعاتي الرائدة اعترافاً واسعاً كمستشارة موثوقة، ومؤسسة لعدة شركات ناشئة ناجحة، وكنت أول امرأة تشغل منصب مديرة الحسابات التقنية في مايكروسوفت السعودية.
وبعيداً عن إنجازاتي المهنية.. استمر في إلهام وتثقيف الآخرين من خلال خطاباتي كعضو في فريق ناسا لعلوم البيانات (Datanaut) والبودكاست التي أشارك فيها معرفتي العميقة بالتكنولوجيا وتأثيرها على المجتمع، حيث تميزت ولله الحمد بقدرة على شرح الأفكار المعقدة بشكل بسيط ومفهوم والتي تعد دليلا على خبراتي وشغفي.
كيف بدأ شغفكِ في هذا العالم؟ وما هي العوامل التي دعمت مشواركِ نحو تحقيق هذه النجاحات؟
منذ صغري، انجذبتُ إلى عالم التكنولوجيا والابتكار.. سحرتني قدرتها على تحسين حياتنا عبر حلّ العديد من المشكلات المعقدة.. وجدتُ نفسي أستكشف أحدث البرامج وأتابع بشغفٍ التطورات في هذا المجال.
ولكن شغفي لم يزهر لوحده، فلقد لعبت عائلتي دورًا هامًا في دعمي وتشجيعي على متابعة أحلامي، آمنوا بي وقدّموا لي المساحة التي احتاجتها للتعبير عن إبداعي واستكشاف قدراتي.
كما أنّ حظي أوصلني بمعلمين استثنائيين أشعلوا في داخلي شغفًا لا ينطفئ للتعلم والمعرفة، لقد قدّموا لي الدعم والتوجيه اللازمين، وساعدوني على تنمية مهاراتي واكتساب الخبرات التي مكّنتني من تحقيق النجاح.
ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مشواركِ العلمي والعملي؟
لم يكن مشواري مفروشًا بالورود، فقد واجهتُ العديد من التحديات خلال مسيرتي العلمية والعملية.
من أبرز هذه التحديات، تلك المرتبطة بالتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، فطموحاتي في هذا المجال دفعتني إلى العمل بجدٍّ واجتهاد، ممّا اضطرّني أحيانًا إلى التضحية ببعض الوقت المخصص لعائلتي وأصدقائي.
كما واجهتُ بعض العقبات المجتمعية التي تتعلق بنظرة البعض إلى دور المرأة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، واجهتُ تشكيكًا في قدرتي على النجاح في هذا المجال.
لكنّ إيماني بنفسي وإصراري على تحقيق أهدافي كانا دافعًا قويًا لي لتجاوز هذه الصعوبات، لقد تعلمتُ أن المثابرة والعمل الجاد هما مفتاح النجاح، وأنّ لا شيء مستحيلًا إذا آمنّا بأنفسنا وسعينا جاهدين لتحقيق أحلامنا.
ظهرت العديد من التخصصات نتيجة للتطور التكنولوجي الهائل حول العالم.. حدثينا عن أهم هذه التخصصات والتي يُمكن اعتبارها بمثابة تخصصات المستقبل.
يشهد العالم ثورةً تكنولوجية هائلة تخلق فرصًا جديدة وتفتح آفاقًا واسعة للابتكار.. ونتيجةً لذلك، ظهرت العديد من التخصصات الجديدة التي تُعدّ بمثابة تخصصات المستقبل، ومن أهم هذه التخصصات:
- الذكاء الاصطناعي: يُعدّ الذكاء الاصطناعي من أسرع المجالات نموًا في الوقت الحالي، حيث يُستخدم في مختلف القطاعات، من الرعاية الصحية إلى النقل والتعليم.
- إنترنت الأشياء: يُتيح إنترنت الأشياء ربط الأجهزة والأدوات ببعضها البعض عبر الإنترنت، ممّا يُتيح لنا جمع البيانات وتحليلها وتطوير تطبيقات جديدة تُحسّن حياتنا.
- الأمن السيبراني: مع ازدياد الاعتماد على التكنولوجيا، يزداد أيضًا خطر التعرض لهجمات سيبرانية، ولذلك، تُعدّ مهارات الأمن السيبراني ضرورية لحماية البيانات والأنظمة من التهديدات الإلكترونية.
- تحليل البيانات الضخمة: تُنتج الشركات والأفراد كميات هائلة من البيانات كل يوم، ويُعدّ تحليل البيانات الضخمة ضروريًا لفهم هذه البيانات واستخراج رؤى ثاقبة تُساعد على اتخاذ قرارات أفضل.
هذه ليست سوى أمثلة قليلة على تخصصات المستقبل.. إنّ التطورات التكنولوجية المتسارعة تُخلق فرصًا جديدة باستمرار، ممّا يتطلب منا مواكبة التطورات واكتساب المهارات اللازمة للنجاح في هذا المجال.
بناءً على تجربتكِ.. كيف تقيمين هذا المجال في السعودية حاليا؟ وما هي رؤيتكِ المستقبلية حول ذلك؟
يشهد مجال التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظًا ونموًا سريعًا بفضل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تمكين التكنولوجيا والابتكار.
هناك العديد من المبادرات والمشاريع التي تدعم هذا المجال مثل استحداث معاهد تقنية متخصصة وبرامج تدريبية متطورة، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار في الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا.
أنا متفائلة جدًا بمستقبل مجال التكنولوجيا في السعودية.. أرى المملكة اليوم رائدة عالمية في هذا المجال، وذلك بفضل دعم القيادة الرشيدة ووجود الكفاءات والمواهب الشابة السعودية التي تمتلك الشغف والطموح للمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية 2030.
يتوافق تخصصكِ مع كوننا في عصر التكنولوجيا وتمكين المرأة وفق رؤية المملكة 2030 .. كيف تصفين الأثر الذي خلّفه تمكين المرأة في ازدهار هذا القطاع في المملكة؟
تمكين المرأة في قطاع التكنولوجيا له آثار إيجابية عديدة.. فالمرأة تمثل نصف المجتمع، وإشراكها في هذا المجال الحيوي يُثري عملية الابتكار ويُعزز التنوع في الأفكار والرؤى.
تتمتع النساء بمهارات فريدة مثل القدرة على التفكير التحليلي والابتكار والعمل الجماعي.. ويمكن توظيف هذه المهارات في تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع بأكمله.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ تمكين المرأة في التكنولوجيا مصدر إلهام للجيل الجديد من الفتيات السعوديات.. فهو يظهر لهنّ أن الإمكانيات لا حصر لها، وأن بإمكانهن تحقيق النجاح والتميز في أي مجال يختارونه.
ماهي نصائحكِ للسعوديات الشغوفات في هذا المجال؟
للسعوديات الشغوفات في مجال التكنولوجيا، أقول لهنّ لا تترددنّ في متابعة أحلامهن.. آمنوا بأنفسكن وقدراتكنّ ولا تلتفتن إلى العقبات والتحديات.
التعليم هو أساس النجاح، لذلك احرصن على مواصلة التعلم واكتساب المهارات الجديدة والمطلوبة في سوق العمل.. استفدن من المبادرات والفرص التي توفرها الحكومة والقطاع الخاص لدعم المرأة في مجال التكنولوجيا، شاركن في المؤتمرات والورش وكونّ شبكة علاقات واسعة مع العاملين في هذا المجال.
الأهم من ذلك، لا تيأسن! فطريق النجاح مليء بالتحديات، ولكن بالإصرار والمثابرة، ستحققنّ تطلعاتكنّ وتساهمنّ في بناء مستقبل مشرق للسعودية.
ماهي طموحاتكِ المستقبلية؟
طموحاتي المستقبلية تتلخص في المساهمة الفاعلة في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال الابتكار والتكنولوجيا.. أسعى إلى تطوير مشاريع تقنية مبتكرة تُسهم في حل المشكلات التي تواجه مجتمعنا وتعزز النمو الاقتصادي.
كما أطمح إلى أن أكون قدوة ومُلهمة للجيل الجديد من الفتيات السعوديات المهتمات بالتكنولوجيا.. أريد أن أُظهر لهنّ أنّ بإمكانهن تحقيق النجاح والوصول إلى أعلى المراتب في هذا المجال.
كلمة أخيرة..
لشباب وشابات السعودية:
أنتم ثروة هذا الوطن ومستقبله.. آمنوا بأنفسكم وقدراتكم، وكونوا على يقين بأن لا شيء مستحيلًا إذا سعيّتم بجدٍّ وعزيمة.. استغلّوا الفرص المتاحة لكم واغتنموا المعرفة والمهارات التي تُمكنكم من تحقيق طموحاتكم وإحداث فرقٍ إيجابي في مجتمعكم.. تذكّروا أنّ رحلة النجاح مليئة بالتحديات، لكن لا تدعوها تثنيكم عن عزمكم.. واجهوا الصعوبات بإصرارٍ وثقة، وكونوا على يقين بأنّ النجاح ينتظركم في نهاية المطاف.
المملكة العربية السعودية تُراهن عليكم، ونسعى جاهدين لتمكينكم وتوفير البيئة الداعمة لتحقيق إمكاناتكم الكاملة.. فكونوا على قدر المسؤولية وساهموا في بناء مستقبلٍ مشرقٍ لوطننا الحبيب.
وأخيرا..
أشكر أسرة مجلة "هي" على هذه الاستضافة وعلى جهودها المبذولة لتسليط الضوء على إنجازات النساء السعوديات الناجحات في هذا المجال الهام، وأتمنى لها دوام التميز والنجاح.
حساب الدكتورة ريم العطاس على منصة "إكس":
الصور تم إستلامها من الدكتورة ريم العطاس.
