في يوم المرأة الإماراتية "هي" تلتقي رائدات متميزات.. عايدة البوسعيدي: نحن لا نروّج لدبي فقط بل نمثّلها ونحاكي تطورها المستمر

في يوم المرأة الإماراتية "هي" تلتقي رائدات متميزات.. عايدة البوسعيدي: نحن لا نروّج لدبي فقط بل نمثّلها ونحاكي تطورها

يورغو البيطار

باتت المرأة الإماراتية عنوانًا أكيدًا للنجاح والتميز في مختلف المجالات، فتمكين المرأة ليس مجرد شعار في الإمارات العربية المتحدة بل واقع ملموس خطِّط له منذ سنوات بمبادرات عديدة أثمرت نتائج مبهرة في ميادين مختلفة. وللاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية وإيمانًا بقدراتها الكبيرة يحل 28 أغسطس ليشكل موعدًا ثابتًا للتذكير بهذه الثوابت.

 وبهذه المناسبة تخصص "هي" لقاءات متميزة مع نخبة من الرائدات الإماراتيات لنضيء عليهنّ وعلى مسيرتهنّ الحافلة بالإنجازات، حيث التقينا عايدة البوسعيدي، مساعدة نائب الرئيس لحملات المنصات الاجتماعية في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي والتي حاولنا معها اختصار رحلة عملية مستمرة لأكثر من 20 عامًا شهدت العديد من المحطات الناجحة. وقد تحدثنا عن التحديات والإنجازات والفرص والطموحات إلى جانب تطور دور المرأة الإماراتية في قطاعي الاقتصاد والسياحة خلال السنوات المقبلة...

في يوم المرأة الإماراتية "هي" تلتقي رائدات متميزات.. عايدة البوسعيدي: نحن لا نروّج لدبي فقط بل نمثّلها ونحاكي تطورها المستمر

كيف يمكنك اختصار أبرز محطات رحلتك المهنية؟ وكيف وصلت إلى منصبك الحالي كمساعد نائب الرئيس لحملات المنصات الاجتماعية في مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي؟

في الحقيقة، من الصعب اختصار رحلة مهنية تمتد على مدار 21 عاماً في مجال التسويق بمحطات محددة. لقد بدأتُ مسيرتي المهنية في مجال العلاقات العامة بعد أن حصلت على شهادة جامعية في اختصاصي الصحافة والعلاقات العامة، ثم عملتُ في عدد من الجهات الحكومية في أبو ظبي ودبي، وتدرجت في المناصب في هذا المجال بدءاً من التقديم التلفزيوني، وصولاً إلى العلاقات الدولية والمنظومات الرقمية والتخطيط الاستراتيجي وصولاً إلى منصب مساعد نائب الرئيس لحملات المنصات الاجتماعية في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.

أما عن أبرز المحطات في مسيرتي لدى دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، فقد مضى على وجودي في الدائرة 11 عاماً، شهدتُ خلالها التغييرات الكبيرة والمحورية في رؤية الدائرة وطريقة عملها وأهدافها، وخصوصاً في قسم التسويق والترويج التجاري.

وقد كانت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي سبّاقة في إطلاق حملات ترويجية بالتعاون مع مؤثرين اجتماعيين ومشاهير والاستفادة من المسار الجديد الذي تسلكه منصات التواصل الاجتماعي للترويج لدبي كمدينة عالمية رائدة منذ عام 2017. وفي ذلك الوقت، حصلتُ على فرصة استثنائية لأكون المسؤولة عن افتتاح قسم التسويق، ومنحتني هذه الثقة الدافع لأثبت نفسي وأقدم الكثير لقسم التسويق من خلال المساهمة في وضع الخطط التسويقية الاستراتيجية وإعادة هيكلة القسم لتحديد المسؤوليات والمهام المتجددة لتلبية التغيّر السريع الذي يشهده القطاع. وكانت تلك البداية الملهمة التي ساهمت في تطوير مساري المهني في مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري.

ما هي التحديات التي واجهتها في هذه المسيرة، وكيف تغلبت عليها؟

أودّ أن أستشهد هنا بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، "أنا وشعبي نحب المركز الأول، ونحن لا نرضى عن المركز الأول بديلاً"، إذ أن التحدي الأكبر يكمن في التفوّق والحفاظ على التميّز، وأن نكون سبّاقين في خطواتنا لنواكب التطورات بشكل دائم، فنحن لا نروّج لإمارة دبي فقط بل نمثّلها ونحاكي تطورها المستمر. فسرّ النجاح يكمن في تراكم الخبرات، وتعزيز المعارف، والانفتاح على التعلّم والمعرفة دون توقف.

أما عن التحديات والتقاطعات كأم بدوام كامل وموظفة في قطاع حكومي، فإن الأهم هو تنظيم الوقت، وعدم السعي لأداء عدة مهام في وقت واحد، بل التركيز على تحديد الأولويات، وتخصيص الوقت الكافي، وطلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة.

ما هي اللحظات التي تعتزين بها في مسيرتك المهنية والتي يمكنك مشاركتك معنا؟

إن لحظات الفخر والاعتزاز كثيرة، وخصوصاً في بيئة حاضنة وداعمة تقدّر مساهمات أفرادها، إذ أن التكريمات التي منحني إياها أصحاب السمو وأصحاب السعادة والإشادة بأعمالي تعكس أبرز هذه اللحظات. ومن جهة أخرى، فإن رؤيتي لإنجازات ونجاحات الأشخاص الذين قمت بتدريبهم تمنحني الكثير من الامتنان وأعتبرها بمثابة إرث عزيز يؤكد الأثر الكبير والبصمة الإيجابية التي تركتها لدى الآخرين.

كيف ساهمت البيئة المحفزة للنجاح في دبي والإمارات العربية المتحدة في نجاحك؟

لقد كانت البيئة المحفزة حجر الأساس في نمويّ الشخصي والمهني، فقد منحتني الدعم الكافي لتطوير المهارات وتنميتها وبناء أسلوب حياة متوازن، فالبيئة الداعمة تعزز الشعور بالإنجاز لتحفّز الرغبة والطاقة الإيجابية لتجاوز التحديات وتحقيق النجاح. ومن الضروري الإشارة إلى أن نجاح مدينة دبي ينعكس إيجاباً على قاطنيها عندما يتحلون بالإرادة والجهد الكافي للعمل وتطوير الذات.

ما هي أبرز المبادرات أو الحملات التي حققت نجاحاً كبيراً وأثرت بشكل كبير على نموّك المهني، وما هي آخر المشاريع التي عملت عليها؟

في الحقيقة، تنطوي معظم المبادرات المميزة على التعاون والشراكة مع نخبة من أبرز المشاهير والمؤثرين العالميين لاستقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم وتعزيز مكانة دبي كوجهة مفضلة للعيش والعمل والزيارة، ونذكر من هذه المبادرات:

التعاون مع نجوم الرياضة مثل لاعب كرة القدم الشهير كريم بنزيما ضمن حملة "احتفل مثل المشاهير" العالمية للترويج لدبي كوجهة مثالية للاحتفال وقضاء أمتع الأوقات، إلى جانب نجم التزلج على الألواح، شون وايت، الذي سلّط الضوء على ثلاث مناطق تستحق الزيارة في دبي.

الترويج لدبي كوجهة عائلية بالتعاون مع نجمي هوليوود، مارتن لورنس وويل سميث، حيث تم العمل معهما لاحقاً لإطلاق العرض الأول لفيلم "باد بويز4"، إلى جانب التعاون مع نجم سلسلة هاري بوتر، توم فيلتون، لاستكشاف أبرز المغامرات والتجارب في دبي مول.

إطلاق أول برنامج سياحي لتقنيات الألعاب الإلكترونية والتي تستهدف استخدام الألعاب الإلكترونية للحصول على المعلومات المختلفة وتعزيز الوعي المعرفي. وقد توسع هذا البرنامج ليغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها لعام 2024.

أما عن أحدث المشاريع، فقد تميّز شهدنا في عامي 2023 و 2024 عقد شراكات وإطلاق حملات استثنائية كان أهمها: 

العمل مع هانز زيمر لمدة عامين على التوالي، وتم بيع تذاكر حفلاته الموسيقية بالكامل على مدار يومين خلال عامي 2023 و2024 - بالإضافة إلى ابتكار مقطوعة موسيقية مخصصة لدبي وعرض خاص سيتم إصداره لاحقاً.

التعاون مع جي بالفين - أكبر فناني الريغيتون خلال رحلته إلى دبي، حيث أطلقنا مقطعي فيديو موسيقيين جديدين خلال فصل الصيف.

 ما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية داخل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي وخارجها؟ وكيف ترين تطور دور المرأة الإماراتية في قطاعي الاقتصاد والسياحة خلال السنوات المقبلة؟

ينبغي على الإنسان أن يتطور بشكل مستمر شخصياً ومهنياً، وأن يسعى لتحقيق إنجازات جديدة دائماً. وفي حقيقة الأمر، أطمح لرؤية السيدات الإمارات يتولين المزيد من المناصب المرموقة كالإدارات العليا والتنفيذية في قطاع السياحة ضمن مختلف المجالات بما في ذلك، المنتزهات الترفيهية والفنادق وغيرها بالاعتماد على الإمكانات الهائلة التي تمتلكها السيدات الإماراتيات والدعم الكبير الذي يتلقينه من القيادة الحكيمة. إذ أن وجود قيادة رشيدة ومتفاعلة تسعى دوماً إلى تعزيز إمكانات المرأة، يمكّن المرأة الإماراتية من تحقيق المستحيل، تلك الكلمة التي لا توجد في قاموس الإمارات.

ما هي الرسالة التي تودين مشاركتها مع الجيل الجديد من النساء الإماراتيات اللواتي يطمحن إلى السير على خطاك؟ كيف يمكنهن الاستفادة بشكل كبير من الفرص المتاحة لهن في دولة الإمارات؟

رسالتي للجيل الجديد من النساء هي الانفتاح على التعلّم واستثمار الوقت، وأنصح الشابات الإماراتيات أن يسعين لتحقيق أحلامهن، وأن يعلمن أن النجاح يتطلب الصبر والجهد والالتزام، فنحن محظوظات بوجودنا في بلد داعم، يتيح لنا كل فرص النجاح.