خاص "هي": مهندسو العصر الجديد في السعودية.. رتيل الشهري: "دورنا هو أن نكون مبدعين وقادة"

خاص "هي": مهندسو العصر الجديد في السعودية.. رتيل الشهري: "دورنا هو أن نكون مبدعين وقادة"

جويل تامر
25 سبتمبر 2024

في السنوات الأخيرة، انطلقت المملكة العربية السعودية في رحلة نحو المستقبل بخطوات واثـــقــة، مــدعــومــة بـرؤيـــة 2030 الطـمـوحـة. في قلب هذا التحول، يقف جيل جديد من الشباب السعودي، المفعم بالطموح والابتكار، يسعى للتغيير الإيجابي والمساهمة في بناء مستقبل مشرق لبلاده، ويجعلها نموذجا عالميا للتقدم والتطور.. هم غدُنا!

ومن بين مهندسي العصر الجديد، يحضر اسم رتيل الشهري المؤثّرة الاجتماعية وصانعة المحتوى السعودية البالغة من العمر 13 عاما بشكل لافت، لكونها أصغر وأوّل مقدمة لبودكاست Rateel Alpha Talk، الذي تُخاطب من خلاله شباب جيلها برسائل إيجابية، مقدّمة مضمونا هدفه الأول تمكين الشباب وتحفيزهم في السعودية وفي العالم. تتمثل رؤية رتيل في إثارة الفضول والمبادرة في عقول الشباب، وتشجيعهم على صياغة مستقبل أكثر إشراقا وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم ومجتمعاتهم. عبر منصات مختلفة، تنتج رتيل مقاطع فيديو جذابة ومنشورات ومحادثات ثاقبة، وتشارك قصصا ملهمة تتردد صداها إلى أبناء جيلها.

تخيلوا فتاة تجمع بين الحكمة والخبرة، وكأنها مرّت بتجارب حياة طويلة على الرغم من صغر سنها. هي ليست فقط رمزا للذكاء والحنكة، بل هي أيضا قوة مُلهمة تجذب الجميع نحوها. في عالم التواصل الرقمي، تميزت بمضمونها الفريد الذي يعكس ذكاء استثنائيا وشغفا لا حدود له في التعبير عن الذات واستكشاف كل جديد. لقد جعلت من حبها للتعلم والتطور أساسا لنجاح غير مسبوق، حيث أثرت في قلوب وعقول متابعيها، وأصبحت نموذجا يحتذى به للأجيال الشابة وقوّة دافعة قادرة على تشكيل مستقبل يعكس الروح الإبداعية والتقدمية للمملكة العربية السعودية. لنتعرف معا إلى رتيل الشهري في هذا الحوار الخاص لها مع "هي".

رتيل الشهري

 في ســـنّ الثـــالثــة عشـرة فـــقـــط، حــقـــقتِ الكثــــيــــر بالــفـــعـــل. ما الذي دفــعـــكِ إلى البــــدء بإنـــشاء المحـتـــوى عبر وســــائل التواصل الاجتماعي؟
 لقد لاحظت فجوة فيما يتعلّق بالمحتوى للأشخاص في سني، فلم أجد مضمونا يتردد صداه حقا أو يبدو أصيلا. أدركت أنني أستطيع ابتكار شيء مختلف وحقيقي. أصبـــحت وســـائل التـــواصـــل الاجتـــمـــاعي المنـــصـــة المثــاليـــة لمشاركة أفكاري والوصول إلى جمهور عالمي. لطالما كنت شغوفة براوية قصص. عندما كنت طفلة، كنت مصدر الأفكار في الفصل، وكنت أحلم بالحكايات والألعاب التي تبقي الجميع مستمتعين. أشعل هذا الإبداع الطبيعي شغفا بالتواصل مع الآخرين من خلال التجارب المشتركة. بالنسبة لي، يعد إنشاء المحتوى أداة قوية للتغيير، فمن خلال مشاركة قصصنا ونقاط ضعفنا وأسئلتنا، يمكننا إلهام الآخرين للتفكير النقدي والسعي وراء شغفهم بجرأة.

 مَن أو ما مصدر إلهامكِ الأكبر في رحلتك لتصبحي من أبرز الشخصيات المؤثرة في المملكة العربية السعودية؟
على الرغم من أنني كنت صغيرة للبحث بوعي عن مصادر إلهام محددة، فإنني أعتقد أن رحلتي كانت مدفوعة بشغف حقيقي للتواصل مع الناس ومشاركة عالمي الخاص. لعب دعـــم عائــلتي وتــشــجيـعـــها المســتــمر دورا حــــاســــما في تعزيز إبداعي وثقتي بنفسي. لقد منحني إيمانهم بي الحرية لاستكشاف اهتماماتي من دون خوف من الفشل، وهو ما أعتقد أنه ضروري لأي شاب أو شابة في بداية العمر يحاول إيجاد صوته.

 ما التحديات التي واجهتها بصفتك مؤثرة شابة؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
أحد أكبر التحديات التي واجهتها هو أن يتم التعامل معي بجدية كمؤثرة شابة، غالبا ما يقلل الناس من شأن قدراتي ومعرفتي بسبب عمري. ومع ذلك، تعلمت أن أتقبل عمري كميزة، وأن أقدم منظورا جديدا. أظل مركزة على أهدافي، وأسعى باستــــمـــرار إلى التــحــســــين، وأحيط نفسي بأشخاص داعمين يؤمنون برؤيتي.

 بصفتك من بين المؤثرات الأول في السعودية، كيف تشعرين لكونك تمثلين بلدك على الساحة العالمية؟
إنه لشرف عظيم أن أظهر للعالم أن شخصا صغيرا في السنّ مثلي من المملكة العربية السعودية يمكن أن يكون له تأثير كبير في دفع التغيير الإيجابي. أشعر بشرف عميق لإثبات أنه بغض النظر عن مكانك، يمكنك إلهام وقيادة حركات ذات مغزى تحدث فرقا. تتيح لي هذه الفرصة ليس فقط تمثيل بلدي، ولكن أيضا التواصل مع الشباب وتمكينهم في كل مكان. أنا شغوفة باستخدام نفوذي لإلهام الآخرين وإثبات أن الأفراد من أي خلفية كانت يمكنهم دفع التغيير الإيجابي. إنها مسؤولية أتعامل معها بجدية، وأنا متحمسة لمواصلة المساهمة في الحضور المتنامي للمملكة العربية السعودية على المسرح العالمي.

 في ظلّ التطور الثقافي السريع الذي تشهده المملكة العربية الســــعوديــــة في ظــل رؤيـــة 2030، ما الـــدور الــــذي تلعبينه كمؤثرة في تشكيل هذه التغييرات؟
 إن التـــحـــول الـــذي تــــشــــهده المــمــلكـــــة الــعـــربــــيـة السعوديـــــة في ظل رؤية 2030 ملهم بالفعل. وبصفتي مؤثرة، أرى دوري في تحفيز التغيير، وتشجيع جيل من الشبــــاب الفــضــوليـــــين والطـــمــوحيـــــن على المــساهـــمـــــة في مستـــقــبــــل أمتنا المشرق. وأعتقد أنهم مهندسو هذا العصر الجديد، القادرون على تشكيل مستقبل يعكس الروح الإبداعية والتقدمية لبلدنا.

 بدأتِ برنامج Rateel Alpha Talk عندما كنتِ في الثانــــيـــة عشرة من عمرك فقط. ما الذي دفــعـــكِ الى خوض تجربة البودكاست؟ وكيف اخترتِ الموضوعات التي تناقشينها؟
 شعرت برغبـــة قـــويــــة في إعـــطــــاء صوت لجيـــلنــــا. كان هناك الكثير من الأسئلة التي أردنا طرحها، لكننا غالبا ما شعرنا بالتجاهل أو التغاضي عنها. أردت إنشاء مساحة حيث يتم الاحتفال بالفضول وليس قمعه. وُلد بودكاست Rateel Alpha Talk من هذه الرغـــبــــة في تــــمكين الـــشــبـــــاب من استـــكـــشــــاف عـــالــمــهــــم دون خـــــوف. اخترت موضوعــــات يتردد صداها مع جمهوري، وهو ما أثــــار محــــادثات حول القضايا التي تهمّنا. أردت إنشاء محتوى مسلٍّ وغني بالــمــعــلـــومات، شيء من شأنه أن يلهم الآخرين لطرح أسئلة حول الوضع الراهن ومتابعة شغفهم.

 ما الــجــانــب الأكثـــر مكافــــأة أو ما التعليقات التي تـلـقــيــتـــها منذ بدء البودكاست الخاص بك؟
الجـــانب الأكثــــر مكــافـــــأة هو عــنــــدمــــا أتــــلـقــــى رسائل من أشخاص يقولون إنني ألهمتهم للتفكير بشكل مختلف أو اتـــخـــاذ إجــــراء في حيـــاتــهـــم الــخــاصــــة، وهو أمـــــر مُرضٍ للغاية. إن معرفة أنني أنشأت منصة يـــشــعــــر فيـــــها الشباب بأنهم مسموعون ومُمكَّنون أمر يبعث على الدفء حقا، ويحفزني على الاستمرار في إنشاء محتوى هادف.

رتيل الشهري

ما الـــــرسـالـــــة التـــي تـــأمــلــيـــن في أن تنـــقــلــيـــها إلى الـــشــبــــــاب السعوديين من خلال المحتوى الخاص بك؟
 أود أن أشـجــــع الشبــــاب الســـعوديــــــين على تبـــــني مــــواهبـــــهـــــــم الفريدة وشغفهم والإيمان بقدرتهم على إحداث الفارق. من المهم أن تكون استباقيا وفضوليا ومستعدا للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك. آمل أن أنقل أن أي شخص يمكن أن يكون مبتكرا، وأن جيلنا لديه القدرة على تشكيل مستقبل أكثر إشراقا للمملكة العربية السعودية والعالم.

 يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون مصدرا للتمكين والتحديات في الوقت نفسه. كيف تتعاملين مع ضغوط الظهور في دائرة الضوء في مثل هذه السن المبكرة؟
أحافظ على اتزاني من خلال التركيز على هدفي والتأثير الإيجابي الذي أريد أن أحدثه. من المهم أخذ فترات راحة عند الحاجة وتذكر أنه من الطبيعي أن تكون إنسانا وترتكب أخطاء. لدي أيضا شبكة دعم من العائلة والأصدقاء الذين يساعدونني على الحفاظ على التوازن ويذكرونني بما يهم حقا.

 مع وجود هذا العدد الكبير والمتنوع من المتابعين، كيف يمكنكِ التأكد من أن المحتوى الذي تقدمينه يظل أصيلا ويتماشى مع قيمك؟
 أركز على إنشاء محتوى يعكس شخصيتي وما أؤمن به حقا. من خلال البقاء وفية لشغفي والحفاظ على علاقة وثيقة مع جمهوري، أستطيع إنشاء محتوى حقيقي وذي صلة. أعتقد أن الأصالة هي مفتاح بناء الثقة، وأنا ملتزمة بالشفافية والاتساق في كل ما أشاركه.

 تضع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تركيزا قويا على تمكين الشباب. ما الدور الذي تعتقدين أن المواهب الشابة مثلك ستلعبه في تشكيل رواية المملكة العربية السعودية على الساحة العالمية؟
 تُدرك رؤية المملكة العربية السعودية 2030 إمكانات الشباب باعتبارها قوة دافعة وراء تحول الأمة. دورنا هو أن نكون مبتكرين ومبدعين وقادة. يمكننا المساعدة في الإظهار للعالم أن المملكة العربية السعودية مكان رائع بمستقبل مشرق. يمكن لأصواتنا وأفعالنا أن تسهم في رسم صورة إيجابية لأمتنا، وإلهام الآخرين لرؤية المملكة العربية السعودية كقائدة في مختلف المجالات.

ما النصيحة التي تقدمينها للشباب السعوديين الآخرين الذين يرغبون في خوض غمار صناعة المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي؟
كن صادقا مع نفسك. ابحث عن صوتك الفريد، وشارك ما يثيرك حقا. لا تخف من المخاطرة واستكشاف أفكار جديدة، وأهم من ذلك، أن تستمتع بذلك! سيجد شغفك وأصالتك صدى لدى جمهورك، وسيجعلك مميزا.

في اليوم الوطني السعودي، ما الرسالة التي توجهينها إلى السعوديين، وخاصة الشباب منهم؟
في اليوم الوطني السعودي، أود أن أعبر عن فخري وحماسي لمستقبل أمتنا. إلى جميع أبناء وطننا، وخاصة الشباب، أشجعكم على اغتنام الفرص القادمة بثقة والاستمرار في الحلم الكبير. لدينا فرصة لا تصدق لتشكيل توجّه بلدنا والمساهمة في نموّه. دعونا نبقى فضوليين ومبتكرين ومتحدين بينما نعمل معا لبناء مستقبل أكثر إشراقا للجميع.