تجارب ثرية في البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2024 بمشاركة نخبة من الشخصيات

تحتضن جدة فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز سوبر دوم جدة، ويستمر حتى 21 ديسمبر الحالي، بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية مما يتجاوز 22 دولة، موزعة على أكثر من 450 جناحًا، في ظل مشاركة جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية، ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، يتخللها الكثير من المحاضرات والندوات وورش العمل، التي يقيمها أكثر من 170 متخصصًا، في إطار سعي المعرض إلى تعزيز التواصل والتبادل الثقافي من خلال البرامج الثقافية التي تعنى بإثراء الحِراك الثقافي في مجالاته المتعددة، مما يثري تجربة الزوار ويحفز النقاش الفكري والحوار الثقافي.. فلنتعرف على أبرز الشخصيات النسائية المشاركة في البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2024.

غادة أبا الخيل

شاركت "غادة أبا الخيل" باحثة ومستشارة ثقافية متخصصة في التراث البصري والأنثروبولوجيا الثقافية، في ندوة بعنوان "الصور والحكايا تاريخ للمكان" لاستكشاف دور الصور والقصص في توثيق التاريخ الثقافي والاجتماعي للأماكن، وهي الندوة التي شارك فيها الشاعر "عبد الله الفارس" باحث دكتوراه بجامعة كوين ميري في لندن، يُعِد رسالته البحثية حول "تعزيز السياحة الثقافية في السعودية، ودورها في ترويج صورة الدولة عالميًّا"، ويعمل مستشارًا ثقافيًّا، وأدارت الندوة الدكتورة منال العمري.

وأشارت غادة أبا الخيل خلال حديثها في الندوة إلى أن الناس يرون الصورة مرآة للواقع، وهذا غير صحيح؛ لأن الصورة يعبر بها عن طريق بناء المخيلة للواقع، حيث تشجع الخيال بتحريك الأفكار باعتمادها على السرديات التي تَلقَّنَها الشخص منذ الصغر، كما أضافت أننا لا بد أن نتعامل مع الصور بحذر، لكي لا نعزز الفكر النمطي المبني مسبقًا على أحداث معينة تتعلق بواقع الصورة، ولا بد من إعادة بناء السرديات لبعض الصور لكي نربطها بالتاريخ المنطقي للمكان، وبيَّنت أن التعبير السردي والعاطفي للصورة أكثر ارتباطًا بالأشخاص، ولكن من المهم معرفة خلفية المصور لقراءة الصورة بشكل صحيح، وأضافت أن الصورة تحرك المشاعر لأنها ترتبط بالخيال غالبًا، والحكايا هي الخطوة الأولى لخلق الصورة، واختتمت حديثها قائلة إن الصورة تُفهم دون ترجمة.

نوال الخلاوي

أثرى معرض جدة للكتاب 2024 زواره بتاريخ الطهي في مدينة جدة، في ندوة نظَّمها ضمن برنامجه الثقافي عنوانها "الطهي تاريخ الموانئ (جدة نموذجًا)"، شارك فيها كل من رائدة الأعمال والشيف السعودية المرموقة مستشارة فن الطهي والتغذية "نوال الخلاوي"، والمهندس ماجد الأهدل، والأستاذ عزيز أولياء، وأدارها الأستاذ أحمد السلمي.

وعرضت هذه الندوة التأثير الثقافي والتاريخي للموانئ البحرية على فنون الطهي، مع التركيز على جدة كنموذج، وناقش المتحدثون كيف أسهمت جدة، كمدينة ميناء تاريخية، في تبادل المكونات والأطباق عبر الثقافات المختلفة، مما أسهم في تشكيل مشهد طهي متنوع وفريد يعكس هذا التفاعل الثقافي المستمر، ونوهت الخلاوي خلال الندوة إلى أن طبق "خفيش الدبا" أحد الأطباق التي تشتهر بها محافظة العلا شمالي غرب البلاد، وقد شرعت في نقله من المحلية إلى العالمية عبر إدخال وإضافة بعض التحسينات عليه، دون تعارض مع نوعية وجودة الطبق الأساس، وأضافت بأن هذا الطبق معروف عنه أنه شتوي، وغالبًا ما يستهلكه سكان العلا في موسم البرد، ولكن برزت لديها فكرة تحويله من منتج شتوي إلى منتج يمكن استخدامه في فصل الصيف، عبر بعض الإضافات الطفيفة.

أ.د. أشجان هندي

جاءت مشاركة الأكاديمية والشاعرة أ.د. أشجان هندي، أستاذ مساعد في الأدب العربي الحديث بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ضمن مشاركة جامعة الملك عبدالعزيز في معرض جدة الدولي للكتاب 2024، بتقديم ندوات علمية يشارك فيها نخبة من المختصين من هيئة أعضاء التدريس.

وتناولت أ.د. أشجان هندي خلال مشاركتها في ندوة بعنوان "البحر محفز الشعراء ومُلهم المبدعين"، البحر كذاكرة جمعية تحتضن إبداعات الشعراء وتستدعي صوراً شعرية خالدة، حيث يظل البحر شاهداً على الروح الإنسانية وتراثها الشعري، وهدفت هذه الندوة التي شارك فيها أيضا كل من أ.د. عادل الزهراني، ود. محمد عسيري، والمحاور أ.د. عبدالرحمن السلمي، إلى تسليط الضوء على البحر وأسراره وعوالمه التي تحرك الإبداع، وتلهم المبدعين، وتحفز قرائحهم الأدبية، فيظهر ذلك جليًا في عطائهم وإبداعاتهم المتنوعة، حيث يمثل البحر عند الشعراء والمبدعين مصدر إلهام وباعث شجن، ولهذا استلهم الشعراء والمبدعون هذا الرمز ووظفوه في إبداعهم الشعري والنثري.

نوف الحسين

شاركت الإعلامية السعودية "نوف الحسين" مديرة تحرير "مانجا العربية"، في ندوة بعنوان "المانجا ما بين الكلمة والصورة"، وهي الندوة التي استعرضت التوازن بين النصوص والرسومات في إيصال القصص والأفكار في عالم المانجا.

وناقش المتحدثون في الندوة التي جمعت "نوف الحسين" و"العباس حميدالدين"، والمحاورة "تغريد الطاسان"، إسهام تداخل الكلمة والصورة في خلق تجربة قراءة فريدة، وتأثير هذا الأسلوب الفني على الجماهير حول العالم، بالإضافة إلى القيم الثقافية التي تعكسها المانجا.

سوسن البهيتي

تعد "سوسن البهيتي" أول‌ ‌مغنية‌ ‌أوبرا‌ ‌سعودية وأول مدربة‌ صوت‌ معتمدة في المملكة العربية السعودية، والتي أسست معهدها الخاص للتدريب الصوتي "صوت الروح" (The Soulful Voice)، المتخصص في تدريب المطربين المحترفين والهواة في المملكة، إحدى أبرز الشخصيات الثقافية والفنية المشاركة في معرض جدة للكتاب 2024.

وتأتي مشاركة سوسن البهيتي في المعرض من خلال ندوة بعنوان "دور الأوبرا الثقافي" مع المحاور د. علي زعله، وتتناول الندوة الأثر الثقافي لدور الأوبرا في المجتمعات، باعتبارها منصات تجمع بين الموسيقى، الأدب، والفنون البصرية، حيث ستلقي الندوة الضوء على دور الأوبرا في تعزيز حضور المشهد الثقافي، وإثراء الذائقة الفنية، وربط التراث بالعصر الحديث من خلال الأعمال الكلاسيكية والمعاصرة.

د. خلود البقمي

تشارك الدكتورة النحاتة "خلود البقمي" الأستاذ المساعد في كلية الفنون والتصميم في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، في معرض جدة للكتاب 2024، من خلال مشاركتها في ندوة بعنوان "الإلهام في الفنون البصرية"، إلى جانب نخبة من الشخصيات وهم "راشد الشعشعي"، و"فيصل المالكي"، والمحاور المهندس "معاذ الحازمي".

وتغوص هذه الندوة في منابع الإلهام التي تحرك الفنانين في مجال الفنون البصرية، من الطبيعة والإنسان إلى العوالم الداخلية والأحداث اليومية، ويناقش المتحدثون فيها كيف تتحول الأفكار والمشاعر إلى أعمال فنية تعكس تجارب فردية ورؤى جماعية، وكيف يتفاعل الإلهام مع التقنيات والأساليب الفنية لتشكيل هوية إبداعية مميزة تعبر عن روح الفنان والمجتمع.

فاطمة بوخمسين

تعد رائدة الأعمال "فاطمة بوخمسين" الكاتبة والناشرة والمدربة في الكوميكس والمانجا العربية لليافعين والشباب، الرئيس التنفيذي لدار حكايا لنشر، ومديرة مانجا تيلز، إحدى الشخصيات البارزة المشاركة في معرض جدة للكتاب 2024، حيث تشارك في ندوة بعنوان "الخيال العلمي بين الرواية والسينما".

وتستعرض هذه الندوة العلاقة بين حضور الخيال العلمي في الأدب والسينما، وسيشارك فيها إلى جانب فاطمة بوخمسين الأستاذ "ياسر بهجت" والمحاور "عبدالرحمن بوحيمد"، وسيناقش المتحدثون كيفية تحويل الروايات الخيالية إلى أعمال سينمائية، وتأثير التقنيات البصرية على تجسيد العوالم الخيالية، والتحديات التي تواجهها الرواية والسينما في نقل تفاصيل النص الأدبي بواقعية وإبداع.

الصور تم استلامها من معرض جدة للكتاب.