الذكاء الاصطناعي في خدمة الأعمال: تطبيقات تغير قواعد اللعبة
الذكاء الاصطناعي قوة تنمو بتسارع كبير، وصدق من قال إنه "المستقبل"، وأصبح قوة تحويلية في عالم الأعمال، حيث بات مساهم في زيادة الكفاءة والإنتاجية، هذا إلى جانب الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في تقديم تجارب جديدة للعملاء، ومع ذلك، الحذر مطلوب وواجب في التعامل مع الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي.
ثورة التكنولوجيا المتسارعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي، تمثل قوة دافعة وراء التحولات الجذرية في مختلف القطاعات وفي مقدمتها قطاع الأعمال، وتحول الذكاء الاصطناعي من مجرد مفهوم نظري، إلى حقيقة واقعة تؤثر بشكل مباشر على حياتنا بكل ما فيها تقريبا.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
والذكاء الاصطناعيهو فرع من فروع علوم الكمبيوتر،هدفه تطوير أنظمة تحاكي القدرات الذهنية البشرية، مثل التعلم والتفكير واتخاذ القرار وحل المشكلات، ويتميز بمقدرة هائلة على تحليل كميات البيانات الكثيرة واستخلاص أنماط ومعلومات قيمة منها، الأمر الذي يمهد لااتخاذ قرارات أفضل وتطوير منتجات وخدمات مبتكرة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال
تحليل البيانات واتخاذ القرارات:
يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات المتاحة أمام الشركات، مما يساعد في اكتشاف الاتجاهات والأنماط المخفية، وتحديد الفرص وتحسين عمليات اتخاذ القرار، عملية تحليل البيانات كانت تستنزف وقتا وجهدا أكبر في السابق، قبل أن يتم الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي، الذي يوفر الوقت والجهد، إلى جانب تقديم النتائج الدقيقة، ومن أهم مزايا تحليل البيانات وقراءتها ما يتم استخدامه في سيارات القيادة الذاتية، التي تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيئة المحيطة واتخاذ القرارات اللازمة للقيادة.
خدمة العملاء:
لجأت مؤخرا العديد من الشركات الكبيرة مع التطورات التكنولوجية المستمرة، في اتاحة روبوتات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بهدف توفير خدمة عملاء فورية وشخصية على مدار الساعة، مما يساهم في زيادة رضا العملاء من جانب، وتقليل التكلفة التشغيلية من جانب آخر، ويمكن القول أنه حتى الآن لم تستغني مثل هذه الشركات عن العنصر البشري في عمليات الدعم الفني والتواصل المباشر، الذي لا يقدمه الذكاء الاصطناعي – حتى الآن-.
التسويق الرقمي:
قراءة البيانات وتحليلها أحد أهم وأقوى الجوانب لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الوقت الحاضر، وبما أن عالم الأعمال والشركات قائم على الدعاية والإعلان في جزء كبير منه، فإن الذكاء الاصطناعي يضطلع بدور كبير في هذا الجانب، لجهة تحسين استهداف الحملات الإعلانية، وتخصيص المحتوى لكل عميل، وتحليل سلوك المستهلكين، وقراءة النتائج وتحليلها، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الشراء للعملاء واقتراح منتجات ذات صلة بهم.
إدارة سلسلة التوريد:
من الأمور المهمة حاليا في عالم الأعمال التي يدخل فيها الذكاء الاصطناعي بقوة، تحسين إدارة سلسلة التوريد، وذلك من خلال التنبؤ بالطلب، وتحسين التخطيط اللوجستي، وتقليل التكاليف، ونكرر ما ذكرناه من قبل أن مجال الأرقام وتحليلها واستنتاجاتها أحد أقوى مجالات الذكاء الاصطناعي حاليا.
اكتشاف الاحتيال:
أصبحت العديد من الشركات حول العالم، تستخدم حاليا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل المعاملات المالية، بغية الكشف عن أنماط الاحتيال المحتملة، مما يساعد في حماية الشركات من الخسائر المالية.
صناعة المحتوى:
التطوير التكنولوجي المستمر، وانتشار وسائل التواصل الكبير، ربط صناعة المحتوى الرقمي بالذكاء الاصطناعي الذي يساعد ويساهم في توليد المحتوى على اختلافه، سواء كان مرئيا أو مكتوبا، الأمر الذي يساعد الأفرادوالشركات على زيادة الإنتاجية، وعودا على بدء نكرر أيضا ما ذكرناه في المقدمة، من ضرورة الحذر في التعامل مع الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي خصوصا في المحتوى الذي يطرح للعامة، كما يدخل ضمن صناعة المحتوى تطبيقات الترجمة الفورية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص والكلام من لغة إلى أخرى.
الأتمتة:
أيضا يستخدم الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام الروتينية، مما يوفر الوقت والجهد للموظفين ويسمح لهم بالتركيز على المهام الأكثر تعقيدا والتي تحتاج إلى العنصر البشري لإنجازها.
التحديات تواجه الذكاء الاصطناعي
فوائد الذكاء الاصطناعي لا تنتهي ولا تنحصر فيما ذكرناه أعلاه، ورغم ذلك يواجه بعض التحديات، مثلالخصوصية، حيث إن جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات يثير مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات.
كذلك لا تنتهي المخاوف الأمنية، حيث تعتبر أنظمة الذكاء الاصطناعي هدفًا جذابًا للهجمات السيبرانية، والأمر هنا مرتبط بفهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي وإيجاد ثغرات ولوج قد تسبب خرقا ينتهي بكوارث.
أيضا واحدة من أهم تحديات الذكاء الاصطناعي، والتي تهم المجتمع ككل، هي فقدان الوظائف، لأن انتشار الذكاء الاصطناعي في الكثير من المجالات،قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التي يمكن أتمتتها، وبالتالي الاستغناء عن العنصر البشري كلما أمكن ذلك، وفي الوقت الذي يساهم هذا في تقليل الكلفة التشغيلية أمام الشركات ومزيدا من الأرباح، إلا أنه قد يسبب مشاكل مجتمعية كثيرة، ومن بينها قطعا انتشار البطالة، التي قد تقود إلى مشاكل كثيرة أخرى.