تكريم الدكتورة الإماراتية فاطمة الشامسي ضمن مبادرة "لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم" لعام 2024

تكريم الدكتورة الإماراتية فاطمة الشامسي ضمن مبادرة "لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم" لعام 2024

17 ديسمبر 2024

تعد المرأة الإماراتية من أبرز القوى الفاعلة في مختلف المجالات التنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أثبتت مكانتها في مجال البحث العلمي والطبي بشكل خاص من خلال إسهاماتها المتميزة التي تساهم في تقدم العلوم وتحقيق التميز في هذا القطاع الحيوي. لقد نجحت المرأة الإماراتية في تجاوز العديد من التحديات الثقافية والاجتماعية لتصبح عنصراً مهماً في تطوير المجتمع الإماراتي والعالمي في مجالات الطب والعلوم الطبية. وبفضل دعم القيادة الحكيمة للدولة والبيئة المشجعة على التعليم والابتكار استطاعت المرأة الإماراتية أن تترك بصمة واضحة في هذا المجال وتكون مصدر إلهام للكثير من النساء في العالم العربي والعالم أجمع.

في هذا الصدد؛ كرم برنامج "الشرق الأوسط الإقليمي للمواهب الشابة لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، بدورته الحادية عشرة ست عالمات عربيات ذوات رؤية من المنطقة؛ من بينهم فاطمة الشامسي- حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة خليفة؛ إشادةً ببحوثهن الثورية في مجالات مختلفة تتراوح ما بين العلوم العصبية وتقنيات النسخ، حصلت هؤلاء السيدات الرائدات على منحٍ لدعم أعمالهن المبتكرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

اعتمدت معالي سارة الأميري، وزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ورئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، البرنامج للعام السادس على التوالي. وأشادت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة التربية والتعليم بدور المبادرة في دعم جهود النساء الباحثات في المجالات العلمية ودورها في تمهيد الطريق أمامهن نحو المزيد من الريادة والإبداع في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتعزيز حضورهن ومشاركتهن في العديد من المجالات ذات الصلة.

وهنأت معاليها الفائزات في المبادرة مثنيةً على جهودهن الكبيرة في إثراء مسيرة العلم في مجتمعاتهن، مبينةً أن المبادرة تحتفي سنوياً بكوكبة من العالمات في المجالات العلمية الرئيسية حيث تمكنت عبر دوراتها المتعاقبة من إبراز دور المرأة كشريك ملهم في صناعة التقدم في المجالات العلمية التي تحاكيها المبادرة".

تكريم الدكتورة الإماراتية فاطمة الشامسي ضمن مبادرة "لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم" لعام 2024

أبحاث فاطمة الشامسي

تُركّز أبحاث فاطمة الشامسي على مرض السكري من النوع الثاني، وهو مرض يُنظر إليه غالباً بوصفه اضطراباً أيضياً فقط. وفي هذا الصدد قالت: "يحمل هذا البحث مغزى شخصياً عميقاً بالنسبة لي نظراً لانتشار مرض السكري من النوع الثاني بشكل كبير في الإمارات العربية المتحدة، حيث يُصيب ما يقرب من 45% من السكان. لقد عانى كثير من أفراد عائلتي من هذا المرض بشدة، كما أثَّر بشكل مباشر على جودة حياتهم. إن الافتقار إلى علاجات فعَّالة للمضاعفات الناجمة عن مرض السكري على الأوعية الدموية -وخاصة لدى السكان المعرضين للخطر مثل سكان بلادي- يدفعني إلى إيجاد حلول يمكنها أن تُحسِّن النتائج بالنسبة للمرضى."

وأضافت: ""يمتاز بحثي بإمكانية إحداث تحوُّل في خدمات رعاية مرضى السكري عن طريق تحديد أهداف علاجية جديدة لمكافحة المضاعفات التي يسببها مرض السكري من النوع الثاني للأوعية الدموية. وتُعد هذه المضاعفات -مثل اعتلال الشبكية، واعتلال الكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية- مسببات خطيرة للإصابة بالأمراض والوفاة".

واختتمت الشامسي قائلةً:  "رسالتي للنساء الطامحات إلى دخول المجال هي التحلي بالحزم والثقة في قدراتهن. فمساهماتكن تعادل في أهميتها مساهمات أي شخص آخر، وصوتكن مهم كذلك. لا تدعن الشك يقف في طريقكن—واعلمن أن منظوركن يضيف إلى العلم تنوعاً وابتكاراً لا يُقدَّر بثمن. لا تتركن الخوف يمنعكن من تحقيق أهدافكن البحثية، ولا تترددن على الإطلاق في تخطي حدود الممكن. يمكننا معاً صنع مجتمع علمي أكثر شمولاً يُقَدِّر إنجازات جميع أعضائه ويحتفي بها".

تكريم الدكتورة الإماراتية فاطمة الشامسي ضمن مبادرة "لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم" لعام 2024

تصريحات المكرمات الأخريات

من جانبها، ذكرت د. هُيام الشميطلي، أستاذ مساعد في أبحاث صحة السكان بكلية طب وايل كورنيل-قطر، أن دراستها حول "وبائيات عدوى الجهاز التنفسي وفاعلية التدخلات" تهدف إلى تقديم حلول للتخفيف من تأثير الأمراض المعدية، من خلال دراسة ديناميكيات العدوى وفعالية اللقاحات والعلاجات. وقالت: "تُعد بعض جوانب عملي ذات صلة بالنساء بصفة خاصة، مثل تأثير العدوى وفوائد التطعيم للنساء الحوامل، إلا أن بحثي يهدف إلى تحسين صحة السكان جميعاً. ومع ذلك، فإن بحثي -من خلال تحسين صحة الجميع بما في ذلك الأطفال وكبار السن- يعزز بشكل غير مباشر الصحة والعافية للنساء بشكل عام، اللاتي غالباً ما يعملن مُقدمات أوَّليات للرعاية".

أما الدكتورة انتصار الهتلاني، أستاذة في تخصص الكيمياء الشرعية بجامعة الكويت، فقد أكدت أن أبحاثها تركز على تفاعل الضوء مع المواد للكشف عن معلومات جزيئية حيوية، مشيرة إلى سعيها لتحسين العدالة الجنائية عالمياً، وأملها في أن تُعتمد الأدوات التي تطورها في مختبرات الجرائم قريباً. وقالت: "إنني أهدف إلى تطوير تقنيات حديثة تعمل على تحسين تحليل الأدلة الجنائية من خلال توفير الوقت والموارد وتقليل العمالة وتقديم الإجابات المحددة. كما أنني أسعى على قدم وساق لتعزيز الكفاءة والابتكار في مختبرات الطب الشرعي من خلال دمج هذه التقنيات مع التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين جودة التحليل".

تكريم الدكتورة الإماراتية فاطمة الشامسي ضمن مبادرة "لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم" لعام 2024

بدورها، عبرت إسراء آل حسين آل حسن عثمان، الحاصلة على درجة الدكتوراه في المواد النانوية والتحفيز الضزئي من جامعة خليفة، عن سعادتها بهذا التكريم، موضحة أن بحثها يركز على تطوير النقاط الكمومية ومركبات النانو في مجال التحفيز الضوئي والكهربائي مع اهتمام خاص بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية ذات قيمة عالية بالقول: " يلبي هذا البحث الحاجة المُلحة إلى مُحفِّزات فعَّالة في عمليات تحويل ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم فهو يسهم في الجهود العالمية لتقليل نسب ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والتخفيف من آثار تغيُّر المُناخ."

وعبرت الدكتورة لينا علي إبراهيم، أستاذ مساعد في مجال العلوم البيولوجية بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، عن فرحتها بالتكريم، مشيرة إلى أن أبحاثها تركز على العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر في المعالجة الحسية ونمو الدماغ، بهدف تطوير تطبيقات سريرية لمعالجة اضطرابات الصحة النفسية والعقلية. وقالت: "لا غنى عن هذه الدراسات لفهم المعلومات الجينية الجزيئية التي توجه عملية تكوين الدوائر العصبية وآلية عملها. ترتبط الاضطرابات مثل: اضطراب طيف التوحد والفصام عادةً باضطرابات في المعالجة في القشرة الدماغية واتصال الوصلات العصبية."

كرم البرنامج، منذ انطلاقه في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن، 57 باحثة من أنحاء هذه المنطقة، حيث قدم التمويل اللازم وأشاد بأعمالهن لمساعدتهن في تحقيق طموحهن العلمي وإحداث بصمة دائمة في هذه المجالات.

وبالرغم من الوعي المتزايد بأهمية العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات بالنسبة للابتكار والتطوير على مستوى العالم، لا يزال تمثيل المرأة في هذه المجالات يشهد نقصاً كبيراً. ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، لا تمثل المرأة سوى 29.2% من القوة العاملة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على مستوى العالم. علاوة على ذلك، تُظهر الدراسات أن غالباً ما تكون أجور المرأة في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات أقل من نظرائهن من الرجال، كما يواجهن معوقات أكبر في طريق تقدمهن في مشوارهن المهني. تُسلط هذه التفاوتات الضوء على الحاجة المستمرة إلى برامج مثل "لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم"، والتي تكرس جهودها لدعم المرأة في سعيها الحثيث لتحقيق التميز والريادة في العلوم.

يسعى "برنامج لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم" إلى تحطيم الحواجز التي تعيق مشاركة المرأة في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، حيث يقدم لهن الأدوات والفرص اللازمة ليحققن الازدهار في هذه المجالات. تحت شعار "العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى المرأة"، يواصل البرنامج دعمه للتنوع بين الجنسين في العلوم.