بين الحالمين والفاعلين

بين الحالمين والفاعلين

13 ديسمبر 2023

اليوم ولأننا نقترب من نهاية عام 2023، أجلس وأفكر في كل خطوة أساسية، نعم، في كل مرة، اختبرت خوفا جعلني أقلق وأشك في نفسي وفيما أستطيع إنجازه. لكنني غالبا ما أتخذ قرارا واعيا بالدفع بنفسي وعدم الاستسلام للخوف وللأفكار السلبية. بل أجبر نفسي في كل مرة على الإيمان بذاتي، والاستمرار، وعدم التراجع.

اليوم ونحن ننتظر عاما جديدا أتأمل في كل إنجاز كبير حققته في حياتي، وأدرك أنه بدأ بحلم، يليه الكثير من الحماس والتخطيط، واستثمار الوقت، والكثير من الجهد والعمل الشاق والمثابرة. لكن فور الوصول إلى النهاية، حيث يقترب المشروع الحلم من أن يصبح حقيقة، أصاب بالخوف.

الخوف هو على الأرجح ما يفرق بين الحالمين والفاعلين. إذا سمحنا للخوف بالسيطرة علينا، فإنه سيشل تفكيرنا، ويدمر طموحنا وأي رؤية نملكها للمستقبل، ونصبح أعداء لأنفسنا، لذلك لا بد من التغلب عليه.

حين أنظر إلى الوراء وأفكر في الأمر، أرى أنني لسنوات عديدة، كان الخوف موجودا قبل أي خطوة كبيرة كنت أعتزم أن أخطوها، لكنني حاربت مخاوفي، فدفعت بها إلى الخلف، ولم أدعها تربح، ووضعت حدا لمدى استهلاكها لأفكاري، ولم أسمح لها أبدا بالانتشار أو السيطرة على عقلي وشغفي وأحلامي.

نصحوني وقالوا لي إنه من الصحي أن نخاف عندما نكون أمام قفزة كبيرة في حياتنا، كي نضمن ألا يفوتنا شيء، وأننا خططنا لكل شيء بالشكل الصحيح. لكنني أعتقد أنه من الصحي أن نحارب مخاوفنا ونتغلب عليها، إذا أردنا أن نكون فاعلين وليس مجرّد حالمين.

الآن وبعد كل هذه الخبرة والتجارب التي مررت بها، وحين أفكر في اتخاذ أي خطوة هامة في حياتي، ما زلت أشعر بالخوف وخاصة حالما يقترب حلمي من أن يصبح واقعا، لكنني كالعادة لا أستسلم، وأحاربه.

علينا جميعا أن نثق بأنفسنا وأن نكون محاربين ونقتل مخاوفنا

Credits

    "جويل مردنيان" JOELLE MARDINIAN

    إعلامية وخبيرة تجميل