المصمم زياد البوعينين يكتب لـ"هي": على العين أن تسافر
أنا ممتن للغاية على فرصة تمضية سنوات عديدة في بلدان مختلفة والمكوث فيها. فكان تعرّفي إلى ثقافات مختلفة عن ثقافتي منذ أن كنت طفلا في طوكيو، رحلة رائعة، ومشوّقة، ومثرية بالنسبة إلي.
إن تراثي السعودي الذي أفتخر به مغروس في داخلي إلى الأبد، وقد لعب التجاور بين تراثي والثقافات الأخرى التي عايشتُها واكتشفتُها عن كثب دورا أساسيا في صياغة منظور فريد أرى من خلاله الأشياء بطريقة إبداعية. حين انتقلنا إلى طوكيو، انبهرت عيناي اليافعتان بكل ما رأته وقتها، فكان كل شيء غنيا بالألوان ولافتا، من الفنون إلى الأزياء والرسوم المتحركة، والأفلام، والإعلانات التلفزيونية، وحتى الطعام! كان الأمر سرياليا إلى حد ما. وأعتقد أن ذلك كان المكان الذي طوّرتُ فيه فضولي وتقديري للفن والموضة.
في مرحلة لاحقة من حياتي كنت فيها أكثر نضوجا، عشت في أماكن مثل لندن ونيويورك وميلانو وسويسرا، وهو ما أتاح لي مقابلة أفراد مبدعين ومثيرين للاهتمام، وآتين من جميع مناحي الحياة، وهم كانوا أيضا مهتمين بمعرفة المزيد عنّي وعن جذوري. كان هذا الانفتاح المشترك فيما بيننا نحو التعلّم، هو ما جعل تلك التفاعلات والعلاقات مميزة للغاية. وقد وجدتُ في المعارض الفنية المذهلة وفي طرق تعبير الناس عن ذواتهم من خلال الأزياء مصدر إلهام كبيرا لي ما زال يؤثّر في نفسي حتى اليوم.
أعتقد أن الوجود في بيئات مختلفة (وأحيانا حتى خارج منطقة راحتك) ومراقبة كل ما حولك واستيعابه، كلّها توسع آفاق ذهنك من حيث التفكير "خارج الصندوق". وأرى هذه التجارب أدوات لها القدرة على تمديد حدود مناطق راحتك الذهنية والسماح لك بالخروج بأفكار جديدة.
إن قوة تشرّب ما يحيط بنا واستيعابه قادرة حقا على إشعال شرارة الإبداع، وكما كانت تقول الكاتبة العظيمة "ديانا فريلاند": "على العين أن تسافر".