لماذا تخاف الفتيات من تحاليل ما قبل الزواج؟
الرياض- شروق هشام
أصبحت التحاليل الطبية شرطا أساسيا من شروط عقد الزواج، فلا يتم إجراء عقد النكاح إلا بعد أن يجرى فحص تحليل دم لكلا الزوجين بواسطة أحد المستشفيات الحكومية المعترف بها.
ويشير التقرير الطبي الى حالة تطابق وتوافق تحليل دم الزوجين والذي يفيد بعدم وجود ما يمنع زواجهما طبياً وخلوهما من الأمراض الوبائية، وهذا التحليل سوف يحمي بعد الله الزوجين وأبناءهم من أي أمراض قد تنتقل بينهما مستقبلاً كأمراض الكبد والسيلان والايدز وغيرها من الأمراض العديدة والخطيرة.
التحاليل الطبية قبل الزواج تمثل حداً فاصلاً بين إتمام الزواج أو إلغائه، ما يسبب الكثير من القلق والخوف في انتظار النتائج التي تتعلق بها أحلام الطرفين ومستقبلهما، فهل تتخوف الفتيات من هذه التحاليل أم تجدها شرطا طبيعيا وضرورة حتمية؟
طرحت "هي" هذا السؤال على بعض الفتيات، وعلى الرغم من اختلاف أرائهن وتجاربهن في هذا الموضوع، إلا أنهن قد أجمعن أن القلق رفيق أساسي لا غنى عنه في هذا الموضوع.
روت رشا محمد (23 سنة) قصتها: "قصتي مع التحاليل قصة طويلة بعض الشيء، فبعد أن أجرينا التحاليل المعتادة، حدد لنا مدير المختبر موعدا آخر للحضور واشترط وجود والدي أيضاً، ما سبب لي صدمة كبيرة حينها، ولقد تفاجأنا بالنتائج التي أثبتت وجود فيروس الكبد B في تحاليل خطيبي، مع العلم إنه لا يشكو من أي أعراض، إلا أن خوفي تبدد ولله الحمد عندما علمت أننا يمكن أن نتمم الزواج بعد أن نأخذ اللقاحات اللازمة لمدة 6 أشهر، فعلى الرغم من أن التحاليل كانت سبباً في تأخير زواجي إلا أنها بالتأكيد ستضمن لنا أسرة مستقرة صحيا".
أما عند سؤال منيرة الأحمد (20 سنة) ذكرت: "طوال فترة الخطوبة وأنا متخوفة من اقتراب موعد إجراء التحاليل وكنت دائمة التفكير بأنها ستكون عائقاً في إتمام عقد النكاح لأنني كنت أعتقد أن التحاليل تشمل الأمراض الوراثية وخاصة مرض السكر الذي ينتشر في عائلتي وعائلة خطيبي، ولكن نتائج التحاليل كانت متطابقة وعلمت حينها أن التحاليل خاصة بالأمراض الخطيرة والمعدية فقط، ونحن في مأمن من ذلك ولله الحمد، ولقد عقدت نكاحي قبل شهر تقريباً".
وعندما سألنا سمر عبدالله (24 سنة)، قالت: "على الرغم من أن القلق من نتائج التحاليل سيرافق أي فتاة وشاب مقبلين على الزواج، إلا أنها بالتأكيد ستكون في مصلحتهم مستقبلا، فشرط تحاليل قبل الزواج هي خطوة وقائية متحضرة، وترفع الحرج الذي لدى البعض من طلب هذا الفحص، وأنا شخصياً قد تجنبت الكثير من هذا القلق، واتفقت مع خطيبي على إجراء التحاليل مبكراً، حتى لانتعرض لأي صدمة عندما يقترب موعد النكاح، ولله الحمد كانت نتائجنا متوافقة، ونحن الآن ننتظر موعد عقد النكاح بدون أي قلق".
أما عبير صالح (26 سنة) فتحول قلقها إلى صاعقة بالفعل عندما تم إلغاء زواجها بسبب نتائج التحاليل، لكنها فضلت الاحتفاظ بالتفاصيل، منعاً لأي إحراج على حد قولها، وبرأيها أن هذه التحاليل رغم قسوة نتائجها أحياناً، إلا أنها ستجنب الكثير من العائلات العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تنعكس على المريض والأسرة والمجتمع أيضاً.
وأكد مدير إحد المختبرات الطبية الدكتورمصطفى أحمد أن التحاليل تأخذ طابع السرية ولا تتأخر، مراعاة لجميع الأطراف، ويعتبر هذا الفحص برنامجاً وطنياً مجتمعياً توعوياً وقائياً بهدف الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا-المنجلي) وبعض الأمراض المعدية (التهاب الكبد ب/ج) ونقص المناعة المكتسب (الإيدز)، فيساهم في التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع، وكذلك تجنب الكثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها.