تاريخ وأساطير الأحجار الكريمة في المجوهرات القديمة

لطالما كانت الأحجار الكريمة جزءاً من البشرية منذ قديم الأزل، إذ كان أصحاب الثقافات القديمة يرتدون المجوهرات المرصعة بها منذ آلاف السنين.

وبالإضافة إلى جمالها الطبيعي وسحر ألوانها، اعتقد كثيرون بالقدرات الكامنة في الأحجار الكريمة مثل الثروة والمكانة والحماية من الأمراض، خاصة عند الثقافات القديمة مثل الفراعنة والرومان وغيرهم من الشعوب.

1-الأحجار الكريمة في حضارة مصر القديمة

في مصر القديمة، كان الرجال والنساء على حد سواء من عشاق المجوهرات من خلال تزين أنفسهم بكثير من التمائم، إذ أظهرت المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة الثروة والمكانة وقدمت الحماية من الشر أو الإصابة بالأمراض.

مجموعة من المجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة من الحضارة المصرية القديمة

وعلى الرغم من أن المصريين القدماء تمكنوا من الوصول إلى العديد من الأحجار الكريمة، فإنهم فضلوا استخدام أحجار أكثر نعومة وشبه كريمة مثل العقيق واليشب واللازورد والكوارتز والفيروز.

ولطالما ارتبط اللازورد بالملوك وعبادة الآلهة، لاعتقاد المصريين أن الأحجار الكريمة جاءت من السماء لتوفير الحماية في الآخرة، لهذا السبب استخدم هذا الحجر الكريم لعمل تماثيل جميلة للآلهة ومجوهرات تميمة.

 سوار جعران للملك توت عنخ آمون من قبره بوادي الملوك من الذهب واللازورد والفيروز والعقيق والكوارتز

كما استخدم المصريون القدماء أيضاً حجر اللازورد الكريم لصنع مستحضرات تجميل باللون الأزرق.

وتقول الأسطورة إن حجر اليشب استخدم لطرد الأرواح الشريرة والحماية من لدغات الأفاعي والعناكب، كما عثر على العديد من التمائم المصنوعة منه في مصر مع نقوش لحماية مرتديها من الموت.

 

2-الأحجار الكريمة في الإمبراطورية اليونانية

تم استيراد الأحجار الكريمة إلى اليونان من كل مكان على طول طريق الحرير القديم، من آسيا الصغرى إلى شبه القارة الهندية وسريلانكا والشرق الأقصى، بفضل فتوحات الأسكندر الأكبر التي أدخلت مجموعة متنوعة من الأحجار الكريمة، والتي شملت الكوارتز والجمشت والعقيق والزبرجد والبيريل.

قلادة يونانية متعددة الألوان مع عليقة على شكل فراشة

كانت المجوهرات شائعة في اليونان القديمة وبدأ الإغريق في استخدام الذهب والأحجار الكريمة في المجوهرات في عام 1600 قبل الميلاد.

وبحلول عام 300 قبل الميلاد، كان اليونانيون أتقنوا صنع المجوهرات الملونة من الأحجار الكريمة وكانوا يستخدمون الجمشت واللؤلؤ والزمرد، لعمل تصاميم غالباً ما كانت أحجار كابوشون بيضاوية ومستديرة.

اعتقد الإغريق القدماء أن حجر الجمشت يمتلك قوى عديدة، من بينها الحماية من التسمم، أما الياقوت فكان مفضلاً بين الكهنة والملوك، اعتقاداً منهم بأنه رمزاً للحكمة.

3-الأحجار الكريمة في الإمبراطورية الرومانية

كانت الإمبراطورية الرومانية مركز القوة والثروة في العالم الغربي لمئات السنين، لذا تمكنوا من التجارة مع الثقافات في جميع أنحاء العالم، ومن ثم القدرة على صياغة المجوهرات المصنوعة يدوياً بشكل حرفي.

زوج من الأقراط من العصر الروماني من الذهب والجشمت

حظيت الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة بشعبية كبيرة في روما القديمة مثل العقيق والجشمت والكوارتز والزمرد والياقوت، لألوانها القوية وشفافيتها الآسرة وجودتها العالية والتي غالباً ما كانت تنحت بتصميمات تصور الآلهة أو الشخصيات التاريخية المهمة.

 

4-الأحجار الكريمة في العصر الحديث

لطالما كانت الأحجار الكريمة مصدر إلهام أجمل قطع مجوهرات الدور العالمية الراقية المعاصرة تقريباً منذ القرن الـ19 والتي تتنافس فيها لإنتاج أفخم مجموعات الجواهر المرصعة بأحجار اللازورد والياقوت والزمرد والجشمت واللؤلؤ وغيرها الكثير، مثل دار كارتييه Cartier  الفرنسية وشانيل Chanel والسويسرية فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels  والمصرية العالمية، عزة فهمي Azza Fahmy Jewellery.

سوار بخرزة من الياقوت ومزين بحجر الكابوشون ومرصع بالزمرد والماس من فان كليف آند آربلز