مدير مركز تصميم الساعات في بولغري Fabrizio Buonamassa Stigliani لـ"هي": ساعات Bvlgari مزيج مثالي من الفن والإتقان
رسخت دار "بولغري" Bvlgari عبر السنين مكانتها الرائدة في عالم الساعات الفاخرة. إذ تتميز ساعاتها بمزيج من الفن والإتقان، وبتصاميم عصرية تتمتع بحس الجمال الإيطالي الفريد المبني على مبدأ "جمال الميكانيك"، والذي يعتمد على إظهار خبراتهم في تصنيع أشياء بالغة الجمال من خلال الميكانيكية.
حصدت الدار الجوائز العديدة عن ابتكاراتها من ساعات المجوهرات الراقية، والساعات الرجالية. وهي بابتكار ساعة "أوكتو فينسيمو" تحطم الأرقام القياسية باستمرار من خلال إنتاج أنحف الساعات الميكانيكية لكل تعقيد ساعاتي تقدمه بها، فتحصد الجوائز العالمية بجديد هذه الساعة في كل عام. كشفت الدار، خلال أسبوع LVMH للساعات في جنيف، عن جديدها لهذا العام الذي تضمن إنجازات عديدة في الساعات النسائية والساعات الرجالية الرنانة. قدمت للمرأة واحدة من أصغر آليات الحركة الميكانيكية على الإطلاق في تقنية "بيكوليسيمو" ضمن مجموعة "سيربينتي" الأيقونية. وزينت ساعات "لوتشيا" بموانئ جديدة مشرقة ثلاثية الأبعاد. أما للرجل، فارتقت بإبداعاتها العريقة من الساعات بالغة التعقيد والمزودة بأجراس صوتية تدل على الوقت بإصدارين فريدين من ساعات "أوكتو روما" يشملان طراز "إميرالد غراند سونيري" و"كاريون توربيون". "هي" التقت "فابريتسيو بوناماسا ستيلياني" Fabrizio Buonamassa Stigliani، مدير مركز تصميم الساعات في "بولغري"، لتتعرف معه إلى تفاصيل إبداعات الدار الجديدة.
قدمت "بولغري" جديد ساعاتها هذا العام تحت عنوان "الوقت جوهرة" Time is a Jewel. حدثنا عنه، وكيف ينطبق على إنتاجكم؟
نحب في دار "بولغري" أن نتحدث عن الجواهر. فعندما يتحدث الرئيس التنفيذي "جان كريستوف بابين" مثلا عن فنادق الدار ومنتجعاتها، فهو يصفها كالجواهر في العقد. أما في قسم الساعات، فإن الجوهرة هي الآلية الميكانيكية التي تنبض في قلب الساعة، في حين أن جواهر قسم المجوهرات هي الأحجار الكريمة، وهي أحيانا تزين ساعاتنا. وهذا العام نقدم جوهرة جديدة لساعة المجوهرات الأيقونية "سيربينتي” من خلال طرح آلية حركة "بيكوليسيمو" Piccolissimo الجديدة. طورنا آلية الحركة الميكانيكية هذه معتمدين على خبراتنا بعد عشر سنوات من العمل والتطوير في ساعات "أوكتو فينيسمو" Octo Finissimo لنطرح اليوم واحدة من أصغر آليات الحركة الميكانيكية على الإطلاق. تكاد تكون "بيكوليسيمو" بحجم جوهرة، وهي بالتأكيد اليوم جوهرة جديدة في عالم "بولغري". وقد زودنا موديلات ساعات المجوهرات الراقية "سيربينتي ميستيريوزي" Serpenti Misteriosi بحركة "بيكوليسيمو" Piccolissimo الجديدة، لنرتقي بساعات المجوهرات الراقية وساعات "سيربينتي" Serpenti السرية الأيقونية إلى مستوى جديد.
ما قصة دار "بولغري" مع آليات الحركات الميكانيكية فائقة الرقة؟
بدأت القصة منذ أكثر من عشرة أعوام عندما اكتشفنا في مصنعنا في "لو سنتييه" القدرة والخبرة لتطوير وتصنيع أصغر وأرق الآليات الميكانيكية في فئات الساعات المختلفة. كما أن الدار صائغة الوقت، وهي عريقة في صناعة ساعات المجوهرات. مهمتي أن أجد المزيج الفريد بين تراثنا وخبرتنا الفريدة في عالم المجوهرات وبين خبراتنا التقنية كصناع ساعات راقية. وبذلك نتحدث عن فن الحركات الميكانيكية فائقة الرقة، حيث إن ما يمكن القيام به عند العمل على آليات الساعة هو الحرص على تحسين الأداء، وأيضا طرح أحجام وطرق مختلفة للتزين بساعة تتضمن تعقيدات ساعاتية مختلفة. وقد كانت فكرة تقديم طريقة جديدة للتزين بساعة بالغة التعقيد هي بداية رحلة "أوكتو فينيسيمو". ولا بد من الإشارة هنا إلى أن تصغير حجم الآلية يعد من أشق المهام، فمن الأسهل أن نصمم آلية متعددة الطبقات وبسمك عشرة مليمترات بدلا من آلية بالغة الرقة بسمك 2.5 مليمتر. حركة "بيكوليسيمو" Piccolissimo بالغة الرقة، سمكها 2.5 مليمتر، وليس لدينا أي مكونات تتشارك مع أي من آليات ساعاتنا الأخرى، لأنها حركة جديدة، ونظرا لحجمها الصغير جدا، فمن المستحيل استخدام مكونات آليات أخرى في تركيبها. هذا هو طريقنا، وهذه هي رحلتنا التي بدأناها قبل عشر سنوات، بل قبل عشرين عاما عندما عقدنا اتفاقا مع "ذا أور غلاس" The Hour Glass لشراء مصنع "مانيوفاكتور دو أوت أورلوجيري" Manufacture de Haute Horlogerie وأيضا شركتي "جيرالد جنتا" Gerald Genta و"دانيل روث" Daniel Roth وخبراتها المذهلة، وقد استثمرنا بشكل ضخم كي نخط طريقنا، ونؤكد مصداقيتنا في هذا الحقل. اعتمدنا فكرة تطوير الآليات بالغة الصغر منذ سنوات عديدة، وقررنا أن نعير الاهتمام نفسه لقسم الساعات النسائية بعد أن اشتهرنا بفن صناعة الآليات بالغة الرقة، لكننا في الوقت نفسه ليس لدينا آلية ميكانيكية في أشهر ساعاتنا الأيقونية، أي "سيربينتي" التي كانت حتى اليوم تعمل بآلية كوارتز. كما أن الاهتمام بعنصر الاستدامة يدفعنا لتطوير آلية ميكانيكية، حيث إن ساعات الكوارتز تعمل بالبطارية، ولذلك لا يمكن تدويرها، وهي بذلك ليست صديقة للبيئة. ومن حيث الخبرات التقنية بدأنا الرحلة منذ ثماني سنوات لتطوير آليات ميكانيكية لساعاتنا السرية. مع العلم أنه حتى السبعينيات من القرن الماضي كنا نستخدم الآليات الميكانيكية، لكننا اضطررنا فيما بعد لاستخدام الكوارتز. واليوم نضع الجهد نفسه في تطوير الساعات النسائية كما في الساعات الرجالية.
ما أهمية ومغزى تطوير آلية حركة "بيكوليسيمو" Piccolissimo التي تسمح بفصلها عن العلبة؟ وما يعني هذا للمستقبل؟
اخترنا أن نطور هذه الآلية لتكون دائرية الشكل، وهو ما يسمح باستخدامها في علب ساعات مختلفة الأشكال، وهي مخلصة لشكل الآلية في ساعات "سيربينتي" التاريخية. لدينا تاريخ رائع في ساعات المجوهرات التي نطرحها في كل عام. وكان من المهم أن نستجيب لرغبة السوق وزبائننا لتقديم آليات ميكانيكية داخل هذه الساعات الراقية. الحركة الجديدة يمكن أن ترفع عن العلبة بكل سهولة، ويعود ذلك القرار إلى سببين، الأول تقني، حيث إن صناعة ساعات "سيربينتي" في الماضي كانت تتم على مرحلتين، فيصنع السوار، أي جسم الأفعى، في مصنعنا في إيطاليا، أما رأس الأفعى الذي يضم علبة الساعة، فهو يصنع في سويسرا. وفي الساعات المطلية باللك مثلا، كنا نضطر للعمل مطولا لمطابقة لون طلاء اللك على السوار مع الطلاء على الرأس بدقة. لذلك أصررت على أن يقوم المصنع نفسه في إيطاليا، بإنتاج رأس أفعى "سيربينتي" وجسمها، لنحصل على النتيجة المثالية. أما السبب الثاني، فهو خدمة الصيانة بعد المبيع، حيث كان يجب على خبير الساعات فصل الرأس وغطاء علبة الساعة للقيام بصيانتها. أما اليوم ومع تقنية "بيكوليسيمو" Piccolissimo في ساعات "سيربينتي ميستيريوزي" Serpenti Misteriosi الجديدة، فيمكن نزع الحركة من الرأس، ليقوم قسم الصيانة بالعمل مباشرة على آلية الحركة دون لمس المجوهرات التي ترصع الساعة. وقد استوحينا الفكرة من أرشيفنا، فساعات "سيربينتي" في البداية كانت تصنع بآليات يمكن نزعها. كما عدنا إلى جذورنا بتصميم لسان الأفعى الجديد الذي لم يعد عنصرا جماليا فقط، ولكنه أداة لفتح غطاء الساعة السرية. وإذا نظرت إلى نسب التصميم فإن هذه الساعة أقرب إلى الساعة الأصلية. نقدم الساعة الجديدة بموديلات مزينة بطريقة مميزة ومختلفة، منها ما هو مرصع تماما بالماس والأحجار الكريمة، ومنها ما هو مطلي باللك ومزين بالنقش على الذهب. إن "سيربينتي" هي بمنزلة توقيع الدار، وبهذه الساعة الجديدة نكتب فصلا جديدا ومهما من تاريخنا لساعة "سيربينتي”، وقد أعرنا الاهتمام البالغ للتفاصيل والانسجام مع تراثنا وتاريخنا.
يمكن نزع الحركة بخطوات سهلة وتحويلها، فهل هي آمنة ومثبتة في مكانها؟
أما من حيث الأمان، فهي بالغة الأمان، حيث يجب عليك الضغط بشدة على زجاج الساعة لنزع الحركة من العلبة. وعندما تعيدينها إلى الساعة تسمعين صوت نقرة، وهو ما يدل على أنك وضعتـِها بشكل صحيح. ويليها صوت نقرتين لتثبيتها في المكان الصحيح، ولا يمكن إغلاق الساعة السرية إن لم تكن الآلية ثابتة في مكانها. كما يستحيل رفع الحركة إذا كانت الساعة على المعصم.
قدمتم ساعة "لوتشيا إنتارسيو" Lucea Intarsio هذا العام بموانئ جديدة، فكيف جددتم هذه الساعة؟ وبِمَ تختلف عن سابقاتها؟
ابتكرنا للساعات الجديدة من "لوتشيا" Lucea موانئ تعكس الضوء وتعززه، حيث إنها ثلاثية الأبعاد ومرصعة بالأفنتورين أو عرق اللؤلؤ بتدرجات لونية جديدة باستخدام آلية تطعيم "إنتارسيو". كل ميناء مكون من 37 عنصرا دقيقا، إما من الأفنتورين أو عرق اللؤلؤ، ومنسق يدويا ومجمع لتشكيل سطح ثلاثي الأبعاد للميناء.
الساعات الرجالية
كيف تعرف مقاربة "بولغري" لتصميم "جمال الميكانيك" Estetica della Meccanica؟ وكيف تؤثر هذه المقاربة في تصميم ساعات الدار؟
إن مبدأ "جمال الميكانيك" هي حقا فكرة إيطالية، وعندما نتحدث عنها، عليك تخيل أشهر مثال عليها، وهو محرك سيارة ايطالية فاخرة. فهم يظهرون المحرك، لأنه بالغ الجمال، ويريدون عرضه، لأنهم يريدون أن يظهروا خبراتهم في تصنيع أشياء بالغة الجمال من خلال الميكانيكية. لذلك فإن مبدأ "جمال الميكانيك" مهم للغاية بالنسبة لنا، وهذا المبدأ يظهر مع آليات حركة ساعات "فينيسمو"، وفكرته هي تحويل قيود صناعة الساعات إلى فرص لابتكار جماليات جديدة. فعندما نبدأ بتطوير آلية جديدة نبدأ بالاهتمام بشكل الساعة وعلبتها والميناء، وأيضا بشكل الآلية. لأننا نعتقد أن آلياتنا يجب أن تكون لها جماليات مختلفة، وهذه الجماليات تنتج مباشرة من حاجات صناع الساعة.
كيف يؤثر هذا المبدأ في ما تقدمونه من الساعات الرنانة التي لها تاريخ طويل عند "بولغري"؟
إن الساعات الرنانة هي مثال ممتاز على مبدأ "جمال الميكانيك" في عالم الساعات، لأن الآلية يجب أن تقوم بأداء معين، وتعد قوة الصوت ووضوحه نقطة أساسية في جودة هذا النوع من الساعات. فيمكن أن نصمم الحركة والجسور بأجمل شكل مع الحرص على أداء التعقيدات الساعاتية، بما فيها الصوت. وهذا يتمثل بشكل ممتاز في ساعة "أوكتو روما كاريون توربيون" Octo Roma Carillon Tourbillon التي تعمل بآلية ميكانيكية وهي رنانة بثلاثة مطارق.
حصدت ساعات "أوكتو فينيسمو" عدة جوائز في مسابقة "جائزة جنيف الكبرى للساعات الفخمة" GPHG، كان أحدثها جائزة "العقرب الذهبي" في العام الماضي. كيف تختلف عملية تصميم ساعة "أوكتو فينيسمو" الرنانة عن تصميم ساعة "أوكتو روما" الرنانة؟
نحن في دارنا نحاول أن نحول القيود، وهي تكمن في الساعات الرنانة في نوعية الصوت وحجمه، إلى فرص لتطوير جماليات جديدة. لكن العملية تختلف تماما بين "أوكتو روما" و"أوكتو فينيسيمو". ففي "أوكتو فينيسمو" آلية الحركة بالغة الرقة، وهي أرق ساعة رنانة في السوق، وجميع مكوناتها من الجسور والمطارق وغيرها، رقيقة جدا والآلية بالغة الصغر، ولذلك فإن التحدي فيها كان في كيفية تضخيم الصوت، ولذلك قررنا استخدام معدن التيتانيوم كمعدن أساسي فيها للحصول على أفضل نوعية صوت. أما ساعة "أوكتو روما كاريون توربيون" Octo Roma Carillon Tourbillon، فهي مختلفة تماما، لأنها كبيرة الحجم وسميكة، وفيها ثلاثة مطارق سميكة وفيها أجراس الكاتدرائية بتطوير ثلاثي الأبعاد، وفيها مساحة كبيرة داخل الآلية. وكذلك في ساعة "أوكتو روما إميرالد جراند سونيري" Octo Roma Emerald Grande Sonnerie المرصعة بالماس، التي تعمل بآلية حركة ميكانيكية أوتوماتيكية كبيرة الحجم، وتضم منظمة التوربيون وهي مكررة الدقائق Minute Repeater (أي أنها تدل على الوقت بنغمات عند الطلب) و"غراند سونيري" (أي أنها تدق عند الساعة ومرور ربع الساعة)، وهي كبيرة الحجم.
هلا تحدثنا عن تفريغ الميناء في ساعة "أوكتو روما كاريون توربيون" Octo Roma Carillon Tourbillon وتغيير تصميم آلية الحركة ليسمح برؤية المطارق من الميناء المفرغ؟
صممت آلية حركة ساعة "أوكتو روما كاريون توربيون" Octo Roma Carillon Tourbillon بحيث تكون المطارق والجرس من جهة الميناء، وأن يكون بالإمكان رؤيتها من خلال قرص الساعة. ففرغنا الميناء، وصممنا الجسور من جديد، وهيكلنا أو فرغنا الحركة قدر الإمكان. أما من خلفية الساعة، فيمكن رؤية جميع المقابض التي تحرك أو تفعّل المطارق.