المدير العام لـ"فان كليف آند آربلز" Alessandro Maffi لـ"هي": نهتم بالدقّة والإتقان والمهارة والرقي والحضور في السعودية مهم جدا

أقامت دار "فان كليف أند آربلز"  Van Cleef & Arpels، في ديسمبر الماضي، معرضا مُذهلا لمجموعاتها المميزة من المجوهرات الراقية الرمزية Signature High Jewelry في متحف الرياض الوطني بالمملكة العربية السعودية. قدّمت الدار الرائدة إبداعات مستوحاة من عوالم الأزياء والطبيعة والرقص، تجسد عالم الدار وأسلوبها المتميّز. في هذه المناسبة، تحوّل متحف الرياض الوطني إلى غابة حالمة بفضل لمسات الديكور الفنية للرسامة الفرنسية الشهيرة – شارلوت غاستو، التي قدّمت للزائرين والعملاء تجربة غامرة في عالم الأزهار.

تحدثّنا مع المدير العام لـ"فان كليف أند آربلز"، " أليساندرو مافي" Alessandro Maffi، عن هذا الحدث الرائع، حيث أطلعنا عن أهميّة الحضور في المملكة العربية السعودية للدار، وكشف لنا عن مجموعات المجوهرات التي قُدّمت في المعرض وعن القطعة المفضّلة لديه.

1

أشكركم على استضافتي. يا له من حدث جميل! تهانينا! إنه لمعرض مميّز ومثالي، أخذنا في الخيال إلى عالم مختلف فشعرت كأنني في نيفرلاند. أخبرنا المزيد عن هذا الحدث. كيف بدأ التحضير له، وكيف وقع اختياركم على المملكة العربية السعودية لإقامته؟

بدأ الأمر بلقاء مع السيّدة ليلى الفداغ، وهي المديرة العامة للمتحف الوطني. إنها امرأة رائعة ذات رؤية عظيمة. فقد كانت أمينة لمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" قبل استلامها زمام الأمور في المتحف الوطني، وقد أرادت الارتقاء به إلى بعد آخر. هذا المتحف بغاية الأهميّة بالفعل، وكانوا سينظّمون معرضا عشوائيا في غضون أسابيع قليلة. إذا اجتمعنا بالسيّدة ليلى التي هي من محبّي دار "فان كليف أند آربلز" لحسن الحظ، وتحدّثنا معها عن رغبتنا في أن نكون جزءا من المتحف الوطني بطريقة أو بأخرى. وهكذا بدأت شراكة جميلة. فنحن غالبا ما ننشئ شراكات ثانوية تدوم طويلا، في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم. إذا، عرضت علينا إقامة هذا الحدث في المتحف الذي حوّلناه إلى غابة حالمة مليئة بالأشجار والأزهار. لذا نحن سعداء حقا بتنظيم المعرض هنا، والتعبير عن أنفسنا بطريقتنا الخاصة الطبيعية والرومانسية والأنيقة جدا.

بالطبع الهدف من المعرض هو تثبيت مكانتكم أكثر وأكثر في المملكة. وهناك شقّ تجاري أيضا. هل يمكنك إخبارنا المزيد عن ذلك وعن الاستقبال الذي لقيته مجموعتكم للمجوهرات الراقية في المنطقة؟

الهدف من وجودنا هنا اليوم وإقامة معرضنا في المملكة العربية السعودية هو التأكد من أن الناس يعرفون ماهية المجوهرات الراقية حقا. في حديثي كنت أقول: Place Vendôme، مجوهرات راقية، 1906. هذه ثلاث نقاط مهمة للغاية. Place Vendôme تعني باريس، المجوهرات الراقية هي ما نقدمه، و1906 هي سنة إنشاء دار "فان كليف أند آربلز". نودّ أن يدرك الناس ماهية الدار، فالأمر يتعلّق بالمجوهرات الرّاقية وصناعتها، لذا فإن وجودنا هنا في المملكة العربية السعودية مهم جدا، فالجميع يحب مجموعات المجوهرات. عندما نعرّف الجمهور إلى جوهر الأمور، جوهر ما نحن عليه وما نتنفسه، نكون قد خطونا الخطوة الأولى لتعريفه أكثر إلى دارنا بشكل عام. بالطبع، هذا المعرض ليس مفتوحا للجميع، فقط قلّة من الناس يمكنهم زيارته، لكنه أمر جيّد بسبب الصيت الإيجابي الذي انتشر عنه.

ولديك هنا الشخصيات المناسبة والجمهور المناسب..

صحيح. فمن غاية الأهميّة أن يكون لديك القليل من الأشخاص، لكن الأشخاص المناسبون. وهذه هي أيضا طريقتنا للتعبير عن نفسنا. نحن نهتم بالدقّة والإتّقان والمهارة والرقي، بعيدا عن الضجيج الإعلامي. فمن المستحيل رؤية لوحات إعلانية كبيرة لـ"فان كليف أند آربلز" في جميع أنحاء المدينة على سبيل المثال. في نهاية المطاف، لم نرغب في إحداث ضجّة إعلامية حول هذا المعرض، لأنه ليس مفتوحا للجمهور. لكن ستكون هناك مناسبات أخرى في المستقبل القريب في المملكة العربية السعودية، وهي مصمّمة خصيصا للوصول إلى المزيد من الناس بطريقة أفضل.

2

سمعنا عن افتتاح متجر لـ"فان كليف أند آربلز" في الخبر العام المقبل. هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هذا الموضوع؟

نعم، سيكون الافتتاح في مارس 2022. فنحن لسنا موجودين حقا في مقاطعة المنطقة الشرقية، حيث "كارتييه" Cartier، على سبيل المثال، حاضرة منذ سنوات عديدة، وذلك لأننا لم نجد المكان المثالي للتعبير عن أنفسنا هناك من قبل. وجدنا المكان المناسب أخيرا، ونحن سعداء بذلك. من الرائع أن يكون لديك إمكانية للوصول إلى المزيد من الناس، خصوصا أولئك الذين لا يعرفوننا حقا. فهناك 3.3 مليون نسمة في الخبر والدمام. إنه عدد هائل من السكان، ما يشكّل إمكانية كبيرة للتعبير بالنسبة لنا. فهم بالطبع يعرفون عن دار "فان كليف أند آربلز"، لكننا سنعرّف عن نفسنا بشكل أفضل من خلال متجرنا الخاص.

أنت تعمل مع دار "فان كليف أند آربلز" منذ 11 عاما. كيف تطوّرت شخصيا في هذه الشركة؟

أصبحت أيضا أبا منذ 12 عاما. في اللحظة التي تصبح فيها والدا، يتغير كل شيء في حياتك. المنظور، والأولويات، وعدد ساعات النوم، تشعر بالتعب، يصبح شعرك رماديا، وتشعر بأنك تريد النوم طوال الوقت. وهذا ما هو عليه الأمر. 11 عاما فترة طويلة دون شك، لكنني سعيد وراضٍ.

وعلى الصعيد المهني؟

من الناحية المهنية، كنت مديرا تجاريا، وأصبحت مديرا عاما، وهذه خطوة مهمة. لكن بالنسبة لي، الحياة المهنية تتألف بنسبة 99.9 في المئة من الخبرة البشرية. فالوظيفة بحدّ ذاتها ليست مهمة، أمّا الحياة التي نتشاركها كل يوم مع الأشخاص المحيطين بنا فبلى. هي أهم بكثير مما يمكنك تحقيقه أو من الدبابيس الموجودة على سترتك أو على فستانك. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على مسيرتي في "فان كليف أند آربلز"، بل على حياتي بشكل عام. لذا، إن أردت سؤالي عن النموّ والتقدّم الذي حقّقته، فهو تقدّم شخصي، وأنا أريده كذلك. 

لقد أدخلت التجارة الإلكترونية إلى سوقكم في الإمارات العربية المتحدة. هل تخطط لتقديم هذا النوع من التجارة في دول أخرى في المنطقة؟

نعم، بالتأكيد.

3

هل يمكنك أن تخبرني المزيد عن هذا الأمر وعن ردود الفعل التي قابلت هذا المشروع؟

نحن جدد في هذا المجال، فلم يمضِ سوى أسبوعين على هذا المشروع. سنبدأ في المملكة العربية السعودية في فبراير المقبل، قبل أن ننتقل إلى بقية دول المنطقة. بالنسبة لنا، نحن لا نخوض فعلا تجربة التجارة الإلكترونية، بل البيع بالتجزئة عبر الإنترنت. نحن تجار تجزئة، ما يعني أننا نتعامل مع العملاء وجها لوجه.  ففي عالم اليوم، لا يمكننا تجنّب البيع عبر الإنترنت، إنه جزء من التجربة. لكن من ناحية أخرى هناك الجزء المتعلّق بلمس قطعة المجوهرات ورؤيتها أمامنا.  لذلك قد ينظر الناس إلى مجوهراتنا ويرغبون في شرائها عبر الإنترنت، وبعد ذلك قد يذهبون لرؤيتها في المتجر. قد يشترونها عبر الإنترنت، أو العكس. إنه إمر لا يمكننا استبعاده في عالم اليوم، لا يمكننا التظاهر بأن الناس سيأتون إلى متجرنا فقط، خاصة أننا لسنا موجودين في جميع مدن المملكة العربية السعودية. لذا فإن البيع بالتجزئة عبر الإنترنت هنا في المملكة العربية السعودية أمر في غاية الأهمية، وهي مغامرة جديدة نخوضها بهدف تقديم أفضل تجربة ممكنة لعملائنا.

لديكم العديد من الفروع في منطقتنا هذه. أيّ من هذه المتاجر تحقق أكبر أرقام للمبيعات؟ أهي تلك الموجودة في الإمارات؟

هذه معلومات سرية للغاية. لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال. لكنني أعود وأقول إنه بالنسبة إلينا، الأمر لا يتعلق بالمبيعات، بل بالتجربة التي نقدّمها لزبائننا. نريد أن تكون التجربة هي نفسها في متاجرنا المكتظّة، وفي تلك الأقل اكتظاظا. فالمتاجر المزدحمة ليست بالضرورة الأكثر مبيعا، كما أنّها ليست تلك التي يمكن أن تعبر فيها عن نفسك وعما تريده، بسبب وجود العديد من الزبائن. لذلك نحن نركّز، في نهاية المطاف، على التجربة التي يعيشها أي شخص يدخل إلى متجر من متاجرنا، هذه التجربة المميّزة التي يجب أن تكون نفسها في جميع متاجرنا، هنا في الشرق الأوسط أو في أي مكان في العالم. نريد من زبائننا أن يشعروا ويقولوا إنهم عوملوا بلطف، وهذا الأهم بالنسبة لنا. 

قدّمتم في هذا المعرض مجوهرات بغاية الروعة. بحسب ما فهمت أنكم صنعتم قطعة واحدة من كل تصميم كبير، أمّا التصاميم الصغيرة، فيوجد منها أكثر من قطعة؟ 

لا ليس بالضرورة، 95 في المئة من القطع التي رأيتها اليوم هنا فريدة. هذا لا يعني أن القطع الأكبر هي الأهم، إذ إن الفرق لا يتعلّق بالأحجام. السبب هو أن هناك مجموعتين: "ندفة الثلج" Snowflake و"بالمير" Palmyre. هاتان المجموعتان عبارة عن مجوهرات كلاسيكية راقية. لذلك فهذه قطع متكررة، ولذا فهي ليست فريدة من نوعها. لكن هناك أيضا القطع الصغيرة على شكل راقصات الباليه الصغيرة والجنيات، وهي فريدة من نوعها.

4

ما القطعة المفضّلة لديك؟

أنا أحب الغموض والترصيعات الخفية. لذا فإن القطعة المفضلة لدي هي بروش على شكل جنّية جالسة على أربع نجوم من الياقوت.

إضافة إلى متجر الخبر، ما مشاريعكم الأخرى في المنطقة هنا؟

مشاريعنا عديدة ومتنوّعة. في الواقع، الحدث التالي هو معرض آخر للمجوهرات الراقية في يناير، لمجموعة “Sous les étoiles” أو "تحت النجوم"، هذه المجموعة التي أطلقناها العام الماضي، وقد لقيت استحسانا كبيرا بأحجارها الكريمة الجميلة، خاصة الياقوت. ثم لدينا معرض "فن جدة 2139"،Jeddah Art 2139 في فبراير، ومعرض الدوحة في قطر، ثم مشاريع رمضان، حيث سيكون لدينا تعاون جميل هذا العام مع فنانين عالميين ومحليين. هناك أيضا يوم الحب ويوم الأم. تتركز جميع أنشطتنا إذا في الأشهر الثلاثة المقبلة. وبعد ذلك، أتمنى أن يكون فصل الصيف مخصصا للراحة، قبل أن نعاود العمل مرة أخرى في سبتمبر مع الكثير من المشاريع الجديدة التي ما زالت سرّية.