مزاد الشهر: إلفيس بريسلي Elvis Presley
تعددت ألقابه من "ممفيس فلاش" وغيرها، وأشهرها طبعًا "ملك الروك أند رول". هي أسماء عبّرت بوضوح عن شخصية "إلفيس بريسلي"، بطل المشهد الموسيقي الأمريكي في الخمسينيات والستينيات. من المستحيل أن يسمع أحد مقطعًا من "جيلهاوس روك" أو "لوف مي تندر" أو "أ ليتل ليس كونفرسيشن" دون أن يتعرف فورًا على صوت المغني الأمريكي. بأغانيه الفريدة وأسلوب أدائه، ألهم ولادة جماعات حقيقية من المعجبين الأوفياء، وأطلق صيحات جديدة. وصار حالة فريدة في تاريخ الموسيقى بفضل حضوره الاستثنائي على المسرح، وحركات رقصه الأيقونية، إضافة إلى قدرته البديهية على الدمج بين أهم عناصر موسيقى "الروك أند رول" المرتبطة بثقافة الأمريكيين البيض والتي نشأت من موسيقى الأمريكيين الافريقيي الأًصل.
حول هذه الشخصية الأسطورية، حيكت قصص كثيرة، ومن بينها حكاية مجموعة المجوهرات الشخصية "المفقودة" للفنان "إلفيس بريسلي" ومدير أعماله الكولونيل "توم باركر". وجدت أخيرًا مجموعة القطع القيّمة والمجوهرات النفيسة التي امتلكها ملك الروك أند رول "إلفيس بريسلي"، وهي معروضة للبيع في مزاد بدأ في نهاية أغسطس. انتشر الخبر في كل أنحاء العالم، بعد أن توقع المعجبون والخبراء لفترة طويلة وجود هذه المجموعة لأنه كان معروفًا أن "إلفيس" أهدى مدير أعماله الكولونيل "توم باركر" الكثير من القطع القيّمة. ولطالما كرّم "الملك الكريم" أصدقاؤه وأقاربه والمتعاونين معه بهدايا كثيرة. كما كان كريمًا جدًا مع مدير أعماله "توم باركر" الذي نجح في وقت قصير للغاية في جعل المغني الشاب الموهوب نجمًا محبوبًا في كل أنحاء الولايات المتحدة. في البداية، انتقد المعجبون اتباع "باركر" لحدسه بعكس التيار، لكنه نجح في نهاية المطاف أن يحول مهارات "إلفيس" وجاذبيته إلى ظاهرة ثقافية وإعلامية.
تم الإعلان عن المزاد قبل أسابيع قليلة من إصدار فيلم "إلفيس"Elvis للمخرج "باز لورمان" الذي قدّمه في عرض عالمي أول على هامش دورة العام 2022 من مهرجان "كان" السينمائي.تسلط قصة الفيلم الضوء على اللحظات الأهم والأكثر تعقيدًا من حياة ملك الروك أند رول، مثل علاقته الصعبة مع مدير أعماله "باركر"، وصعوده سلم النجاح العالمي، وزواجه من "بريسيلا". عملت "بريسيلا بريسلي" بنفسها على جمع القطع الموجودة في كاتالوغ المزاد، لكنها أكدت أنها لم تملك أيًا منها؛ كما قالت إن أحد الأسباب التي دفعتها إلى دعم هذا المزاد هو أنها سئمت من رؤية الكثير من الأشياء المزيفة التي تعرض للبيع على أنها من ممتلكات "إلفيس": "في الأسواق منتجات كثيرة غير أصلية، الأمر الذي يقلقني."كما قالت "بريسيلا": "أريد أن أكون متأكدة من أن القطعة ستذهب إلى شخص سيعتني بها ويحبها". وكشفت أنها شعرت بواجب حماية هذه القطع لأنها صممت بعضها بنفسها، مثل التصاميم التي تحمل شعار فرقة "تي سي بي"TCB الداعمة التي لعبت دورًا جوهريًا في فرقة "بريسلي" من العام 1969 وحتى وفاته.
معلقة على هذا المزاد المميز، أكّدت "بريجيت كروس" مؤسسة دار المزادات "جي دبليو إس أوكشنز" GWS Auctions ورئيستها التنفيذية أنها أمضت نحو 10 سنوات في البحث عن قطع مجموعة "باركر" الشخصية من أجل الحصول على قعطها وعرضها في السوق. في رسالة الكترونية إلى "سي إن إن"، قالت "كروس": "عام 2014، أخبرني أحد أكبر جامعي القطع الفنية وصاحب خبرة 30 عامًا في القطاع أن أهم مجموعة مجوهرات لإلفيس على الإطلاق ما زالت في مكان ما، تنتظر الحصول عليها". وبعد أعوام من سلك طرق مسدودة، بحثًا عن المجموعة الغامضة المفقودة، علمت بنزاع ماليّ كان قد منع ظهور هذه القطع للعلن على مدى خمسة عقود تقريبًا. في النهاية، وافق أحد عملاء دار المزادات الأمريكية على سعر المجموعة واشتراها: "كانت مجموعة سمعنا كلنا عنها. كانت مجرد حكاية خرافية وأسطورة، إلى أن وضعنا أيدينا عليها".
رغم كل العقبات، ظهرت هذه القطع الفريدة يوم 27 أغسطس 2022 في كاليفورنيا لدى دار "جي دبليو إسأوكشنز".بعنوان "مجموعة المجوهرات المفقودة لإلفيس بريسلي وتوم باركر"، يشتمل المزاد على 193 قطعة منها خواتم ذهبية، وكبكات، وساعات، ومسدسات ذهبية، ومشابك نقود، وجزمات، ولوحات تسجيل سيارات، والكثير من القطع الرائعة الأخرى. من تصاميم الجمبسوت المتلألئة إلى الخواتم المرصعة بالماس، كان "إلفيس بريسلي" يعشقأي شيء يلمع، الأمر الذي ينعكس على هذه المجموعة. ولعل الهدايا الأكثر لمعانًا فيها هي ساعة "كوروم"Corum من الذهب بعيار 18 قيراطًاوعلى مينائها قطعة نقدية بقيمة 20 دولارًا عمرها 130 عامًا، وزوج كبكات صُنع خصيصا حسب طلب "بريسلي" ونُقش في الأسفل بكلمتي "روك" و"رول"، وزوج كبكات من الماس والياقوت على شكل رجل الثلجتم شراؤه احتفالًا بالنجاح الذي حققته حفلة "ألوها من هاواي" التي بثت مباشرة عبر الأقمار الصناعية عام 1973.
الجزء الأندر والأغلى من المزاد يضم خاتم "تي سي بي" TCB الذي صممه "إلفيس" شخصيًا وهو مصنوع من الذهب الأصفر بعيار 14 قيراطًا مع صاعقتي برق مرصعتين بالماس وحجر كبير في الوسط. ترمز أحرف "تي سي بي" إلى عبارة taking care of business (الاهتمام بالأعمال)، الذي كان شعار "بريسلي" الشهير ويمكن إيجاده أيضًا في الكثير من الخواتم وقطع المجوهرات الأخرى. ومن المعروضات الأخرى، درّاجته من شركة "هارلي ديفيدسون" العائدة إلى العام 1976، وسيارة "لينكولن كونتيننتال" من العام 1973، وسيارة الليموزين الأخيرة التي اشتراها المغني. في الكاتالوغ أيضًا، صفحات من أشهر كلمات أغنياته، ورسائل من زوجته السابقة تذكر فيها معلومات عن تاريخ المعروضات، وآلة الغيتار التي عزف عليها "بريسلي" خلال حفلته التلفزيونية بعنوان "العودة"(1968).ومن تذكارات "إلفيس" المعروضة للبيع في هذا المزاد، تلك التي رافقت عودتهمن خلال فندق "لاس فيغاس هيلتون"، مثل ساعة من "بوم إيه ميرسييه" أهداها الفندق إلى الكولونيل "توم باركر"، وخاتم مرصع بالجواهر قدّمه إليه "بارون هيلتون". ومن القطع الأخرى المثيرة للاهتمام، صينية من حفلة زفافه، وجمبسوت ارتداه المغني في فيلم "سبيدواي".
في بيان صحفي، قالت "بريجيت كروس": "يستحق إلفيس أن نعثر على هذه المجموعة ونعرضها، للحفاظ على إرثه. وكان معجبوه بحاجة إلى التعرّف بعد 50 عامًا إلى هذه المجموعة، وكل القصص المرتبطة بكل قطعة منها". بعد أكثر من 45 عامًا على وفاة "بريسلي" عام 1977 وهو في أوج نجاحه المهني الاستثنائي، تواصل أسطورته ترداد صداها، وما زال اسمه حتى اليوم يحرك حشودًا من المعجبين.