ريما فقيه: لو تضامنت النساء في لبنان لقدنه إلى مكان رائع
من الولايات المتحدة الأميركية، يعلو صوتها من أجل دعم لبنان جراء الانفجار الذي أصاب عاصمته بيروت. هي ملكة جمال الولايات المتحدة الأميركية، وسفيرة مركز سرطان الأطفال في لبنان، اللبنانية الأصل، ريما فقيه، التي أطلقت وزوجها السيد وسيم صليبي، بالتعاون مع جمعيّة Global Citizenحملة عالميّة لمساعدة لبنان. ريما في حديث خاص مع "هي" تتكلم فيه أكثر عن هذه المبادرة كما توجه رسالة إلى شعبها وإلى المرأة اللبنانية طالبة منها التحلي بالقوة. (أجري هذا اللقاء بعد أسبوع فقط من وقوع انفجار مرفأ بيروت)
أنت المقيمة في أميركا كيف ترين لبنان بعد الفاجعة التي أصابته؟
أشعر بحزن كبير لاسيما أنني لست متواجدة حالياً في لبنان لمساندة شعبي وكل الثوار الذين نزلوا إلى الشارع. كنت أتمنى أن أكون بينهم وأرفع الصوت عالياً، لكن تواجدي في الخارج يدفعني أيضاً إلى رفع الصوت لنشر التوعية أمام المجتمع الدولي، حول المخاطر التي يتخبط بها لبنان. نحتاج إلى مساعدة عالمية لدعم لبنان للخروج من مأزقه.
ماذا بدّل فيك هذا الدمار الذي تعرضت له بيروت؟
يؤلمني قلبي من الحزن، وأبكي أحياناً حين أنظر إلى أولادي وأتذكر كل الأمهات اللواتي مات أولادهن أو تأذوا جراء الإنفجار. أحمد ربي على كل شيء، رغم أنني أشعر بغضب كبير حول ما يصيب لبنان وشعبي، لكن أرفض الاستسلام، وهذا ما يزيد من عزيمتي بالاستمرار في الدفاع عنه.
تسبب انفجار بيروت في تدمير شوارع وتشريد آلاف العائلات، كيف العودة إلى ما كانت عليه الأمور سابقاً مع أنك ذكرت على صفحتك على "انستغرام" أنّ ما يذهب لا يعود؟
ما قصدته حينها هو أن لا شيء يعوض الأرواح التي ذهبت ضحية هذا الانفجار، حتى أنّ جزءاً كبيراً من تراث بيروت تدمر وزال من الوجود! معروف عن اللبناني مدى مثابرته وقوته في الصمود أمام تقلبات الحياة. نحن شعب قوي، نجونا من الموت، وما أصاب بيروت، نتج عنه تعاطف دولي كبير، وأتمنى أن يستمر هذا التعاطف لكي يقف لبنان على رجليه مرة أخرى.
صرح زوجك، السيّد وسيم صليبي، أنّ مشاهد الدمار أعادت إلى ذاكرته اللحظات الصعبة التي عاشها مع أهله في زمن الحرب والتي دفعته إلى الهجرة..
طرحت وزوجي السؤال نفسه على حالنا، فهل ذلك معقول؟! اضطر زوجي أن يهاجر لبنان وهو في عمر 15 عاماً للبحث عن مستقبله ومساعدة عائلته. الأمر نفسه حدث معي، وكنت في السابعة من عمري، حين قرر والدي أن يأخذنا جميعاً إلى ولاية "نيو جرسي" الأميركية، ورغم أنه كان مقرراً العودة إلى الوطن، إلا أننا وجدنا أنفسنا مستقرين هنا، بينما لا يزال لبنان يتخبط بمشاكله اللامتناهية.
يفكر كثيرون بالهجرة. ماذا تقولين لهؤلاء؟
قد نكون وصلنا إلى الحضيض، لكن لابدّ من النهوض بعد كل سقوط.
أطلقت أنت وزوجك بالتعاون مع جمعيّة Global Citizen حملة عالميّة لمساعدة لبنان (Global Aid For Lebanon). أخبرينا أكثر عن هذه الحملة؟
حين وقع الانفجار، شعرت بالضياع، وأردت العودة إلى لبنان للوقوف إلى جانب عائلتي، لكنني أم لثلاثة أولاد، وهم مسؤوليتي أيضاً، فقررت وزوجي حينها تقديم يد العون من خلال اطلاق مبادرة عالمية، لاسيما أننا على علاقة طيبة مع عدد كبير من الأشخاص الفاعلين في مجتمعهم، وبالفعل قدم عدد كبير منهم مساعدات مالية إلى لبنان مثل النجوم The Weeknd و French Montana وMassari، و Bebe Rexha و Doja Cat وغيرهم، كما تعاونت معنا شركات ضخمة، مثل Live Nation، وSpotify و"أنغامي" وغيرهم. ودعم الحملة أيضاً مجموعة من النجوم اللبنانيّن من بينهم نانسي عجرم وإليسا ومايا دياب وراغب علامة وغيرهم الذين نشروا تفاصيل الحملة عبر صفحاتهم. وقد تخطّى مبلغ التبرّعات الـ1.2 مليون دولار أميركيّ ولا يزال باب التبرّعات مفتوحاً.
أنت سفيرة مركز سرطان الأطفال في لبنان. وقد تسبب الانفجار بأضرار في 7 غرف من 9 مخصصة للأطفال الذين يتلقون علاجات السرطان بشكل يومي. كم حاجة المركز من المال لاعادة تأهيله؟
بعد كل ما مرّ به لبنان من حروب وانفجارات وبخاصة الانفجار الأخير، وجد مرض السرطان ضالته في هذا البلد، وهذا أمر محزن ومخيف في آن.
المركز بحاجة إلى كثير من المال لإعادة تأهيله، علماً أنّ كلفة كل جلسة علاج لطفل تصل إلى 50 ألف دولار أميركي، كما لا تستطيع أن تعرّض حياة طفل لأي نكسة في غياب العلاج، وبخاصة أنّ مركز سرطان الأطفال يقدم العلاجات إلى الأطفال المتواجدين في المركز وغيرهم من الأطفال المنتشرين في كل المناطق اللبنانيّة.
كيف هم أطفال المركز؟
هم بخير، كانوا الأطفال في منازلهم حين وقع الانفجار بسبب الاقفال الذي شهدته البلاد جراء انتشار فيروس كورونا، وكانوا عائدين إليه في اليوم التالي من الانفجار، الحمدلله أنهم نجوا.
تستعملين موقعك لنشر الوعي والايجابية، ما هي الرسالة التي توجهينها إلى النجوم في لبنان؟
القوّة الوافرة تصحبها مسؤوليّة كبيرة، وأنتم وجه لبنان، فكونوا خير مثال عن بلدكم، وانشروا الفرح والايجابية والسلام لأن الناس بحاجة إلى الأمل بالاستمرار.
ما هي الرسالة التي توجهينها إلى الشعب اللبناني للمضي قدماً؟
لا تستسلموا، فأنتم مصدر اهتمام العالم أجمع جالياً، وكونوا أقوياء، من خلال التضامن في ما بينكم، فلا يمكن أحد أن يفرقكم حينئذ.
معروف عنك دعمك الكبير للمرأة. نساء كثيرات ذهبن ضحايا الانفجار وأخريات كن بطلات. ماذا تقولين للمرأة اللبنانية؟
تملك المرأة حساً مرهفاً، وهي تشعر بأوجاع محيطها، لذا عليها أن تكون قوية في هذه المرحلة، لأنها مصدر فرح وصمود وطمأنينة لعائلتها. أتمنى لو جميع النساء في لبنان يتضامنن قوة واحدة، ربما يقدن لبنان إلى حال لم نشهد لها مثيل.