المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم خديجة البستكي حصرياً لـ"هي": أسبوع دبي للتصميم رسالة من دبي إلى العالم بانتصار الحياة
تسعى المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم خديجة البستكي إلى تكريس خبراتها وإمكاناتها لإعلاء اسم دبي ودولة الإمارات عاليا، وتحفيز المجتمع والقطاع الخاص على المشاركة في عملية بناء تشمل جميع القطاعات. البستكي التي تقود "حي دبي للتصميم" بروح قيادية ملفتة، أعربت عن فخرها بالشراكة الاستراتيجية مع أسبوع دبي للتصميم، الذي يعد أبرز حدث من نوعه إقليميا، معتبرة أنّ حي دبي للتصميم هو انعكاس لقدرة دبي والإمارات على الاستمرار. وفي هذا الحوار الحصري، تكشف البستكي عن نظرتها إلى مستقبل التصميم في المنطقة، إضافة إلى معلومات قيمة عن الملتقى الإقليمي للهندسة المعمارية الذي أشرفت على إطلاقه مؤخراً في حي دبي للتصميم.
دبي: سينتيا قطار Cynthia Kattar
تصوير: محمد هلو Mohamad Hallou
من مديرة تطوير الأعمال في مدينة دبي للإعلام إلى منصب المديرة التنفيذية لحي دبي للتصميم D3. أخبرينا عن هذه القفزة النوعية في مسيرتك المهنية العام الفائت، وماذا أضاف إليك هذا المنصب؟
أيا كان المنصب الوظيفي الذي نشغله، فإن هدفنا هو تكريس خبراتنا وإمكاناتنا لإعلاء اسم دبي ودولة الإمارات عاليا، وتحفيز المجتمع والقطاع الخاص على المشاركة في عملية بناء تشمل جميع القطاعات، وبالنسبة لي فإن رابطا مهما يجمع بين منصبي السابق مديرة لتطوير الأعمال في مدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج، ومنصبي الحالي مديرة تنفيذية بحي دبي للتصميم، منذ يناير 2019 ، فكلا المجالين، الإعلام والتصميم يتحدث لغة الإبداع والابتكار، وهي مفردات أساسية في رؤية الإمارات واستراتيجياتها المستقبلية. ولا شك أن تقاطع الخبرات في مجالات عدة ينعكس على المنظومة المعرفية للشخص، بما يمكنه من ربط أمور قد تبدو مختلفة، إلا أنها مترابطة كما كل شيء في الحياة، ومهمتنا هي إيجاد هذه الروابط والاستفادة منها لمصلحة مجتمعنا وبلدنا الحبيب. أسخّر خبرتي في مجال صناعة الإعلام لمصلحة صناعات التصميم، وخاصة الاستفادة من قدرات وسائل الإعلام المحلية والدولية لتعزيز مكانة دبي عاصمة إقليمية للتصميم، فالإعلام شريك أساسي لنا في نقل الصورة الحقيقية لقصة النجاح الإماراتي والتعايش بين جنسيات كثيرة.
سلّط أسبوع دبي للتصميم الضوء على مصممين ومصممات موهوبين، وعلى أعمال جديدة لفتت الأنظار. ما الذي ميّز المعرض هذا العام؟ وكيف نجح باستقطاب الحضور رغم ظروف جائحة "كوفيد - 19"؟ وكيف كانت أصداء أسبوع دبي للتصميم؟ وما أبرز الأعمال التي لفتت الجمهور؟
بصفته أبرز مجمع أعمال لقطاعات التصميم والابتكار في المنطقة، نفخر في حي دبي للتصميم بالشراكة الاستراتيجية مع أسبوع دبي للتصميم، الذي يعد أبرز حدث من نوعه إقليميا، والذي يقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة). من أهم ما ميز دورة هذا العام من "أسبوع دبي للتصميم"، الحدث السنوي الذي يستضيفه حي دبي للتصميم D3 تفاعله مع المتغيرات التي فرضها "كوفيد - 19"، وجمعه بين الفعاليات الحية والافتراضية التي تراعي شروط التباعد الاجتماعي. وقد شكل هذا الحدث رسالة من دبي إلى العالم بانتصار الحياة، وفتح أبوابه للمحترفين والجمهور، ليكون في الوقت نفسه حدثا نخبويا ومكرسا لجميع فئات المجتمع أيضا، وضم سلسلة شائقة من الحوارات والمعارض وورش العمل في مناحي التصميم المختلفة، مثل الفن المعماري وتصميم المنتجات، والديكور الداخلي، والوسائط المتعددة، والتصميم الغرافيكي.
ما أبرز الأعمال التي لفتتك هذا الموسم؟
تعكس جميع الأعمال الفنية المعروضة روح الإبداع والحيوية لدى الفنانين والمصممين والمفكرين المبدعين، ولا يمكن إلا أن نتوقف عند نُصب فني ضخم حمل اسم "أروقة وفضاءات الروح" من تصميم الفنان إيهاب اللَّبان، وتقدمة من مجموعة شلهوب إلى حي دبي للتصميم، تعبيرا عن الشراكة الاستراتيجية الوطيدة بين الطرفين. ومنحوتة "أروقة وفضاءات الروح" عبارة عن مجسم معروض في منطقة مفتوحة يتكون من جزأين متشابهين قائمين في مقابل بعضهما البعض، ولكنهما يلتقيان في الجزء العلوي من العمل الفني. يرمز هذا التلاقي للجزأين المتشابهين من العمل الفني إلى حتمية الاندماج بين حضارتي الشرق والغرب وثقافتيهما، وأنهما عند التلاقي يشكلان كيانا واحدا يحتضن أولئك الذين يأوون إلى فضائه الداخلي.
يتمتّع حي دبي للتصميم بطاقة استثنائية وأجواء فنية عصرية فريدة من نوعها. ماذا يعني لك هذا المكان؟
حي دبي للتصميم ليس فقط مجمع أعمال يضم اليوم أكثر من 9 آلاف شخص يعملون في مجال التصميم بمفهومه الواسع، بل هو وجهة مفعمة بالإبداع والابتكار تضم بين جنباتها مجموعة متنوعة من صالات العرض والمعارض الفنية، وتجارب التسوق والمطاعم والمقاهي الفريدة، مثل "هوم بيكري" و"لايت هاوس" وغيرها من الأماكن. كما أنه مركز ابتكار نابض بالحياة يمكّن العلامات التجارية العالمية وعددا متزايدا من المصممين المحليين والمبدعين والفنانين من التعاون والإبداع معا في بيئة ملهمة، وله دور محوري في تطوير قطاع التصميم. وبفضل بنيته التحتية الحديثة المصممة لتلبية احتياجات قطاع التصميم وبيئته الداعمة للأعمال، يوفر الحي للمواهب الإبداعية الأدوات اللازمة لتحفيز الابتكار الذي يعد عنصرا مهما في مختلف المجالات الاقتصادية بدبي، وهو ما يعزز مكانة الإمارة باعتبارها أول مدينة مبدعة بالتصميم في الشرق الأوسط بحسب منظمة اليونيسكو. ويتخذ الحي موقعا استراتيجيا في قلب دبي، ويتميز بإمكانات نمو كبيرة بفضل مميزات مثل الموقع المميز على 3 طرق رئيسة، والإيجارات التنافسية، فضلا عن عدم توفر مشروع مثله في المنطقة.
لا شكّ في أنّ المشهد الفني في تطوّر مستمر في الإمارات العربية المتحدة في ظلّ دعم الدولة للمواهب المحلية والعالمية والأحداث السنوية التي باتت محطات ينتظرها عشاق مختلف الفنون. كيف تصفين واقع المشهد الفني اليوم؟ وكيف تنظرين إلى مستقبله؟
وضع لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، هدف الوصول إلى الريادة في مختلف مناحي الحياة، ونحن في مختلف مجالات التصميم نسعى لتحقيق هذا الهدف، وجعل الإمارات عاصمة التصميم والابتكار والمواهب في العالم عبر توفير كل سبل النجاح للمصممين، ومن أجل ذلك لدينا شراكات استراتيجية مع مجموعة من أهم الفعاليات المتخصصة، كما نواصل تركيزنا على زيادة التواصل بين الأفراد والشركات في مجتمع حي دبي للتصميم مع نظرائهم في الدولة وفي أنحاء العالم. الإمارات هي عاصمة المستقبل في قطاع التصميم والابتكار، ونحن بدورنا في حي دبي للتصميم نعزز الدور الحيوي لقطاع التصميم برؤى أكثر شمولية وعمقا من خلال استراتيجية تتفهم احتياجاته ومتطلباته التي تستشرف المستقبل، وتنظر بكل التقدير لدور الصناعات الناشئة المنبثقة عن القطاع وتأثيراتها الثقافية والمجتمعية، محليا وعالميا.
لا شكّ في أنّ جائحة كوفيد - 19 أثرت في مختلف القطاعات، ومنها قطاع التصميم. أخبرينا عن استراتيجية حي دبي للتصميم للتّأقلم مع تداعيات الجائحة.
التصميم هو الحياة، وكما أن الحياة لا تتوقف فإن عالم التصميم لا يتوقف، قد تعترضه منغصات، ولكنه مستمر، وحي دبي للتصميم انعكاس لقدرة دبي والإمارات على الاستمرار، وهو ما عايشناه خلال ذروة الجائحة وبداياتها الأولى، حيث تعاملت الإمارات مع هذا التحدي العالمي بشكل أثار إعجاب العالم، ومن ثم برهنت من خلال عودة الأنشطة على قدرتها على تجاوز ما تعجز دول أخرى عن مواجهته، واليوم فإن ثقة مجتمع الأعمال المحلي والعالمي بدبي والإمارات هي أكبر رصيد لقطاع التصميم الذي يشكل حي دبي للتصميم أحد أبرز أركانه، ليس في الإمارات فقط وإنما أيضا في المنطقة.
أطلقت مؤخرا في "حي دبي للتصميم" فعاليات الدورة الأولى من "الملتقى الإقليمي للهندسة المعمارية". هل يمكن أن تخبرينا أكثر عن هذه الفعالية وأهدافها؟
تمثل الحاجة المتزايدة لبناء مدن ومعالم عمرانية مواكبة للمستقبل تحديا مهما ومجالا جديدا ذا أهمية كبيرة، ولهذا السبب أطلقنا “الملتقى الإقليمي للهندسة المعمارية” لتوفير بيئة ملائمة للمتخصصين لخلق حوار حول تأثير النسيج العمراني في الاقتصاد والبيئة والمجتمع ككل، وتحفيز قطاع العمارة لتعزيز تبني معايير الاستدامة والابتكار مستقبلا وتوفير فرصة لتبادل الخبرات واستعراض أبرز النجاحات، وخصوصا في دبي التي تضم مجموعة من أبرز المعالم المعمارية العالمية. إن قصة نجاح دبي في شتى القطاعات مرتبطة دائما بالمعالم المعمارية الفريدة التي تحولت إلى وجهات لا غنى عنها لأي سائح أو مقيم. نحن سعداء بأن تكون هذه الفعالية الأولى من نوعها بالمنطقة المتخصصة بالعمارة والعمران والتنمية، وقد أقمناها بالشراكة مع المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين (ريبا) فرع منطقة الخليج، وضمت مزيجا من الأحداث الحقيقية والافتراضية.
كيف تنظرين إلى مشهد التصميم في العام المقبل؟ وما أبرز المشاريع والأحداث التي يتجهّز لها حي دبي للتصميم؟
إذا كان ثمة مكان قادر على إعادة الحياة إلى طبيعتها فإنه دبي، ونحن نتطلع قدما إلى دورة العام القادم من أسبوع دبي للتصميم الذي نفخر في حي دبي للتصميم بشراكتنا الاستراتيجية معه خاصة. لقد اعتاد حي دبي للتصميم أن يكون شريكا استراتيجيا لبعضٍ أشهر الفعاليات الثقافية والتصميمية في المنطقة، مثل سول دي إكس بي، التي تجذب الفنانين وجمهور عالميا واسعا. كما ينظم الحي بانتظام حوارات وورش عمل وبرامج تعليمية متاحة للجميع على اختلاف أعمارهم. وسنعمل على إعادة إحياء جميع تلك الفعاليات التي اعتدنا استضافتها، ونحن منفتحون أيضا على عقد شراكات جديدة لإغناء مشهد الفعاليات في دبي.
ما نصيحتك للنساء الشابات اللاتي يطمحن إلى النجاح في عالم الفن والتصميم؟
يعتبر حي دبي للتصميم الوجهة الأولى للصناعات الإبداعية في الشرق الأوسط ومنصة لدعم المواهب الصاعدة في المنطقة، وأدعو جميع الشابات الموهوبات بمجال التصميم للاستفادة مما يوفره حي دبي للتصميم من مجتمع إبداعي واحترافي متكامل، إذ لا نتردد في مساعدة المصممات الإماراتيات ومن المنطقة، وتسليط الضوء عليهن وتسهيل حصولهن على دعوات للمشاركة بعروض عالمية، ونفخر اليوم بمواهب محلية صعدت من قلب حي دبي للتصميم مثل الجود لوتاه التي اشترى متحف ملبورن أحد أعمالها. ويمكن للراغبات في تطوير أنفسهن أكاديميا بهذا المجال الدراسة في معهد دبي للتصميم والابتكار DIDI ، الجامعة الوحيدة بالمنطقة المكرسة للتصميم والإبداع. كما نتيح الكثير من الفرص الفريدة لرائدات الأعمال عبر التعاون مع مؤسسات ومبادرات مثل مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتجار دبي، ومن خلال حاضنة الأعمال in5 ، وهي منصة لتمكين الابتكار في المنطقة، أسهمت في إنشاء نظام متكامل للطلاب ورواد الأعمال والشركات الناشئة في دبي، حيث يجري احتضانها ورعايتها للوصول بها إلى المرحلة التالية من النمو.